احتفاء مصري بذكرى مرور قرن على أولى حفلات أم كلثوم

أم كلثوم ومائة عام من التراث الفني (متحف أم كلثوم)
أم كلثوم ومائة عام من التراث الفني (متحف أم كلثوم)
TT

احتفاء مصري بذكرى مرور قرن على أولى حفلات أم كلثوم

أم كلثوم ومائة عام من التراث الفني (متحف أم كلثوم)
أم كلثوم ومائة عام من التراث الفني (متحف أم كلثوم)

من ركن بارز في إحدى قاعات المتحف القومي للحضارة المصرية، يتسرب صوت نحاسي معبأ بروائح الزمن القديم، إنه الغرامافون الذي يصدح بإحدى أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم، ليجدد الحنين إلى هذا الصوت الذي طالما سحر عشاق الغناء والطرب الأصيل.

يأتي هذا المشهد ضمن الفعالية التي نظمها المتحف، السبت، تحت عنوان «100 سنة من تراثنا الفني»، وتضمنت العديد من الأنشطة والورش الفنية، والفقرات الغنائية والموسيقية، بمناسبة مرور 100 عام على أولى حفلات سيدة الغناء العربي أم كلثوم.

وعدّت مسؤولة التراث والتواصل الحضاري بالمتحف القومي للحضارة المصرية، نانسي عمار، الحدث، «ضمن خطة المتحف لإحياء التراث الفني»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «هناك أجيال جديدة تعرف أم كلثوم، ولكن لم تسمعها أو تعرف أغانيها، فكانت هذه الاحتفالية بمناسبة مرور 100 سنة على بداية غناء أم كلثوم، وأولى حفلاتها الغنائية الموثقة».

تضم الفعالية معرضاً فنياً شارك فيه عدد من الفنانين، من بينهم الفنانة هدى قدري التي دمجت الخط العربي بالأغاني الخاصة بأم كلثوم، كما وظفت الآلات الموسيقية والنوتة الموسيقية في اللوحات، كما قدمت الفنانة يسرا عبد الرحمن ديكوراً لحفلات أم كلثوم ونموذجاً يحاكي العود الأصلي الخاص بكوكب الشرق، حسب مشرفة التراث بالمتحف.

أم كلثوم (صفحة متحفها)

ولدت فاطمة إبراهيم البلتاجي الشهيرة بـ«أم كلثوم» في محافظة الدقهلية (دلتا مصر) عام 1898، وبدأت الغناء مع والدها في الأفراح والمناسبات، وقدمت أول أسطوانة لها عام 1924 وهي قصيدة «وحقك أنت المنى والطلب»، وحققت نجاحاً لافتاً، حسب المصادر الأرشيفية بمتحف أم كلثوم.

وأشارت نانسي عمار، المشرفة على تنظيم الفعالية، إلى مشاركة مجموعة من المطربين منهم أحمد صبري من الأوبرا ومجموعة من شباب العازفين، الذين قدموا مقطوعات على آلات متنوعة مثل الكمنجة والعود والغيتار.

وأوضحت أن «هناك جهات رسمية شاركت في هذه الفعالية مثل دار الكتب والوثائق القومية، حيث شاركت قاعة الموسيقى في الدار بمعرض عن بداية حفلات أم كلثوم وبوسترات للأفلام التي شاركت فيها، ومستنسخات لوثائق مكتوبة بخط يدها، وصور شخصية لها مع الفنانين، وكتب ومجلات وأغلفة الأسطوانات الخاصة بكوكب الشرق».

بوستر فعالية أم كلثوم (المتحف القومي للحضارة المصرية)

كما لفتت إلى «مشاركة شركة القاهرة للصوتيات والمرئيات في الفعالية بتشغيل أسطوانات أم كلثوم على الغرامافون، ليصل للحضور صوت أم كلثوم بالطريقة القديمة».

وقدمت أم كلثوم أكثر من 300 أغنية، وجاءت أغنيتها «الأطلال» من أشعار إبراهيم ناجي وألحان رياض السنباطي ضمن قائمة أفضل 100 أغنية أنتجت في القرن العشرين، ضمن استفتاء عالمي نظمته جريدة «اللوموند» الفرنسية في مطلع الألفية الجديدة.

وشارك في الفعالية بعض هواة جمع الطوابع، الذين عرضوا ما لديهم من الطوابع التي تخلد ذكرى أم كلثوم، كما شارك متحف مصلحة الخزانة العامة وصك العملة بعملات وميداليات ذهبية وفضية وبرونزية لأم كلثوم، وفق عمار.

وأضافت أن «هناك ورشاً فنية تفاعلية منها ورشة مصغرات للفنان عبير سعد الدين قدمت ديكوراً لحفلة أم كلثوم تضم نماذج مصغرة لبيانو وعود أم كلثوم، وهناك ورشة تفاعلية بعنوان (تذكار) لجرمين جورج تحاكي فن الآرت جورنال، بها صور وأغاني أم كلثوم، وورشة أورجامي بالورق لفستان أم كلثوم، نفذه الأطفال وأخذوه معهم كتذكار».

ورحلت «كوكب الشرق» عن عالمنا عام 1975 عن عمر ناهز 76 عاماً، بعد أن حصدت العديد من الجوائز الكبرى، وقررت الحكومة المصرية تخصيص متحف لمقتنياتها بقصر المانسترلي التاريخي في منيل الروضة (وسط القاهرة).

وكان المتحف المصري الكبير أقام احتفالية في فبراير (شباط) الماضي بعنوان «100 سنة أم كلثوم» شهدت تقديم أشهر أغاني أم كلثوم بصوت مطربات الأوبرا المصرية، ريهام عبد الحكيم ومروة ناجي وإيمان عبد الغني، بقيادة المايسترو والموزع الموسيقي محمد الموجي.


مقالات ذات صلة

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

يوميات الشرق مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

«مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل».

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الملحن المصري الراحل محمد رحيم خاض تجربة الغناء (حسابه على «فيسبوك»)

شكوك حول أسباب وفاة الملحن المصري محمد رحيم

أثار خبر وفاة الملحن المصري محمد رحيم، السبت، بشكل مفاجئ، عن عمر يناهز 45 عاماً، الجدل وسط شكوك حول أسباب الوفاة.

داليا ماهر (القاهرة )
ثقافة وفنون الملحن المصري محمد رحيم (إكس)

وفاة الملحن المصري محمد رحيم تصدم الوسط الفني

تُوفي الملحن المصري محمد رحيم، في ساعات الصباح الأولى من اليوم السبت، عن عمر يناهز 45 عاماً، إثر وعكة صحية.

يسرا سلامة (القاهرة)
يوميات الشرق لها في كل بيتٍ صورة... فيروز أيقونة لبنان بلغت التسعين وما شاخت (الشرق الأوسط)

فيروز إن حكت... تسعينُها في بعضِ ما قلّ ودلّ ممّا قالت وغنّت

يُضاف إلى ألقاب فيروز لقب «سيّدة الصمت». هي الأقلّ كلاماً والأكثر غناءً. لكنها عندما حكت، عبّرت عن حكمةٍ بسيطة وفلسفة غير متفلسفة.

كريستين حبيب (بيروت)
خاص فيروز في الإذاعة اللبنانية عام 1952 (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص «حزب الفيروزيين»... هكذا شرعت بيروت ودمشق أبوابها لصوت فيروز

في الحلقة الثالثة والأخيرة، نلقي الضوء على نشوء «حزب الفيروزيين» في لبنان وسوريا، وكيف تحول صوت فيروز إلى ظاهرة فنية غير مسبوقة وعشق يصل إلى حد الهوَس أحياناً.

محمود الزيباوي (بيروت)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
TT

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

بعيداً عن التكلس السياسي الذي تعانيه ليبيا، انطلق في العاصمة طرابلس مهرجان للفيلم الأوروبي تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة تستهدف توسيع الشراكة الثقافية وكسر حاجز الانقسام، من خلال تجميع الليبيين بالثقافة والفن.

وتشارك في النسخة الأولى من المهرجان، التي انطلق الأحد، 5 سفارات أوروبية عاملة في ليبيا، بأعمال يتم عرضها للجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، تنتهي الخميس المقبل. وعبّر سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن سعادته لافتتاح أول مهرجان سينمائي ليبي - أوروبي في طرابلس، إلى جانب الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وسفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا. وعدّ هذا الحدث «علامة فارقة في الشراكة الثقافية بين ليبيا والاتحاد».

ويعرض مساء اليوم (الاثنين) فيلم «راعي البقر من الحجر الجيري» المقدم من سفارة مالطا، بقاعة الهيئة العامة للسينما والمسرح في شارع الزاوية بطرابلس، التي دعت الجمهور للاستمتاع بمشاهدته.

البوستر الترويجي لفيلم «فتاة عادت» الإيطالي (إدارة المرجان)

وبجانب الفيلم المالطي، فإن العروض المفتوحة للجمهور تتضمن، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان، ورئيس بعثة الاتحاد، «طفلة عادت» من إيطاليا، و«قصر الحمراء على المحك»، إسباني، ويعرض الثلاثاء، ثم «كليو» (ألمانيا) الذي يعرض للجمهور الأربعاء، على أن يختتم المهرجان بفيلم «عاصفة» الفرنسي.

ولوحظ أن الدول المشاركة في المهرجان حرصت على تروّج الأعمال المشاركة، من هذا المنطلق دعا المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في ليبيا الجمهور الليبي لحضور الفيلم الفرنسي الذي أخرجه كريستيان دوغواي، وقالا في رسالة للجمهور الليبي: «نحن في انتظاركم لتشاركونا هذه اللحظة السينمائية الاستثنائية».

جانب من افتتاح مهرجان الفيلم الأوروبي في طرابلس (البعثة الأوروبية إلى ليبيا)

وكان رئيس هيئة السينما والمسرح والفنون، عبد الباسط بوقندة، عدّ مبادرة الاتحاد لإقامة المهرجان «خطوة إيجابية في مسار الشراكة بين ليبيا، متمثلة في هيئة السينما والمسرح والفنون، والاتحاد الأوروبي والدول الخمس المشاركة».

وأضاف بوقندة، في كلمة الافتتاح، الذي بدأ الأحد بعرض الأفلام، أن المناسبة «تفتح آفاقاً واسعة في مجالات السينما كواحدة من أهم أنواع التواصل بين الشعوب ومرآة عاكسة لكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسهم بفاعلية في توعية الناس، وتدفع بهم تجاه الارتقاء والإحساس بالمسؤولية».

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي (السفارة الفرنسية لدى ليبيا)

وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم «شظية» الليبي الذي أنتج في الثمانينات، من تأليف الأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، ويحكي قصة معاناة الليبيين مع الألغام التي زرعت في صحراء ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها كثير من المواطنين في مدن ومناطق مختلفة من البلاد.

وبجانب العروض السينمائية في ليبيا، تُجمّع الفنون في ليبيا عادةً من فرقت بينهم السياسة، ويحشد المسرح على خشبته ممثلين من أنحاء البلاد، كانت قد باعدت بينهم الآيديولوجيات في زمن ما، يحكون جميعاً أوجاعهم عبر نصوص ولوحات إبداعية، ويفتحون نوافذ جديدة للتلاقي والحوار بعيداً عن النزاع والانقسام السياسي.

وسبق أن تعطلت الحركة الفنية المسرحية في ليبيا، مُتأثرة بالفوضى الأمنية التي شهدتها ليبيا عقب اندلاع ثورة «17 فبراير» التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ليبيا يظل الرهان على الفن في اختبار الانقسام السياسي، الذي ضرب البلاد، لتوحيد الليبيين.