أسكوتلندية جزَّت صوف 517 خروفاً مُحطِّمةً الرقم القياسي العالمي

إنجاز يُضاهي قدرة تحمُّل الأولمبيين... ويُعادل الركض لمسافة ماراثونين

الجهد الكبير يُتوَّج بالفوز (إكس)
الجهد الكبير يُتوَّج بالفوز (إكس)
TT

أسكوتلندية جزَّت صوف 517 خروفاً مُحطِّمةً الرقم القياسي العالمي

الجهد الكبير يُتوَّج بالفوز (إكس)
الجهد الكبير يُتوَّج بالفوز (إكس)

قد لا تكون أونا كاميرون رياضيةً أولمبيةً، لكنها حقّقت هذا الأسبوع إنجازاً رياضياً يُضاهي ما حقّقه الفريق البريطاني في أولمبياد باريس، لاشتراطه القدر عينه من التدريب المكثَّف والدعم.

ووفق «الغارديان»، حطَّمت أونا (51 عاماً) الرقم القياسي العالمي في جزّ الصوف بمزرعة في كورنوال، حيث جزَّت فراء 517 خروفاً خلال 9 ساعات؛ وهو جهد وصفه أحد الخبراء بأنه يُعادل الركض لمسافة ماراثونين متتاليين.

وقالت صباح اليوم التالي من دون أن يبدو عليها أي استغراب: «أشعر كأنّ دبابة دهستني... أنا مجهدة. جسدي يؤلمني في أماكن لم أكن أعلم بوجودها».

وبعدما غذَّت نفسها طوال اليوم بوجبات الشوفان والأرز مع الحليب، احتفلت بختام الحدث بتناول مأكولات مُنعت عنها ضمن نظامها الغذائي الصارم للتدريب، فتلذّذت باحتساء الجعة وتناول الشوكولاته.

تحقيق الرقم القياسي العالمي لجزّ الصوف ليس بالأمر السهل؛ إذ تعمل أونا، من سانت بوسويلز، بالقرب من منطقة كيلسو على الحدود الأسكوتلندية، قاصةَ صوف محترفةً منذ نحو 3 عقود، ولكن رغم مهارتها وخبرتها، تدرّبت لمدّة عام لمحاولة تحقيق الرقم القياسي، فاعتادت على الاستيقاظ عند الخامسة صباحاً للعمل على تمارين القلب ورفع الأثقال وتمارين الحركة، ثم الذهاب وجزّ الصوف لـ8 ساعات.

وأشارت إلى أنّ الأغنام «ليست صغيرة ولا متعاونة»، فتجرُّ كل خروف إلى الخلف من قرنيه وتضعه على ظهره لتجزّ صوفه. وفي العادة، يحاول القاصّ المُنحني فوقه إبقاءه ثابتاً خلال إزالة الصوف، والذي يمكن أن يزن 5 كيلوغرامات للخروف الواحد. أضافت أونا: «تكرَّر ذلك 517 مرّة، وبحلول الوقت الذي تصل فيه إلى الخروف رقم 517، ستقول: (أخيراً، انتهيت!)».

ضمَّ فريق الدعم المكوَّن من 40 شخصاً - الذي ملأ الأقفاص بمئات الأغنام، وحافظ على حرارتها، وأبعد الصوف عن المكان وحافظ على برودة المتسابقة - مُدلّكة عملت على تدليك جسد أونا بشكل مكثَّف خلال فترات الراحة الأربع التي تخلّلت عملها المستمرّ 9 ساعات.

استطردت أونا: «الاستراحة الأخيرة مدّتها نصف ساعة، ثم أعود مجدداً إلى النهائي الكبير. شعرتُ كأنها فترة قصيرة جداً». بوصولها إلى تلك المرحلة، أكدت أنها كانت تعلم بأنها تسير على الطريق الصحيحة لتحطيم الرقم القياسي العالمي الحالي للنساء في جزّ الصوف الثقيل لمدّة 9 ساعات، متجاوزةً الرقم القياسي السابق بـ59 خروفاً. فُحِص كل حيوان مجزوز بعناية من 4 حُكّام معنيين بالأرقام القياسية العالمية للتأكُّد من أنه جُزَّ بشكل صحيح. فقط 4 - أقل من 1 في المائة - لم تنطبق عليها المعايير.

يُذكر أنّ أونا دخلت مجال جزّ الصوف خلال دراستها الزراعة بعد ترك المدرسة، ووجدت أنه الجانب الذي استمتعت به أكثر في الدورة الدراسية. في ذلك الوقت، كان ثمة عدد قليل من القاصّات الإناث، ولكن اليوم قد يكون هناك مزيد من النساء أكثر من الرجال في هذا المجال. هل أصبحت قدوة؟ ردَّت: «حسناً، لم أفكر في الأمر بهذه الطريقة، لكن يبدو أنني كذلك».


مقالات ذات صلة

فرقة «رند» تفوز بجائزة عالمية عن أغنية «حكي ما نقال»

يوميات الشرق فرقة «رند» تفوز بجائزة عالمية عن أغنية «حكي ما نقال»

فرقة «رند» تفوز بجائزة عالمية عن أغنية «حكي ما نقال»

فرقة «رند» الغنائية تحقق إنجازاً فنياً عالمياً، وتنال جائزة «إنتركونتيننتال ميوزك أووردز» في لوس أنجليس عن منطقة الشرق الأوسط، بأغنيتها «حكي ما نقال».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق زبونة تجرب الخوخ القادم من فوكوشيما اليابانية والذي عُرض للبيع في متجر «هارودز» الفاخر في وسط لندن (أ.ف.ب)

خوخ مزروع في منطقة كارثة فوكوشيما النووية للبيع بمتاجر بريطانية

بدأت متاجر «هارودز» في بيع الخوخ الفاخر المزروع في منطقة فوكوشيما اليابانية، والتي عانت منذ 13 عاماً من أسوأ كارثة نووية في العالم منذ تشيرنوبيل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق معركة الدفاع عن الحياة (مكتب مأمور مقاطعة «لي»)

معركة ثمانينية مع تمساح في فلوريدا: هجم مثل «طوربيد»

أنقذت امرأة تبلغ 84 عاماً في ولاية فلوريدا الأميركية، حياتها، بعدما لكمت تمساحاً عدوانياً في وجهه... فماذا جرى؟

«الشرق الأوسط» (فلوريدا)
يوميات الشرق سمكة السمّ القاتل (أ.ف.ب)

طفلة يابانية تصبح أصغر المؤهَّلين لإعداد سمكة سامّة تُهدِّد بالموت

أصبحت يابانية، تبلغ العاشرة، أصغر شخص يحصل على تصريح لإعداد سمكة «فوغو» المنتفخة؛ وهي من الأطعمة الشهية التي قد تقتل الإنسان إذا لم تُزَل أجزاؤها السامّة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لوحة «لقاء الأحد اللبناني» وتجمع 15 نجماً لبنانياً (جوزيف عازار)

جوزيف عازار يرسم عمالقة الفن في لوحة «لقاء الأحد اللبناني»

في لوحته «لقاء الأحد اللبناني» يجمع جوزيف عازار حولها 14 من عمالقة الفن في لبنان. يختصر من خلالها حقبة فنية ذهبية. وتمثّل نافذة أمل نحو رؤية مستقبلية زاهية.

فيفيان حداد (بيروت)

«كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات» يبدأ أعماله في الرياض

جانب من حفل تدشين كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات في الرياض (هيئة الأدب)
جانب من حفل تدشين كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات في الرياض (هيئة الأدب)
TT

«كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات» يبدأ أعماله في الرياض

جانب من حفل تدشين كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات في الرياض (هيئة الأدب)
جانب من حفل تدشين كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات في الرياض (هيئة الأدب)

دشّن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الثلاثاء، كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات، الذي بدأ أعماله من الرياض؛ بدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية، لتشجيع الأبحاث والشراكات الداعمة لترجمة الثقافات والنصوص الثقافية، ومد الجسور بين الحضارات التي تخلق حوارات ثقافية متنوعة.

وقال الدكتور محمد علوان الرئيس التنفيذي للهيئة، خلال كلمته في الحفل، إن «الهيئة تسعد بأن تكون جزءًا من هذا الإنجاز المتمثل في تدشين الكرسي»، مؤكداً أنه «يجسد جانباً مهماً من التطلعات الثقافية لـ(رؤية السعودية 2030)، والمساهمة في تعزيز وتشجيع التعاون الدولي بمجال البحث والتطوير».

الدكتور محمد علوان خلال حفل التدشين (هيئة الأدب)

وأضاف علوان، خلال الحفل، أن الكرسي «يُقدِّم فرصة ذهبية لتحقيق الأهداف المتكاملة لتعميق فهم تراث السعودية العريق وإيصاله إلى العالم»، مبيناً أن «فكرة إنشائه جاءت في إطار الاهتمام اللافت لوزارة الثقافة، والدور المحوري للبحث العلمي في صياغة واقع ومستقبل ثقافي مشرق للمملكة».

واختتم الرئيس التنفيذي للهيئة كلمته بالإشارة إلى أن الكرسي «سيُقدِّم إسهامات علمية رصينة في مجال ترجمة الثقافات، وسيكون منصة رائدة لتبادل الخبرات والمعارف بين الباحثين من مختلف أنحاء العالم».

الكرسي جاء بدعم من هيئة الأدب في السعودية (الهيئة)

من جهتها، قالت الدكتورة منيرة الغدير رئيس الكرسي، أن «الترجمة من عوامل ازدهار الحضارة الإنسانية، وترتكز في جوهرها على ترجمة الثقافات نفسها»، موضحة أن «هذا الفهم للترجمة كتجربة ثقافية تحولية، أساسي لاكتشاف السبل التي يمكن من خلالها تعزيز الحوار الثقافي بين الأمم، ومواجهة الأسئلة النظرية والفلسفية حول ما هية العلاقة بين اللغات والثقافات».

وأكدت الغدير أن الكرسي «ينطلق من هذا الإطار المفاهيمي، والإشراقات الحضارية، وبناء الثقافات، بدءاً من الثقافة العربية التي أثرت الحضارة الغربية، لتعود مرة أخرى في مسارات فكرية تجمع دول الشمال والجنوب».

الدكتورة منيرة الغدير تلقي كلمتها أمام الحضور (هيئة الأدب)

وبيّنت أن «الكرسي يسعى لإعادة تصور تاريخ الترجمة، بدءاً من اللغة العربية والعالم العربي، ويهدف من خلال هذا النهج إلى تجاوز هيمنة نموذج الدراسات المتمركزة حول الغرب، ليساهم في تطوير المعرفة بين وعن دول الجنوب، ويكشف عن المفاهيم والأطروحات التي تم التغاضي عنها سابقاً في دراسات الترجمة والعلوم الإنسانية».

وتحتضن مدينة الرياض كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات؛ لتعزيز العمل الترجمي حول العالم، وتلبية حاجة القطاع الثقافي إلى البحوث المتخصصة في العلوم الإنسانية والاجتماعية والتعليم الشامل والتنوع، وتشجيع الشراكات التي تجمع ممثلي القطاعات الأكاديمية لتعزيز البحوث العلمية، بالإضافة لتقديم المنح الدراسية، وتنظيم الندوات، وإثراء الأطروحات الأكاديمية الحالية، لتطوير مفهوم الثقافة العربية والتنوع الثقافي.