لتنال الترقيات... كيف تستخدم ذكاءك العاطفي حتى لو كنت تعمل عن بُعد؟

كيف تنال الترقيات حتى لو كنت تعمل عن بُعد (رويترز)
كيف تنال الترقيات حتى لو كنت تعمل عن بُعد (رويترز)
TT

لتنال الترقيات... كيف تستخدم ذكاءك العاطفي حتى لو كنت تعمل عن بُعد؟

كيف تنال الترقيات حتى لو كنت تعمل عن بُعد (رويترز)
كيف تنال الترقيات حتى لو كنت تعمل عن بُعد (رويترز)

«شخصيتك ستجعلك أغنى بعشر مرات من ذكائك»، هذا ما أكده المليونير العصامي ستيف أدكوك عندما سُئل عن الندم المالي.

أدكوك استشهد بشيء واحد كان يتمنى أن يعرفه في العشرينات من عمره وكان من الممكن أن يجعله أكثر ثراءً وأسرع، وهو أن الذكاء العاطفي سيوفر المزيد من المال وفرصاً للترقية أكثر من معدل الذكاء.

وقال أدكوك: «لقد عملت مع الكثير من الأشخاص الأذكياء، لكن أذكى الأشخاص في المكتب لم يكونوا بالضرورة هم الذين يحصلون على العلاوات والترقيات، فالأموال كانت تذهب للأشخاص الذين استخدموا ذكاءهم العاطفي، الذي يُطلق عليه«EQ» لتطوير العلاقات المهمة التي تحتاجها للارتقاء في الرتب».

وعن طرق تعزيز الذكاء العاطفي في مكان العمل، أوضحت فيكي سالمي، الخبيرة المهنية في موقع «Monster.com»، أنه بالنسبة للعديد من الموظفين، يتضمن ذلك قضاء الكثير من الوقت مع الأشخاص المناسبين.

إلا أن هذه النصيحة يمكن أن تجعل الأمور صعبة بالنسبة للعاملين عن بُعد الذين يعني وقت الوجود في مكان العمل بالنسبة لهم هو الجلوس أمام الشاشة على «FaceTime»، وفقاً لشبكة «سي إن بي سي».

ومما قد يزيد المشكلة تعقيداً بالنسبة للبعض، هو أن زملاءهم في العمل يوجدون في المكتب، ما يجعل من السهل تطبيق نصائح سالمي.

أما إذا كان الشخص يريد استخدام الذكاء العاطفي رغم أنه يعمل عن بعد، فأشارت سالمي إلى أن ذلك سيتطلب بذل القليل من الجهد الإضافي «لتكون من النوع الذي يتوق الناس إلى تقديم الترقيات والعلاوات إليه، وهو الأمر الذي قد يبدو مضحكاً بعض الشيء في البداية».

وقالت: «قد تشعر بأنك خارج منطقة الراحة الخاصة بك قليلاً، وهذا أمر طبيعي».

كن استباقياً بشأن التواصل الاجتماعي

إذا كنت تعمل في المكتب، فقد تعتقد أن كل تلك الطرق على باب مكتبك هي مجرد إلهاءات عن عملك الفعلي، ولكن التفاعلات العضوية المتكررة قد تكون هي الفارق بين من يرتقي في رتب الشركة ومن يتخلف عن الركب.

وأوضحت سالمي أنه «قد لا يتمتع شخص آخر بنفس السجل المتميز، لكنه يحفز الناس، وله تأثير إيجابي على مكان العمل والزملاء، ويحب الناس الوجود حوله، ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى دفع هذا الشخص إلى أبعد من ذلك».

ولتحقيق هذه الغاية، من المفيد خلق بعض الفرص لإجراء محادثات غير رسمية مع زملائك، وفقاً لسالمي.

وأضافت: «يمكنك حتى أن تقول: ربما نلتقي مرة واحدة في الشهر لمدة 30 دقيقة، أو هل يريد أي شخص إجراء محادثة افتراضية معي؟ هل يرغب أي شخص في الدردشة على الهاتف؟ ربما يتعين عليك بذل قصارى جهدك».

وتابعت: «إذا كنت تنتظر اجتماع (زووم) باستمرار بينما يقوم زملاؤك بالدردشة بعيداً لمدة نصف ساعة الأولى من كل اجتماع، فيمكنك اقتراح اجتماع صغير افتراضي للدردشة فقط باسم جعل التجمعات الرسمية أكثر كفاءة».

كما لفتت سالمي إلى أن متابعة زملاء العمل على وسائل التواصل الاجتماعي والاهتمام بهواياتهم واهتماماتهم يمكن أن يساعدك في إقامة اتصال.

قل مثلاً: لقد رأيتك ذهبت في رحلة برية في نهاية الأسبوع الماضي، بدت رائعة! أو كيف كان التخييم؟ وفق ما اقترحت سالمي.

نل إعجاب الأشخاص المناسبين

من المهم أن يُنظر إليك على أنك عضو قيم في الفريق، ولكن الأهم من ذلك هو بذل جهد للبقاء في مقدمة أذهان الأشخاص الذين لديهم القدرة على منحك الترقيات والعلاوات.

وقالت سالمي: «حتى لو كان ذلك مرة واحدة في الأسبوع، فأنت تريد أن تكون مرئياً، خصوصاً إذا كنت بعيداً عن الأنظار وبعيداً عن رئيسك في العمل».

وأشارت إلى أنه «إذا كنت تجتمع حالياً سنوياً مع رئيسك في العمل لتحديد الأهداف السنوية، فاطلب زيادة عدد اجتماعاتك. ربما يكون شهرياً لمدة 30 دقيقة، أو ربما تكون أسبوعية لمدة 10 دقائق».

من المفيد أيضاً العثور على طرق لإظهار لرؤسائك بانتظام أنك تتطلع إلى النمو.

وأوصت سالمي بأن «تحدد أهدافاً لنفسك، مثل: سأحضر الاجتماعات بفكرتين كل أسبوع. فكر خارج الصندوق فيما يتعلق بأهداف مؤسستك، وأهداف قسمك، والمكان المناسب لك، وكيف يمكنك تولي مسؤولية أفكار معينة».


مقالات ذات صلة

«الإرهاق الأبوي»... خطر يهدد الوالدين والأطفال... ما أسبابه؟

يوميات الشرق يعد «الإرهاق الأبوي» مهماً لأنه لا يؤثر سلباً على الوالدين فقط ولكن على الأطفال أيضاً (أرشيفية - أ.ف.ب)

«الإرهاق الأبوي»... خطر يهدد الوالدين والأطفال... ما أسبابه؟

في عام 2015، قدم علم النفس مفهوم «إرهاق الوالدين» أو «الإرهاق الأبوي». وانتشر هذا المفهوم بسرعة، ولاقى صدى واضحاً لدى الآباء في جميع أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق هناك حالات يمكن ألا يكون فيها الودّ أمراً مرحباً به (أرشيفية)

4 حالات يكون التعامل فيها بـ«ودّ» زائد «أمراً سلبياً»

كون «الود» سمة بارزة في شخصيتك يحمل دلالات إيجابية للغاية. لكنّ هناك حالات خاصة جداً يمكن ألا يكون فيها الودّ أمراً مرحباً به، حتى إنه قد يكون أمراً مستهجناً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق 5 ثوانٍ قد تنقذ زواجك (أرشيفية - رويترز)

5 ثوانٍ قد تنقذ زواجك

أظهرت دراسة حديثة أن التوقف لمدة 5 ثوانٍ فقط يمكن أن يكون مفتاحاً لتخفيف حدة الخلافات بين الأزواج، ومنع تصاعدها إلى مشاجرات أكبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كلما كان الرضا مرتبطاً بالشخصية قلّ تفاعلها مع تجارب الحياة (جامعة إدنبره)

السعادة ترتبط بسماتنا الشخصية أكثر من تجاربنا الحياتية

ناقشت دراسة إلى أي مدى تعكس مشاعر السعادة والرضا من نحن، وإلى أي مدى ترتبط بسماتنا الشخصية، وليس تجاربنا الحياتية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الرؤساء السامّون يفلتون من فظائعهم... بأدائهم العالي

الرؤساء السامّون يفلتون من فظائعهم... بأدائهم العالي

ما الخط الفاصل بين ما يعدّه الناس رئيساً مسيئاً، وبين الشخص الذي يطبق ببساطة «الحب القاسي»؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
TT

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

ضمن مشروع الأفلام الذي يعدّه «مركز توثيق التراث الطبيعي والحضاري» في «مكتبة الإسكندرية» بعنوان «عارف»، يروي فيلم الأقصر التسجيلي الوثائقي تاريخ واحدة من أقوى العواصم في تاريخ الحضارات القديمة، ويستدعي ما تمثّله هذه المدينة من كنز حضاري منذ أن كانت عاصمة مصر في عهد الدولة الوسطى.

في هذا السياق، قال مدير المركز التابع لـ«مكتبة الإسكندرية»، الدكتور أيمن سليمان، إنّ «سلسلة أفلام (عارف) تقدّم القصص التاريخية عن الأماكن والمدن والمعالم المهمة في مصر، بصورة أفلام قصيرة تُصدّرها المكتبة»، موضحاً أنه «صدر من هذه السلسلة عدد من الأفلام ضمن منظور غير تقليدي هدفه توعية النشء والشباب بأسلوب سهل ومبسَّط؛ ولا تتعدى الفترة الزمنية لكل فيلم 3 دقائق، وهو متاح باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «فيلم (الأقصر) يتناول قصة واحدة من أقوى عواصم العالم القديم، عاصمة الإمبراطورية المصرية. طيبة أو (واست) العصية كما عُرفت في مصر القديمة، التي استمدت قوتها من حصونها الطبيعية. فقد احتضنتها الهضاب والجبال الشاهقة من الشرق والغرب، مثل راحتَي يد تلتقيان عند مجرى نهر النيل. وكانت رمز الأقصر عصا الحكم في يد حاكمها الذي سيطر على خيرات الأرض، فقد منَّ الله عليها بنعمة سهولة الزراعة، كما وصفها الإغريق».

«بوستر» الفيلم الوثائقي عن الأقصر (مكتبة الإسكندرية)

ولم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة. فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد كلما عانت التفكك والانقسام. ومن أبنائها، خرج محاربون عظماء، مثل منتُوحتب الثاني الذي أعاد توحيد الدولة المصرية وجعل الأقصر عاصمةً لها، وأحمس الذي صدَّ عدوان الغزاة، وفق ما يشير الفيلم.

وأوضح سليمان أنه «مع استقرار البلاد، تهيّأت الظروف لازدهار الثقافة والحضارة التي تحترم الإنسان وقدراته، رجالاً ونساءً. فقد تركت حتشبسوت نماذج فريدة في العمارة والفنون والثقافة والاستكشاف. وفي ساحات معابد الكرنك، اجتمع الأمراء والطلاب للعلم والعبادة معاً، مُشكّلين بذلك طابعاً خاصاً للشخصية المصرية. وسجّل تحتمس الثالث الحياة اليومية في الإمبراطورية المصرية، جنباً إلى جنب مع الحملات العسكرية، على جدران معبد الكرنك، في حين شيّد أمنحتب الثالث نماذج معمارية مهيبة شرق النيل وغربه».

جانب من الفيلم الوثائقي عن الأقصر (مكتبة الإسكندرية)

وتابع: «الأقصر تحتفظ بدورها الثائر ضدّ المحتل عبر عصور الاضطراب والغزو، مثل حائط صدّ ثقافي حافظ على الهوية المصرية. ودفع هذا الإسكندر والبطالمة والأباطرة الرومان إلى تصوير أنفسهم بالهيئة المصرية القديمة على جدران المعابد، إجلالاً واحتراماً. وقد احتضنت معابد الأقصر الكنائس والمساجد في وحدة فريدة صاغتها الثقافة المصرية، لتشكّل جسراً جديداً من جسور التراث والفكر».

ولفت إلى أنّ «شامبليون طاف بها 6 أشهر كاملةً ليملأ عينيه بجمال آثارها. فهي قبلة الباحثين من شتى أنحاء العالم، الذين يأتون إليها آملين أن تبوح لهم أرضها بأسرار تاريخ البشر، وأن تكشف لهم مزيداً من كنوز الفنون والآداب والعلوم».

وتهدف سلسلة «عارف» إلى تقديم نحو 100 فيلم وثائقي، وأصدرت أيضاً أفلام «توت عنخ آمون»، و«بورتريهات الفيوم»، و«هيباتيا»، و«سرابيوم الإسكندرية»، و«الألعاب في مصر القديمة»، و«القاهرة التاريخية».