فنانات مصريات يكشفن هواية نور الشريف المفضلة خارج الكادر

تحدثن لـ«الشرق الأوسط» عن كواليس أعماله في ذكرى رحيله التاسعة

عُرف الشريف بمساعدته لزملائه (صفحة ابنته مي بإنستغرام)
عُرف الشريف بمساعدته لزملائه (صفحة ابنته مي بإنستغرام)
TT

فنانات مصريات يكشفن هواية نور الشريف المفضلة خارج الكادر

عُرف الشريف بمساعدته لزملائه (صفحة ابنته مي بإنستغرام)
عُرف الشريف بمساعدته لزملائه (صفحة ابنته مي بإنستغرام)

بإطلالات وشخصيات جاذبة ومتنوعة كان يظهر الفنان المصري الراحل نور الشريف على الشّاشات، لكن ماذا كان يفعل نور صاحب التاريخ الفني الحافل خارج «الكادر السينمائي أو التلفزيوني؟ وما هي هوايته المفضلة؟».

في ذكرى رحيله التاسعة التي توافق 11 أغسطس (آب) 2015، تحدثت فنانات مصريات عن نور «الصديق» و«الزميل المثقف والمتواضع»، من بينهن الفنانة المصرية لبلبة التي تقول لـ«الشرق الأوسط»، إنها قدّمت أهم أفلامها «ليلة ساخنة» مع نور الذي وصفته بأنه «عاشق السينما»، مؤكدةً أن «الفيلم كان نقطة تحوّل كبيرة في مشوارها، إذ حصدت عنه جوائز عدة».

لبلبة (حسابها بفيسبوك)

وأشادت لبلبة بتوجيهات نور في «اللوكيشن»: «كان يحضر حتى لو لم يكن لديه موعد تصوير ليشرف على أدق التفاصيل، لحرصه على العمل وفريقه، فقد كان متعاوناً ومثقفاً ويحب القراءة جداً فقد كان الكتاب لا يفارق يده».

وهو ما تؤيده الفنانة المصرية إلهام شاهين التي تقول إن نور كان صديقها المقرب وأستاذها الذي تعلمت منه الكثير، مشيرة في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه هو الفنان الوحيد الذي عملت معه في جميع الوسائط الفنية.

نور الشريف وإلهام شاهين (حساب شاهين بفيسبوك)

ولفتت شاهين إلى أنها تعلمت من نور حب القراءة والبحث عن كل ما هو جديد في كل المجالات، نور كان يردّد دائماً على مسامعها أن الفنان الجيد هو الفنان القارئ والمطلع ليعبر عن الناس بصدق.

وتؤكد شاهين أن نور كان له دور في تشكيل شخصيتها، من خلال آرائه الشخصية وكتبه القيمة التي كانت تستعيرها منه.

ومن بين الأعمال الدرامية الشهيرة للفنان الراحل «مسلسل عائلة الحاج متولي» الذي شاركت فيه الفنانة المصرية سمية الخشاب، التي تقول إنه كان مدرسة لها قواعد راسخة وأسس فنية لم تر لها مثيلاً، كما كان على المستويين المهني والشخصي متفرداً ومتعاوناً ومتواضعاً.

سمية الخشاب (الشرق الأوسط)

وتضيف الخشاب لـ«الشرق الأوسط»: «تعلمت من نصائحه وتوجيهاته وخبرته وطاقته الفنية وثقافته العالية فقد كان عاشقاً للقراءة، ويفهم في موضوعات كثيرة، ويعطي النصيحة الثاقبة من أول مرة».

واتفقت الفنانة فادية عبد الغني مع رأي الخشاب، قائلة إن «نور كان مثالاً للالتزام ويملك خبرة حياتية كبيرة، كما أنه فنان مثقف وصاحب رأي، يأتي مبكراً لموقع التصوير، ويجلس في هدوء للقراءة ومراجعة دوره».

نور الشريف في صورة عائلية (صفحة ابنته مي بإنستغرام)

فيما تتذكر الفنانة المصرية عايدة رياض كواليس مشاركتها الفنية مع نور في أعمال عدة، من بينها عملها الأول معه مطلع عام 1977 فيلم «مارد الجبل»، وكذلك في فيلمي «أهل القمة» و«الهروب إلى القمة»، ومسلسل «عائلة الحاج متولي»، وتُعدّ العمل الأخير الأهم في مشوارها، مؤكدة أنه «أستاذ في تقمص الشخصية».

ووصفت الشريف بأنه «معلم مُتمكن لا يبخل على الجميع بعلمه وخبرته وثقافته»، مؤكدة أنه كان يتعامل مع الجميع وكأنهم بنفس مستوى نجوميته.

نور الشريف وزوجته بوسي (صفحة ابنته مي بإنستغرام)

ويرى الناقد الفني المصري أحمد السماحي أنه واحد من نجوم الفن الذين صدّقوا ما يقدمونه وتعامل مع مهنته بحب وشغف، فكُتب لاسمه الخلود الفني، ويضيف السماحي لـ«الشرق الأوسط»: «عشق نور القراءة فانعكست ثقافته على أعماله، وتنوعت أدواره التي عبّرت عن أفراح وأوجاع المواطن البسيط ما بين الرومانسية، والتراجيديا، والكوميديا، والأكشن».

ويقول إن نور الشريف «يحسب له أنه نجم الأدوار الجريئة إذ جسّد دور الملحد، والمنحرف، والشاذ، وغيرها من الشخصيات المثيرة للجدل».

الفنان المصري نور الشريف (صفحة عشاق النجم نور الشريف بفيسبوك)

ولفت السماحي إلى أن «نور طبّق نصائح المخرج حسن الإمام، من بينها (إظهار معاني وانفعالات الكلام على الوجه قبل النطق به)»، مؤكداً أنه أثبت في كثير من أفلامه أن الممثل الجيد قادرٌ أحياناً على أن يُنقذ فيلماً، وأن يقدّم على طريقته الخاصة عالماً له أبعاده وانعكاساته وتأثيره.

وتميّزت أعمال نور الشريف في السينما والتلفزيون بالتنوع والاختلاف وإبراز قضايا مجتمعية مهمة، فقدّم دور ضابط الشرطة، وتاجر الخردة الحكيم، وتاجر الأقمشة، والمعلم ورجل الأعمال بجانب الشخصيات الصعيدية والتاريخية التي تألق فيها.

قدم نور الشريف أعمالاً مميزةً خلال مشواره الفني (صفحة ابنته مي بإنستغرام)

ولم يكتفِ الشريف بعمله ممثلاً، بل شارك في صناعة السينما منتجاً بعد تأسيسه شركة إنتاج فني مع زوجته الفنانة بوسي، وقدما أفلاماً شهيرة من بينها «دائرة الانتقام» 1976، و«ضربة شمس» 1978، و«حبيبي دائماً» 1980، و«آخر الرجال المحترمين» 1984، و«زمن حاتم زهران» 1987، و«ناجي العلي» 1991 وغيرها.


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)
مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)
TT

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)
مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

أبدى المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان سعادته بردود الفعل التي لمسها لدى عرض فيلمه الجديد «ثقوب» في افتتاح مسابقة «آفاق عربية» ضمن فعاليات الدورة 45 من مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي»، مؤكداً أنه لم يتوقَّع اختياره للافتتاح.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنه حاول خلال الأحداث التعبير عن فكرة «العنف المكبوت» التي تُرعبه، بكونها الأساس الذي يُنتج الإرهابيين، مشيراً إلى قناعته بأنّ الإرهاب ليس مجرّد خيار أو فعل، وإنما حالة داخلية متأصّلة تنبع من أعماق الفرد.

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة بعدما تغيَّرت أفكاره. لكن حياته على المستوى المادي لم تكن الأفضل في ظلّ معاناته الضيق، وعمله في ورشة إصلاح سيارات بجانب إشرافه على بعض أعمال المقاولات.

ورأى الضبعان أنّ المشاركة في المهرجانات السينمائية تمنح الفيلم فرصة أكبر للوصول إلى جمهور أوسع قد لا يشاهده حين يُطرح في دُور العرض المحلّية، بالإضافة إلى أنها تساعد العمل على تحقيق «سمعة أفضل»، مشيراً إلى أنّ تجاربه السابقة التي عُرضت في مهرجانات كانت إيجابية رغم اختلاف المهرجانات التي شارك فيها كل عمل.

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان يتطلّع لأفكار مختلفة (القاهرة السينمائي)

وعن أبطال الفيلم، أوضح أنّ «اختيار مشعل المطيري لدور البطل جاء مناسباً مع طبيعته بوصفه فناناً مثقّفاً، يتمتّع بوعي عميق حيال الفنّ ورسالته، وقد فرض نفسه على الدور منذ كتابته».

ووصف التعاون بينهما بـ«الممتع»، فالمطيري «يقدّم الدور كما يريد المخرج عندما يثق في رؤيته الفنّية؛ الأمر الذي سهَّل عليَّ كثيراً خلال التحضيرات، في ظلّ مناقشات مستفيضة بيننا حول الشخصية والتفاصيل قبل التصوير».

وأضاف: «الفيلم كان مليئاً بالصعوبات خلال التحضير والتصوير. لكن الأصعب ارتبط بميزانيته المُحدَّدة قبل 3 سنوات من بدء المشروع، أي قبل الجائحة. وبعد انتهائها واستئناف التصوير، واجهنا صعوبات أخرى مرتبطة بارتفاع الأسعار وتغيُّر تكلفة جوانب ضرورية لخروج الفيلم إلى النور».

وردّاً على انتقادات واجهت الفيلم لاستخدامه الرمزية في بعض المَشاهد، ثم إعادتها بالحوار بين الأبطال ضمن الأحداث، أكد المخرج السعودي أنّ «السينما تُوفّر أدوات عدّة لتقديم المضمون الذي يُريده المبدع، ولا يروقني شرح الفكرة»، مشيراً إلى أنّ المونتاج يمنحه، بوصفه مخرجاً، فرصة لإعادة اكتشاف الفيلم والثغرات والمَشاهد غير المفهومة.

فيلم «ثقوب» يتناول ظاهرة العنف المكبوت (القاهرة السينمائي)

وأوضح أنه بمجرّد شعوره بتكرار يتعلّق بالرسالة، سيتراجع على الفور، مؤكداً حرصه على الإخلاص للفكرة التي يقدّمها، وقناعته بأنه ينبغي تقديمها بصورة يعتقد أنها الأفضل.

وعن اختيار الأفكار، أكد بحثه عن أفلام تحتوي أفكاراً وعناصر غير مألوفة لتقديمها في تجاربه الجديدة. فهو لا يتعجَّل بخطوته السينمائية التالية بعد «ثقوب»، ويقول: «سأتابع عروض الفيلم في الفترة المقبلة والانطباعات حوله»، لافتاً إلى أنه سيرغب لاحقاً في الحصول على «فترة من التأمل»، والبحث عن مشروعات سينمائية تتناسب والتطوّرات، بجانب عمله على مشروعات لأعمال درامية.