السفير الأميركي: أحب الجريش... وأخطط لرؤية كل ركن في السعودية

راتني لـ«الشرق الأوسط»: السعوديون الأكثر ودية... وأقرأ كتاباً عن سيرة الملك عبد العزيز

TT

السفير الأميركي: أحب الجريش... وأخطط لرؤية كل ركن في السعودية

جدران منزل السفير مزيّنة بلوحات مذهلة لفنانين أميركيين وسعوديين (تصوير: بشير صالح)
جدران منزل السفير مزيّنة بلوحات مذهلة لفنانين أميركيين وسعوديين (تصوير: بشير صالح)

بعيداً عن دوره الرسمي سفيراً للولايات المتحدة الأميركية لدى السعودية، يسعى مايكل راتني إلى استكشاف المملكة بشكل أعمق، والتّعرف على شعبها وثقافته التي وصفها بأنها «فريدة ومميزة».

وفي حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، قال راتني إن السعوديين هم «أكثر الشعوب ودّية من بين جميع الشعوب التي تعاملت معها». وأضاف: «لقد سنحت لي الفرصة لاستكشاف العديد من مناطق المملكة، وأدهشني التّنوع الكبير الذي يتمتع به هذا البلد، وأعتقد أنه يتعارض مع كثير من الأفكار المسبقة التي يحملها الناس عن المملكة».

أكد السفير راتني في حديثه لـ«الشرق الأوسط» حرصه على زيارة كل مناطق السعودية (تصوير: بشير صالح)

وتابع السفير، الذي التقيناه في منزله بالحي الدبلوماسي بالعاصمة الرياض، يقول: «أينما ذهبت في المملكة، ألتقي بسعوديين من مختلف شرائح المجتمع ومن جميع أنحاء البلاد، وهذا ما يجعل المكان فريداً بشكل خاص».

على يسار بهو المدخل صورة بارزة للّقاء التاريخي بين الملك عبد العزيز، والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت في 14 فبراير (شباط) 1945 على ظهر البارجة «يو إس كوينسي»، مع وجود مجسّم أسفل الصورة للبارجة نفسها، وهي إشارة لعلاقة استراتيجية نشأت بين البلدين لأكثر من ثمانية عقود.

السفير الأميركي لدى السعودية مايكل راتني (تصوير: بشير صالح)

يبتسم مايكل راتني متحدثاً عن حبه لطبق «الجريش» الشهير في المملكة يقول: «دائماً ما يسألني الناس عن ذلك، وأشعر وكأنني أخاطر بالإجابة، لكنني حقاً أحب الجريش، أعلم أنه ليس شيئاً يتذوقه كثير من الأميركيين».

وأضاف: «هناك بعض المطاعم السعودية الرائعة، سواء كانت تقليدية للغاية، أو حديثة، وكلّما جاءنا زوار من الولايات المتحدة، نأخذهم إلى هناك لأننا نريد أن نعرفهم على مأكولات جزء من العالم لم يعرفوه من قبل».

يحب مايكل راتني طبق «الجريش» الشهير في المملكة (تصوير: بشير صالح)

منذ تعيينه قبل نحو سنة وثلاثة أشهر، جال السفير في كثير من المدن والمناطق السعودية. وعن هذه التجربة، يحدّث «الشرق الأوسط»: «لقد حظيت بامتياز السفر في جميع أنحاء هذا البلد، ولدي خطط لاستكشاف كل زاوية من زوايا المملكة، لقد زرت جازان، وأبها، والمدينة المنورة، والعلا، والهفوف، كما زرت الظهران وجدة، وتوجهت مؤخراً إلى الشمال، وأخطط لزيارة نيوم في وقت قريب».

ورداً على سؤال حول الكتب التي يقرأها حالياً، يوضح السفير أنه يتصفّح حالياً كتاباً أُهدي إليه يتناول سيرة الملك عبد العزيز، بالإضافة إلى رواية عن سوريا. وتابع: «أميل إلى قراءة نحو ثلاثة كتب في الوقت نفسه. أقرأ لأتعلم مزيداً عن المكان الذي أعيش فيه، وأحياناً أقرأ للترويح عن نفسي وللتفكير في شيء مختلف تماماً».

يقرأ السفير حالياً كتاباً عن سيرة الملك عبد العزيز رحمه الله (تصوير: بشير صالح)

اهتمام السفير بالثقافة السعودية ينعكس على جدران منزله التي تزينها لوحات مذهلة لفنانين من الولايات المتحدة، لشخصيات وأماكن شرقية، من بينها لوحة لثلاث فتيات يرتدين الحجاب، وأخرى لسيدة ذات ملامح غامضة تقف أمام سيارة في وسط الصحراء.

وتحدث السفير الأميركي عن حبه للسيارات القديمة والكلاسيكية وتجلّى ذلك بعد أن أخذنا إلى قاعة داخلية في منزله تضمّ مجموعة من الصور الفنية التقطها شباب وشابات سعوديون، يضمّ بعضها صوراً لسيارات قديمة في العاصمة الرياض ومدينة تبوك شمال السعودية.

السفير الأميركي تلفته السيارات القديمة والكلاسيكية (تصوير: بشير صالح)

وفي حديثه عن الرياضة في حياته اليومية، أشار السفير إلى أهميتها، رغم ضيق الوقت، واستطرد قائلاً: «ما يثير الاهتمام هو أن المملكة العربية السعودية توفر الآن مجموعة متنوعة من الفرص الرائعة لحضور أحداث رياضية لم أكن أتوقع قط أنني سأتمكن من حضورها عندما وصلت إلى هنا لأول مرة».

تحدث السفير مايكل راتي بإعجاب عن التحول الذي تعيشه السعودية (تصوير: بشير صالح)


مقالات ذات صلة

«مجدٍ مباري» احتفاء سعودي بإرث تاريخي ممتد لـ200 عام

يوميات الشرق يقدم المعرض القصص التاريخية بتسلسل زمني (بوابة الدرعية)

«مجدٍ مباري» احتفاء سعودي بإرث تاريخي ممتد لـ200 عام

يهدف المعرض إلى تعريف الزوّار بالإمام تركي بن عبد الله، الذي يُعدُّ من أبرز القادة السعوديين وصاحب شخصية مؤثرة.

عمر البدوي (الرياض)
الخليج محققون يصلون إلى موقع حادثة الدهس التي وقعت في سوق بمدينة ماغدبورغ (إ.ب.أ)

السعودية تدين حادث الدهس في ماغدبورغ... وتؤكد نبذها العنف

أعربت السعودية عن إدانتها حادث الدهس في سوق بمدينة ماغدبورغ، الذي نتج عنه وفيات وإصابات، معبِّرةً عن تضامنها مع الشعب الألماني وأسر الضحايا.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير التجارة السعودي يتحدث خلال أعمال ورشة العمل (حسابه على إكس)

القصبي: الرقمنة أحدثت تحولاً في التجارة العالمية

أكد الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة السعودي، أن التبني العالمي المتزايد للرقمنة أحدث تحولاً في التجارة، وجعلها أكثر كفاءة وموثوقية وشفافية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الخليج مندوب فلسطين رياض منصور يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة (أ.ب)

السعودية ترحب بقرار أممي حول التزامات إسرائيل

رحّبت السعودية بقرار للأمم المتحدة يطلب رأي محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال لقاء وزير الكهرباء المصري محمود عصمت بالرياض (الكهرباء المصرية)

مصر تعوّل على الربط الكهربائي مع السعودية لـ«استدامة التيار»

تعوّل مصر على بدء تشغيل مشروع «الربط الكهربائي» مع المملكة العربية السعودية مطلع الصيف المقبل.

أحمد إمبابي (القاهرة )

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
TT

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)

بعض التصريحات التي تدلي بها الفنانات المصريات لا تتوقف عن تجديد الجدل حولهن، وإثارة التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بتفاصيل حياتهن الشخصية والنصائح التي يوجهنها للجمهور بناء على تجاربهن، وهو أمر برز خلال لقاءات إعلامية عدة في الأسابيع الماضية.

أحدث هذه التصريحات كانت من نصيب الفنانة المصرية رانيا يوسف، في برنامج «ع الرايق»، بعدما تطرقت لتعرضها للضرب من زوجيها الأول والثاني، مع نصيحتها للفتيات بألا تقل فترة الخطوبة قبل الزواج عن 3 أو 4 سنوات، فضلاً عن نصيحتها لبناتها بعدم الزواج قبل سن الـ30 عاماً.

وقالت رانيا إن «طبيعة العلاقات في الوقت الحالي أصبحت تتطلب مزيداً من العمق والتفاهم بين الطرفين، بعيداً عن السطحية والانجذاب المؤقت»، محذرة من تعامل النساء بمشاعرهن عند البحث عن الشراكات العاطفية التي تحقق لهن السعادة والاستقرار.

وجاءت تصريحات رانيا بعد وقت قصير من تصريحات للفنانة زينة عن حياتها الشخصية وإنجابها طفليها التوأم بمفردها في الولايات المتحدة وصعوبة الأيام الأولى لهما مع مرضهما، بالإضافة إلى الفترة التي قضتها بمفردها في الغربة. وكذلك تطرقت إلى تفاصيل كثيرة عن حياتها، خصوصاً في ظل تحملها مسؤولية دور الأم والأب ووجودها مع نجليها بمفردها.

الفنانة المصرية زينة (فيسبوك)

وكانت الفنانة لبلبة قد أثارت جدلاً مشابهاً عندما تحدثت عن طفولتها الصعبة التي عاشتها واضطرارها للعمل من أجل الإنفاق على عائلتها بجانب انشغالها بمسؤوليات الأسرة وأشقائها، الأمر الذي جعلها تحاول أن تعوض ما لم تعشه في طفولتها.

من جهتها، تؤكد الناقدة المصرية ماجدة موريس أن «بعض الفنانين لا يكون قصدهم دائماً إثارة الجدل بالحديث عن حياتهم الشخصية أو مواقف سابقة مروا بها»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن «بعض التصريحات تخرج بشكل عفوي، لكن التفاعل يحدث معها نتيجة اهتمام الجمهور بمتابعتهم».

وأضافت أن «رانيا يوسف على سبيل المثال مرّت بتجارب مختلفة، وبالتالي عندما تتحدث عن صعوبة ثقتها في الرجال، بالإضافة إلى نصيحتها بتأجيل خطوة الزواج للفتيات؛ فهي تحاول إبداء رأي تعتقد أنه صواب»، لافتة إلى أهمية التعامل مع الفنانين باعتبارهم بشراً من حقهم الإدلاء بآرائهم، لكن ليس بالضرورة أن تكون جميع آرائهم صحيحة أو غير قابلة للتغير مع مرور الوقت.

الفنانة المصرية لبلبة (فيسبوك)

وهنا يشير مدرس علم الاجتماع بجامعة بني سويف، محمد ناصف، إلى «ضرورة التفرقة بين المواقف الشخصية والخبرات التي يتحدث بها الأشخاص العاديون، وبين المشاهير الذين تكون لديهم قاعدة جماهيرية ومصداقية ربما أكثر من غيرهم وإمكانية وصول لأعداد أكبر من الجمهور عبر البرامج والمنصات»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «جزءاً من الجدل يكون مجتمعياً في الأساس، لكن بدايته تكون من تصريحات المشاهير».

وأضاف أن «هناك تبايناً في الآراء قد يصل لدرجة التناقض بين الأفراد داخل المجتمع، وهو أمر يتوجب فهمه في إطار الخلفيات الاجتماعية والعادات والخبرات التي يمر بها كل فرد، وبالتالي ستجد من يقتنع بكل رأي يقال حتى لو لم يكن صحيحاً من الناحية العلمية»، لافتاً إلى ضرورة فتح نقاشات أعمق حول بعض الآراء عبر وسائل الإعلام.

وهو الرأي الذي تدعمه الناقدة المصرية، موضحة أن «آراء الفنانين تسلط الضوء على موضوعات قد تكون محل جدل مجتمعي، لكن تبرز لوسائل الإعلام مع إعلانها من المشاهير»، لافتة إلى أن «بعض الآراء قد تعرض أصحابها لانتقادات من شرائح أكبر عبر مواقع التواصل، لكن على الأرجح يكون لدى الفنان القدرة على تحمل تبعات موقفه وشرح وجهة نظره التي ليس بالضرورة أن تتسق مع رأي الغالبية».