الهواتف الذكية: هل تجعل أطفالكم أكثر ذكاءً أم تعرقل تعلمهم؟https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5057620-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D8%A7%D8%AA%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%AC%D8%B9%D9%84-%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%85-%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1%D9%8B-%D8%A3%D9%85-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%82%D9%84-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%87%D9%85%D8%9F
الهواتف الذكية: هل تجعل أطفالكم أكثر ذكاءً أم تعرقل تعلمهم؟
«الجيل زد»... الهاتف الجوال والألعاب الإلكترونية جزء أساسي من الروتين اليومي
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
الهواتف الذكية: هل تجعل أطفالكم أكثر ذكاءً أم تعرقل تعلمهم؟
«الجيل زد»... الهاتف الجوال والألعاب الإلكترونية جزء أساسي من الروتين اليومي
مع بداية العام الدراسي، تتبنى العديد من المدارس سياسات تحظر دخول الهواتف الذكية إلى الفصول الدراسية، فيما يثير هذا الأمر قلق بعض الآباء الذين يخشون من عدم قدرتهم على التواصل مع أطفالهم في حالات الطوارئ.
ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن وجود الهواتف الذكية في المدرسة قد يكون له تأثيرات سلبية تتجاوز مسألة التواصل. حسبما أفادت شبكة «سي إن إن».
وفقاً لدراسة أجرتها «Common Sense Media» في عام 2023، فإن نحو 97 في المائة من الأطفال بين 11 و17 عاماً يستخدمون هواتفهم خلال ساعات الدراسة، بمتوسط قدره 43 دقيقة.
هذا الانشغال الدائم بالشاشات يمكن أن يقلل من الوقت الذي يقضيه الأطفال في التفاعل مع أصدقائهم أو حتى في التواجد الاجتماعي بشكل عام، وهو أمر ضروري لتطوير مهارات التواصل وبناء العلاقات الاجتماعية.
عالم النفس الاجتماعي جوناثان هايدت، في كتابه «الجيل القلق»، يوضح أن التفاعل الاجتماعي الحقيقي مع الأقران هو أساسي لتطوير المهارات الاجتماعية ومواجهة التحديات.
الهواتف الذكية، التي توفر متعة لحظية، يمكن أن تؤدي إلى إغفال هذه التجارب الهامة. والتشتيت الناتج عن الهواتف الذكية يشكل مشكلة أيضاً في البيئة التعليمية.
ووفقاً لمسح أجراه مركز بيو للأبحاث، يعتبر 72 في المائة من معلمي المدارس الثانوية أن تشتيت الهواتف الجوالة يمثل تحدياً كبيراً في فصولهم الدراسية. وقدرة الدماغ البشري على القيام بمهام متعددة في ذات الوقت محدودة، مما يعني أن الطلاب الذين يستخدمون هواتفهم أثناء الدراسة قد يواجهون صعوبة في التركيز على محتوى الدروس.
تسجل اختبارات «ACT»، التي تقيس المهارات الأكاديمية للطلاب، انخفاضاً ملحوظاً في الدرجات، وهو ما يشير إلى تأثير سلبي محتمل لاستخدام الهواتف الذكية على الأداء الأكاديمي. هذا الانخفاض يتوافق مع ملاحظات بعض الأساتذة الذين يلاحظون تراجعاً في قدرة الطلاب على التركيز مقارنةً بالأعوام السابقة.
ومن جهة أخرى، يعتقد البعض أن الهواتف الذكية توفر مستوى من الأمان للأطفال في حالات الطوارئ. لكن الدراسات تشير إلى أن الهواتف يمكن أن تكون مصدر إلهاء خطيراً، وقد تكون لها تأثيرات سلبية على السلامة الشخصية. في الواقع، هناك تقارير تشير إلى أن الأطفال قد يكونون أكثر عرضة لمخاطر السلامة أثناء استخدام الهواتف، مثل الانشغال أثناء عبور الشوارع.
كما تُظهِر تقارير مثل تلك الصادرة عن منظمة «Thorn»، أن الأطفال يتعرضون لتجارب خطيرة على الإنترنت، مثل التحرش الجنسي، مما يعزز الحاجة لمراقبة استخدام الهواتف.
بينما قد تكون الهواتف مفيدة في بعض الحالات الخاصة، مثل التنسيق لعمليات التسلم بعد الأنشطة أو الحالات الطبية الطارئة، فإن الخيارات البديلة مثل الهواتف القابلة للطي يمكن أن توفر طريقة للتواصل دون إغراق الأطفال في عالم التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي.
إجمالاً، يُظهر البحث أن الهواتف الذكية ليست بالضرورة أداة تزيد من ذكاء الأطفال أو أمانهم، بل قد تشكل مصدر تشتيت كبيراً يؤثر على قدرتهم على التركيز والتفاعل الاجتماعي. من دون الهواتف، يُمكن للأطفال أن يركزوا بشكل أفضل على التعلم والتفاعل الحقيقي مع محيطهم، بدلاً من المنافسة مع شاشات الهواتف.
في العام الماضي، وضع الاختراق في تطوير الرقائق الإلكترونية شركة «هواوي» على قمة سوق الهواتف الذكية الصينية. والآن تطرح الشركة أحدث هواتفها، سلسلة «مايت 70» …
الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام، إذ تستطيع البرامج الموجودة على هاتفك، بمساعدة الذكاء الاصطناعي....
علّقت شركة تصنيع أشباه الموصّلات التايوانية «تي إس إم سي»، شحناتها إلى شركة تصميم الرقائق الصينية «سوفغو» بعد العثور على شريحة خاصة بها في معالج «هواوي» الحديث.
«جدة للكتاب» يسدل الستار عن 10 أيام حافلة بالإبداع والمعرفةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5094161-%D8%AC%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%8A%D8%B3%D8%AF%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D9%86-10-%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%AD%D8%A7%D9%81%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A9
شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)
جدة:«الشرق الأوسط»
TT
جدة:«الشرق الأوسط»
TT
«جدة للكتاب» يسدل الستار عن 10 أيام حافلة بالإبداع والمعرفة
شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)
أسدل «معرض جدة للكتاب 2024» الستار عن فعالياته التي امتدت لـ10 أيام، قدَّم خلالها رحلة استثنائية لعشاق الأدب والمعرفة، وسط أجواء ثقافية ماتعة تخلّلها عدد من النقاشات في جلسات حوارية وندوات وورش عمل غطّت مختلف المجالات الفكرية والثقافية، إضافة إلى الأمسيات الشعرية التي كانت حافلة بالجمال والإبداع والحضور الكبير لعشاق القصيدة النبطية ومحبي الكلمة العذبة.
ووفَّر المعرض، الذي نظمته «هيئة الأدب والنشر والترجمة» في السعودية تحت شعار «جدة تقرأ»، قرابة 400 ألف عنوان معروض، في حين تجاوز عدد الكتب المبيعة 450 ألف كتاب، تناولت مختلف المجالات من كتب دُور النشر المعروضة والمانجا والكتب المخفضة، وسط رغبة كثيرين من الزوار في أن يمتد المعرض لعدة أيام أخرى.
ورفع الدكتور محمد علوان، الرئيس التنفيذي لـ«هيئة الأدب والنشر والترجمة»، شكره للقيادة السعودية على دعمها غير المحدود للحراك الثقافي المتصاعد في المملكة، منوهاً بالحضور اللافت الذي شهده معرض جدة للكتاب، والذي يُعدّ ثالث معارض الكتاب، بعد معرض الرياض الدولي للكتاب، ومعرض المدينة المنورة لعام 2024.
جهود متواصلة
وأكد الدكتور علوان أن الهيئة تعمل بجهد لتطوير كل نسخة من معارض الكتاب، لتصبح أكثر تميزاً وجاذبية عبر أفكار إبداعية مبتكرة، مشيراً إلى أن هذه الجهود تأتي بتوجيه ومتابعة من وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان؛ بهدف تحقيق مستهدفات «رؤية المملكة 2030» التي تُولي أهمية كبرى لتعزيز الثقافة، ودورها المحوري في تحسين جودة الحياة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار الدكتور علوان إلى أن السعودية باتت منارة الإبداع على المستويين العربي والدولي، بفضل تنوعها الثقافي والموروث الحضاري الثري الذي جعلها وجهة جاذبة للفعاليات الثقافية والفنية، لافتاً النظر إلى أن وزارة الثقافة تسعى بشكل حثيث لتحويل المملكة إلى منصة رئيسية لصناعة النشر والتوزيع، من خلال توفير بيئة مثالية ومتطورة تلبي احتياجات القرّاء ودُور النشر على حدٍّ سواء.
وأعرب عن فخره بما وصلت إليه السعودية في مجال صناعة النشر، مشيداً بالدراسات المتقنة والخطط المحكمة التي تقف وراء نجاح هذه الفعاليات، مؤكداً أن «هيئة الأدب والنشر والترجمة» تحرص على جعل الكتاب في متناول الجميع، وتوسيع منافذ النشر، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من «رؤية السعودية 2030».
ندوات وورش عمل وأمسيات شعرية
وأتاح المعرض عدداً من الورش العمل والندوات والأمسيات الشعرية، ومنها تلك التي تناولت جهود العلماء السعوديين في خدمة اللغة العربية، وأشادت بالمبادرات الرائدة لـ«المجمع» في نشر اللغة العربية وآدابها عالمياً.
واستعرض الدكتور محمود إسماعيل تجربته في إدارة معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها، وإعداده سلاسل تعليمية مميزة مثل «العربية للحياة»، و«القراءة الميسرة». وتناول أيضاً مشروع البنك الآلي السعودي للمصطلحات «باسم»، مؤكداً دوره في تعزيز المصطلحات العلمية والتقنية باللغة العربية.
بدوره، قدَّم الدكتور عبد الله القرني نبذة عن تاريخ معاهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، مشيراً إلى دورها في تأهيل الطلاب من مختلف دول العالم للالتحاق بالجامعات، وأشاد ببرامجها المُحكَمة التي أسهمت في تخريج أجيال من الأكاديميين المتخصصين.
بينما تناولت ورشة عمل بعنوان «النظريات الأساسية في الموسيقى» مجموعة من القواعد والمبادئ التي تُشكل الأساس لفهم الموسيقى وبنائها، كما تناولت الأشكال الموسيقية، والحروف الموسيقية في المدرج، والمفاتيح التي تساعد على فهم بنية المقطوعات.
فكرة إصدار كتاب
وفي أمسية ملهمة، ضمن فعاليات المعرض، أُقيمت ورشة عمل بعنوان «من أين تأتي الفكرة؟». قاد الورشة المهندس بدر السماري، الذي حثّ الحضور على أهمية القبض على التفاصيل البسيطة في حياتهم اليومية وتدوينها باستمرار، مشيراً إلى أنها تُعد منطلقاً لفكرة كتابات مميزة ومليئة بالتفاصيل الباهرة.
وأوضح السماري أن كل كاتب محترف يحتفظ بملف يحتوي على شذرات من أفكار متنوعة «جملة قالها سائق أجرة، أو موقف في السوق، أو حتى وصف غريب سمعه في مكان عام». وأكد أن هذا الملف، وإن بدا بلا قيمة لشخص آخر، يُمثل أداة ثمينة لتحفيز مخيلة الكاتب واسترجاع أفكار قابلة للتطوير.
وشدَّد السماري على أهمية تدوين التفاصيل التي نمر بها في حياتنا اليومية، مثل وقوفنا في طابور طويل، أو شجار عابر في متجر، أو رائحة المطر في الصحراء، أو حتى شعور الإنسان أثناء الإقلاع بالطائرة. وقال: «دعونا نكتب عن الشخصيات الغريبة التي نقابلها، عن المشاعر التي نختبرها للمرة الأولى، فهذه التفاصيل هي روح الكتابة».
برنامج حافل للأطفال
قدّمت منطقة الأطفال برنامجاً حافلاً ولافتاً، للفئة العمرية الممتدة من 3 إلى 12 سنة، عبر 9 أركان؛ منها ما خُصص لرعاية الأطفال، وآخر لتقديم تجارب تفاعلية بمشاركة الأطفال؛ منها «الطاهي الصغير وتصميم الأزياء وبحر اللغة والرسوم المتحركة وحرفة وقصة والخط العربي»، وغيرها مما كان له الأثر الكبير في تنمية ثقافة الأطفال بمزج الأنشطة التعليمية بالترفيهية لخلق أجواء من المرح لدى الأطفال، وتعزيز حب القراءة والاطلاع لديهم منذ الصغر.
وجمع ركن «حرفة وقصة» في ركن الطفل بين الإبداع والأصالة بلمسة مبتكرة، حيث مثّل تجربة فريدة للأطفال تجمع بين الحِرف اليدوية وروح الابتكار، وتتيح للصغار فرصة التعبير عن أنفسهم من خلال أنشطة ممتعة مستوحاة من عالم الكتب.
يتميز الجناح بتقديم أنشطة تفاعلية ملهمة، تشمل: صنع فواصل الكتب، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وصنع بطاقات ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى تزيين حامل الزهور الخشبي. هذه التجارب تسهم في تنمية مهارات الأطفال وصقل مواهبهم، مع الحفاظ على ارتباطهم بالتراث وروح الأصالة.
تفاعل مع الأنشطة
وفي مشهد يعكس حيوية الجيل الجديد وشغفه بالمعرفة، أظهر طلاب وطالبات المدارس حضوراً لافتاً في المعرض، حيث توافدوا، خلال الفترات الصباحية، من مختلف المراحل الدراسية، مستكشفين زوايا المعرض الغنية بكنوز المعرفة والأدب والعلوم، ومتفاعلين مع الأنشطة الثقافية والفنية المصاحبة.
«المانجا» تخطف الأنظار
جذب ركن «المانجا» والأنمي اهتماماً كبيراً من الطلاب، حيث قدَّمت دُور النشر المتخصصة في القصص المصورة اليابانية أنشطة تفاعلية مميزة. وجد الطلاب في هذا الركن تجربة تجمع بين الإبداع والثراء الثقافي، مما عزَّز اهتمامهم بهذا الفن المتنامي الذي يُلهم الخيال وينمي المهارات الإبداعية.
ولم يقتصر الإقبال على المراحل المتقدمة، بل أبدى طلاب المراحل الأولية اهتماماً خاصاً بركن الطفل وأجنحته المتنوعة، التي احتضنت أنشطة تعليمية وترفيهية تهدف إلى تعزيز حب القراءة لديهم منذ الصغر.
20 فكرة ملهمة
وفي إطار المعرض، احتفل الكاتب عبد الله هزازي، في آخِر أيام المعرض، بتوقيع كتابه الجديد «عشرون فكرة ملهمة لمعلمي ومعلمات الصفوف الأولية»، شهد حفل التوقيع حضوراً مميزاً من الأقارب والأصدقاء، بالإضافة إلى عدد من زوار المعرض الذين أثنوا على مضمون الكتاب ورسالته التعليمية.
ويُعدّ الكتاب دليلاً إبداعياً للمعلمين والمعلمات، حيث يقدم أفكاراً مبتكرة تسهم في تطوير أساليب التدريس للصفوف الأولية، وتعزيز التميز والإبداع في العملية التعليمية.
ومع إسدال الستار على معرض جدة للكتاب 2024، تحتفل المملكة بإنجاز ثقافي جديد يعزز مكانتها على خريطة الثقافة العالمية، ويؤكد التزامها المستمر بدعم الأدب والفنون في رحلة مستمرة من الإبداع والتطوير، وكان المعرض قد استضاف أكثر من 1000 دار نشر ووكالة محلية وعربية ودولية، موزعة على 450 جناحاً مقدِّماً تجربة لا تُنسى لعشاق الأدب والفنون.