«المحطة المركزية»... نافذة على السينما البرازيلية في الرياض

ضمن مهرجان السينما الأيبيرية الأميركية الثالث في المملكة

أحد مشاهد فيلم «المحطة المركزية» البرازيلي  (الشرق الأوسط)
أحد مشاهد فيلم «المحطة المركزية» البرازيلي (الشرق الأوسط)
TT

«المحطة المركزية»... نافذة على السينما البرازيلية في الرياض

أحد مشاهد فيلم «المحطة المركزية» البرازيلي  (الشرق الأوسط)
أحد مشاهد فيلم «المحطة المركزية» البرازيلي (الشرق الأوسط)

ضمن فعاليات مهرجان السينما الأيبيرية الأميركية في نسخته الثالثة، كان جمهور السينما في العاصمة السعودية الرياض على موعد مساء يوم الاثنين مع فيلم الإثارة والشغف البرازيلي «المحطة المركزية» الحاصل على 29 جائزة دولية والكثير من الترشيحات لجوائز عالمية أخرى.

يستمد سيناريو الفيلم اللاتيني وحي قصته، من عمل درامي من إخراج والتر ساليس وبطولة فرناندا مونتينيغرو وماريليا بيرا وفينيسيوس دي أوليفيرا، ويغوص في ثقافة المجتمع البرازيلي وتقاليده وأعرافه، من خلال تصوير مواقف درامية وشيقه تجمع طفل بامرأة منهكة.

وحصل أداء النجمة فرناندا مونتينيغرو على إشادة دولية من النقاد وتم ترشيحها لجائزة الأوسكار، ومن ثم جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، حيث تعد «الممثلة البرازيلية الأولى والوحيدة حتى الآن التي يتم ترشيحها في فئة الممثلة الرئيسية»، بينما حصل الفيلم على ترشيح لجائزة الأوسكار، بوصفه أفضل فيلم بلغة أجنبية.

ووفق الرؤية النقدية السينمائية، استطاع المخرج ساليس من خلال الأداء الشجاع للممثلة البرازيلية فرناندا مونتينيغرو، تجاوز الصور المبتذلة لأفلام الطريق وأخرج فيلماً عالمياً يحتفظ بالبساطة واليقظة ويسلط الضوء على المشكلات البسيطة، والاكتشافات العاطفية العابرة، التي دمجها بعلاقات شائكة مكنته من إظهار إحساس نقي يجمع بين المعجزات اليومية وولادة الأمل من جديد.

وتدور أحداث الفيلم حول مدرسة سابقة، تدعى «دورا»، تكسب رزقها من كتابة رسائل لأفراد أمنيين في محطة القطار بالعاصمة البرازيلية، تجمعها الظروف بامرأة وابنها البالغ من العمر 9 أعوام، تطلب منها كتابة وبعث رسالة إلى والد ابنها الذي هجرهما منذ سنوات، كي يعود ويعتني بابنه.

وتبدأ «دورا»، كتابة الرسالة وتكتب أمام عيني الأم العنوان، وتضعه في المظروف، ثم تأخذ من الأم المقابل المالي للكتابة وثمن طابع البريد ومصاريف إرساله مع إعطاء الأم وعداً بأنها ستقوم بإيصاله إلى مكتب البريد، لكن «دورا»، كالعادة، لا تبعث الرسائل بل تلقي بها في القمامة وتستولي على ثمن الطوابع وأجور الإرسال دون أن يبدو عليها أي شعور بتأنيب الضمير لما تقوم به من خداع.

وفي يوم من الأيام، تقوم الأم بعد إملاء الرسالة على «دورا»، بعبور الشارع المزدحم مع ابنها فتتعرض للدهس وتفارق الحياة تاركة ابنها وحيداً فتجد «دورا» نفسها مضطرة لمساعدة الصبي في البحث عن أبيه الموجود في قرية نائية، لتكتشف في النهاية، أن والد الطفل قد فارق الحياة وكان حتى يوم وفاته يبحث عن الأم وطفلهما، عند هذه النقطة تبدأ تفاصيل الفيلم تصور العلاقة التي تنشأ بين الكاتبة والصبي.

وفي نهاية الفيلم ينجح المخرج، بختم قصة الفيلم، بحبكة درامية تصور شعور الخلاص الذي يحدث عند اكتشاف عاطفة الحب الغريزية لدى الإنسان، والجهود التي يبذلها في البحث عنها والتي ضمنها في قصة صبي يبحث عن أب لم يلتقِه قط، وامرأة تفتش عن مشاعر فقدتها منذ زمن.


مقالات ذات صلة

الأوركسترا السعودية تحتفي بالوطن في لندن

يوميات الشرق جانب من حفل روائع الأوركسترا السعودية في لندن (هيئة الموسيقى) play-circle 01:33

الأوركسترا السعودية تحتفي بالوطن في لندن

استضافتْ إحدى أعرق قاعات لندن، ألا وهي «سنترال ويستمنستر هول»، عرضاً للأوركسترا الوطنية السعودية احتفى بالوطن وجعل الحضور يتمايل تارةً، ويردد وراء الكورال.

عبير مشخص (لندن)
رياضة سعودية تركي آل الشيخ لدى تتويجه دوبوا بحزام الوزن الثقيل (أ.ف.ب)

«بي بي سي»: الملاكمة العالمية في الاتجاه الصحيح بدعم السعودية

إذا كانت المملكة قد أصبحت موطناً لبطولات الملاكمة الكبرى، فإن «أسبوع النزالات» في لندن كان إبرازاً لهذا التأثير المتصاعد للمملكة على هذه الرياضة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الملاكم البريطاني دوبوا يحتفل بفوزه المثير (أ.ف.ب)

نزال موسم الرياض - ويمبلي: لكمات دوبوا المذهلة تثير 96 ألف مشجع

تغلب البريطاني دانييل دوبوا على مواطنه أنتوني جوشوا، بطل العالم مرتين، بالضربة القاضية اليوم السبت على ملعب ويمبلي في لندن ليحتفظ بلقب وزن الثقيل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق متحف «مركز طارق عبد الحكيم» أطلق فعاليات فريدة احتفاءً باليوم الوطني (الشرق الأوسط)

متحف «طارق عبد الحكيم»... إلهام يفيض بالفنّ ضمن احتفال وطني مميّز

تضمَّنت فعاليات اليوم الأول زيارة مدرسية للمتحف، حيث تعرّف التلامذة إلى تاريخ الموسيقى والفنّ السعودي ومسيرة الموسيقار الراحل وإنجازاته التي جعلت منه أيقونة.

إبراهيم القرشي (جدة)
رياضة عالمية الثنائي البريطاني أنتوني جوشوا ودانييل دوبوا يتأهبان لنزال أسطوري (رويترز)

«نزال جوشو ودوبوا»… الأكبر في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية

ترك الثنائي البريطاني أنتوني جوشوا ودانييل دوبوا الضجيج للمروجين حين التقيا في مؤتمر صحافي قبل نزال على لقب الوزن الثقيل من الاتحاد الدولي للملاكمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ميكروبات حيّة في صخور عمرها مليارا عام

العيّنة الصخرية المستخرجة مصدرها مجمع بوشفيلد الناري (جامعة طوكيو)
العيّنة الصخرية المستخرجة مصدرها مجمع بوشفيلد الناري (جامعة طوكيو)
TT

ميكروبات حيّة في صخور عمرها مليارا عام

العيّنة الصخرية المستخرجة مصدرها مجمع بوشفيلد الناري (جامعة طوكيو)
العيّنة الصخرية المستخرجة مصدرها مجمع بوشفيلد الناري (جامعة طوكيو)

عثر باحثون من جامعة طوكيو اليابانية على جيوب من الميكروبات الحيّة داخل صدع مغلق في صخور عمرها مليارا عام.

وأوضحوا أنّ الصخرة استُخرِجت من مجمّع بوشفيلد الناري في جنوب أفريقيا، المعروف بثرواته الغنية من المعادن، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «Microbial Ecology».

يُعد هذا أقدم مثال اكتُشف حتى الآن على وجود ميكروبات حيّة داخل صخور قديمة. وجاءت العيّنة الصخرية المُستخرجة من مجمع بوشفيلد الناري، وهو تكوين جيولوجي ضخم يقع في شمال شرقي جنوب أفريقيا، ويُعدّ واحداً من أكبر وأغنى التجمّعات المعدنية على الأرض. وهو تشكّل قبل نحو مليارَي عام نتيجة تبريد بطيء للصهارة تحت سطحها؛ مما أدّى إلى تكوين طبقات متمايزة من الصخور النارية.

ويمتدّ المجمع على مساحة تُقارب 66 ألف كيلومتر مربع، بسمك يصل إلى 9 كيلومترات، ويحتوي على احتياطات ضخمة من المعادن الثمينة، مثل البلاتين والكروم والحديد.

ونظراً إلى طريقة تكوينه وقلّة التغيّرات التي تعرّض لها، يُعتقد أنّ المجمع وفّر بيئة مستقرّة سمحت للميكروبات القديمة بالاستمرار في العيش حتى اليوم؛ مما يجعله موقعاً مهماً لدراسة الحياة المبكرة على الأرض.

وبمساعدة برنامج الحفر العلمي القاري الدولي، حصل الفريق على عيّنة صخرية بطول 30 سنتيمتراً من عمق نحو 15 متراً تحت الأرض.

وقُطِّع الصخر إلى شرائح رقيقة وحُلِّل، وعندها اكتشف الفريق خلايا ميكروبية حيّة محشورة بكثافة داخل الشقوق.

وكانت الفجوات المجاورة لهذه الشقوق مغلقة بالطين؛ مما جعل من المستحيل على الكائنات الحية المغادرة أو دخول أي مواد أخرى.

وطوّر الفريق البحثي تقنيات تصوير ثلاثية تشمل التصوير بالأشعة تحت الحمراء، والمجهر الإلكتروني، والمجهر الفلوري، للتأكد من أنّ الميكروبات كانت أصلية في العيّنة المُستخرجة، ولم تكن نتيجة تلوّث في أثناء عملية الاستخراج أو الدراسة.

وباستخدام صبغ الحمض النووي للخلايا الميكروبية، وتحليل البروتينات في الميكروبات والطين المحيط بها باستخدام الأشعة تحت الحمراء، تأكد الباحثون من أنّ الكائنات الحية وُجِدت بالفعل في الصخر ولم تتعرّض للتلوّث.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بكلية العلوم في جامعة طوكيو، الدكتور يوهي سوزوكي: «لم نكن نعلم ما إذا كانت الصخور التي عمرها مليارا عام صالحة للحياة. حتى الآن، كانت أقدم طبقة جيولوجية عُثر فيها على كائنات دقيقة حيّة تعود إلى 100 مليون عام تحت قاع المحيط، لذا فإنّ اكتشافنا مثير جداً».

وأضاف عبر موقع الجامعة أنه «من خلال دراسة الحمض النووي والجينومات لهذه الميكروبات، قد نتمكن من فهم تطوّر الحياة المبكرة جداً على الأرض، بالإضافة إلى تعزيز جهود البحث عن حياة خارجها، خصوصاً في العيّنات الصخرية التي قد تُحضَر من المريخ».