يستعد «معجم الرياض للغة العربية المعاصرة» لإدراج قائمة جديدة من المداخل المعجمية الرئيسية، لتنضم إلى 120 ألف مدخل رئيسي وُضعت في المعجم عند إطلاقه في سبتمبر (أيلول) الماضي، وذلك في إطار التحديث المستمر للمحتوى عن طريق رصد المصطلحات والمفردات الحديثة المستخدمة، وإغناء المعجم الذي يضم نحو 400 مليون كلمة من المعاني والمترادفات والمتضادات.
ومن المتوقع أن يصل عدد المداخل الرئيسية الجديدة في المعجم إلى أكثر من 5 آلاف مدخل، يتم عرضها قبل إدراجها على لجان علمية متخصصة لتعريفها بما يتوافق مع أهداف المعجم ومعاييره ومحدداته العلمية.
وقال الدكتور عبد الله الوشمي، أمين مجمع الملك سلمان للغة العربية، إن المداخل المعجمية الجديدة يتم استقطابها من واقع مدونة اللغة العربية المعاصرة المستخدمة على ألسنة الناس، بالإضافة إلى ما يشاركه الجمهور والمهتمون من خلال المنصات التي يوفرها المعجم كوسائل لتمكين الجمهور من الإسهام في إثراء المعجم على المستويين الدلالي والسياقي.
وأشار الوشمي في حديث مع «الشرق الأوسط»، إلى أن فريق عمل المعجم يقوم على استقبال مقترحات الجمهور لإضافة مداخل جديدة، وعرض تلك المقترحات على اللجان العلمية لمواءمتها مع معايير المعجم ومحدداته العلمية، لافتاً إلى أن العمل جارٍ على تحديث العدد الجديد للمداخل على صفحة المعجم، التي سيتم الكشف عنها خلال الفترة القليلة المقبلة، وذلك بعد الانتهاء من أعمال التحكيم.
145 ألف معنى عربي
وشهد معجم الرياض منذ إطلاقه في سبتمبر الماضي، إقبالاً واسعاً من المستفيدين حول العالم، وصل عددهم إلى 67 ألف مستفيد، وتصدرت السعودية قائمة الدول الأكثر استفادة من المعجم الذي يعدّ الأغنى بمفردات اللغة العربية المعاصرة.
ووصل متوسط عدد العمليات الشهرية للمستخدمين، إلى 34 ألف عملية، تشمل المسجلين والزوار على حد سواء، ويحتوي المعجم على 145 ألف معنى يشرح المداخل المعجمية، مما يعكس حجم العمل الكبير الذي بذله فريق المعجم في توثيق وتطوير المحتوى اللغوي.
تعزيز حضور «العربية» عالمياً
وفي خطوة مرتقبة، يستعد معجم الرياض لإطلاق منصة المصطلحات العربية الموحدة قريباً، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وتأتي المنصة بصيغة رقمية مبتكرة؛ لتسهيل وصول المستفيدين إليها، وتطويرها، وتحديث بياناتها بما يستجد من مصطلحات.
وعلى مستوى المشاريع المستقبلية لمعجم الرياض، كشف الدكتور الوشمي عن أن المشاريع متنوعة، وتشمل تطوير مدونة اللغة العربية المعاصرة والاستفادة من منصة «فلك» لتغذيتها، وهي منصة تابعة للمجمع، كما يوفر المعجم واجهة برمجة التطبيقات (APIs) للباحثين بغرض ربط تطبيقاتهم وألعابهم وتمكينهم من المحتوى الموجود في المعجم، كما ييسر ربط العديد من الأجهزة مع المعجم مثل قارئات الكتب الإلكترونية، كما تشمل المشاريع المستقبلية الأبحاث العلمية عن المعجم وتطوير معاييره، والدراسات اللغوية المختلفة، وبناء المسارد المتخصصة.
ويواصل مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية العمل على إثراء معجم الرياض للغة العربية المعاصرة، بكلمات جديدة تباعاً، وتلافي أي قصور في البيانات اللغوية أو في وظائف الموقع الإلكتروني للمعجم، إضافة إلى دعوة الباحثين للإسهام في إثراء المعجم وتحسين عمله.
ويقود المجمع جهوداً سعودية حثيثة لتعزيز دور اللغة العربية إقليمياً وعالمياً، وإبراز قيمتها المعبّرة عن العمق اللغوي للثقافة العربية والإسلامية، وليكون مرجعية علمية على المستوى الوطني تختص باللغة وعلومها، ويسهم بشكلٍ مباشرٍ في تحقيق أحد مستهدفات برامج «رؤية السعودية 2030»، المتمثل في العناية باللغة العربية، واستثمار المبادرات التقنية الفريدة وإطلاقها دعماً للعربية ولدورها إقليمياً وعالمياً.