الرؤساء السامّون يفلتون من فظائعهم... بأدائهم العالي

الموظفون أكثر تقبلاً في هذه الحالة للإدارة المسيئة

الرؤساء السامّون يفلتون من فظائعهم... بأدائهم العالي
TT

الرؤساء السامّون يفلتون من فظائعهم... بأدائهم العالي

الرؤساء السامّون يفلتون من فظائعهم... بأدائهم العالي

ما الخط الفاصل بين ما يعدّه الناس رئيساً مسيئاً، وبين الشخص الذي يطبق ببساطة «الحب القاسي»؟

وفقاً لدراسة جديدة نُشرت في مجلة «السلوك التنظيمي وعملية اتخاذ القرار البشري (Organizational Behavior and Human Decision Process)»، يعتمد الأمر بالنسبة لعديد من الأشخاص على أداء رئيسهم.

دراسة «الحبّ القاسي»

وقد كتبت شالين غوبتا (*) أن الباحثين في جامعة ولاية أوهايو وكلية بروفيدنس أجروا دراستين: في التجربة الأولى، أكمل 576 موظفاً بدوام كامل في الولايات المتحدة 3 استبيانات حول مدى اعتقادهم بأن رئيسهم مسيء، ومدى جودة أداء رئيسهم، وكذلك توقعاتهم المهنية.

الموظفون الذين اعتقدوا بأن رئيسهم ذو أداء عالٍ كانوا أكثر ميلاً إلى القول إن رئيسهم كان مليئاً «بالحب القاسي». كما كانوا أكثر ميلاً للاعتقاد بأنهم سيحصلون على ترقية، وأقل احتمالاً لتجاهل رئيسهم أو عصيانه.

لكن الموظفين الذين اعتقدوا بأن رئيسهم غير كفء كانوا أكثر عرضة للقول إن رئيسهم كان مسيئاً، وإنهم أكثر عرضة للانتقام بتجاهلهم أو عدم اتباع الأوامر.

رسائل مسيئة وطيبة

في الدراسة الثانية، أحضر الباحثون 168 طالباً جامعياً من دورة الإدارة إلى المختبر. أخبر الباحثون الطلاب بأنهم جزء من فريق مع قائد، وأنهم سيسهمون بأفكار في خطة لحل مشكلة ما في الحرم الجامعي. وفي الواقع، لم تكن هناك فِرق أو قادة.

تلقى المشاركون بشكل عشوائي إما رسالة مسيئة («لا تضيعوا وقتي في الخروج بأفكار غبية!») أو رسالة غير مسيئة («أريد أن يقوم الفريق بعمل جيد، لذا حاولوا جاهدين») من القائد. ثم كان عليهم تقديم الأفكار إلى زعيمهم.

مرة أخرى، تلقى الطلاب بشكل عشوائي أحدى الرسالتين: قيل للنصف منهم إن أداء فريقهم أعلى بكثير من المتوسط، بينما قيل للنصف الآخر إن الفريق أقل بكثير من المتوسط. ثم أكمل الطلاب استبيانات حول رئيسهم.

طُلب منهم مراجعة قائدهم، وما إذا كانوا سيتطوّعون لمساعدته في إكمال مهمة أخرى مماثلة؛ لقد أُتيحت لهم أيضاً فرصة للتوصية بمنح قائدهم نقاط المكافأة أو حجبها عنه.

الطلاب الذين قيل لهم إن أداء فريقهم وقائدهم كان عالياً، أعطوا قادتهم تقييمات أفضل، وأبلغوا عن إساءة أقل من الطلاب الذين لديهم فِرق وقادة كانوا ذوي أداء منخفض.

الإساءة غير مقبولة حتى مع الأداء العالي

ومع ذلك، وعلى الرغم مما قد يعتقده الناس، فإن الباحثين أكدوا أنه لا يوجد أبداً عذر أو سبب جيد للرؤساء المسيئين، حتى لو كانوا من ذوي الأداء العالي. وكتب الباحثون: «من المهم التأكيد على أنه لا يوجد أي دليل مقنع يشير إلى أن الإشراف المسيء، في حد ذاته، يحسّن أداء الفرد أو الوحدة أو المنظمة». «على العكس تماماً، فإن الاستنتاج المناسب من الأبحاث الموجودة هو أنه عندما يكون القادة المسيئون منتجين، فإن ذلك يكون على الرغم من عدائهم تجاه أتباعهم، وليس بسبب ذلك».

* «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

«الإرهاق الأبوي»... خطر يهدد الوالدين والأطفال... ما أسبابه؟

يوميات الشرق يعد «الإرهاق الأبوي» مهماً لأنه لا يؤثر سلباً على الوالدين فقط ولكن على الأطفال أيضاً (أرشيفية - أ.ف.ب)

«الإرهاق الأبوي»... خطر يهدد الوالدين والأطفال... ما أسبابه؟

في عام 2015، قدم علم النفس مفهوم «إرهاق الوالدين» أو «الإرهاق الأبوي». وانتشر هذا المفهوم بسرعة، ولاقى صدى واضحاً لدى الآباء في جميع أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق هناك حالات يمكن ألا يكون فيها الودّ أمراً مرحباً به (أرشيفية)

4 حالات يكون التعامل فيها بـ«ودّ» زائد «أمراً سلبياً»

كون «الود» سمة بارزة في شخصيتك يحمل دلالات إيجابية للغاية. لكنّ هناك حالات خاصة جداً يمكن ألا يكون فيها الودّ أمراً مرحباً به، حتى إنه قد يكون أمراً مستهجناً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق 5 ثوانٍ قد تنقذ زواجك (أرشيفية - رويترز)

5 ثوانٍ قد تنقذ زواجك

أظهرت دراسة حديثة أن التوقف لمدة 5 ثوانٍ فقط يمكن أن يكون مفتاحاً لتخفيف حدة الخلافات بين الأزواج، ومنع تصاعدها إلى مشاجرات أكبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كلما كان الرضا مرتبطاً بالشخصية قلّ تفاعلها مع تجارب الحياة (جامعة إدنبره)

السعادة ترتبط بسماتنا الشخصية أكثر من تجاربنا الحياتية

ناقشت دراسة إلى أي مدى تعكس مشاعر السعادة والرضا من نحن، وإلى أي مدى ترتبط بسماتنا الشخصية، وليس تجاربنا الحياتية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق كيف تنال الترقيات حتى لو كنت تعمل عن بُعد (رويترز)

لتنال الترقيات... كيف تستخدم ذكاءك العاطفي حتى لو كنت تعمل عن بُعد؟

«شخصيتك ستجعلك أغنى بعشر مرات من ذكائك»، هذا ما أكده المليونير العصامي ستيف أدكوك عندما سُئل عن الندم المالي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

علماء يُثبتون قدرة خلايا القلب على التَّجدد

قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)
قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)
TT

علماء يُثبتون قدرة خلايا القلب على التَّجدد

قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)
قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)

أثبتَ فريق بحثي دولي بقيادة علماء من جامعة أريزونا الأميركية قدرة خلايا عضلة القلب على التّجدد لدى بعض مرضى قصور القلب الذين يعتمدون على القلوب الاصطناعية.

وأوضح الباحثون أن دراستهم تُغيّر المفهوم السائد منذ عقود بأن خلايا القلب لا تستطيع التّجدد، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية (Circulation).

وقُصور القلب، أو فشل القلب، هو حالة مُزمنة يعجز فيها القلب عن ضخ الدم بكفاءة كافية لتلبية احتياجات الجسم من الأكسجين والمغذيات. يحدث ذلك نتيجة ضعفٍ أو تصلُّبٍ في عضلة القلب، مما يؤدي إلى تراجع وظيفتها. يُصنّف قُصور القلب واحداً من أبرز تحدّيات الطّب الحديث، إذ يؤثر على نحو 30 مليون شخصٍ عالمياً، بما في ذلك نحو 7 ملايين بالغٍ في الولايات المتحدة، وفقاً للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وعلى الرغم من أن الأدوية والعلاجات المُتاحة تُساعد في تخفيف الأعراض وإبطاء تقدّم المرض، فإن العلاجات المتاحة للحالات المتقدمة تقتصر على زراعة القلب أو استخدام مضخّات اصطناعية مثل جهاز دعم البطين الأيسر لتقوية ضخِّ الدم.

وتشير الأبحاث إلى أن قدرة خلايا عضلة القلب على التّجدد بعد الأزمات القلبية تُعد محدودة للغاية، على عكس أنسجة أخرى في الجسم مثل الجلد أو الكبد. وعند تعرض القلب لضررٍ، تتعرض الخلايا للتلف ويُستبدل بها غالباً نسيجٌ ليفي غير قادرٍ على الانقباض أو المساهمة في ضخِّ الدم.

ويرجع ذلك إلى أن خلايا القلب العضلية تتوقف عن الانقسام الطبيعي بعد الولادة، وتُكرِّس وظيفتها لضخِّ الدم بشكل مستمر، مما يُضعف قدرتها على التّجدد.

لكن الدراسة أظهرت أن نحو 25 في المائة من المرضى الذين يعتمدون على القلوب الاصطناعية تمكّنوا من تجديد خلايا عضلة القلب بمعدل يفوق 6 أضعاف المعدل الطبيعي للقلوب السليمة.

وفسَّر الباحثون ذلك بأن الأجهزة الاصطناعية مثل جهاز دعم البطين الأيسر، تُخفّف العبء عن القلب وتمنحه «راحة» من ضخِّ الدّم، مما يُتيح للأنسجة القلبية فرصة للتّجدد.

وقال الدكتور هشام صادق، الباحث الرئيسي للدراسة ورئيس أقسام القلب في جامعة أريزونا، إن هذه النتائج تُقدّم أقوى دليلٍ حتى الآن على أن عضلة القلب البشرية قادرة على التّجدد.

وأضاف عبر موقع الجامعة أن «عدم قدرة القلب على الراحة المستمرة بعد الولادة هو العامل الأساسي الذي يُفقد خلايا القلب هذه القدرة الطبيعية».

وأشار الفريق إلى أن هذه النتائج تُمثّل خطوةً كبيرة نحو فهمٍ أعمقَ لقدرة القلب البشري على التّجدد، مما يفتح الباب لتطوير علاجات جذرية تستهدف تعزيز هذه القدرة بدلاً من الاكتفاء بإبطاء تقدم المرض. كما يهدف الباحثون إلى تحديد العوامل التي تُمكّن ربع المرضى فقط، من تجديد خلايا القلب بمعدلات مرتفعة، لتحسين هذه القدرة لدى المزيد من المرضى.