لا تدعوا أولادكم يفوّتون وجبة الإفطار

تُعزّز السعادة والرضا في حياة الأطفال

الإفطار أساسيّ لبداية يوم صحّي للأطفال (جامعة كونيتيكت)
الإفطار أساسيّ لبداية يوم صحّي للأطفال (جامعة كونيتيكت)
TT

لا تدعوا أولادكم يفوّتون وجبة الإفطار

الإفطار أساسيّ لبداية يوم صحّي للأطفال (جامعة كونيتيكت)
الإفطار أساسيّ لبداية يوم صحّي للأطفال (جامعة كونيتيكت)

كشفت دراسة بريطانية أنّ الأطفال الذين يُفوّتون وجبة الإفطار بشكل متكرّر يتمتّعون برضا عن الحياة أقلّ من أولئك الذين يتناولون هذه الوجبة بانتظام.

ورأى الباحثون في جامعة «أنجليا روسكين» البريطانية أنّ ثمة علاقة قوية بين تناول وجبة الإفطار بانتظام وتعزيز السعادة والرضا عن الحياة؛ ونُشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية «BMC Nutrition».

وتُعدُّ وجبة الإفطار أساسية لبداية يوم صحّي ونشِط للأطفال، إذ توفّر لهم الطاقة الضرورية لبدء يومهم بنشاط وحيوية.

ويساعد تناولها على تحسين الأداء الدراسي والتركيز، ما يؤدّي إلى تحصيل علميّ أفضل. إضافة إلى ذلك، تدعم هذه الوجبة النموّ البدني والعقلي للأطفال من خلال توفير الفيتامينات والمعادن الأساسية التي يحتاجون إليها.

وخلال الدراسة، استكشف الباحثون تأثير وجبة الإفطار في معدّلات الرضا عن الحياة، من خلال متابعة نحو 150 ألف طفل ومراهق حول العالم، تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاماً.

ووجدوا أنّ أعلى درجات الرضا عن الحياة سُجلت لدى المشاركين الذين تناولوا وجبة الإفطار يومياً، في حين أنّ أدنى درجات الرضا عن الحياة كانت لدى الأطفال الذين لم يتناولوها مطلقاً.

ومن بين 42 دولة مشمولة بالدراسة، سجّل الأطفال الذين تناولوا وجبة الإفطار يومياً في البرتغال أعلى مستويات الرضا عن الحياة.

وعلى النقيض من ذلك، عُثر على أدنى درجات الرضا عن الحياة لدى الأطفال من رومانيا، الذين لم يتناولوا وجبة الإفطار مطلقاً، ما يشير إلى عوامل اجتماعية واقتصادية مُحتملة تؤثّر أيضاً في النتائج.

وبين الأطفال الذين تناولوا وجبة الإفطار يومياً، كان سجل الأطفال في إنجلترا خامس أدنى متوسّط للرضا عن الحياة، بعد رومانيا، والمجر، وألمانيا، والنمسا.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة «أنجليا روسكين»، الدكتور لي سميث: «ثمة علاقة وثيقة بين ارتفاع وتيرة تناول وجبة الإفطار بشكل يومي وزيادة الرضا عن الحياة لدى الأطفال والمراهقين».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «نظراً للفوائد الصحّية المرتبطة بالوجبة خلال هذه المرحلة العمرية الحرجة، فإنّ النتائج تؤكد أهمية تعزيز تناولها، ما يمكن أن يوفّر للأطفال الطاقة والعناصر الغذائية اللازمة للأداء الإدراكي الأمثل، ويعزّز التركيز والذاكرة والقدرة على التعلُّم».

وأشار إلى أنّ الفريق سيواصل بحوثه لاستكشاف ما إذا كانت وجبة الإفطار عينها تؤدّي إلى زيادة مستويات الرضا عن الحياة، أو ما إذا كانت زيادة الرضا عن الحياة هي التي تؤدّي إلى زيادة احتمال تناول وجبة الإفطار.


مقالات ذات صلة

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

وجدت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.