«الغردقة لسينما الشباب» يراهن على المواهب الصاعدة

دورته الثانية تنفرد بالعرض الأول للفيلم الفرنسي - المصري «تروكاديرو»

صورة سيلفي لفريق الفيلم في باريس (إدارة المهرجان)
صورة سيلفي لفريق الفيلم في باريس (إدارة المهرجان)
TT

«الغردقة لسينما الشباب» يراهن على المواهب الصاعدة

صورة سيلفي لفريق الفيلم في باريس (إدارة المهرجان)
صورة سيلفي لفريق الفيلم في باريس (إدارة المهرجان)

يراهن مهرجان الغردقة لسينما الشباب في دورته الثانية (من 19 إلى 25 سبتمبر «أيلول» المقبل)، على الدّفع بالمواهب الصاعدة بجميع مجالات العمل السينمائي، ويبرز ذلك بشكل خاص من خلال أفلامه التي يعرضها داخل 3 مسابقات؛ الأولى للأفلام الطويلة، والثانية للأفلام القصيرة، والثالثة لأفلام الطّلبة، إلى جانب استحداثه لـ«الجائزة الخضراء» التي تُمنح للأفلام الدّاعمة لفكرة الحفاظ على البيئة.

وكشف المهرجان (الأحد) عن انفراده بالعرض العالمي الأول للفيلم الفرنسي - المصري المشترك «تروكاديرو» (TROCADERO) وهو ناطق بالفرنسية والعربية، وقد صُوّر في العاصمة باريس.

وتدور أحداثه من خلال مجموعة من الفنانين المستقلين العرب والأجانب، وكفاحهم من أجل تحقيق أحلامهم؛ إذ يلتقون في «عاصمة النور» (باريس)، وسط معوقات يحاولون تخطّيها لإثبات مواهبهم؛ الفيلم من إخراج جاسر جادو، الذي شارك في كتابة السيناريو والحوار مع إيمان سمير، ومن إنتاج منى إبراهيم خضري، ود. أحمد الجبالي.

لقطة لإحدى بطلات الفيلم أمام برج إيفل (إدارة المهرجان)

وأوضح المخرج جاسر جادو، في بيان صدر عن المهرجان، أن الفيلم غنائيّ يخاطب قطاعاً كبيراً من الشباب الذي يمتلك الموهبة، ويحلم بالخروج بعيداً لتحقيق أحلامه. مؤكداً أن نوعيته صعبة جداً في تنفيذها، لافتاً إلى أن الجهة المنتجة سعت لعرضه في «مهرجان الغردقة» ليشاهده جمهور المهرجان من الشباب.

ويضمّ الفيلم ممثلين من 7 دول عربية وأجنبية، فيشارك من مصر سهر شحاتة، ومينا عطية، ومصطفى الخطيب، وفادي واصف، وداليا نوار؛ ومن لبنان ماركو فاجلر، وسالي جام؛ ومن المغرب مصطفى رازوم، وإكرام؛ ومن تونس خير الدين غندري؛ ومن الجزائر رشيد برهامي، وكهينة وأنطوان الأخرس، وبوستين فلتس، وساجي المصري، وسيندي، وأسامة سماحة، وجوليان؛ في حين يشارك من سويسرا جايل أوستتلر، وليا ديشامبو؛ ومن فرنسا بول برينو وبنجامين.

أحد مشاهد الفيلم (إدارة المهرجان)

من جانبه، أكد السينارست محمد الباسوسي، رئيس المهرجان، حرص إدارته منذ دورته الأولى، على احتضان جميع التجارب السينمائية الشابة، وتابع: «لذا رحّبت بمشاركة الفيلم بوصفه تجربة جديدة واعدة، إضافة لكونه موسيقياً غنائياً، وهي نوعية نادرة في السينما العربية والعالمية».

وكشف الباسوسي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، حرص المهرجان في دورته الثانية على اختيار أفلام يصنعها الشباب، وتخاطب هذا الجيل، فيما تطرحه كلما أمكن ذلك، لافتاً إلى أن «فيلم تروكاديرو» يجمع بين الأمرين، وقد شاهده بنفسه وتحمّس له بوصفه يطرح أزمات الشباب وفكرة السفر، التي تسيطر عليهم، واعتقاد البعض منهم أن الحياة أسهل في أوروبا، في حين يعاني الشباب في أوروبا الأزمات نفسها في محاولتهم لإثبات مواهبهم، مؤكداً أن رهان هذه الدورة هو الدفع بالمواهب الصاعدة.

وأضاف الباسوسي قائلاً إنه من منطلق الاهتمام بالشباب الذين يخاطبهم المهرجان، لا بدّ من أن ننقل لهم خبرات الكبار، إذ يقدم لهم المخرج الكبير محمد عبد العزيز «ماستر كلاس»، يتطرّق فيه لأعماله السينمائية المهمة، ولأسلوبه الفنّي في إخراج الأفلام الكوميدية لكبار النجوم.

برج إيفل على ملصق الفيلم الفرنسي - المصري «تروكاديرو» (إدارة المهرجان)

وأكد رئيس المهرجان توقيعه «بروتوكول تعاون» مع معهد السينما في القاهرة للمشاركة بمشروعات تخرج طلابه بمسابقة أفلام الطلبة، بوصفه الجهة الأكبر لتعليم السينما، إلى جانب أفلام طلاب بعض أقسام السينما في الجامعات المصرية، كما ستُعرض بعض أفلام التخرج لكبار المخرجين الحاليين، ومن بينهم، هاني لاشين، وساندرا نشأت، ليدور نقاش مفتوح بينهم وبين جمهور الشباب. واعداً بدورة تحوي كثيراً من المفاجآت.

ولفت الباسوسي إلى اختياره فريقاً من الشباب للعمل عبر مواقع «السوشيال ميديا» لطرح كل ما يتعلق بالمهرجان من خلالها بأسلوب مشوق وجديد، كما أشار إلى الانتهاء من وضع هوية موسيقية للمهرجان، من تأليف الموسيقار أحمد الجبالي، وجاءت تحت عنوان «إشارة مرور»، الذي يعكس الفرص التي يمنحها المهرجان لصنّاع الأفلام الشباب، والدّفع بهم لعالم أوسع وأشمل في مجال السينما.


مقالات ذات صلة

عرضان جامعيان يمثلان مصر في مهرجان «المسرح التجريبي»

يوميات الشرق ختام الدورة الماضية لمهرجان المسرح التجريبي (إدارة المهرجان)

عرضان جامعيان يمثلان مصر في مهرجان «المسرح التجريبي»

اختارت لجنة المشاهدة في مهرجان القاهرة الدّولي «للمسرح التجريبي» عرضين جامعيين مصريين للمشاركة في فعاليات المهرجان في دورته الـ31.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق عودة للمطربة المصرية عفاف راضي (مهرجان جرش)

عفاف راضي أدّت أجمل أغنياتها في جرش بعد غياب

تعود المطربة المصرية عفاف راضي إلى «مهرجان جرش» بعد غياب طويل عن الساحة الغنائية في مصر والعالم العربي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق حفل أم كلثوم في «جرش» أُقيم وسط أجواء ساحرة (وزارة الثقافة المصرية)

«جرش» يشهد ليلة ساحرة في حبّ «كوكب الشرق»

ليلة ساحرة عاشها الجمهور الأردني ضمن مهرجان «جرش الدولي» في حبّ «كوكب الشرق» أم كلثوم، قدّمتها الأوركسترا الاحتفالية للموسيقى العربية.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق الرابر المصري ويجز خلال الافتتاح (إدارة مهرجان صيف بنغازي)

ويجز يفتتح «صيف بنغازي» بالجلباب الصعيدي والكوفية الفلسطينية

افتتح الرابر المصري ويجز، الخميس، فعاليات الدورة الأولى من مهرجان «صيف بنغازي»، الذي يُعدّ أكبر حدث فنّي وثقافي وترفيهي تشهده ليبيا منذ اندلاع الانتفاضة فيها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق إطلالة خاصة لنجوم التسعينات أمام الجمهور المصري (مهرجان العالم علمين)

نجوم التسعينات يستعيدون الذكريات المتوهِّجة في «العالم علمين»

5 مطربين، هم 5 أصدقاء ورفاق مشوار: هشام عباس، ومحمد فؤاد، وخالد عجاج، وإيهاب توفيق، وحميد الشاعري؛ صعدوا تباعاً على المسرح ليقدّموا جولة جديدة من «كاسيت 90».

محمد الكفراوي (القاهرة )

«الشاهقة المائية»... عاصفة مطرية جنوب السعودية

أمطار غزيرة شهدتها عدد من المحافظات جنوب السعودية (أمانة منطقة جازان)
أمطار غزيرة شهدتها عدد من المحافظات جنوب السعودية (أمانة منطقة جازان)
TT

«الشاهقة المائية»... عاصفة مطرية جنوب السعودية

أمطار غزيرة شهدتها عدد من المحافظات جنوب السعودية (أمانة منطقة جازان)
أمطار غزيرة شهدتها عدد من المحافظات جنوب السعودية (أمانة منطقة جازان)

شهدت عدد من المناطق جنوب السعودية عواصف رعدية، وتساقطاً للأمطار الغزيرة مصحوبة برياحٍ شديدة، وانعدام في مدى الرؤية الأفقية، وجريان السيول، وصواعق رعدية وتساقط البرد، في الوقت الذي حذّر المركز الوطني للأرصاد من حالة الطقس، الأحد، بإطلاقه «الإنذار الأحمر» في عدد من المحافظات بمناطق: مكة المكرمة، وعسير ونجران وجازان، باستمرار هطول الأمطار الرعدية.

وكانت منطقة جازان هي الأكثر عُرضةً للأمطار، حيث شهدت المنطقة تساقُط زخّات المطر بكميات كبيرة تسبَّبت في جريان السيول، وامتلأت الأودية بالمياه، يأتي هذا في الوقت الذي وقف المهندس يحيى الغزواني أمين منطقة جازان، على جهود الأمانة للعمل على معالجة الأضرار الناجمة عن الأمطار الغزيرة، التي شهدتها عدد من محافظات المنطقة، ونتج عنها انهيار الجسر الرابط بين محافظتَي أبو عريش وصبيا.

م. يحيى الغزواني أمين جازان يزور عدداً من أحياء محافظة أبو عريش ويلتقي الأهالي بعد الحالة المطرية (أمانة منطقة جازان)

ويؤكد عدد من المختصين في علوم الأرصاد الجوية في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها منطقة جازان تُعرف أرصادياً بـ«الشواهق المائية»، التي تشبه الإعصار، ولكنها تحدث فوق الماء، داعين إلى ضرورة القيام بدراسات مستفيضة لهذه الظواهر المناخية؛ لتجنّب أضرارها، وإنشاء قناة تلفزيونية متخصصة؛ لزيادة الوعي الإعلامي بالظروف المناخية الطارئة.

وأوضح الدكتور منصور المزروعي، عضو مجلس الشورى السعودي وخبير التغير المناخي، أن الحالة المطرية التي شهدتها منطقة جازان خلال الأيام الماضية، والتي قد تمتد حتى منتصف الشهر الحالي، مشابهة للحالة المطرية التي شهدتها المنطقة عام 2016، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن ما يزيد من قوة الحالة المطرية هو تكوّن أعاصير قمعية وسط البحر، وما يطلق عليها «الشواهق المائية».

وتابع المزروعي أن الحالة المطرية ليست مستغرَبة، على اعتبار أن الأمطار الغزيرة تحدث في منطقة جازان عادةً في شهر أغسطس (آب)؛ حيث يُعدّ شهراً مطرياً على حد قوله، مُرجعاً ذلك لعدة أسباب، منها تأثّر المنطقة بالرياح الموسمية الجنوبية الغربية، وامتداد الرطوبة من القرن الأفريقي وبحر العرب، وكذلك امتداد الفاصل الشبه مداري.

الدكتور منصور المزروعي (الشرق الأوسط)

ودعا المزروعي المركز الوطني للأرصاد للقيام بدراسات مستفيضة لهذه الظواهر المناخية، التي تتكرّر كل عام، والقيام بدور أكبر في التحذيرات الآنية، وليس الاكتفاء فقط بالتحذيرات من خلال القنوات الرسمية، منوهاً إلى وجود حاجة ماسّة لعمل استراتيجي لتوعية العامة من هذه الظواهر، التي قد تؤدي إلى الوفاة، كما دعا لزيادة الوعي الإعلامي، لافتاً النظر إلى أهمية إنشاء قناة تلفزيونية خاصة بالطقس والمناخ؛ لمتابعة هذه الظواهر، وتحذير وتوعية الناس منها.

وأضاف: «نقترح على هيئة الإذاعة والتلفزيون أن تقوم بالتنسيق مع المركز الوطني للأرصاد، والمديرية العامة للدفاع المدني، لإنشاء قناة تلفزيونية خاصة بالطقس والمناخ تتابع هذه الظواهر، ورغم إصدار التحذيرات من قِبل المركز الوطني للأرصاد والدفاع المدني، فإنها غير كافية لمتابعة فعّالة للحالات الجوية الطارئة، ففتح قناة تلفزيونية خاصة بالطقس يوفر معلومات دقيقة وفورية للجمهور، وستُمكِّن من إعلان بداية ونهاية الحالات الجوية المتطرفة للناس، وأيضاً تعزيز التواصل، والتنسيق بين جميع الجهات المعنية؛ لضمان سلامة المواطنين والمقيمين، وستكون تلك القناة نقطة اتصال حيوية لجميع الجهات ذات العلاقة، تقدّم من خلالها معلومات دقيقة حول حالة الطقس، واحتمالية حدوث السيول والمخاطر المحتملة التي قد تتعرض لها المناطق».

واختتم الدكتور المزروعي حديثه قائلاً: «تعتبر الأحداث الأخيرة للأمطار الغزيرة التي شهدتها الإمارات وعُمان دروساً هامة لضرورة توفير قناة تلفزيونية، مخصّصة لمتابعة الظروف الجوية الطارئة». من جانبه أكّد الدكتور عبد الله المسند نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ في السعودية لـ«الشرق الأوسط»، أن الشاهقة المائية (الزوبعة المائية) ظهرت مجدداً قرب أرخبيل فرسان غربي جازان، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة تشبه الإعصار، ولكنها تحدث فوق الماء.

الدكتور عبد الله المسند (الشرق الأوسط)

وكشف المسند أن تفسيرها العلمي يتلخّص في كونها عبارة عن عمود هوائي دوّار، يمتد من سحابة رُكامية إلى سطح الماء، تشبه الأعاصير الأرضية، ولكنها تتشكّل فوق المسطحات المائية، وتتكوّن نتيجة تفاعل بين تيارات هوائية صاعدة ودافئة ورطبة من سطح الماء، وكتلة هوائية باردة قادمة من السحب، هذا التفاعل يؤدي إلى تكوين دوامة هوائية، مبيناً أن هذه الظواهر تتشكّل عادةً في مناطق ذات رطوبة عالية، ودرجات حرارة دافئة، غالباً في البحار والبحيرات والمحيطات، وتحدث بصفة خاصة في فترات الصيف والخريف، وتستمر عادةً لفترات قصيرة، تتراوح بين بضع دقائق إلى نصف ساعة، ويمكن أن تكون مدمّرة إذا اقتربت من الشواطئ أو السفن.