إن الإنجازات التي يحققها الرياضيون الأولمبيون في أكبر منافسة رياضية هي نتيجة لسنوات، إن لم يكن لعقود، من التدريب والتمارين القاسية والاستعداد الجاد والاهتمام بأمور رياضية وأخرى تؤثر عليها وترتبط بها، مثل النوم، الذي قد لا يُسلط عليه الضوء كثيراً رغم أهميته لتحقيق أداء رياضي وبدني جيد، وفقاً لما ذكرته «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)».
ومن المعروف أن النوم ضروري للدماغ والجسم. وعدم الحصول على ما يكفي منه يمكن أن يساهم في ضعف الصحة العقلية والجسدية. وبينما نشعر جميعاً بعواقب النوم السيئ أثناء الليل، ففي عالم رياضة النخبة - حيث يمكن لقطع أجزاء من الثانية من الوقت أن تعني الفرق بين الفوز أو الخسارة - يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً.
ومن المؤكد أن كثيراً من الأبحاث العلمية تشير إلى مدى تأثير قلة النوم والحرمان منه على الأداء الرياضي. ويقوم العديد من الرياضيين البارزين بإدخال النوم في جداول تدريبهم كجزء أساسي من استعدادهم للمسابقات.
ووفقاً لدراسة أجراها باحثون في جامعة ستانفورد الأميركية، فإن إطالة فترة النوم من خلال قضاء ما لا يقل عن 10 ساعات في السرير كل ليلة أدى إلى تحسين أوقات العدو ودقة التسديد وتقليل التعب بين لاعبي كرة السلة في الجامعة. ويقول الباحثون إن النوم والراحة لا يقلان أهمية عن التدريب والنظام الغذائي.
وقد أظهرت دراسات أخرى أن نخبة الرياضيين الذين يقتصر نومهم على أربع ساعات في الليلة لمدة ثلاث ليال متتالية يعانون من انخفاض في التنسيق المشترك، ولا يستطيعون القفز بأعلى مستوى ممكن مقارنة بما يستطيعون الوصول إليه في حال النوم لأكثر من سبع ساعات في الليلة.
وبالنسبة لعدَّائي الماراثون، فإن الوقت الذي يقضونه في النوم في الليالي التي تسبق المنافسة يمثل نحو ثلث التباين في الأداء بين المنافسين. ويقول ماثيو كراولي، مساعد مدرب القوة وعالم الرياضة في فريق دالاس ستارز، والأستاذ المساعد في جامعة كانيسيوس الأميركية: «إذا كنت تتحدث عن شكل هرمي، فإن (النوم) هو القاعدة، أو أساس المبنى».
تحسين روتين النوم الخاص بك
وينصح كراولي ببعض الخطوات الأساسية التي يمكنك اتخاذها لتحسين نومك، وهي:
1) الحصول على مزيد من النوم، ومن الأفضل أن تحصل على 8 أو 9 ساعات في الليلة.
2) وضع جدول نوم ثابت مع مواعيد نوم واستيقاظ منتظمة.
3) قم بإضفاء طابع شخصي على بيئة غرفة نومك، واجعلها باردة وهادئة ومظلمة.
4) استمتع بالاسترخاء بأفضل طريقة تناسبك، حمام بارد أو ساخن، أو القراءة، أو التأمل، أو تمارين التنفس.
5) الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل ساعة واحدة من النوم، وعدم ممارسة التمارين البدنية لمدة 3 ساعات قبل النوم، وعدم تناول وجبات الطعام لمدة ساعتين قبل النوم.
وبالنسبة للرياضيين العالميين، فإن النوم الجيد يسمح بتركيز أفضل وحالة ذهنية أفضل أثناء التنافس، بالإضافة إلى تحسين التعافي، وبالتالي تقليل خطر الإصابة، وكلها أمور فارقة لتحقيق النجاح والإنجازات في المنافسات الرياضية.