هل يُبرَّر تكريم نجوم السينما في مهرجانات المسرح؟

من ليلى علوي إلى محمود حميدة... قضية تثير جدلاً في مصر

الفنان المصري محمود حميدة (صفحته في «فيسبوك»)
الفنان المصري محمود حميدة (صفحته في «فيسبوك»)
TT

هل يُبرَّر تكريم نجوم السينما في مهرجانات المسرح؟

الفنان المصري محمود حميدة (صفحته في «فيسبوك»)
الفنان المصري محمود حميدة (صفحته في «فيسبوك»)

أثار قرار مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، تكريم الفنان الكبير محمود حميدة خلال دورته الـ31، من 1 إلى 11 سبتمبر (أيلول) المقبل، سجالاً في الأوساط الفنية، وعلى مواقع التواصل، حول أحقيته بالتكريم في مهرجان مسرحي؛ وهو النجم السينمائي الذي لم يقدّم على مدى رحلته سوى مسرحيتين فقط. وكتب مسرحيون ينتقدون هذا الاختيار، فيما دافع آخرون عن حميدة وتاريخه الطويل.

وكان جدل أثير أيضاً خلال الدورة الماضية للمهرجان التجريبي، حين أُعلن عن تكريم الفنانة ليلى علوي، ما أثار لغطاً مشابهاً بين المسرحيين، الأمر الذي دفعها إلى الاعتذار عن عدم قبول التكريم.

وكتب رئيس مهرجان أسوان المؤلّف السينمائي محمد عبد الخالق، عبر حسابه في «فيسبوك»: «محمود حميدة فنان فذّ وصاحب مسيرة بحث في مناهج التمثيل وفنّه. يليق بالتكريم في كل المحافل المسرحية، وبينها التجريبي»، واصفاً إياه بأنه «شيخ الممثلين».

بدورها، كتبت الناقدة الدكتورة سامية حبيب عبر «فيسبوك»: «قابلنا فنانين كباراً في افتتاح المهرجان التجريبي وختامه على مدى دوراته، مثل يسرا وإلهام شاهين ومحمود ياسين. المسرحي منهم كرِّم، والبقية حلّوا ضيوفاً سُرّوا بالحضور بين المسرحيين. الفكرة كانت الترويج وليس التسويق، والفرق كبير بينهما».

كما قالت أيضاً لـ«الشرق الأوسط»: «مع احترامنا الكامل للفنان محمود حميدة الذي لا ننكر حضوره عروضاً مسرحية عدّة، أتساءل ما تأثيره في المسرح التجريبي؟ فهو لم يؤثّر في المسرح ولم يقدّم عرضاً مسرحياً منذ 20 عاماً، فكيف يُكرَّم في مهرجان نوعي مثل التجريبي؟».

وأضافت: «كما أنه لم يقدّم سوى مسرحيتين في بداية مشواره، ثم اتّجه إلى السينما، وأصدر لها مجلة. الأولى أن يُكرَّم سينمائياً، وتُتاح الفرصة لتكريم نجوم مسرحيين تركوا أثراً في الحركة المسرحية. فهناك الفنان الكبير محيي إسماعيل الذي أسّس مسرح (المائة كرسي) مع المخرج عبد الرحمن عرنوس، وقدّم عروضاً مستقلّة على نفقته، وله تأثير مسرحي مهم، وأيضاً الدكتور محمد عبد الهادي الذي شارك حميدة مشروع (استوديو الممثل)، وهو أستاذ مسرح وله نشاط واسع».

رئيس مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي سامح مهران (إدارة المهرجان)

وتوقّفت سامية حبيب عند ما قيل حول تكريم فناني السينما من باب التسويق للمهرجان، متسائلة: «أي تسويق يتحدّثون عنه في مهرجان تجاوز دورته الثلاثين وله مكانته، وتموّله الدولة، وتقدّم عروضه مجانية؟ هذا حق يراد به باطل، لأنه لا يحتاج تسويقاً في مصر ولا بين الدول، فكل فرق العالم تتطلّع للمشاركة فيه».

وكان رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، الدكتور سامح مهران، قد ردَّ خلال المؤتمر الصحافي على تساؤلات حول معايير اختيار المكرَّمين بالقول، إنّ «نجوم السينما يحقّقون تسويقاً للمهرجان»، ثم عاد وأكد أنّ لجنته العليا اختارت حميدة بالإجماع، تقديراً لمسيرته الفنية الطويلة في السينما والتلفزيون والمسرح، وليس لكونه نجماً سينمائياً فحسب.

وأشار إلى تقديم الفنان مسرحيات على غرار «ماراصاد» و«الشبكة»، منوّهاً بتأسيسه «استوديو الممثل» عام 1996، وتأهليه كوادر فنية لمجاراة التطوّر الذي يشهده التمثيل.

أما الناقد المسرحي عاطف النمر، فقال إنّ «البعض لا يعرف تاريخ الفنان محمود حميدة جيداً»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «قدّم عروضاً عدّة لمسرح الجامعة في بدايته ممثلاً، كما أنه داعم كبير لشباب الممثلين وللحركة المسرحية، وقد رأيته كثير التردُّد إلى عروض الشباب الهواة والمستقلّين، فيدعمهم ويشجعهم ويناقشهم».

وتابع: «يكفيه أنه قدّم على مستوى الاحتراف مسرحية (ماراصاد) عرضاً تجريبياً عالمياً حقّق نجاحاً جماهيرياً واسعاً، وهو عاشق لخشبة المسرح، سواء حين يقف ويقدّم أشعار فؤاد حداد، أو حين يمثّل ويدعم شباب المسرحيين الجدد»، معلّلاً قلة أعماله المسرحية بأنه «ربما لم يجد ما يناسبه من عروض، وربما بسبب انشغاله بالسينما التي خطفت نجوماً من بينهم محمود ياسين».

وكان مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي قد أعلن عن تكريم عدد من كبار المسرحيين، وهم محمود حميدة، والدكتور محمد عبد المعطي، والدكتور صبحي السيد، وفرقة البرشا المسرحية (مصر)، ووليد عوني (لبنان)، ويوسف الحمدان (البحرين)، وملحة عبد الله (السعودية)، ومحمد سعيد الظنحاني (الإمارات)، والدكتور ميمون الخالدي (العراق)، وسافاس باتاليدس (اليونان)، ومارت ميوس (إستونيا).


مقالات ذات صلة

حفل «أوتار بعلبك»... سهرة تروي حكاية الفرح والألم

يوميات الشرق شربل روحانا مع الفرقة السداسية (فيسبوك الفنان)

حفل «أوتار بعلبك»... سهرة تروي حكاية الفرح والألم

رغم الأوضاع الصعبة أصرّت لجنة مهرجانات بعلبك على أنها يجب أن تكون حاضرة في الموسم الصيفي ولو بحفلة واحدة، ولتكن في بيروت، ما دام عزّت إقامتُها بمدينة الشمس.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق هاني شاكر في مهرجان القلعة (دار الأوبرا المصرية)

أغسطس مصر... حفلات غنائية واستعراضية تنعش موسم الصيف

يشهد موسم الصيف في مصر انتعاشة للحفلات الغنائية والاستعراضية، على أثر إقامة 4 مهرجانات للموسيقى والغناء في توقيت واحد تقريباً خلال أغسطس.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق حسن شاكوش (صفحته على «إنستغرام»)

تصاعد أزمة حسن شاكوش مع نقابة الموسيقيين التونسية

تصاعدت أزمة الفنان المصري حسن شاكوش، والنقابة التونسية للمهن الموسيقية، بعد أن طلبت النقابة التونسية من نقابة المهن الموسيقيين المصرية اعتذاراً من حسن شاكوش.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان المصري علي الحجار اعتذر إلى جمهوره عن عدم إذاعة حفله (صفحته في «فيسبوك»)

علي الحجار يشكو عدم إذاعة حفله عبر الفضائيات ويعتذر إلى الجمهور

تقدَّم الفنان المصري علي الحجار باعتذار إلى جمهوره عن عدم إذاعة حفله ضمن مهرجان القلعة للموسيقى والغناء الذي أحياه، الأربعاء.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مجموعة من أصحاب الحاجات الخاصة يكرّمهم «إضافة» (صور سام سعد)

مهرجان «إضافة» يكرِّم مواهب من ذوي الحاجات الخاصة

جديد نسخة هذا العام، مشاركة عدد من الأطفال، بعد اقتصار التكريمات في الماضي على البالغين.

فيفيان حداد (بيروت)

مدريد تتيح التزلُّج على وَقْع الصيف الحارق

الثلج متنفَّس أيضاً (أ.ف.ب)
الثلج متنفَّس أيضاً (أ.ف.ب)
TT

مدريد تتيح التزلُّج على وَقْع الصيف الحارق

الثلج متنفَّس أيضاً (أ.ف.ب)
الثلج متنفَّس أيضاً (أ.ف.ب)

فيما تتجاوز الحرارة في مدريد 30 درجة، يرتدي عدد من روّاد منتجع التزلّج الداخلي «سنوزون» بزات التزلّج وينتعلون الأحذية الخاصة ويضعون القفازات، متجاهلين قيظ الصيف والاعتبارات البيئية.

وذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ مركز التسوّق «سانادو» في أرويومولينوس الواقعة على بُعد نحو 20 كيلومتراً إلى جنوب مدريد، يضمّ منذ عام 2003 منتجع «سنوزون» الذي يوفّر مدرجاً مائلاً بطول 250 متراً مغطّى بالثلوج الاصطناعية، ليستقبل الزوار 365 يوماً في السنة، من العاشرة صباحاً حتى العاشرة ليلاً.

بين مصعد التزلّج المقعدي ومصعد الجرّ على الزلاجات، وفي حرارة تبلغ 3 درجات تحت الصفر، يندفع نحو 30 متزلّجاً نحو أسفل المدرج تحت أشعة ضوء اصطناعي، وأمام أنظار المتفرّجين المتجمّعين خلف النوافذ الكبيرة.

وتبلغ تكلفة التزلّج لمدّة ساعتين نحو 40 يورو، شاملةً استئجار المعدّات والملابس.

يبلغ عدد زوار «سنوزون» نحو 200 ألف شخص سنوياً (أ.ف.ب)

ودرجَ أعضاء «نادي كاركاسون للتزلج» على الحضور من جنوب فرنسا إلى «سنوزون» منذ 7 سنوات، وفق توما باراتو، المدرّب في منتجع آنغل في جبال البيرينيه الشرقية. يقول: «في الماضي، كنا نتزلّج في الصيف على الأنهار الجليدية، لكنّ الأمر بات ينطوي على شيء من الصعوبة في ظلّ الوضع الراهن، في حين أنّ لدينا هنا ثلوجاً كثيفة وبرداً يتيح لنا جَعْل الأولاد يستمرّون في التزلّج، وهذا أمر ممتاز».

ويتدرّب تلامذة «قسم المسابقات» الـ10 لأسبوع على سباقات التعرّج في الجزء المخصَّص للأندية، حيث السطح الثلجيّ يتّسم بقساوة أكبر، ويتطلب بالتالي مهارات فنّية أكثر تقدّماً.

ومع أنّ هذا المدرّب البالغ 43 عاماً يقرّ بأن صالات الثلج الاصطناعي «ليست مراعية للبيئة»، يوضح أنّ ما يريده هو تمكين تلامذته من مواصلة التدرُّب على التزلّج: «نتكيّف مع ما يُوفَّر لنا، وهذا بديل جيّد».

تصف تلميذته سيريلا بينا (18 عاماً) المكان بـ«الرائع»، لكنها تنقل عن بعض أصدقائها قولهم لها: «ألا تخجلين من الذهاب للتزلّج داخل صالة؟».

تضيف: «لو اهتمّت الأجيال السابقة بالبيئة، لكنا ببساطة تزلّجنا على الأنهر الجليدية. ولكن علينا أن نتزلّج في الداخل. لو لم نفعل، سنبدأ بوضع زلاجاتنا في ديسمبر (كانون الأول)، وسيكون الوقت قد فات».

ويبلغ عدد زوار «سنوزون» نحو 200 ألف شخص سنوياً، ويصل مثلاً إلى 1800 في أيام الذروة.

بنحو 40 يورو يمكن التزلّج لمدّة ساعتين (أ.ف.ب)

ولا يختلف موسم الذروة عمّا هو في المنتجعات الجبلية، أي من أكتوبر (تشرين الأول) إلى مارس (آذار)، وفق مدير «سنوزون» خافيير فيلار الذي يشرح أنّ مَن يقصدون المنتج الثلجي «مبتدئون يرغبون في تمرين أقدامهم مجدداً، أو أعضاء فرق تُشارك في المسابقات، يأتون من فرنسا وإنجلترا وإسبانيا وأندورا، للاستعداد للبطولات، نظراً إلى أنّ الثلوج لم تعد موجودة في الجبال».

ويؤكد أنّ استهلاك «سنوزون» المياه أقلّ بكثير مما هو عليه في صالة للألعاب الرياضية مثلاً، لكنّ استهلاك الكهرباء هو الذي يرتّب نفقات كبيرة، فالصالة «بمثابة ثلاّجة»، و«إذا استدعت الحاجة إطفاءها وإعادة تبريدها، فسيكون استهلاك الطاقة هائلاً، لهذا السبب، نفتح أبوابنا على مدار العام».

وقد أنفقت الشركة على تركيب ألواح شمسية، وهو استثمار وصفه بأنه «مُربح جداً، ليس فقط لجهة البصمة الكربونية، ولكن أيضاً من الناحية الاقتصادية».

ويحضُر بانتظام إلى المكان إيزان رومانو، وهو عامل بناء مدريدي في الـ20، وبفضل اشتراكه السنوي البالغ 600 يورو، يأتي 4 إلى 5 مرات في الأسبوع. يقول: «لا يهم إذا كان الوقت صيفاً أو شتاء، فثمة دائماً ثلج. إنه متنفّسي، وفيه أنسى كل ما في الخارج»، خصوصاً «الحرارة البالغة 38 درجة في بيتي».

ويضيف: «البعض يذهب إلى المسبح، أما أنا فأستقلّ السيارة وأقصد الثلج». وماذا عن البيئة؟ يجيب: «لا أفكر في ذلك».