«قنبلة موقوتة صامتة» تدمر العلاقات... احذرها

من آثار الشعور بعدم التقدير جعل الأفراد أكثر عرضة للبحث عن الرضا خارج العلاقة (رويترز)
من آثار الشعور بعدم التقدير جعل الأفراد أكثر عرضة للبحث عن الرضا خارج العلاقة (رويترز)
TT

«قنبلة موقوتة صامتة» تدمر العلاقات... احذرها

من آثار الشعور بعدم التقدير جعل الأفراد أكثر عرضة للبحث عن الرضا خارج العلاقة (رويترز)
من آثار الشعور بعدم التقدير جعل الأفراد أكثر عرضة للبحث عن الرضا خارج العلاقة (رويترز)

من المعروف أن العلاقات البشرية بشكل عام، والرومانسية بشكل خاص، تزدهر بالاحترام المتبادل والتقدير والجهد. مع ذلك، هناك مشكلة خفية تسمم حتى أكثر قصص الحب قوة: أخذ شريكك كأمر مسلم به.

يمكن أن ينجم عن هذا التصرف تآكل حتى العلاقات الأكثر حيوية، مما يؤدي إلى عدم الرضا والاستياء وانهيار الشراكة في نهاية المطاف، وفقاً لموقع «سايكولوجي توداي».

لقد رأى الدكتور جيفري بيرنشتاين، وهو طبيب نفسي ومؤلف سبعة كتب، العديد من العلاقات تنهار بسبب أخذ الشريكين لبعضهما البعض كأمر مسلم به. وقال «إن فهم سبب حدوث ذلك واتخاذ خطوات استباقية أمر بالغ الأهمية للحفاظ على علاقة صحية ومحبة».

ماذا يعني أخذ شخص ما كأمر مسلم به؟

ينطوي أخذ شريك ما كأمر مسلم به على افتراض أن وجوده ودعمه وجهوده مضمونة. بمرور الوقت، يمكن أن تتلاشى الإثارة. يمكن أن يتجلى هذا التصرف بطرق مختلفة، مثل إهمال التعبير عن الامتنان، أو الفشل في الاعتراف بجهود شريكك، أو عدم تخصيص الوقت للتواصل الهادف. عندما يشعر أحد الشريكين بعدم التقدير أو عدم ملاحظة جهوده، فإن هذا يخلق شعوراً بأنه غير مرئي، مما قد يكون ضاراً برفاهيته العاطفية والعلاقة بالمجمل.

التأثير على العلاقات

قد تكون آثار عدم الاهتمام بشريك الحياة عميقة. قد تبدو بسيطة في البداية، لكنها تتحول إلى مشكلة كبيرة. وفيما يلي بعض التأثيرات الرئيسية:

تآكل الحميمية العاطفية: تعتمد الحميمية العاطفية على الشعور بالتقدير والفهم. وعندما يغيب التقدير، قد ينجم عن ذلك مسافة عاطفية. وهذا يجعل مشاركة المشاعر والأحلام والثغرات أمراً صعباً. على سبيل المثال: توقفت ليا عن مشاركة تجاربها اليومية مع جون لأنه بدا غير مهتم ولم يسألها أبداً عن يومها. وبمرور الوقت، شعرت بالبعد العاطفي عنه.

نمو الاستياء والإحباط: يمكن أن يتراكم الاستياء عندما يشعر أحد الشريكين بالتجاهل أو التقليل من قيمته. وقد يؤدي هذا إلى الإحباط، ويتجلى ذلك في خلق الحجج، والسلوك العدواني السلبي، أو الانسحاب. تخلق هذه التفاعلات السلبية حلقة مفرغة سامة، مما يزيد من إلحاق الضرر بالعلاقة. على سبيل المثال: شعر خوان دائماً بعدم التقدير لإدارة الأعمال المنزلية، مما أدى إلى خلافات متكررة مع ليزا حول أمور تافهة.

انخفاض الدافع للاستثمار في العلاقة: يمكن أن يؤدي الشعور بأن اهتمام الشريك أمر مسلم به إلى تقليل الدافع للاستثمار في العلاقة. عندما لا يتم الاعتراف بالجهود، قد يشعر الشريك أنه لا جدوى من الاستمرار في المحاولة، مما يؤدي إلى انخفاض جودة العلاقة. على سبيل المثال: توقفت إيما عن التخطيط لنزهات مميزة لأن مايك لم يعترف أبداً بجهودها، مما جعلها تشعر أن محاولاتها كانت عقيمة.

إمكانية الخيانة الزوجية: من آثار الشعور بعدم التقدير جعل الأفراد أكثر عرضة للبحث عن الرضا خارج العلاقة. في حين أن هذا ليس عذراً للخيانة الزوجية، إلا أنه يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على الامتنان المتبادل والتواصل.

ما العلامات البارزة لهذه المشكلة؟

الافتقار إلى التواصل: تصبح المحادثات سطحية أو تدور فقط حول الأمور العملية، مع القليل من الجهد للانخراط على مستوى عاطفي أعمق.

غياب الامتنان: لا يتم الاعتراف بالأفعال الروتينية المرتبطة باللطف أو الدعم أو تقديرها.

عدم قضاء الوقت معاً: يصبح قضاء وقت مفيد معاً أمراً نادراً، حيث يعطي الشركاء الأولوية للأنشطة الأخرى على بعضهم البعض.

إهمال المناسبات الخاصة: يجب مراعاة أعياد الميلاد والذكرى السنوية والتواريخ المهمة الأخرى والاحتفال بها.

ويشرح بيرنشتاين أن «أخذ الشريك كأمر مسلم به هو بمثابة قنبلة موقوتة خفية يمكن أن تدمر العلاقات». ومن خلال التعرف على العلامات وبذل جهد متضافر لإظهار التقدير والتواصل بصراحة وإعطاء الأولوية لقضاء وقت ممتع، يمكن للأزواج نزع فتيل هذه القنبلة الموقوتة وبناء علاقة أقوى، بحسب الدكتور.


مقالات ذات صلة

«لا يمكنني التحمل بعد الآن»... 4 علامات واضحة على ضرورة إنهاء العلاقة

يوميات الشرق الثقة هي الأساس لأي علاقة ذات مغزى وتعمل كأساس حيوي يعزز الألفة والارتباط العاطفي (رويترز)

«لا يمكنني التحمل بعد الآن»... 4 علامات واضحة على ضرورة إنهاء العلاقة

يبرز طبيبٌ العلامات الأربع الأساسية التي تشير إلى أن الوقت قد حان لترك العلاقة، بحسب تقرير لموقع «سايكولوجي توداي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق جيسي كيبف يواجه السجن لمدة 9 سنوات (سكاي نيوز - مركز احتجاز مقاطعة غرايسون)

سجن أميركي تظاهر بالموت لتجنب دفع نفقة طفله

كشف ممثلو الادعاء أن رجلاً أميركياً سُجن بعد أن زوّر وفاته في محاولة للتهرب من دفع نفقة طفله.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق جنيفر لوبيز وبن أفليك... طلاق بعد زواج دام عامَين (رويترز)

جنيفر لوبيز وبِن أفليك... تعدّدت الأسباب والفراق واحد

ما هي الأسباب التي فرّقت بين جنيفر لوبيز وبن أفليك بعد قصة حبٍ دامت عقدّين وزواجٍ دام سنتَين؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق البعض يبقون في علاقات مؤلمة أو غير صحية بسبب الاعتماد الاقتصادي (رويترز)

6 أسباب تدفع الناس للاستمرار في علاقات فاشلة

هناك 6 أسباب تجعل الناس يبقون في هذه العلاقات الفاشلة، وفقاً لتقرير موقع «سايكولوجي توداي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تتبُّع تحركات النحل بتقنية الرادار

تتبُّع تحركات النحل باستخدام جهاز استقبال مُثبّت على طائرة من دون طيار (جامعة أكسفورد)
تتبُّع تحركات النحل باستخدام جهاز استقبال مُثبّت على طائرة من دون طيار (جامعة أكسفورد)
TT

تتبُّع تحركات النحل بتقنية الرادار

تتبُّع تحركات النحل باستخدام جهاز استقبال مُثبّت على طائرة من دون طيار (جامعة أكسفورد)
تتبُّع تحركات النحل باستخدام جهاز استقبال مُثبّت على طائرة من دون طيار (جامعة أكسفورد)

طوّر فريق من جامعة أكسفورد في بريطانيا تكنولوجيا جديدة تهدف إلى تتبع تحركات النحل باستخدام رقائق رادارية صغيرة تُثبت على ظهره، بهدف تعزيز الزراعة المستدامة.

وأوضح الباحثون أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود لمواجهة تراجع أعداد الحشرات والطيور الملقحة، والتي تلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على النظام البيئي والزراعة، وفق «بي بي سي».

ويلعب النحل دوراً حيوياً في تلقيح المحاصيل الزراعية، من خلال نقل حبوب اللقاح بين الأزهار، ما يسهم في تعزيز إنتاج الفواكه والبذور، وهو أمر ضروري لاستمرار المحاصيل وتكاثر النباتات.

ومن دون هذا الدور، ستتأثر الزراعة بشكل كبير؛ ما يؤدي إلى انخفاض في إنتاج المحاصيل وتراجع التنوع البيولوجي؛ لذلك فإن الحفاظ على صحة أعداد النحل يعتبر أمراً بالغ الأهمية لضمان استدامة الأمن الغذائي والنظم البيئية.

وفي خطوة جديدة لفهم وتحليل حركة الملقحات، طوّر الباحثون التقنية التي أطلقوا عليها «بيوتراك» (Biotracks)، وتعتمد على تثبيت رقائق رادارية صغيرة على ظهر النحل، مثل «حقيبة ظهر»، وتتبعها باستخدام جهاز استقبال مُثبّت على طائرة من دون طيار.

وقالت الدكتورة تونيا لاندر، من قسم البيولوجيا بجامعة أكسفورد: «لدينا جهاز إرسال راداري على الأرض، وعلامة صغيرة مثبتة على ظهر النحلة بين الأجنحة مثل حقيبة صغيرة، وجهاز استقبال محمول على طائرة مُسيّرة تحلق فوقها».

وأضافت لراديو «بي بي سي» في أكسفورد، أنهم «نجحوا في تطوير أصغر علامة رادارية حركية على الإطلاق»، بحيث تستطيع الحشرات حملها دون التأثير على سلوكها.

وأشارت إلى أن أكثر من 85 في المائة من الأنواع النباتية تعتمد على الحشرات في تلقيحها، في حين أن 40 في المائة من أنواع الحشرات معرضة لخطر الانقراض؛ ما يعني أن غياب هذه الحشرات سيؤدي إلى قلة إنتاج البذور والثمار، بالإضافة إلى التأثير على استمرارية الأجيال المقبلة من تلك النباتات.

ويتيح هذا النظام للعلماء مراقبة تحركات النحل بشكل دقيق وتحليل سلوكه، وهو ما يساعد في تحقيق فهم أعمق للعوامل التي تؤثر على أعداد هذه الملقحات الحيوية.

ونوّه الدكتور كريس ستيفنز الأستاذ المساعد بقسم علوم الهندسة بجامعة أكسفورد، بأن النظام الراداري المستخدم في التقنية أتاح إمكانية توسيع نطاق تتبع النحل من عدة أمتار إلى نطاق أكبر يشمل حقولاً كاملة.

وأشار الفريق إلى أن هذا الابتكار يمثل خطوة مهمة في مساعي الحفاظ على الملقحات وتحليل سلوكها، وهو ما يسهم في حماية الأنظمة البيئية وضمان استمرارية الزراعة المستدامة.