لا يختلف أحد على فكرة أن جميع الأزواج يتجادلون من وقت لآخر، ولكن هل تساءلت يوماً ما إذا كانوا يميلون جميعاً إلى الجدال للأسباب نفسها؟ وفقاً لدراسة أُجريت عام 2016، فمن المرجح أن يكون الأمر كذلك، بحسب موقع «سايكولوجي توداي»
تنظر الدراسة إلى الصراع من خلال عدسة نظرية «تقرير المصير»، وهو نموذج يشير إلى أن التطور والعمل في حياتنا اليومية يعتمد على 3 احتياجات نفسية أساسية، وفقاً للدكتور مارك ترافيرز، وهو عالم نفس أميركي:
الاستقلالية
الاستقلالية هي الحاجة الأساسية للشعور بالسيطرة على حياتك الخاصة؛ أن تتمتع بالحرية في اتخاذ القرارات التي تتوافق مع قيمك ورغباتك وأهدافك. عندما تتمتع بالاستقلالية، تشعر بالتمكين والأصالة، وكأنك تعيش حياة خاصة بك حقاً.
في العلاقات الرومانسية، ستظهر الحاجة إلى الاستقلالية في الرغبات والتفضيلات الخاصة بك. على سبيل المثال، احتياجاتك ورغباتك في ممارسة الهوايات أو الحفاظ على الصداقات أو اتخاذ قرارات مهنية بشكل مستقل عن تأثير شريكك. من المهم ملاحظة أن هذه الحاجة لا تتعلق بإبعاد نفسك، بل إنها آلية ضرورية لضمان عدم فقدان إحساسك بذاتك داخل العلاقة. يعد الشعور القوي بالاستقلالية أمراً بالغ الأهمية في هذا الصدد؛ لأنه يسمح لك بالشعور بأنك لا تزال الشخص نفسه الذي كنت عليه قبل العلاقة - فقط مع وجود شخص بجانبك.
لكن عندما لا تتم تلبية هذه الحاجة إلى الاستقلالية - عندما تشعر بأن حريتك مقيدة أو أن اختياراتك تخضع للرقابة - فقد يؤدي ذلك إلى الإحباط. فعندما يبدأ الشريكان في مراقبة قرارات بعضهما بعضاً (سواء كانت قرارات الأصدقاء الذين يحتفظان بهم، أو الهوايات التي يمارسانها، أو حتى الأشياء التي يشتريانها)، فقد يشعران بسهولة بأنهما محاصران، أو كأنهما يضحيان بكثير من نفسيهما من أجل العلاقة.
الكفاءة
الكفاءة هي الحاجة إلى الشعور بالفاعلية والقدرة في أفعالك؛ الشعور بالثقة التي تأتي من معرفة أنك قادر على مواجهة التحديات وتحقيق أهدافك وتقديم مساهمات ذات مغزى للعالم من حولك. هذه هي الحاجة التي تسهم بشكل أكبر في احترامك لذاتك وتمنحك شعوراً بالفخر بقدراتك.
في العلاقة الرومانسية، تتجلى الحاجة إلى الكفاءة غالباً في الرغبة بأن تكون شريكاً جيداً، بأن تشعر وكأنك تسهم بشكل إيجابي في العلاقة وتلبي احتياجات شريكك. قد يعني هذا تقديم الدعم العاطفي، أو التعامل مع المسؤوليات المشتركة، أو جعل شريكك يشعر بالحب والتقدير.
ولكن عندما يتم إحباط حاجتك إلى الكفاءة - عندما تشعر وكأنك تقصر باستمرار، أو لا ترقى إلى مستوى التوقعات - فقد يؤدي ذلك إلى الإحساس بعدم الكفاءة.
الارتباط
يشعر الناس بالحاجة إلى الارتباط بالآخرين؛ الإحساس بالحب والفهم والتقدير من قبل الأشخاص الأكثر أهمية. بطبيعة الحال، في العلاقة العاطفية، هذه الحاجة هي حجر أساس. عندما تتم تلبية الارتباط، يستمتع الشريكان بإحساس مشترك بالألفة والثقة والانتماء.
تتجلى هذه الحاجة في القرب المتبادل والإخلاص والدعم. تريد أن تشعر بأن شريكك ليس حاضراً جسدياً فحسب، بل إنه منسجم عاطفياً معك، وإنه يفهم كل أفكارك ومشاعرك واحتياجاتك. ومع ذلك، عندما يتم إحباط الحاجة إلى الارتباط، وعندما تشعر بالانفصال أو سوء الفهم، فقد يؤدي ذلك إلى ضغوط كبيرة في العلاقة.
إذا لم يبادلك شريكك الوقت والجهد اللذين تبذلهما، فقد تشعر بالوحدة - حتى عندما تكون مع شريكك - أو تبدأ في التشكيك في التزامه بك. غالباً ما يؤدي ذلك إلى خلافات حول المودة والاهتمام.