«تقرَّر أن يتوقّف المطر عن الهطول منذ منتصف الشهر الحالي وطوال الشهرين المقبلين، على أن تحلَّ محله قبلة خفيفة وشمس ساطعة»... هذا هو نصّ المرسوم الطريف الذي أصدره عمدة قرية كولونس في مقاطعة النورماندي دانييل ماريير، ولقي تفاعلاً كبيراً بين رواد مواقع التواصل بعد نشره في موقع البلدية وتعليق نسخة منه على واجهتها.
يبلغ عدد سكان كولونس 227 نسمة، وهي مثل غيرها من قرى النورماندي وبلداتها لم تعرف صيفاً حقيقياً هذا العام، حتى الآن على الأقل. ولا يزال الناس يرتدون المعاطف ويحملون المظلات بسبب الزخات التي لم تتوقّف والانخفاض النسبي في درجات الحرارة. وحتى طقس العاصمة باريس يراوح بين الغيوم والمطر مع تسلُّل متقطع لأشعة الشمس. وفي الأسبوع الماضي عاد الأهالي إلى استخدام المدافئ ببعض المناطق.
وفي محاولة من عمدة كولونس لترطيب الأجواء، أو بالأحرى تدفئتها، اختار أسلوب الدعابة القريبة من القلوب للتخفيف عن أهالي قريته، وأصدر مرسوماً يشير إلى قدرته على التحكُّم بالمطر وتوجيه الأوامر له. وفيه طلب من كهنة كنائس شمال فرنسا التوسُّط لدى السماء لتحسين الأجواء المكفهرّة. وتعاني القرية خصوصاً من استمرار الأيام المطيرة بشكل غير معتاد سابقاً، الأمر الذي يُفقدها ميزتها بوصفها منتجعاً جميلاً قريباً من البحر يقصده السياح صيف كل عام.
ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن العمدة قوله إنّ الأهالي لم يعرفوا طقساً مماثلاً في مثل هذا الموسم من السنة. فقد استمر المطر بالتساقط وخيَّمت العتمة على الأرجاء، بحيث اضطروا إلى إبقاء النور الكهربائي مشتعلاً في عزّ النهار. وأضاف: «وجدتُ أنّ الفرصة مواتية لإصدار مرسوم يمنح ابتسامة صغيرة لسكان قريتنا».