علاج واعد يجدد خلايا الأنسولين بالجسم

شارك في الدراسة العديد من المراكز البحثية الأميركية (مونت سيناي)
شارك في الدراسة العديد من المراكز البحثية الأميركية (مونت سيناي)
TT

علاج واعد يجدد خلايا الأنسولين بالجسم

شارك في الدراسة العديد من المراكز البحثية الأميركية (مونت سيناي)
شارك في الدراسة العديد من المراكز البحثية الأميركية (مونت سيناي)

أعلن فريق من الباحثين من «مدينة الأمل» الطبية في لوس أنجليس، ومستشفى «مونت سيناي» في نيويورك بالولايات المتحدة، عن نجاح مزيج مركب يعمل على تجديد خلايا بيتا البشرية المنتجة للأنسولين، مما يوفر علاجاً جديداً محتملاً لمرض السكري.

وأظهرت النتائج المنشورة، الأربعاء، في دورية «ساينس ترانزيشينال ميديسين Science Translational Medicine»، أن العلاج الجديد نجح في عكس مرض السكري في الفئران بسرعة كبيرة، وأن أعداد خلايا بيتا البشرية التي تمت زراعها في الفئران زادت بنسبة 700 في المائة على مدى ثلاثة أشهر من استخدام هذا المزيج الدوائي.

وكان باحثو الدراسة قد قاموا بدمج منتج «هارمين» الطبيعي الموجود في بعض النباتات، مع فئة من الأدوية التي يتم استخدامها على نطاق واسع في علاج مرض السكري من النوع الثاني، وتسمى منبهات مستقبلات GLP1، حيث عولجت فئران التجارب بهذا العلاج المركب.

وقال الدكتور أدولفو جارسيا أوكانيا، البروفسور في «مدينة الأمل» الطبية، وأحد باحثي الدراسة: «هذه هي المرة الأولى التي يطور فيها العلماء علاجاً دوائياً ثبت أنه يزيد من أعداد خلايا بيتا البشرية البالغة في الجسم الحي».

وشدد في بيان منشور على موقع الجامعة، الأربعاء، على أن «هذا البحث يجلب الأمل في استخدام العلاجات التجديدية المستقبلية لعلاج مئات الملايين من مرضى السكري».

ويعاني أكثر من 10 في المائة من السكان البالغين حول العالم من مرض السكري. ويؤدي انخفاض كمية ونوعية خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في كل من مرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني، إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم.

ولا يستطيع أي من علاجات مرض السكري الشائعة الاستخدام زيادة أعداد خلايا بيتا البشرية، وبالتالي لا يمكنها عكس مرض السكري تماماً. ولحسن الحظ، فإن معظم المصابين بالسكري لديهم بعض خلايا بيتا المتبقية، وهو ما ألهم فريق البحث لدراسة كيفية استعادة أعدادها.

واستطاع الباحثون باستخدام أداة فحص مجهرية متقدمة رصد زيادة كبيرة جداً في كتلة خلايا بيتا بعد تطبيق استراتيجيتهم العلاجية لتعزيز تكاثر خلايا بيتا البشرية وبقائها، مع الحفاظ على وظيفتها. كما نجحوا من خلال هذه التقنية في إجراء تقييم كمي دقيق لخلايا بيتا البشرية المزروعة في فئران التجارب للمرة الأولى.

وأكمل فريق الدراسة المرحلة الأولى من التجربة السريرية لاختبار العلاج الجديد على متطوعين أصحاء، لاختبار مدى سلامته، وتحديد مخاطر السمية المحتملة، وتقدير مقدار الجرعات، ويخططون لبدء تجاربهم الأولى على البشر في العام المقبل.

وهو ما علق عليه الدكتور أندرو إف ستيوارت، من كلية إيكان ماونت سيناي، والقائد البحثي للدراسة: «شهدت أبحاثنا تقدماً مطرداً خلال فترة زمنية امتدت إلى خمسة عشرة عاماً، بدءاً من تطويرنا بيولوجيا خلايا بيتا البشرية الأساسية وإجراء فحوصات الأدوية الروبوتية، قبل الانتقال الآن إلى الدراسات على البشر».


مقالات ذات صلة

صحتك علبة من عقّار «أوزمبيك» (رويترز)

«أوزمبيك» يقلل خطر الوفاة المبكرة بعد السكتة الدماغية

كشفت دراسة جديدة أن تناول الناجين من السكتة الدماغية لدواء السكري وإنقاص الوزن الشهير «أوزمبيك» يمكن أن يخفض خطر تعرضهم لوفاة مبكرة بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك المشي ولو لمدة قصيرة مساءً له فوائد صحية جمّة (رويترز)

من بينها التصدي لسرطان الأمعاء والسكري... الفوائد الصحية للمشي مساءً

كشفت مجموعة من الدراسات العلمية أن المشي ولو لمدة قصيرة مساءً، له فوائد صحية جمّة، من تحسين عملية الهضم إلى تنظيم نسبة السكر في الدم والتصدي للسرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك شخص يجري اختباراً لقياس نسبة السكر في الدم (جامعة كمبردج)

الثقة بالنفس تُحسّن مستويات السكر في الدم

كشفت دراسة، أجراها فريق بحثي من جامعة قرطبة في إسبانيا، عن أن الثقة بالنفس قد تسهم في تحسين مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الأول.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الإصابة بحصوات الكلى والنقرس من الحالات الشائعة (المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة)

أدوية للسكري تخفّض خطر الإصابة بحصوات الكلى

أظهرت دراسة جديدة أنّ نوعاً من أدوية علاج مرض السكري من النوع الثاني قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بحصوات الكلى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
TT

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

توصّلت دراسة أجراها باحثون من جامعة توركو الفنلندية، إلى أنّ الوقوف لفترات طويلة في العمل له تأثير سلبي في قياسات ضغط الدم على مدى 24 ساعة.

وتكشف النتائج عن أنّ الوقوف لفترات طويلة يمكن أن يرفع ضغط الدم، إذ يعزّز الجسم مسارات الدورة الدموية إلى الأطراف السفلية عن طريق تضييق الأوعية الدموية وزيادة قوة ضخّ القلب. وعلى النقيض من ذلك، ارتبط قضاء مزيد من الوقت في وضعية الجلوس في العمل بتحسُّن ضغط الدم.

وتشير الدراسة، التي نُشرت في مجلة «ميديسين آند ساينس إن سبورتس آند إكسيرسيس»، إلى أنّ السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

تقول الباحثة في الدراسة، الدكتورة جووا نورها، من جامعة «توركو» الفنلندية: «بدلاً من القياس الواحد، فإن قياس ضغط الدم على مدار 24 ساعة هو مؤشر أفضل لكيفية معرفة تأثير ضغط الدم في القلب والأوعية الدموية طوال اليوم والليل».

وتوضِّح في بيان منشور، الجمعة، على موقع الجامعة: «إذا كان ضغط الدم مرتفعاً قليلاً طوال اليوم ولم ينخفض ​​بشكل كافٍ حتى في الليل، فتبدأ الأوعية الدموية في التصلُّب؛ وعلى القلب أن يبذل جهداً أكبر للتعامل مع هذا الضغط المتزايد. وعلى مرّ السنوات، يمكن أن يؤدّي هذا إلى تطوّر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

وأظهرت دراسات سابقة أنّ ممارسة الرياضة في وقت الفراغ أكثر فائدة للجهاز القلبي الوعائي من النشاط البدني الناتج عن العمل، الذي ربما يكون ضاراً بالصحّة، مشدّدة على أنّ التمارين الرياضية المنتظمة مهمة للسيطرة على ضغط الدم.

وعلى وجه الخصوص، تعدّ التمارين الهوائية الأكثر قوة فعالةً في خفض ضغط الدم، ولكن وفق نتائج الدراسة الجديدة، فإنّ النشاط البدني اليومي يمكن أن يكون له أيضاً تأثير مفيد.

في الدراسة الفنلندية، تم قياس النشاط البدني لموظفي البلدية الذين يقتربون من سنّ التقاعد باستخدام أجهزة قياس التسارع التي يجري ارتداؤها على الفخذ خلال ساعات العمل، وأوقات الفراغ، وأيام الإجازة. بالإضافة إلى ذلك، استخدم المشاركون في البحث جهاز مراقبة ضغط الدم المحمول الذي يقيس ضغط الدم تلقائياً كل 30 دقيقة لمدّة 24 ساعة.

وتؤكد النتائج أنّ طبيعة النشاط البدني الذي نمارسه في العمل يمكن أن يكون ضاراً بالقلب والجهاز الدوري. وبشكل خاص، يمكن للوقوف لفترات طويلة أن يرفع ضغط الدم.

وتوصي نورها بأنه «يمكن أن يوفر الوقوف أحياناً تغييراً لطيفاً عن وضعية الجلوس المستمر على المكتب، ولكن الوقوف كثيراً يمكن أن يكون ضاراً. من الجيد أن تأخذ استراحة من الوقوف خلال العمل، إما بالمشي كل نصف ساعة أو الجلوس لبعض أجزاء من اليوم».

ويؤكد الباحثون أهمية النشاط البدني الترفيهي لكل من العاملين في المكاتب وفي أعمال البناء، وتشدّد نورها على أنه «جيد أن نتذكّر أنّ النشاط البدني في العمل ليس كافياً بذاته. وأنّ الانخراط في تمارين بدنية متنوّعة خلال وقت الفراغ يساعد على الحفاظ على اللياقة البدنية، مما يجعل الإجهاد المرتبط بالعمل أكثر قابلية للإدارة».