«أتمنى أن نبقى أصدقاء»... متى يمكن تطبيق جملة الانفصال الشهيرة؟

التحول من علاقة رومانسية إلى علاقة أفلاطونية يمكن أن يكون صعباً (رويترز)
التحول من علاقة رومانسية إلى علاقة أفلاطونية يمكن أن يكون صعباً (رويترز)
TT

«أتمنى أن نبقى أصدقاء»... متى يمكن تطبيق جملة الانفصال الشهيرة؟

التحول من علاقة رومانسية إلى علاقة أفلاطونية يمكن أن يكون صعباً (رويترز)
التحول من علاقة رومانسية إلى علاقة أفلاطونية يمكن أن يكون صعباً (رويترز)

«أتمنى أن نبقى أصدقاء»، جملة ختامية للعلاقة قيلت تقريباً لكل من عاش الانفصال أو الطلاق.

وقد تبدو فكرة الحفاظ على الصداقة مع الشريك السابق طريقة جيدة لتخفيف وطأة الحزن، ولكن من الناحية العملية، نادراً ما يكون هذا ممكناً.

فالانفصال بحد ذاته مشحون عاطفياً، والتحول من علاقة رومانسية إلى علاقة أفلاطونية يمكن أن يكون أمراً صعباً بالتأكيد، وفقاً لتقرير لموقع «سايكولوجي توداي».

وبحسب الموقع، فإن قدرة الشريكين السابقين على البقاء صديقين بالفعل تعتمد على مجموعة واسعة من المتغيرات، سواء على مستوى الانفصال أو على المستوى الفردي. من خلال تقييم وفهم هذه العوامل، من الممكن اتخاذ قرار ملموس عند التعرض لهذا الموقف.

متى لا يستطيع المنفصلين أن يكونوا أصدقاء؟

هناك مجموعة متنوعة من الدراسات التي استكشفت الصداقات بين الأزواج السابقين، بالإضافة إلى العوامل التي تؤثر سلباً على هذا التحول الأفلاطوني. ومع ذلك، يبرز عاملان:

1- عندما تكون هناك مشاعر رومانسية لم يتم حلها:

وجدت دراسة نشرت في مجلة «Personal Relationships» أنه عند وجود مشاعر رومانسية، يكون من الصعب دفع تلك المشاعر جانباً لصالح الصداقة.

الانفصال صعب بلا شك، وتتضمن العواقب الحزن على الحب والرابط المشترك، ويكاد يكون من المستحيل التخلص من هذه المشاعر بين عشية وضحاها. وتستغرق هذه العملية وقتاً، وقد يؤدي تخطيها إلى تعطيل عملية الشفاء.

عندما تكون هناك مشاعر ورغبة رومانسية لم يتم حلها، فإن البقاء صديقاً لشريكك السابق قد يؤدي إلى تعقيد عملية التعافي العاطفي وإطالة أمدها.

كما أن الوجود حول شخص لا تزال تشعر تجاهه بمشاعر يمكن أن يبقي تلك الجروح مفتوحة، مما يجعل من الصعب المضي قدماً، فضلاً عن إعاقة إمكانية تكوين علاقات صحية جديدة.

2- عندما تدخل في علاقة جديدة بعد انفصال حديث:

دراسة أخرى، نشرت في مجلة «علم النفس الاجتماعي وعلوم الشخصية»، بحثت في كيفية تأثير الارتباطات المستمرة مع الشركاء السابقين على العلاقات الحالية.

إن العثور على حب جديد بعد الانفصال ليس شيئاً يستدعي الخجل، فالحب يحدث عندما لا نتوقعه.

ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن اختيار البقاء صديقاً مع شريك سابق قد يكون ضاراً بالعلاقة الجديدة.

لا يمكن لأي علاقة رومانسية أن تزدهر عندما تحاول الموازنة بين ارتباط جديد بشريك مع الحفاظ على الصداقة مع حبيبك السابق.

هذان طريقان منفصلان - الحب الجديد والحب القديم الذي تحول إلى صداقة - وهما معقدان بدرجة كافية على المستوى الفردي، وإدارتهما في وقت واحد يمكن أن تؤدي إلى الارتباك، مما قد يحد من تطور علاقتك الجديدة.

عندما تكون في علاقة جديدة، يجب أن يكون تركيزك مثالياً على بناء تلك الرابطة ورعايتها. ولكن إذا كنت لا تزال مستثمراً عاطفياً في علاقة سابقة - حتى لو كان ذلك بشكل أفلاطوني فقط - فإن التوتر وانعدام الأمان يمكن أن يتفاقما في شراكتك الحالية، مما يقوض إمكاناتها في النهاية.

فمقولة «الوقت يشفي كل الجروح» ليست مجرد عبارة مبتذلة، إنها حقيقة. لكي تلتئم جروح الانفصال من دون إصابة مناطق أخرى من حياتك، يجب أن تمنح نفسك الوقت اللازم للمعالجة والتعافي قبل تعريض نفسك للمواقف التي قد تعيد فتح تلك الجروح.

هذا يعني التراجع خطوة إلى الوراء وإعطاء نفسك مساحة من شريكك السابق، خاصة إذا كانت المشاعر الرومانسية التي لم يتم حلها لا تزال قائمة أو إذا كنت تبدأ علاقة جديدة. من خلال إتاحة الوقت للشفاء العاطفي، فإنك تزيد من فرص تكوين علاقات صحية ومرضية في المستقبل، سواء أكانت أفلاطونية أم رومانسية.

متى تستطيع أن يكون المنفصلين أصدقاء؟

من ناحية أخرى، فإن الآفاق ليست كلها قاتمة عندما يتعلق الأمر بالبقاء مع الأصدقاء السابقين. تسلط الأبحاث الضوء على العديد من العوامل التي تشير إلى إمكانية وجود احتمالية جيدة للحبيبين السابقين أن يكونا صديقين صحيحين وغير معقدين، مع وجود عاملين بارزين:

1- إذا كنتم أصدقاء قبل المواعدة:

وجدت دراسة نشرت في مجلة العلاقات الاجتماعية والشخصية أن الأشخاص السابقين الذين كانوا أصدقاء قبل أن يصبحوا عشاقاً كانوا أكثر قدرة على البقاء أصدقاء بعد انفصالهم. بالإضافة إلى ذلك، كلما زاد رضاهم خلال العلاقة الرومانسية، زاد احتمال بقائهم أصدقاء ومواكبة سلوكيات الحفاظ على الصداقة، مثل التواصل والدعم المنتظم.

خلاصة القول هنا هي أنه إذا كنتم أصدقاء من قبل، فلا يوجد سبب لرفض فكرة العودة إلى الصداقة. وإذا كانت علاقتك العاطفية صحية، فيجب أن يكون هناك القليل من المشاعر الصعبة التي قد تعقد الصداقة.

2- إذا كان الانفصال صحياً:

وجدت الأبحاث التي أجرتها مجلة «علم النفس الاجتماعي» أيضاً أن الانفصال الصحي وبشكل محترم أو على الأقل الوديّ، هو فأل خير للحبيبين السابقين الذين يتطلعون إلى أن يصبحوا أصدقاء.

ويمكن أن يشكل هذا أساساً متيناً لعلاقة أفلاطونية جديدة، حيث يشير الانفصال المحترم إلى أن كلا الطرفين ناضج ومراع للآخر، مما يسهل الحفاظ على علاقة أفلاطونية إيجابية.

ويمكن أن يساعد هذا الاحترام المتبادل الشريكين السابقين على إعادة بناء نوع جديد من العلاقة القائمة على التفاهم والدعم، والأهم من ذلك، علاقة خالية من الاستياء أو المرارة أو العداء.


مقالات ذات صلة

«الإرهاق الأبوي»... خطر يهدد الوالدين والأطفال... ما أسبابه؟

يوميات الشرق يعد «الإرهاق الأبوي» مهماً لأنه لا يؤثر سلباً على الوالدين فقط ولكن على الأطفال أيضاً (أرشيفية - أ.ف.ب)

«الإرهاق الأبوي»... خطر يهدد الوالدين والأطفال... ما أسبابه؟

في عام 2015، قدم علم النفس مفهوم «إرهاق الوالدين» أو «الإرهاق الأبوي». وانتشر هذا المفهوم بسرعة، ولاقى صدى واضحاً لدى الآباء في جميع أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق هناك حالات يمكن ألا يكون فيها الودّ أمراً مرحباً به (أرشيفية)

4 حالات يكون التعامل فيها بـ«ودّ» زائد «أمراً سلبياً»

كون «الود» سمة بارزة في شخصيتك يحمل دلالات إيجابية للغاية. لكنّ هناك حالات خاصة جداً يمكن ألا يكون فيها الودّ أمراً مرحباً به، حتى إنه قد يكون أمراً مستهجناً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق 5 ثوانٍ قد تنقذ زواجك (أرشيفية - رويترز)

5 ثوانٍ قد تنقذ زواجك

أظهرت دراسة حديثة أن التوقف لمدة 5 ثوانٍ فقط يمكن أن يكون مفتاحاً لتخفيف حدة الخلافات بين الأزواج، ومنع تصاعدها إلى مشاجرات أكبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كلما كان الرضا مرتبطاً بالشخصية قلّ تفاعلها مع تجارب الحياة (جامعة إدنبره)

السعادة ترتبط بسماتنا الشخصية أكثر من تجاربنا الحياتية

ناقشت دراسة إلى أي مدى تعكس مشاعر السعادة والرضا من نحن، وإلى أي مدى ترتبط بسماتنا الشخصية، وليس تجاربنا الحياتية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الرؤساء السامّون يفلتون من فظائعهم... بأدائهم العالي

الرؤساء السامّون يفلتون من فظائعهم... بأدائهم العالي

ما الخط الفاصل بين ما يعدّه الناس رئيساً مسيئاً، وبين الشخص الذي يطبق ببساطة «الحب القاسي»؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مهرجان مصري يستعيد تاريخ نجمة الرقص الشعبي فريدة فهمي

تكريم فريدة فهمي في مهرجان الإسماعيلية (وزارة الثقافة المصرية)
تكريم فريدة فهمي في مهرجان الإسماعيلية (وزارة الثقافة المصرية)
TT

مهرجان مصري يستعيد تاريخ نجمة الرقص الشعبي فريدة فهمي

تكريم فريدة فهمي في مهرجان الإسماعيلية (وزارة الثقافة المصرية)
تكريم فريدة فهمي في مهرجان الإسماعيلية (وزارة الثقافة المصرية)

استعاد مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية تاريخ نجمة الرقص الشعبي فريدة فهمي التي عدّها نقاد «أيقونة» لفرقة رضا للفنون الشعبية بمصر، وخطفت الفنانة الكبيرة الاهتمام وتصدرت «الترند»، الجمعة، على «غوغل» بمصر بعد تكريمها في المهرجان.

وتعد فريدة فهمي من الرواد المؤسسين لفرقة رضا للفنون الشعبية مع زوجها علي رضا وشقيقه الفنان محمود رضا، وقدمت الكثير من التابلوهات الراقصة في حفلات ومناسبات مختلفة بالإضافة إلى أفلام مثل «أجازة نصف السنة» عام 1962 و «غرام في الكرنك» عام 1967، و«حرامي الورقة» عام 1970، وفق موقع «السينما. كوم».

فريدة فهمي في مشهد من فيلم «غرام في الكرنك» (يوتيوب)

ويقام مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية في دورته الـ24 خلال الفترة من 2 إلى 7 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، ويضم 15 فرقة فنية مصرية، تجسد التنوع في الفن المصري بين البيئات والمناطق الجغرافية المختلفة، بالإضافة إلى 7 فرق فنية من مختلف دول العالم، تعكس تنوع الثقافات، وتبادل الحضارات.

وعدّ وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو «المهرجان يُمثل عيداً للفنون الشعبية، التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ المصري القديم، فمشهد الراقصات الثلاث الشهير في معابدنا المصرية القديمة يشهد على هذا التراث الفني الغني الذي ورثناه عن أجدادنا»، مؤكداً في بيان صحافي أن «وزارة الثقافة ستظل داعمة لكل الفنون إيماناً بأهميتها في صون تراثنا وهويتنا الوطنية».

فريدة فهمي خلال تكريمها في الإسماعيلية (وزارة الثقافة المصرية)

وأضاف الوزير في كلمته بالمهرجان: «من دواعي سروري أن أقف بينكم اليوم لنحتفي بقامة كبيرة، هو الدكتور عبد المنعم عمارة، محافظ الإسماعيلية الأسبق، ومؤسس هذا المهرجان، وبالفنانة العظيمة فريدة فهمي، التي شاركت علي، ومحمود رضا، الحلم لتأسيس فرقة رضا للفنون الشعبية والاستعراضية، والتي ساهمت في إثراء المشهد الفني المصري».

وقالت الدكتورة إيناس عبد العزيز، مديرة فرقة رضا للفنون الشعبية: «إن الفنانة الكبيرة الرائدة فريدة فهمي تستحق كل احتفاء»، وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «الفرقة سعيدة جداً بتكريمها فهي أستاذة لنا، وهذا التكريم الثاني بعد تكريم الرئيس لها، ونتمنى أن نوفيها حقها بالتكريم وأن نستفيد بخبراتها دائماً».

جانب من مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية (وزارة الثقافة المصرية)

وكانت الفنانة فريدة فهمي نشرت مذكراتها فى كتاب يحمل اسمها «فريدة»، يتضمن تاريخ نشأة فرقة رضا وحكايات ترويها الفنانة لأول مرة، بالإضافة لصور لم تنشر من قبل للفرقة وأعضائها، ويتم ترجمة الكتاب لـ13 لغة لنشره عالمياً، وفق ما نشرته صفحة «سيدات مصر» على «فيسبوك».

من جانبه، عدّ الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن «فريدة فهمي من الأيقونات التي يجب الاحتفاء بها في كل مناسبة، لأنها شاركت مع الجيل الأول المؤسس لفرقة رضا، علي رضا ومحمود رضا، وحظيت بشهرة وحفاوة كبيرين».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نتمنى أن يكون تكريم الفنانة الكبيرة التي تستحق كل احتفاء مناسبة لأن تستعيد الفرقة بريقها من جديد، لدورها المهم في تاريخ الفن المصري، وقد نشرت الفرقة أخيراً إعلاناً عن طلبها راقصين جدداً، وأتمنى أن تكون هناك مسابقة باسم فريدة فهمي تذهب جائزتها للجيل الجديد من الراقصين الشعبيين».