اعتقال زوجين يُربّيان قططاً نادرة للبيع في إسبانيا

اكتشافٌ كان مجرّد «قمة جبل الجليد» لمنظّمة إجرامية عالمية

الغرابة المُتاجَر بها (الحرس المدني في وزارة الداخلية)
الغرابة المُتاجَر بها (الحرس المدني في وزارة الداخلية)
TT
20

اعتقال زوجين يُربّيان قططاً نادرة للبيع في إسبانيا

الغرابة المُتاجَر بها (الحرس المدني في وزارة الداخلية)
الغرابة المُتاجَر بها (الحرس المدني في وزارة الداخلية)

قبضت السلطات الإسبانية على زوجين يُشتبه في بيعهما قططاً غريبة عبر الإنترنت، بما فيها أنواع محميّة مثل النمور البيضاء، والفهود، والنمور المرقَّطة.

ووفق «بي بي سي»، داهمت شرطة الحرس المدني منزلهما في جزيرة مايوركا، بعدما علمت بأنهما يربّيان أنواعاً نادرة من القطط، ويبيعانها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

عُثر على 19 قطّاً في العقار أنقذها رجال الأمن، وكان من بينها قطٌّ من نوع «كاراكال»، واثنان من نوع «سيرفال»، و16 قطّاً هجيناً.

ويقول الحرس المدني إنّ هذا الاكتشاف كان مجرّد «قمة جبل الجليد» لمنظّمة إجرامية عالمية تضمّ مربّين وناقلين وأطباء بيطريين. وتابع: «معظم الحيوانات المعروضة للبيع جاءت من دول مثل روسيا، وبيلاروسيا، وأوكرانيا، لتهريبها إلى الاتحاد الأوروبي».

بدورها، علَّقت السلطات بأنّ حسابات الزوجين عبر وسائل التواصل كانت «نشطة جداً»، واتصل بهم أشخاص من دول أخرى لشراء هذه الأنواع من الحيوانات.

وأضافت أنّ الحيوانات هُرِّبت إلى الاتحاد الأوروبي عبر حدود بولندا مع بيلاروسيا، ثم وُزِّعَت بوثائق مزوّرة.

نمرٌ أبيض عُرض للبيع (أ.ف.ب)
نمرٌ أبيض عُرض للبيع (أ.ف.ب)

وتُعد أوروبا مركزاً رئيسياً لتجارة الحيوانات البرّية الغريبة، والسوق السوداء غير المشروعة آخذة في الازدياد؛ وفق «الصندوق الدولي للرفق بالحيوان».

كما أعلن الزوجان عن حيوانات أخرى عبر وسائل التواصل، بما فيها الضباع والوشق الصحراوي والفهود. وعُرض نمر مرقَّط -وهو حيوان موطنه الأصلي جبال الهيمالايا- بسعر 60 ألف يورو للبيع على الإنترنت.

وكانت هذه المداهمة جزءاً من عملية أوسع بدأت في مارس (آذار) الماضي. ويجري التحقيق مع شخص آخر لبيعه أنواعاً مختلفة من الحيوانات الغريبة على الإنترنت.

وُضعت الحيوانات مؤقتاً في حديقة حيوان «سون سيرفيرا سفاري» بجزيرة مايوركا. وقد تُنقَل لاحقاً إلى مركز إنقاذ بالقرب من أليكانتي، رغم أنّ المسألة لا تزال قيد المناقشة.

وتغذّي وسائل التواصل الاجتماعي ارتفاعَ الطلب على القطط الغريبة، نظراً إلى أنه قد يُنظر إليها على أنها رمز للثروة أو المكانة الاجتماعية. لكن هذه القطط -التي تتطلَّب مساحة كبيرة- يصعب الاعتناء بها.

وختم الحرس المدني الإسباني: «إنها عدوانية جداً، ويمكن أن تُشكّل خطراً على الناس أو الحيوانات الأخرى، مما يدفع كثيرين إلى التخلّص منها».


مقالات ذات صلة

التكنولوجيا تُواجه أقدام الفيلة: نظام تنبيه يُنقذ مئات الهنود

يوميات الشرق أفيال تلهو في الهند (أ.ب)

التكنولوجيا تُواجه أقدام الفيلة: نظام تنبيه يُنقذ مئات الهنود

في غابات وسط الهند، يتتبَّع باحثون آثار أقدام الفيلة وفضلاتها ونهيمها؛ لاستخدامها في نظام تنبيه مصمَّم للحدِّ من حوادث الاصطدام التي تقضي على مئات البشر كل عام.

«الشرق الأوسط» (داوالبور (الهند))
يوميات الشرق «نملة الجحيم» (رويترز)

فكّاها يُشبهان المنجل... اكتشاف نملة مرعبة عمرها 113 مليون سنة

حدَّد العلماء تفاصيل بقايا متحجِّرة لأقدم نملة معروفة، وهي حشرة مجنّحة ذات فكين مُخيفين يُشبهان المنجل، عاشت قبل نحو 113 مليون سنة في عصر الديناصورات.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)
يوميات الشرق عناصر من الشرطة الإسبانية (رويترز)

توقيف أم في إسبانيا باعت طفلتها لزوجين مقابل 2000 يورو

أعلنت الشرطة الإسبانية، الجمعة، توقيف امرأة لبيعها مولودتها مقابل 2000 يورو لزوجَيْن يعانيان من «مشكلات في الخصوبة»، قبل أن تندم على ذلك وتحاول استعادتها.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
يوميات الشرق كم حملناها وأطلنا ولم ننتبه (غيتي)

احذروا حَمْل الإيصالات الورقية لـ10 ثوانٍ!

حذَّر باحثون صحيون من مادة كيميائية تُستخدم في الإيصالات الورقية، وهي مادة مثبطة للغدد الصماء، مؤكدين أنَّ الجلد يمتصّها بسرعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق داليا البحيري وزوجها بصحبة العروس والعريس (حساب البحيري بـ«إنستغرام»)

حفل زفاف ليلى أحمد زاهر يحظى بتفاعل واسع بمصر

خطف حفل زفاف المنتج والفنان هشام جمال، والفنانة الشابة ليلى أحمد زاهر، الذي أقيم في منطقة هرم سقارة بمحافظة الجيزة الاهتمام بمصر.

داليا ماهر (القاهرة)

التكنولوجيا تُواجه أقدام الفيلة: نظام تنبيه يُنقذ مئات الهنود

أفيال تلهو في الهند (أ.ب)
أفيال تلهو في الهند (أ.ب)
TT
20

التكنولوجيا تُواجه أقدام الفيلة: نظام تنبيه يُنقذ مئات الهنود

أفيال تلهو في الهند (أ.ب)
أفيال تلهو في الهند (أ.ب)

في غابات وسط الهند، يتتبَّع باحثون آثار أقدام الفيلة وفضلاتها ونهيمها؛ لاستخدامها في نظام تنبيه مصمَّم للحدِّ من حوادث الاصطدام التي تقضي على مئات البشر كل عام.

وتنقل «وكالة الصحافة الفرنسية»، عن بوفان ياداف، الذي كان يرتدي قميصاً بألوان فريقه «أصدقاء الفيل»، قوله: «يجب ألاّ نُحدِث ضجّةً لكي نتجنَّب أي صدامات».

ويركّز بوفان و3 متتبّعين آخرين أنظارهم على الأرض؛ سعياً إلى اكتشاف أدنى علامة على مرور الفيلة، ويتوغّلون في الغابات الكثيفة بالقرب من محمية «أودانتي سيتانادي» للنمور، في ولاية تشاتيسغار.

وتصبُّ هذه المعلومات القيِّمة في تطبيق طوّرته شركة «كالبفيغ» الهندية، فيتولّى تحليلها وإرسال رسالة تنبيه على الفور إلى القرويين المعنيين.

ويلاحظ «الصندوق العالمي للطبيعة» أنّ عدد الأفيال الآسيوية الطليقة انخفض من 100 ألف في بداية القرن الـ20 إلى 50 ألفاً اليوم، معظمها في الهند.

وأسهم توسُّع المدن، وإزالة الغابات، والنشاط المنجمي التعديني، في دفع هذه الحيوانات للانتقال إلى مناطق من تشاتيسغار لم تُشاهَد فيها منذ عقود.

ويتابع ياداف، وهو واحد من 250 متتبِّعاً يعملون لحساب إدارة الغابات في الولاية: «نحاول إبقاء مسافة 200 متر من القطيع ليكون لدينا وقت للركض».

وأدّى اختفاء موطن الأفيال الطبيعي إلى ازدياد الاصطدامات بينها وبين البشر. ففي عامَي 2023 و2024، تَسبَّبَت أفيال برّية بمقتل أكثر من 600 شخص في الدولة الأكثر عدداً للسكان في العالم، وفق بيانات البرلمان.

وسُجِّلَت نسبة 15 في المائة من هذه الحوادث القاتلة طوال السنوات الـ5 الأخيرة في ولاية تشاتيسغار، مع أنّ نسبة الفيلة البرّية فيها لا تتعدّى 1 في المائة من مجمل عددها في الهند.

ومن الضحايا، مزارعة الأرزّ لاكشميباي التي قضت عام 2022 وهي في الـ50، عندما دهسها فيل بينما كانت تراقب حقلها في منطقة غارياباند. يُعلّق نجلها موهان سينغ غوند: «لقد باغتها ومزَّق جمجمتها».

وتؤكد السلطات أنَّ نظام التنبيه المموَّل من الحكومة أثمر تقليص عدد الضحايا بشكل كبير. ففي عام 2022، تسبَّبت الفيلة الضخمة في مقتل 5 أشخاص بمحيط محمية «أودانتي سيتانادي» للنمور. ومنذ بدء العمل بنظام الإنذار في فبراير (شباط) 2023، لم تسقط سوى ضحية واحدة.

بدوره، يوضح فارون جين الذي يُدير المشروع أنّ «القرويين يعطون أرقام هواتفهم الجوالة وبيانات الموقع الجغرافي، ويتلقّون اتصالات أو رسائل (تنبيه) عندما يكون الفيل على مسافة 5 كيلومترات منهم». وتُذاع تحذيرات أيضاً بواسطة مكبّرات الصوت في القرى.

ورغم ارتياح السكان إلى هذه المبادرة التي يمكن أن تُنقذ حياتهم، فإنهم لا يزالون يتوجَّسون من هذه الحيوانات الضخمة. وتقول كانتيباي ياداف العاملة في مجال الخدمات الصحية: «عند إصدار تنبيه، نُحجِم عن الذهاب إلى الغابة للبحث عن الطعام؛ لأننا نعلم أنَّ أي شيء يمكن أن يحدُث».

لكنّها تشكو «الخسائر» التي تُسبّبها هذه الفيلة، مضيفةً: «إنها تدمّر مزروعاتنا، وهي مصدر رزقنا الرئيسي». وترى أنّ «الحكومة يجب ألا تسمح للفيلة البرّية بالتجوّل بهذه الطريقة».

ويشير فارون جين إلى أنّ الهيئات المسؤولة عن الغابات تعمل على «تحسين موائل» هذه الفيلة بهدف ثَنيها عن دخول القرى بحثاً عن الطعام.

ويتأتَّى الخطر الأكبر على البشر من الفيلة الذكور الباحثة عن أنثى، إذ ترتفع لديها مستويات هرمون التستوستيرون، ويتّسم سلوكها بالطابع العنيف خلال فترة الوحدة هذه. وتشير تقديرات رسمية إلى أنّ «الفيلة المستوحدة تتسبَّب بـ80 في المائة من الحوادث».

ويؤكد جين أنّ نظام التنبيه أكثر فاعلية من إطلاق السهام التي تشلّ حركة الحيوان، أو من الأطواق العاملة بموجات الراديو التي توضع عادة للفيل الأكبر سناً؛ بغية رصد تحرّكات القطيع الذي يتبعها، مشيراً إلى أنّ «الفيل بالغ الذكاء إلى درجة أنه ينزع الطوق عنه بعد شهرين أو 3 أشهر».