قرارات اعتزال الفنانين تأتي إما لعجز وإما لصدمة

بينهم ربيع الخولي وباسمة وطروب

الفنانة إليسا أعلنت اعتزالها وتراجعت عنه (فيسبوك)
الفنانة إليسا أعلنت اعتزالها وتراجعت عنه (فيسبوك)
TT

قرارات اعتزال الفنانين تأتي إما لعجز وإما لصدمة

الفنانة إليسا أعلنت اعتزالها وتراجعت عنه (فيسبوك)
الفنانة إليسا أعلنت اعتزالها وتراجعت عنه (فيسبوك)

تشهد الساحة الفنية باستمرار غياب بعض الفنانين إثر اتخاذهم قراراً بالاعتزال، وبينهم من يعلنه ليعود عنه بعد فترة قصيرة.

ففي عام 2019، صدمت إليسا محبيها، حين أعلنت أنها قرّرت الاعتزال، لا سيما أنها غرّدت عبر «تويتر» حينها تقول: «أستعد لهذا الألبوم الجديد مع كثير من الحب والعاطفة. هذا الألبوم سيكون الأخير في مسيرتي الفنية». وأضافت: «أعلن ذلك بقلب حزين، ولكن مع قناعة كبيرة؛ فأنا لا أستطيع العمل في حقل مشابه للمافيا». وتردد يومها أن قرارها جاء على خلفية خلاف نشب بينها وبين الشركة المنتجة لأعمالها. بعدها عادت إليسا عن قراراها لتكمل مشوارها الفني الناجح حتى اليوم.

ألين خلف اعتزلت لفترة وعادت إلى الساحة (فيسبوك)

ومن الفنانات اللاتي عُدن عن قرارهن ألين خلف، فبعد اتخاذها هذا القرار إثر زواجها في عام 2013 عادت اليوم إلى الساحة بأغنيات جديدة.

أما الفنانة أمل حجازي التي اعتزلت الغناء وارتدت الحجاب، فقد أثيرت حولها مؤخراً شائعة عودتها إلى الغناء، ليتبين أن هذه الأخبار غير صحيحة.

باسمة اعتزلت «الفن» ووصفته بـ«الفخ»... (فيسبوك)

الفنانة باسمة غابت فجأة عن الساحة، واكتفت بإنشاد التراتيل الدينية، ولم تأتِ يوماً على ذكر أسباب اعتزالها، ولكنها في حوار إعلامي أخير قررت الكشف عن المستور، فوصفت «الفن» بـ«الفخ» وبأن الفنان يتعرّض دائماً لـ«الإغراءات» التي تقابلها «التنازلات»... «فإما يقبل بها فيستمر في مهنته، وإما يرفضها فيقبع في منزله».

طروب اتجهت إلى الصّلاة (فيسبوك)

وتعدّ طروب من الفنانات اللاتي تركن فراغاً في الساحة إثر مغادرتها دون عودة. قرارها الاعتزال في منتصف التسعينات فاجأ جمهورها. مطربة حصدت نجاحاً منقطع النظير، وبقي الناس يردّدون أغنياتها بعد اعتزالها، فكيف استطاعت الانسلاخ عن الفن؟ تجيب لـ«الشرق الأوسط»: «كل هذه الأمور باتت ورائي، وما عادت تهمّني. أقفلتُ الباب، وما عدتُ أكترثُ للغناء والتمثيل والتلحين. لا أبالغ إن قلتُ بألا مزاج لديّ لدندنة أغنية. حتى الـ(آه) الطربية لم تعد تخرج مني». وتؤكد في سياق حديثها أن قراراً من هذا النوع تلزمه قوة خارقة، وهي شخصياً وجدتها في الإيمان والدعاء، وتعدّهما سعادتها الحقيقية.

في رأي الناقد الفني الدكتور جمال فياض ليس هناك من قرارات اعتزال حقيقية اتخذها الفنانون؛ «فالمسيرة تتوقف عادة عند التقدم في العمر، و(العجز في الحركة)، أو بسبب صدمات نفسية يتعرضون لها، فيتفرغون للتعبد والصلاة».

ويتابع في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «الغالبية اعتزلت لأسباب ربّانية، ومروا بصدمات في حياتهم دفعت بهم إلى التوجه للصلاة. والأمثلة كثيرة في هذا الإطار؛ بدءاً من ربيع الخولي، والأميرة الصغيرة، وأيمن كفروني... وغيرهم».

المطرب السوري الراحل صباح فخري (أ.ف.ب)

وعن الفنانين الذين تحرك الوقت كي يعتزلوا، لكنهم لا يزالون متمسكين بإكمال مشوارهم، يوضح: «الفنان غالباً ما يكون نرجسياً وأنانياً، بحيث لا يستطيع التخلي عن الشهرة والأضواء، فلا يستوعب هذه الفكرة مهما كلّفه الأمر، فيشعر كأن الأكسجين انقطع عنه ليصير في حكم الميت».

ويعطي فياض مثالاً على ذلك: «عندما سألت أنس صباح فخري عن الأسباب التي تدفع به لإحياء حفلات لوالده. كان جوابه بسيطاً وصريحاً بأنه في حال فعل عكس ذلك وأبقى والده في المنزل، لكان ودّع الحياة في اليوم التالي». ويضيف فياض: «إكمال الفنان مشواره بمثابة جرعة علاج يتلقاها ليطيل في عمره».

الفنان اللبناني صلاح تيزاني (حسابه على فيسبوك)

ويشير الدكتور جمال فياض، في سياق حديثه، إلى أنه من النادر أن يتقبل أي شخص فكرة التقاعد والاعتزال... «في أي مهنة من المهن تبقى هذه الفكرة هاجساً عند صاحبها ككأس مرّ يحاول إبعاده عنه لأطول وقت ممكن. فالفنان الراحل وديع الصافي بقي يغني حتى نفَسه الأخير. وعمر الشريف لم يتوانَ عن تصوير فيلم مع عادل إمام قبل إصابته بمرض ألزهايمر بوقت قصير».

قلّة الطلب على الفنان تضطره مرات كثيرة إلى الاعتزال، وكذلك تقدمه في السن الذي يفرض عليه الأمر نفسه. ويختم فياض حديثه: «الفنان صلاح تيزاني (أبو سليم)، وعلى الرغم من تجاوزه التسعين من عمره، لا يزال يلبّي الدعوات للمشاركة في حفل أو في برنامج تلفزيوني. فالفنان بطبعه مرهف وحساس ويتمتع بمحبة الناس. فلا يستوعب فكرة ابتعاده عن الأضواء وعن جمهوره».

ربيع الخولي اعتزل الفن وصار كاهناً (فيسبوك)

من الفنانين اللبنانيين الذين أحدث قرار اعتزالهم مفاجأة كبيرة عند جمهورهم، ربيع الخولي، فقد اختفى عن الساحة الفنية، لينتشر بعدها خبر دخوله الدير، وقد رُسم راهباً في عام 2000، وأصبح كاهناً رعوياً في عام 2008، وعلم بعد ذلك أن قراره اعتزال الفن جاء إثر وفاة شقيقه في حادث سير، فزهد الحياة وما عاد يرغب في الغناء.

الفنان الأردني أدهم نابلسي (إكس)

الفنان أدهم نابلسي، في نهاية عام 2021 أعلن اعتزاله الفن نهائياً، وجاء ذلك عبر مقطع مصور بصفحته الخاصة على «يوتيوب»، معلّلاً قراره بأنه كان يسلك طريقاً «لا يرضي الله». وقال إنه كان يفكر في هذا الأمر منذ زمن طويل، وإنه أخبر أصدقاءه مرات عدّة بأنه سيعتزل الفن، قبل أن يتّخذ القرار النهائي.

وقدم نابلسي الشكر لجمهوره، واعداً إياهم بأن يطلّ عليهم من جديد لكن في أمور مختلفة. ومنذ ذلك الوقت غابت أخباره عن وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزة.


مقالات ذات صلة

نجم «ديزني» يتخلّص من أفعى على الطائرة... ويتلقّى مكافأة

يوميات الشرق النجم الشجاع أنقذ الموقف (مواقع التواصل)

نجم «ديزني» يتخلّص من أفعى على الطائرة... ويتلقّى مكافأة

نجح نجم «ديزني»، الأسترالي أندري ريريكورا، في التخلُّص من ثعبان على طائرة «فيرجين إيرلاينز»... فماذا كانت مكافأته؟

«الشرق الأوسط» (سيدني)
يوميات الشرق إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

جرتْ العادة أن تحضُر كل مُشاركة بصحبة فتى من أبناء المشاهير والأثرياء، وأن ترقص معه «الفالس» كأنهما في حفل من حفلات القصور في عهود ملوك أوروبا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

وقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان، الجمعة، مذكرة تفاهم في المجال الثقافي، عقب مباحثات جمعتهما في العاصمة اليابانية طوكيو، تناولت أهمية تعزيز العلاقات الثقافية المتينة التي تربط بين البلدين.

وتهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو في مختلف القطاعات الثقافية، وذلك من خلال تبادل المعرفة في الأنظمة والتنظيمات المعنية بالشؤون الثقافية، وفي مجال الرسوم المتحركة، والمشروعات المتعلقة بالمحافظة على التراث بجميع أنواعه، بالإضافة إلى تقنيات الحفظ الرقمي للتراث، وتطوير برامج الإقامات الفنية بين البلدين، وتنمية القطاعات الثقافية.

بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية (الشرق الأوسط)

وكان الأمير بدر بن عبد الله، التقى الوزيرة توشيكو في إطار زيارته الرسمية لليابان، لرعاية وحضور حفل «روائع الأوركسترا السعودية»؛ حيث بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية.

وهنّأ وزير الثقافة السعودي، في بداية اللقاء، نظيرته اليابانية بمناسبة توليها منصب وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية، مشيراً إلى أن مشاركة السعودية بجناحٍ وطني في معرض «إكسبو 2025» في أوساكا تأتي في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين، متمنياً لليابان حكومة وشعباً التوفيق في استضافة هذا الحدث الدولي الكبير.

وتطرّق اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين هيئة الأدب والنشر والترجمة والجانب الياباني، لتدريب الطلبة السعوديين على فن صناعة القصص المصورة «المانغا».

وتأتي مذكرة التفاهم امتداداً لعلاقات الصداقة المتميزة بين السعودية واليابان، خصوصاً في مجالات الثقافة والفنون عبر مجموعة من البرامج والمشروعات والمبادرات المشتركة. كما تأتي المذكرة ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».

حضر اللقاءَ حامد فايز نائب وزير الثقافة، وراكان الطوق مساعد وزير الثقافة، وسفير السعودية لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر.