كيف تتأكد بأنَّ الغيرة والحسد لا يغليان في زملائك بعد ترقيتك؟https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5041420-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D8%AA%D8%A3%D9%83%D8%AF-%D8%A8%D8%A3%D9%86%D9%91%D9%8E-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%AF-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%BA%D9%84%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B2%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%AA%D8%B1%D9%82%D9%8A%D8%AA%D9%83%D8%9F
كيف تتأكد بأنَّ الغيرة والحسد لا يغليان في زملائك بعد ترقيتك؟
ابتسم أمام تعليق من نوع «أنت محظوظ بهذه الخطوة»
ما يُسعدكَ قد يخيفهم (شاترستوك)
برلين:«الشرق الأوسط»
TT
برلين:«الشرق الأوسط»
TT
كيف تتأكد بأنَّ الغيرة والحسد لا يغليان في زملائك بعد ترقيتك؟
ما يُسعدكَ قد يخيفهم (شاترستوك)
بقدر ما تحمله الترقية من شعور بالإثارة، فإنَّ مشكلةً تنتظر المرء بتحوّله من مجرّد زميل إلى مدير. فأي ترقية داخلية تعني بأن تصبح فجأة رئيساً على مَن كانوا في المستوى عينه معك، مما قد يولّد التحدّيات.
في هذا السياق، نقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن المستشارة في مجال الوظائف غوتا بوينغ، قولها إنه في حال ترقّي زميل ليصبح مديراً، فغالباً ما يكون هذا وضع صعباً للجميع.
وبعد أي ترقية، يميل غالباً الشعور السابق بالزمالة إلى أن يصبح خافتاً، كما يميل الزملاء السابقون إلى التصرُّف بطريقة أكثر تحفّظاً وتشكّكاً نحو المدير الجديد.
ووفق العالمة النفسية ماديلين ليتنر المقيمة في ميونيخ، فإنّ الحسد والغيرة يستيقظان غالباً. من هنا، كيف يمكن التعامل مع الوضع المستجدّ؟
تجيب أنه عندما يُرقَّى شخص من الفريق إلى مدير، «تصبح أقصى درجة من الشفافية مهمّة»، خصوصاً من جانب المشرفين، إذ يتعيّن أن يضعوا نقاطاً واضحة ليوضحوا لماذا اختير هذا الشخص تحديداً. وقد يكون أحد الأسباب هو أنّ الإدارة اختارت الترقية الداخلية لتجنُّب الحاجة إلى تدريب مرشّح خارجي.
وغالباً ما يجري اختيار أعضاء فريق العمل للترقية، بجانب مؤهلاتهم، لإظهارهم التزاماً فوق المتوسّط.
وتضيف بوينغ أنّ المديرين الجدد يواجهون صعوبة في تأكيد أنفسهم، خصوصاً في البداية، لشعورهم بالذنب لأنهم يتقدّمون الصفوف الآن. مع ذلك، ترى أنه من المهم تولّي المنصب الجديد بثقة منذ البداية والتواصل مع الفريق أيضاً.
وتوصي أن يبدأ الشخص الحاصل على الترقية بإرسال رسالة إلكترونية للجميع، وإبلاغهم أنه يشعر بالسعادة لتولّي منصبه وسيتبنّى سياسة الباب المفتوح.
بعد ذلك، يمكنه دعوة أفراد الفريق للاجتماع بهم على انفراد لمعرفة أهداف كل شخص وطموحاته. بذلك، يمكن للجانبين توضيح مواقفهم وبناء أرضية مشتركة للمضي قدماً.
وتوصي بوينغ أن يتجاهل الشخص الذي ترقّى حديثاً تعليقات مثل «أنت محظوظ بهذه الخطوة»، إذ إنها لا تسهم في إيجاد علاقة عمل جيدة. وبدلاً من ذلك، تنصح بالابتسام ببساطة لدى سماع مثل هذه التعليقات، وإعادة الحديث إلى الموضوع الرئيسي.
بدورها، قالت العالمة النفسية ليتنر: «تميل المديرات خصوصاً إلى معاملة أفراد فريقهن كما لو كانوا في المستوى عينه»، وهذا من وجهة نظرها خطأ، موضحةً أنّ النساء يجدن صعوبة في وضع أنفسهن فوق الآخرين خوفاً من التعرُّض للخطر أو الانعزال.
ويتعيّن على المدير الجديد تجنُّب الاستخفاف بنظرائه السابقين. كما يجب عدم إجراء كثير من التغييرات سريعاً.
وتؤكد ليتنر أيضاً عدم وجوب محاولة المديرين الجدد أن يكونوا لطفاء مع الذين يشعرون بالحسد أو الذين عادة ما تكون لديهم مشكلة في التعامل مع السلطة. لكن هذا لا يعني التضخيم المصطنع لموضوع ما أو تحويل أي شيء إلى صراع.
وفي حال رأى أفراد فريق العمل أنّ المدير الجديد ببساطة لا يصلح لهذا المنصب، يتعيّن عليه البحث عن منصب في مكان آخر. توضح بوينغ: «على المدى الطويل لا يمكن أن يعمل أي شخص بصورة بنّاءة في ظلّ الغضب والاحتقان». ولكن في حال كان المُتسبِّب في المشكلة عضواً بالفريق خاض منافسة على الترقية، حينها يمكن أن تساعد المناقشة المنفتحة في حلّ المشكلة.
كشف تحليل رسمي أجرته هيئة الإحصاء البريطانية عن أن العمال الذين يعملون من المنزل يحققون توازناً أفضل بين العمل والراحة ولكنهم يعملون بمعدل أقل بمقدار 10 دقائق.
3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5084800-3-%D8%B3%D9%8A%D9%91%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D9%8A%D8%B1%D9%88%D9%8A%D9%86-%D9%84%D9%80%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D9%86%D9%81-%D8%A3%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D9%86%D9%91
3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ
في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)
كل 10 دقائق تُقتل امرأةٌ عمداً في هذا العالم، على يد شريكها أو أحد أفراد عائلتها. هذا ليس عنواناً جذّاباً لمسلسل جريمة على «نتفليكس»، بل هي أرقام عام 2023، التي نشرتها «هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة» عشيّة اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي يحلّ في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام.
ليس هذا تاريخاً للاحتفال، إنما للتذكير بأنّ ثلثَ نساء العالم يتعرّضن للعنف الجسدي، على الأقل مرة واحدة خلال حياتهنّ، وذلك دائماً وفق أرقام الهيئة الأمميّة. وفي 2023، قضت 51100 امرأة جرّاء التعنيف من قبل زوجٍ أو أبٍ أو شقيق.
«نانسي» تخلّت عن كل شيء واختارت نفسها
من بين المعنَّفات مَن نجونَ ليشهدن الحياة وليروين الحكاية. من داخل الملجأ الخاص بمنظّمة «أبعاد» اللبنانية والحاملة لواء حماية النساء من العنف، تفتح كلٌ من «نانسي» و«سهى» و«هناء» قلوبهنّ المجروحة لـ«الشرق الأوسط». يُخفين وجوههنّ وأسماءهنّ الحقيقية، خوفاً من أن يسهل على أزواجهنّ المعنّفين العثور عليهنّ.
جسدُ «نانسي» الذي اعتادَ الضرب منذ الطفولة على يد الوالد، لم يُشفَ من الكدمات بعد الانتقال إلى البيت الزوجيّ في سن الـ17. «هذا التعنيف المزدوج من أبي ثم من زوجي سرق طفولتي وعُمري وصحّتي»، تقول الشابة التي أمضت 4 سنوات في علاقةٍ لم تَذُق منها أي عسل. «حصل الاعتداء الأول بعد أسبوع من الزواج، واستمرّ بشكلٍ شبه يوميّ ولأي سببٍ تافه»، تتابع «نانسي» التي أوت إلى «أبعاد» قبل سنتَين تقريباً.
تخبر أنّ ضرب زوجها لها تَركّزَ على رأسها ورجلَيها، وهي أُدخلت مرّتَين إلى المستشفى بسبب كثافة التعنيف. كما أنها أجهضت مراتٍ عدة جرّاء الضرب والتعب النفسي والحزن. إلا أن ذلك لم يردعه، بل واصل الاعتداء عليها جسدياً ولفظياً.
«أريد أن أنجوَ بروحي... أريد أن أعيش»، تلك كانت العبارة التي همست بها «نانسي» لنفسها يوم قررت أن تخرج من البيت إلى غير رجعة. كانا قد تعاركا بشدّة وأعاد الكرّة بضربها وإيلامها، أما هي فكان فقد اختمر في ذهنها وجسدها رفضُ هذا العنف.
تروي كيف أنها في الليلة ذاتها، نظرت حولها إلى الأغراض التي ستتركها خلفها، وقررت أن تتخلّى عن كل شيء وتختار نفسها. «خرجتُ ليلاً هاربةً... ركضت بسرعة جنونيّة من دون أن آخذ معي حتى قطعة ملابس». لم تكن على لائحة مَعارفها في بيروت سوى سيدة مسنّة. اتّصلت بها وأخبرتها أنها هاربة في الشوارع، فوضعتها على اتصالٍ بالمؤسسة التي أوتها.
في ملجأ «أبعاد»، لم تعثر «نانسي» على الأمان فحسب، بل تعلّمت أن تتعامل مع الحياة وأن تضع خطة للمستقبل. هي تمضي أيامها في دراسة اللغة الإنجليزية والكومبيوتر وغير ذلك من مهارات، إلى جانب جلسات العلاج النفسي. أما الأهم، وفق ما تقول، فهو «أنني أحمي نفسي منه حتى وإن حاول العثور عليّ».
«سهى»... من عنف الأب إلى اعتداءات الزوج
تزوّجت «سهى» في سن الـ15. مثل «نانسي»، ظنّت أنها بذلك ستجد الخلاص من والدٍ معنّف، إلا أنها لاقت المصير ذاته في المنزل الزوجيّ. لم يكَدْ ينقضي بعض شهورٍ على ارتباطها به، حتى انهال زوجها عليها ضرباً. أما السبب فكان اكتشافها أنه يخونها واعتراضها على الأمر.
انضمّ إلى الزوج والدُه وشقيقه، فتناوبَ رجال العائلة على ضرب «سهى» وأولادها. نالت هي النصيب الأكبر من الاعتداءات وأُدخلت المستشفى مراتٍ عدة.
أصعبُ من الضرب والألم، كانت تلك اللحظة التي قررت فيها مغادرة البيت بعد 10 سنوات على زواجها. «كان من الصعب جداً أن أخرج وأترك أولادي خلفي وقد شعرت بالذنب تجاههم، لكنّي وصلت إلى مرحلةٍ لم أعد قادرة فيها على الاحتمال، لا جسدياً ولا نفسياً»، تبوح السيّدة العشرينيّة.
منذ شهرَين، وفي ليلةٍ كان قد خرج فيها الزوج من البيت، هربت «سهى» والدموع تنهمر من عينَيها على أطفالها الثلاثة، الذين تركتهم لمصيرٍ مجهول ولم تعرف عنهم شيئاً منذ ذلك الحين. اليوم، هي تحاول أن تجد طريقاً إليهم بمساعدة «أبعاد»، «الجمعيّة التي تمنحني الأمان والجهوزيّة النفسية كي أكون قوية عندما أخرج من هنا»، على ما تقول.
«هناء» هربت مع طفلَيها
بين «هناء» ورفيقتَيها في الملجأ، «نانسي» و«سهى»، فرقٌ كبير؛ أولاً هي لم تتعرّض للعنف في بيت أبيها، ثم إنها تزوّجت في الـ26 وليس في سنٍ مبكرة. لكنّ المشترك بينهنّ، الزوج المعنّف الذي خانها وضربها على مدى 15 سنة. كما شاركت في الضرب ابنتاه من زواجه الأول، واللتان كانتا تعتديان على هناء وطفلَيها حتى في الأماكن العامة.
«اشتدّ عنفه في الفترة الأخيرة وهو كان يتركنا من دون طعام ويغادر البيت»، تروي «هناء». في تلك الآونة، كانت تتلقّى استشاراتٍ نفسية في أحد المستوصفات، وقد أرشدتها المعالجة إلى مؤسسة «أبعاد».
«بعد ليلة عنيفة تعرّضنا فيها للضرب المبرّح، تركت البيت مع ولديّ. لم أكن أريد أن أنقذ نفسي بقدر ما كنت أريد أن أنقذهما». لجأت السيّدة الأربعينية إلى «أبعاد»، وهي رغم تهديدات زوجها ومحاولاته الحثيثة للوصول إليها والطفلَين، تتماسك لتوجّه نصيحة إلى كل امرأة معنّفة: «امشي ولا تنظري خلفك. كلّما سكتّي عن الضرب، كلّما زاد الضرب».
«حتى السلاح لا يعيدها إلى المعنّف»
لا توفّر «أبعاد» طريقةً لتقديم الحماية للنساء اللاجئات إليها. تؤكّد غيدا عناني، مؤسِسة المنظّمة ومديرتها، أن لا شيء يُرغم المرأة على العودة إلى الرجل المعنّف، بعد أن تكون قد أوت إلى «أبعاد». وتضيف في حديث مع «الشرق الأوسط»: «مهما تكن الضغوط، وحتى تهديد السلاح، لا يجعلنا نعيد السيّدة المعنّفة إلى بيتها رغم إرادتها. أما النزاعات الزوجيّة فتُحلّ لدى الجهات القضائية».
توضح عناني أنّ مراكز «أبعاد»، المفتوحة منها والمغلقة (الملاجئ)، تشرّع أبوابها لخدمة النساء المعنّفات وتقدّم حزمة رعاية شاملة لهنّ؛ من الإرشاد الاجتماعي، إلى الدعم النفسي، وتطوير المهارات من أجل تعزيز فرص العمل، وصولاً إلى خدمات الطب الشرعي، وليس انتهاءً بالإيواء.
كما تصبّ المنظمة تركيزها على ابتكار حلول طويلة الأمد، كالعثور على وظيفة، واستئجار منزل، أو تأسيس عملٍ خاص، وذلك بعد الخروج إلى الحياة من جديد، وفق ما تشرح عناني.
أما أبرز التحديات التي تواجهها المنظّمة حالياً، ومن خلالها النساء عموماً، فهي انعكاسات الحرب الدائرة في لبنان. يحلّ اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في وقتٍ «تتضاعف فيه احتمالات تعرّض النساء للعنف بسبب الاكتظاظ في مراكز إيواء النازحين، وانهيار منظومة المساءلة». وتضيف عناني أنّ «المعتدي يشعر بأنه من الأسهل عليه الاعتداء لأن ما من محاسبة، كما أنه يصعب على النساء الوصول إلى الموارد التي تحميهنّ كالشرطة والجمعيات الأهليّة».
وممّا يزيد من هشاشة أوضاع النساء كذلك، أن الأولويّة لديهنّ تصبح لتخطّي الحرب وليس لتخطّي العنف الذي تتعرّضن له، على غرار ما حصل مع إحدى النازحات من الجنوب اللبناني؛ التي لم تمُت جرّاء غارة إسرائيلية، بل قضت برصاصة في الرأس وجّهها إليها زوجها.