الفن والحرف اليدوية استراتيجية فعّالة لدعم الصحة النفسية

تأثيرها الإيجابي يُعادل الحصول على وظيفة

الحرف اليدوية وسيلة فعّالة للشعور بالإنجاز (جامعة طوكيو)
الحرف اليدوية وسيلة فعّالة للشعور بالإنجاز (جامعة طوكيو)
TT

الفن والحرف اليدوية استراتيجية فعّالة لدعم الصحة النفسية

الحرف اليدوية وسيلة فعّالة للشعور بالإنجاز (جامعة طوكيو)
الحرف اليدوية وسيلة فعّالة للشعور بالإنجاز (جامعة طوكيو)

أفادت دراسة بريطانية بأنَّ المشاركة في الأنشطة الفنية والحرف اليدوية يمكن أن تُقدّم دفعة كبيرة للصحة النفسية، تعادل في تأثيرها الإيجابي الحصول على وظيفة.

وأوضح الباحثون في جامعة «أنجليا روسكين» أنَّ تشجيع الناس على المشاركة في الفنون والحرف اليدوية يمكن أن يكون استراتيجية فعّالة لدعم الصحة النفسية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «Frontiers in Public Health».

ويمكن للفنون والحرف اليدوية أن تلعب دوراً حيوياً في تعزيز الصحة النفسية من خلال توفير وسيلة فعّالة للتعبير عن الذات والشعور بالإنجاز، وهذه الأنشطة تُسهم في زيادة الشعور بالرضا عن الحياة والسعادة، ويُمكن أن تكون أداة قوية لتحسين الرفاهية العامة، خصوصاً في مواجهة التحدّيات النفسية الناجمة عن الضغوط اليومية.

الحرف اليدوية تدعم الصحة النفسية (جامعة نوتنغهام ترينت)

وبالإضافة إلى كونها متاحة للجميع وبتكلفة منخفضة، يُمكن للفنون والحرف اليدوية أن تكون جزءاً من استراتيجية شاملة لدعم الصحة النفسية والوقاية من المشكلات النفسية في المجتمع.

واعتمدت الدراسة على عيّنة من 7182 مشاركاً من مسح أجرته وزارة الثقافة والإعلام والرياضة في بريطانيا؛ لتقييم مشاركة الجمهور في الأنشطة الثقافية والرقمية والرياضية.

وسمحت هذه العيّنة الواسعة للباحثين بدراسة تأثير الفنون الإبداعية بشكل عام، مما ساعدهم على تقييم فاعلية التدخّلات القائمة على الفنون خارج البيئات السريرية.

وطُلب من جميع المشاركين تقييم مستويات سعادتهم وقلقهم ورضاهم عن الحياة، وكذلك إعطاء انطباعهم عن مدى شعورهم بأنّ حياتهم تستحق العيش.

كما سُئلوا عن مدى شعورهم بالوحدة. وأكد 37.4 في المائة منهم أنهم شاركوا في نشاط حرفي واحد على الأقل خلال الأشهر الـ12 الماضية.

وأفاد الأشخاص الذين شاركوا في الفنون والحرف اليدوية بأنهم يشعرون بمستويات أعلى من السعادة والرضا عن الحياة، بالإضافة إلى إحساس أقوى بأنّ حياتهم قيّمة.

وكان تأثير المُشاركة بالحرف اليدوية في شعور الأفراد بأن حياتهم تستحق العيش مماثلاً لتأثير العمل.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة هيلين كيز: «تعزّز الحرف اليدوية والفنون الشعور بأهمية الحياة، وتزيد من الرضا والسعادة، وهذه التأثيرات في الرفاهية كانت موجودة حتى بعد أخذ عوامل مثل حالة العمل ومستوى الفقر في الحسبان».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «كان تأثير الحرف اليدوية أكبر من تأثير العمل، ليس فقط لأنّ الحرف تمنحنا شعوراً بالإنجاز، ولكنها أيضاً توفر وسيلة ذات معنى للتعبير عن الذات، وهو ما لا يحدث دائماً في العمل».

ويوصي الباحثون بضرورة أن تنظر الحكومات والخدمات الصحية الوطنية في تمويل الحرف اليدوية والتشجيع عليها بوصفها جزءاً من نهج شامل لتعزيز الصحة النفسية.


مقالات ذات صلة

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

وجدت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.