جدارية «بانكسي» الجديدة... معزٌ أسود يثير جدلاً

معناها غامض كفنانها البريطاني المجهول

معز جبليّ على حافةٍ... جدارية «بانكسي» الغامضة (إنستغرام بانكسي)
معز جبليّ على حافةٍ... جدارية «بانكسي» الغامضة (إنستغرام بانكسي)
TT

جدارية «بانكسي» الجديدة... معزٌ أسود يثير جدلاً

معز جبليّ على حافةٍ... جدارية «بانكسي» الغامضة (إنستغرام بانكسي)
معز جبليّ على حافةٍ... جدارية «بانكسي» الغامضة (إنستغرام بانكسي)

أكّد فنّان الشّارع البريطاني المجهول «بانكسي»، عبر حسابه الشخصي في «إنستغرام»، أنه وراء العملين الفنّيين الجديدين اللذين ظهرا في جنوب غربي العاصمة البريطانية لندن؛ إذ يصوّر الأول معزاً جبلياً يقف على حافة. في حين يصوّر الثاني، وقد نشره بعد يوم من عمله الأول، فيلين يُخرجان رأسيهما من نافذتين مغلقتين وقد ظهرت على حائط منزل في إديث تيراس في تشيلسي. ولطالما اعتمد بانكسي على طريقته هذه لتقديم أعماله للناس وتأكيد هويته.

عمل فني جديد لبانكسي يصور فيلين في تشيلسي (إ.ب.أ)

فعلى مبنى سكني في منطقة كيو بريدج، رسم «بانكسي» معزاً جبليّاً أسود يقف على حافة، محاولاً التوازن للبقاء على قيد الحياة، وأسفله تتساقط حجارة صغيرة سوداء.

وكان «بانكسي» قد وجّه كاميرا حقيقية للمراقبة موجودة في المكان صوب جداريته، بيد أنه بعد ساعتين فقط، من نشره للجدارية على «إنستغرام»، رُصد موظفٌ وهو يحاول تغيير وجهة الكاميرا ليعيدها إلى موضعها الأصلي.

أثار عمله الفني هذا الجدل من جديد، وحتى اللحظة، لا أحد يعرف تحديداً ماذا يعني فنان الشارع الأشهر بجداريته الغامضة هذه، وإلى ماذا ترمز. وبالفعل بدت أنها واحدة من أكثر أعماله إبهاماً حتى الآن، خصوصاً أن الحروب تعمّ دولاً عدّة في العالم، وأعمال الشغب تتوسّع في بريطانيا.

معز جبليّ على حافةٍ... جدارية «بانكسي» الغامضة (إنستغرام بانكسي)

تفاعلت التعليقات مع جداريته، التي نشر صورتها بلا أيّ شرح، غالبيتها ربطتها بالاضطرابات في بريطانيا والعالم.

وفي محاولة لفهم ماذا يعني «بانكسي» بها، كتب أحدهم على «إنستغرام»: «قد يكون تفسيري خاطئاً، فغزال الجبل الفلسطيني مهدد بالانقراض، يترنح على حافة الزوال. والوقت لإنقاذه محدود»، (الغزال الأسود هو ثروة بيئية وطنية).

جدارية «بانكسي» (أ.ف.ب)

فيما فسر كثيرون اللوحة على أنها قد تكون تشير إلى الاضطرابات الحالية في المملكة المتحدة، أمام أعين العالم المراقبة للوضع، حيث علّق حساب: «مثل العائلات المسكينة المختبئة في تلك الفنادق الآن، التي تتعرض للهدم والتدمير». وكتب آخر: «الجميع يشاهدون المعز وهو يحاول البقاء على قيد الحياة».

ولطالما أثارت أعماله كثيراً من الجدل، وآخرها كان بعد رفعه مجسماً لقارب صغير يحمل دمى لمهاجرين فوق الحشود خلال حفل موسيقي في «مهرجان غلاستونبري» الأخير خلال العام الحالي، وقد أثار حينها ردود فعل غاضبة.


مقالات ذات صلة

مراهق يصبح أصغر أستاذ كبير للشطرنج في بريطانيا

يوميات الشرق شرياس رويال أصغر أستاذٍ كبير بالشطرنج (والده جيتندرا رويال)

مراهق يصبح أصغر أستاذ كبير للشطرنج في بريطانيا

أصبح مراهق (15 عاماً)، من جنوب شرقي لندن، من أبطال الشطرنج، أصغر أستاذٍ كبير (غراند ماستر) بالشطرنج في بريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا الروبوت خلال إجراء الجراحة (شركة Perceptive)

لأول مرة في العالم... روبوت يجري عملية جراحية كاملة بالأسنان

أجرى روبوت عملية أسنان آلية بالكامل على إنسان، في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق مع والدتها وابنتها في صورة تبرز اهتمامها بعلاقة الأجيال (نور عريضة)

نور عريضة: سرتُ عكس تزييف «السوشيال ميديا»

منذ صغرها اهتمت المؤثرة اللبنانية نور عريضة بالصحة النفسية. أدركت أن سلامتها تنعكس على التفكير والتصرف. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها توازي سلامة صحتنا العامة».

فيفيان حداد (بيروت)
صحتك الشرب من الزجاجات البلاستيكية قد يرفع من ضغط الدم (رويترز)

زجاجات المياه البلاستيكية قد تصيبك بارتفاع ضغط الدم

وجدت دراسة حديثة أن الشرب من الزجاجات البلاستيكية قد يرفع من ضغط الدم نتيجة دخول المواد البلاستيكية الدقيقة إلى مجرى الدم.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
يوميات الشرق في التحية الختامية لمسرحية «خيال صحرا» (المكتب الإعلامي)

«خيال صحرا» أحلام مكسورة والعبرة لمن اعتبر

وطن خباز يتألم ويحتضر، وأهله يئنون تحت حمل أحلامهم المكسورة، يعيشون الهواجس ويتنفسون العبثية، وعيبهم هو أنهم لا يقرأون تاريخهم.

فيفيان حداد (بيروت)

مصر تعيد توظيف مبان أثرية «باهرة» في القاهرة الفاطمية

منزل زينب خاتون خلال ترميمه خلف الجامع الأزهر (وزارة الإسكان المصرية)
منزل زينب خاتون خلال ترميمه خلف الجامع الأزهر (وزارة الإسكان المصرية)
TT

مصر تعيد توظيف مبان أثرية «باهرة» في القاهرة الفاطمية

منزل زينب خاتون خلال ترميمه خلف الجامع الأزهر (وزارة الإسكان المصرية)
منزل زينب خاتون خلال ترميمه خلف الجامع الأزهر (وزارة الإسكان المصرية)

تسعى مصر لإعادة توظيف المنشآت الأثرية في القاهرة الفاطمية ضمن الخريطة السياحية، من خلال خطة لترميم وتجديد ورفع كفاءة هذه المنشآت والمناطق المحيطة بها، ومن بينها منزل زينب خاتون، وسور القاهرة التاريخي في حي الجمالية.

وقال وزير الإسكان المصري، شريف الشربيني، إن الوزارة تستهدف «ترميم وتجديد وإعادة توظيف المنشآت الأثرية ذات الصبغة المعمارية والفنية الباهرة، ووضعها على خريطة المزارات السياحية»، مضيفاً خلال جولته، الثلاثاء، بالقاهرة الإسلامية أن «مشروعات ترميم وإعادة تأهيل وتوظيف منزل زينب خاتون، وترميم سور القاهرة في حي الجمالية، تأتي في إطار جهود الوزارة لترميم وتجديد وإعادة توظيف المنشآت الأثرية الإسلامية والفاطمية، التي تتميز بالصبغة المعمارية والفنية الباهرة، للمحافظة على التراث الأثري لهذه المنشآت، ووضعها على خريطة المزارات السياحية، وذلك بالتنسيق مع المختصين من وزارة السياحة والآثار».

إحدى الغرف في منزل زينب خاتون (وزارة الإسكان المصرية)

وقال أستاذ الآثار الإسلامية في جامعة القاهرة، الدكتور رأفت النبراوي، إن «هذا يتم في إطار مشروع متكامل لتهيئة كل المباني الأثرية بالقاهرة الفاطمية لتكون مزاراً سياحياً»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «هي مهيأة فعلا لتكون مزارات بعمارتها الباهرة ذات الطبيعة الخاصة، ولكن تحتاج إلى اهتمام أكبر وتطوير وترميم وتأهيل المناطق المحيطة ودعاية لزيارة هذه المناطق الأثرية».

وأشار النبراوي إلى «ضرورة إقامة أنشطة مختلفة في هذه الأماكن للتعريف بها مع الوضع في الاعتبار الحفاظ على الأثر، وأن يكون لدى القائمين على الأنشطة وعي كامل بقيمة الأثر والحفاظ عليه».

جانب من ترميم سور القاهرة التاريخي بحي الجمالية (وزارة الإسكان المصرية)

وتشمل أعمال التطوير في القاهرة الإسلامية ترميم جزء من السور الشمالي بداية من شارع بهاء الدين حتى برج الظفر بطول 260 متراً، وكذلك ترميم جزء من السور الشرقي، بداية من برج الظفر وحتى شارع صالح الجعفري بطول 460 متراً، بالإضافة إلى 3 أبراج بالجزء الشمالي، و6 أبراج بالجزء الشرقي، مع تطوير المنطقة المحيطة للسور الأثري الذي يبلغ ارتفاعه نحو 10 أمتار، ويعدّ بأبراجه وبواباته من أهم معالم القاهرة الفاطمية، وفق بيان للوزارة.

من جانبه، عدّ عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر، الدكتور عبد الرحيم ريحان «التطوير الذي يجري في القاهرة الفاطمية كونها مدينة متكاملة مسجلة ضمن قائمة التراث العالمي باليونيسكو منذ عام 1979»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «القاهرة التاريخية تشمل ثلاثة نطاقات رئيسية، تتمثل في شارع المعز لدين الله الفاطمي، والجمالية وأسوار القاهرة، والنطاق الثاني مصر القديمة والفسطاط، والثالث منطقة جامع أحمد بن طولون والقلعة».

المشربيات والأعمدة والطراز المعماري الإسلامي في منزل زينب خاتون (وزارة الإسكان المصرية)

ولفت إلى أن «الدولة تقوم بمشروع كبير لإحياء السياحة الروحية على مستوى مصر كلها، ممثلاً في مشروع التجلي الأعظم لإحياء مسار النبي موسى، ومشروع إحياء العائلة المقدسة، وإحياء مسار آل البيت الذي يدخل ضمن تطوير القاهرة الفاطمية والآثار الإسلامية».

وأكد أن «هذا الأمر ينعكس على السياحة بشكل عام، وهو ما ظهر في زيادة أعداد السائحين من جنوب شرقي آسيا نتيجة إحياء مسار آل البيت، والقاهرة بشكل عام فيها الكثير من الآثار منذ دخول الإسلام مصر، وهو ما يعطيها زخماً كبيراً».

سور القاهرة التاريخي يشهد أعمال ترميم (وزارة الإسكان المصرية)

ويقع منزل زينب خاتون في وسط القاهرة القديمة خلف الجامع الأزهر، وسط مجموعة من الآثار الإسلامية، ويرجع تاريخ إنشائه إلى القرن الرابع الهجري والعاشر الميلادي، وينتمي منزل زينب خاتون، الذي تبلغ مساحته 600 متر، لمنازل العصر المملوكي، ويحتوي على عناصر معمارية وزخرفية مختلفة، من شبابيك ومشربيات وأسقف خشبية وكوابيل مزخرفة ومذهبة وأرضيات رخامية وغيرها.

ولفت ريحان إلى أن «فوز القاهرة بوصفها عاصمة للسياحة للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي يعطيها زخماً كبيراً، ويزيد من فرص السياحة إليها، خصوصاً أن كل المشاريع التي تتم لتطويرها تحت إشراف منظمة اليونيسكو التي تتابع النهضة الكبيرة التي تشهدها المدينة».