ألمانيا تُحاكم سكرتيرة سابقة في السجون النازية تبلغ 99 عاماً

ساعدت وحرَّضت على القتل الجماعي لأكثر من 10 آلاف شخص

الماضي المُلطَّخ (غيتي)
الماضي المُلطَّخ (غيتي)
TT

ألمانيا تُحاكم سكرتيرة سابقة في السجون النازية تبلغ 99 عاماً

الماضي المُلطَّخ (غيتي)
الماضي المُلطَّخ (غيتي)

هل يمكن لكاتبة مدنيّة على الآلة الكاتبة في معسكرات الاعتقال النازية أن تكون قد ساعدت وحرَّضت على القتل الجماعي لأكثر من 10 آلاف شخص؟ بدأت إحدى أذرع محكمة العدل الاتحادية الألمانية تناول هذا السؤال.

ففي ديسمبر (كانون الأول) 2022، صدر حكم بالسجن عامين مع وقف التنفيذ بحق إرمغارد إف، البالغة الآن 99 عاماً، وفق «وكالة الأنباء الألمانية». وعندما كانت مراهقة في زمن القتل، صدر بحقّها حكم بالسجن في محكمة خاصة بالقصَّر.

وبعد عامين ونصف عام، سيقرّر مجلس الشيوخ الجنائي الخامس في لايبتسيغ، التابع لمحكمة العدل الاتحادية الألمانية، ما إذا كان الحُكم سيبقى. وكانت جلسة الاستماع قد نُقِلت من مبنى صغير في مدينة لايبتسيغ بشرق البلاد إلى قاعة محكمة كبيرة تستخدمها المحكمة الإدارية الاتحادية نظراً للاهتمام الشديد من الرأي العام.

وامتلأت المقاعد المخصَّصة للجمهور العام تماماً عندما بدأت الجلسة.

يُشار إلى أنَّ المدعى عليها المسنَّة، التي عملت سكرتيرة في مكتب قائد معسكر «شتوتهوف»، ليست ملزمة بحضور المحاكمة واختارت التغيُّب، الأربعاء.

وفي 2022، أصدرت محكمة إقليمية حكماً بالسجن مع وقف التنفيذ بحقّها، بعدما وجدت أنها مُذنبة بالمساعدة والتحريض على قتل 10 آلاف، وإرسال 505 أشخاص في «شتوتهوف» للاعتقال بين يونيو (حزيران) 1943 وأبريل (نيسان) 1945، وحرَّك محاموها استئنافاً.

وقد تكون محاكمة إرمغارد إف هي الأخيرة التي تُجرى في ألمانيا للجرائم العائدة إلى فترة النازية.


مقالات ذات صلة

أسد يفترس طفلاً في ليبيا مخلِّفاً الأحزان ومُشعلاً «جرس الإنذار»

يوميات الشرق الطفل الضحية (متداولة على صفحات أقاربه في فيسبوك)

أسد يفترس طفلاً في ليبيا مخلِّفاً الأحزان ومُشعلاً «جرس الإنذار»

ألقت فاجعة افتراس أسد لطفل في إحدى المزارع بمدينة أجدابيا بشرق ليبيا بظلالها القاتمة على البلاد، مخلِّفةً حالة من الحزن.

جمال جوهر (القاهرة)
يوميات الشرق يضع المستخدمون الكثير من الثقة في «غوغل» ونتائجه (رويترز)

«ثقتك في غوغل» قد تكلفك الكثير من الأموال

يمكن أن يتسبب محرك بحث «غوغل» في خسارة الأشخاص الكثير من الأموال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق نديم شرفان في المؤتمر الصحافي الذي عقده في بيروت (إنستغرام)

نديم شرفان لـ«الشرق الأوسط»: «قومي» حبّة كرز على قمة قالب الحلوى

قال نديم شرفان، مؤسس فرقة «مياس» الراقصة، لـ«الشرق الأوسط»، إن استعراضه الفني الجديد «قومي» بالنسبة له مثل حبة الكرز على قمة قالب الحلوى.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق متابعة الأخبار السلبية قد يضر بدماغك (رويترز)

متابعة الأخبار السلبية قد تدمر عقلك

أكدت مجموعة من الباحثين أن متابعة الأخبار السلبية والمحبطة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي قد تضر بدماغك وتدمر عقلك.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
يوميات الشرق حان وقت الاستراحة (أ.ب)

تقاعُد أول طاهية امرأة وملوَّنة في مطبخ البيت الأبيض

أعلنت رئيسة الطهاة في البيت الأبيض تقاعدها بعد نحو 3 عقود من إعداد الوجبات وطهي أطباق موائد العشاء الرسمية لـ5 رؤساء مختلفين وعائلاتهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أسد يفترس طفلاً في ليبيا مخلِّفاً الأحزان ومُشعلاً «جرس الإنذار»

الطفل الضحية (متداولة على صفحات أقاربه في فيسبوك)
الطفل الضحية (متداولة على صفحات أقاربه في فيسبوك)
TT

أسد يفترس طفلاً في ليبيا مخلِّفاً الأحزان ومُشعلاً «جرس الإنذار»

الطفل الضحية (متداولة على صفحات أقاربه في فيسبوك)
الطفل الضحية (متداولة على صفحات أقاربه في فيسبوك)

ألقت فاجعة افتراس أسد لطفل في إحدى المزارع بمدينة أجدابيا بشرق ليبيا بظلالها القاتمة على البلاد، مخلِّفةً حالة من الحزن، ما دفع السلطات إلى اتخاذ قرار بمنع تربية الحيوانات المفترسة في المنازل أو الأماكن الخاصة.

وكان المواطن الليبي منذر السعيطي يتجوّل في مزرعته الواقعة شرق أجدابيا، مساء الثلاثاء، بصحبة نجله الصغير سالم، فغافله أسد من مربضه وافترس الطفل الذي كان يلهو بالقرب منه، لتعود قضية اقتناء الحيوانات المفترسة في المنازل والمزارع الخاصة إلى واجهة الأحداث.

وعقب وقوع الحادث الذي أثار استياء الليبيين وحزنهم، سارع رئيس الحكومة في شرق البلاد أسامة حمّاد، اليوم (الأربعاء) إلى إصدار قرار «بمنع اقتناء المواطنين للحيوانات المفترسة نهائياً، أو تركها تتجوّل في الشوارع لأي سبب».

وقال رئيس جمعية «نور الحياة» الخيرية سامي الجوادي إنّ «الحادثة الشنيعة شكَّلت صدمةً كبيرة» في الشارع الليبي، وسط إدانة عدد من المواطنين ومنظّمات المجتمع المدني الناشطة في مجال حماية الطفل لهذه الفاجعة.

وأضاف الجوادي لـ«الشرق الأوسط»: «الواقعة التي خلَّفت حزناً أحيت المطالبات للحكومة الليبية بالتحرُّك السريع لوضع حدّ فوري لظاهرة تربية الحيوانات المفترسة في المزارع، ونقلها إلى حديقة الحيوان أو محميات خاصة بها».

ومنحت الحكومة المواطنين مدّة أقصاها 15 يوماً لتسليم ما لديهم من حيوانات لوزارة الداخلية، تمهيداً لإيداعها في الأماكن المخصَّصة لها، وفق القرار رقم 281 لسنة 2024 بشأن تربية الحيوانات المفترسة في الأماكن الخاصة.

ويقتني ليبيون الحيوانات المفترسة في مزارعهم، مما تسبَّب في وقوع حوادث مشابهة خلال السنوات الماضية. ومع تجدُّد المأساة في أجدابيا هذه المرّة، وجَّهت حكومة حمّاد وزارة داخليتها باتخاذ الإجراءات العاجلة كافة حيال المخالفين وإحالتهم إلى الجهات القضائية، بالإضافة إلى تشكيل لجنة متخصّصة بتنفيذ أحكام هذا القرار.

سالم يغادر باكراً (متداولة على صفحات أقاربه في فيسبوك)

ويلاحظ اصطحاب الليبيين الحيوانات المفترسة مثل الأسود والنمور في الشوارع والأماكن العامة، خصوصاً في مدن طرابلس ومصراتة وبنغازي، مما يثير حفيظة البعض، لكن يجري التغاضي عن هذه المشاهد المروّعة لحين تجدُّد المأساة.

وقبل عامين، نهشت مجموعة من الأسود في مزرعة بمنطقة بوهادي إحدى ضواحي بنغازي المواطن السوداني نجم موسى عندما كان يُطعمها. كما تجدَّدت المأساة بعد هجوم أسد على موظّف بجهاز الشرطة الزراعية، مُحدثاً به إصابات بالغة قبل إطلاق الرصاص عليه وقتله.

ونعت الأوساط السياسية والاجتماعية في ليبيا الطفل منذر، كما عدَّ رئيس مركز تنمية إبداعات الطفل والإرشاد الأسري بطبرق أسامة الصاوي، الحادثة، «جرس إنذار» لضرورة التنبُّه لخطورة تربية هذه الحيوانات.

وعلّق ناشطون وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا على الفاجعة، فمنهم مَن حمّل والد الطفل المسؤولية لاقتنائه حيواناً مفترساً بعيداً عن بيئته الطبيعية، ومنهم من اتّهم السلطات بالتغافل عن التصدّي لمثل هذه الجرائم الواقعة من وقت إلى آخر.