السيطرة على السكر تُجنّبكم الخرف

مقاومة الإنسولين قد تؤدّي إلى اضطرابات في العمليات البيوكيميائية بالدماغ

فحص لقياس نسبة السكر في الدم (رويترز)
فحص لقياس نسبة السكر في الدم (رويترز)
TT

السيطرة على السكر تُجنّبكم الخرف

فحص لقياس نسبة السكر في الدم (رويترز)
فحص لقياس نسبة السكر في الدم (رويترز)

أظهرت دراسة أميركية أنّ ثمة طريقة يمكنها أن تحمي مرضى السكري من الإصابة بالخرف؛ خصوصاً بين كبار السنّ.

وأوضح الباحثون في جامعة بوسطن أنّ الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم تحت السيطرة، يمكن أن يقلّل من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، وهو السبب الأكثر شيوعاً للخرف؛ ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «غاما نتورك».

وترتبط العلاقة بين مرض السكري والخرف، بشكل رئيسي، بتأثيرات الغلوكوز المرتفع على الأوعية الدموية والأنسجة العصبية في الدماغ.

ويسبب مرض السكري -خصوصاً النوع الثاني- ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل مزمن، مما يؤدّي إلى تلف الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ، وتقليل تدفق الدم والأكسجين إليه، وهذا التلف يمكن أن يسهم في تدهور الوظائف الإدراكية وتطوُّر الخرف.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمقاومة الإنسولين المرتبطة بالسكري أن تؤدّي إلى اضطرابات في العمليات البيوكيميائية بالدماغ، مما يزيد من خطر تراكم بروتينات غير طبيعية، مثل «أميلويد بيتا» التي ترتبط بمرض ألزهايمر.

وشملت الدراسة أكثر من 374 من المحاربين القدامى المصابين بالسكري من النوع الثاني، بمتوسط سن 73 عاماً.

واستهدف الباحثون فحص العلاقة بين استقرار مستويات السكر في الدم، وخطر الإصابة بالخرف، وذلك عبر اختبار الهيموغلوبين السكري A1C)) الذي يظهر متوسط مستوى السكر في الدم على مدار الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية.

وأظهرت النتائج أنّ عدم استقرار مستويات السكر في الدم كان مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 1.23 ضعف، مقارنة بالمرضى الذين كانت لديهم مستويات السكر في الدم مستقرة معظم الأوقات.

ويعني استقرار مستويات السكر في الدم الحفاظ على مستويات الغلوكوز ضمن نطاق معيّن يحدّده الطبيب، فلا تكون مرتفعة جداً أو منخفضة جداً، وهذا الاستقرار يساعد على تقليل مخاطر المضاعفات المرتبطة بمرض السكري، مثل تلف الأوعية الدموية والأعصاب.

وقال الباحثون إنّ النتائج تشير إلى أهمية استقرار مستويات الهيموغلوبين السكري ضمن النطاقات المستهدفة للأفراد المسنّين المصابين بالسكري، للحدّ من خطر الإصابة بالخرف.

وتابعوا بأنّ الدراسة تُضاف إلى الأدلة المتزايدة على أنّ إدارة السكر في الدم بشكل فعال يمكن أن تحسّن الصحّة العامة، وتقلّل من مخاطر المضاعفات المزمنة لدى الأشخاص المصابين بالسكري؛ خصوصاً في الفئة السنية الأكبر.

وللحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم، يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن، يتضمّن تناول وجبات تحتوي على الكربوهيدرات المعقّدة، مثل الشوفان والأرزّ البني، والبقوليات، والبروتينات، والألياف، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والالتزام بالأدوية الموصوفة بانتظام، بالإضافة إلى المراقبة الدورية لمستويات الغلوكوز في الدم.


مقالات ذات صلة

دواء للسكري يُبطئ تطوُّر ألزهايمر

صحتك فقدان حجم الدماغ علامة شائعة للمرض (جامعة إمبريال كوليدج لندن)

دواء للسكري يُبطئ تطوُّر ألزهايمر

أفادت دراسة بريطانية بأنّ دواء يُستخدم لعلاج السكري من النوع الثاني والسمنة، قد يُبطئ تطوُّر مرض ألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك التمارين الرياضية يمكن أن توازن خطر الوفاة المرتفع المرتبط بالجلوس لفترات طويلة (جامعة جنوب كاليفورنيا)

التمارين الرياضية تقي مرضى السكري خطر الوفاة المبكرة

يُعد الجلوس المفرط مشكلة صحية عامة، خصوصاً مع زيادة خطر الوفيات بين عامة السكان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك تناول الأطفال الذكور عصائر الفاكهة المركزة قد يزيد من خطر إصابتهم بمرض السكري (رويترز)

دراسة: عصير الفاكهة المركز قد يصيب الأطفال الذكور بالسكري

أظهرت دراسة جديدة أن تناول الأطفال الذكور للمشروبات السكرية وعصائر الفاكهة المركزة قد يزيد من خطر إصابتهم بمرض السكري.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أنماط النوم غير المنتظمة قد تصيبك بالسكري (رويترز)

عادات نومك قد تصيبك بمرض السكري

ربطت دراسة جديدة بين أنماط النوم غير المنتظمة وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 34 في المائة مقارنة بأنماط النوم الثابتة المستقرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ممارسة التمارين الخفيفة في المساء قد تحسن جودة نومك (رويترز)

تمارين مسائية تُحسن جودة نومك وتحميك من السكري وأمراض القلب

كشفت دراسة جديدة أن ممارسة التمارين الخفيفة في المساء يمكن أن تؤدي إلى نوم أفضل ليلاً وربما تخفف من خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب لدى كبار السن

«الشرق الأوسط» (لندن)

عرضان جامعيان يمثلان مصر في مهرجان «المسرح التجريبي»

ختام الدورة الماضية لمهرجان المسرح التجريبي (إدارة المهرجان)
ختام الدورة الماضية لمهرجان المسرح التجريبي (إدارة المهرجان)
TT

عرضان جامعيان يمثلان مصر في مهرجان «المسرح التجريبي»

ختام الدورة الماضية لمهرجان المسرح التجريبي (إدارة المهرجان)
ختام الدورة الماضية لمهرجان المسرح التجريبي (إدارة المهرجان)

اختارت لجنة المشاهدة في مهرجان القاهرة الدّولي «للمسرح التجريبي» عرضين جامعيين مصريين للمشاركة في فعاليات المهرجان بدورته الـ31، المقرر إقامتها في الفترة من 1 حتى 11 سبتمبر (أيلول)، وهما «ماكبث المصنع»، من إنتاج كلية طب أسنان جامعة القاهرة، وإخراج محمود الحسيني، و«حيث لا يراني أحد»، إنتاج المعهد العالي للفنون المسرحية، وإخراج محمود صلاح عطية، وذلك من إجمالي 160 عرضاً تقدمت للمشاركة من جهات إنتاجية عدة في مصر.

الناقدة المسرحية المصرية وعضو لجنة المشاهدة، د. وفاء كمالو، قالت إن معايير الاختيار تمت بناءً على أُسس عدة. من بينها تحقق مفهوم التّجريب، وألا يكون العرض سبق تكراره، وأن تكون فكرته مغايرة وجديدة ومحفّزة من كل الجوانب، ويشمل الملامح الجاذبة للتّجريب بشكل فعلي.

وتضيف كمالو، لـ«الشرق الأوسط»، المفهوم العلمي للتجريب والممتد من أيام المسرح الإغريقي حتى يومنا هذا لا يفهمه كثيرون، لذلك المشاهدة بدقة هي أهم معايير اللجنة الأساسية للفصل في اختيار العروض المشاركة على مستوى مفردات العرض التجريبي من حيث «النص والتمثيل والإخراج».

ونوّهت كمالو بأن لجنة المشاهدة تعكف منذ أكثر من شهرين على مشاهدة عددٍ كبيرٍ من العروض لاختيار الأصلح، مؤكدة أن غالبيتها لم تحقّق فكرة التّجريب التي يهتم بها المهرجان. وأوضحت أن فوز عرضين جامعيين للمشاركة في المهرجان هو إشارة قوية ودلالة واضحة على أن مسرح الجامعة يتمتّع بالثراء الشديد، ولديه طاقات فنية كبيرة ومتنوعة، ولا بدّ من الاستفادة منها بشتّى الطرق في جميع أنواع الفنون.

جانب من حفل ختام الدورة الماضية (إدارة المهرجان)

وشدّدت كمالو على أن «المواهب الجامعية لديها لغة حياتية جديدة، ووعي بمفهوم التجريب، وفق ما عرض علينا»، كما أشارت إلى أن عرض «ماكبث المصنع»، يتناول الرؤى العالمية، وحالة فنية تعاملت مع الذكاء الاصطناعي بشكل جديد ولافت. مؤكدة أن «لجنة العروض المصرية انتهت من عملها، في حين لا تزال لجنة العروض العربية والأجنبية قيد المشاهدة والاختيار، وسيُعلن عن المستجدات الخاصة بها قريباً».

وشهدت الدورة الـ30 من المهرجان، التي اختُتمت فعالياتها في 8 سبتمبر (أيلول) الماضي، مشاركة 19 عرضاً، وسط حضور عدد كبير من الفنانين والمسرحيين، من بينهم الكاتب إسماعيل عبد الله رئيس الهيئة العربية للمسرح، والفنان السعودي عبد الإله السناني رئيس مهرجان «الرياض المسرحي»، ود. جبار جودي العبودي نقيب الفنانين العراقيين.

حفل توزيع الجوائز خلال الدورة الماضية (إدارة المهرجان)

ومنحت لجنة التحكيم شهادات تقدير للعرض الليتواني «أنتيجون»، والمصري «الرجل الذي أكله الورق»، والعراقي «ملف 12»، وحصل الأخير أيضاً على جائزة أفضل إضاءة، كما فاز عرض «مايكل فابريس» من الكونغو على جائزة أفضل نصّ أو فكرة مسرحية، وحصد خالد رأفت جائزة أفضل ممثل عن دور الأب في عرض «إيكاروس» من مصر.

ونالت أسماء الشيخ جائزة أفضل ممثلة عن عرض «نوستالجيا» من الجزائر، وحصل جيا ديمتري على جائزة أفضل مخرج مسرحي عن عرض «عطيل» من جورجيا، وفاز بجائزة أفضل عرض مسرحي «من أجل الجنة إيكاروس» من مصر.