ميكروبات حيّة في صخور عمرها مليارا عام

اكتشاف مثير يتيح فَهْم تطوّر الحياة المبكرة جداً على الأرض

العيّنة الصخرية المستخرجة مصدرها مجمع بوشفيلد الناري (جامعة طوكيو)
العيّنة الصخرية المستخرجة مصدرها مجمع بوشفيلد الناري (جامعة طوكيو)
TT
20

ميكروبات حيّة في صخور عمرها مليارا عام

العيّنة الصخرية المستخرجة مصدرها مجمع بوشفيلد الناري (جامعة طوكيو)
العيّنة الصخرية المستخرجة مصدرها مجمع بوشفيلد الناري (جامعة طوكيو)

عثر باحثون من جامعة طوكيو اليابانية على جيوب من الميكروبات الحيّة داخل صدع مغلق في صخور عمرها مليارا عام.

وأوضحوا أنّ الصخرة استُخرِجت من مجمّع بوشفيلد الناري في جنوب أفريقيا، المعروف بثرواته الغنية من المعادن، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «Microbial Ecology».

يُعد هذا أقدم مثال اكتُشف حتى الآن على وجود ميكروبات حيّة داخل صخور قديمة. وجاءت العيّنة الصخرية المُستخرجة من مجمع بوشفيلد الناري، وهو تكوين جيولوجي ضخم يقع في شمال شرقي جنوب أفريقيا، ويُعدّ واحداً من أكبر وأغنى التجمّعات المعدنية على الأرض. وهو تشكّل قبل نحو مليارَي عام نتيجة تبريد بطيء للصهارة تحت سطحها؛ مما أدّى إلى تكوين طبقات متمايزة من الصخور النارية.

ويمتدّ المجمع على مساحة تُقارب 66 ألف كيلومتر مربع، بسمك يصل إلى 9 كيلومترات، ويحتوي على احتياطات ضخمة من المعادن الثمينة، مثل البلاتين والكروم والحديد.

ونظراً إلى طريقة تكوينه وقلّة التغيّرات التي تعرّض لها، يُعتقد أنّ المجمع وفّر بيئة مستقرّة سمحت للميكروبات القديمة بالاستمرار في العيش حتى اليوم؛ مما يجعله موقعاً مهماً لدراسة الحياة المبكرة على الأرض.

وبمساعدة برنامج الحفر العلمي القاري الدولي، حصل الفريق على عيّنة صخرية بطول 30 سنتيمتراً من عمق نحو 15 متراً تحت الأرض.

وقُطِّع الصخر إلى شرائح رقيقة وحُلِّل، وعندها اكتشف الفريق خلايا ميكروبية حيّة محشورة بكثافة داخل الشقوق.

وكانت الفجوات المجاورة لهذه الشقوق مغلقة بالطين؛ مما جعل من المستحيل على الكائنات الحية المغادرة أو دخول أي مواد أخرى.

وطوّر الفريق البحثي تقنيات تصوير ثلاثية تشمل التصوير بالأشعة تحت الحمراء، والمجهر الإلكتروني، والمجهر الفلوري، للتأكد من أنّ الميكروبات كانت أصلية في العيّنة المُستخرجة، ولم تكن نتيجة تلوّث في أثناء عملية الاستخراج أو الدراسة.

وباستخدام صبغ الحمض النووي للخلايا الميكروبية، وتحليل البروتينات في الميكروبات والطين المحيط بها باستخدام الأشعة تحت الحمراء، تأكد الباحثون من أنّ الكائنات الحية وُجِدت بالفعل في الصخر ولم تتعرّض للتلوّث.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بكلية العلوم في جامعة طوكيو، الدكتور يوهي سوزوكي: «لم نكن نعلم ما إذا كانت الصخور التي عمرها مليارا عام صالحة للحياة. حتى الآن، كانت أقدم طبقة جيولوجية عُثر فيها على كائنات دقيقة حيّة تعود إلى 100 مليون عام تحت قاع المحيط، لذا فإنّ اكتشافنا مثير جداً».

وأضاف عبر موقع الجامعة أنه «من خلال دراسة الحمض النووي والجينومات لهذه الميكروبات، قد نتمكن من فهم تطوّر الحياة المبكرة جداً على الأرض، بالإضافة إلى تعزيز جهود البحث عن حياة خارجها، خصوصاً في العيّنات الصخرية التي قد تُحضَر من المريخ».


مقالات ذات صلة

10 أطعمة تُنقّي كبدك وتبعد عنه شبح الأمراض

صحتك مركبات الأنثوسيانين في التوت الأزرق لا تُعزز المناعة فحسب بل تُثبط نمو خلايا سرطان الكبد في المختبر وفق دراسات مخبرية (رويترز)

10 أطعمة تُنقّي كبدك وتبعد عنه شبح الأمراض

الكبد هو محطة الجسم الحيوية التي تُنظِّم التمثيل الغذائي. إليكم 10 أطعمة ومشروبات ذات تأثيرات وقائية وعلاجية مذهلة للكبد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك د. شيويه تشن تشانغ والدكتورة آنا أنجيلوفا فولبوني (كلية كينغز لندن)

أسنان مزروعة في المختبر بديلة للحشوات

قفزة نوعية في مجال طب الأسنان تلوح في الأفق؛ إذ يمكن للسن المزروعة في المختبر، والمصنوعة من خلايا المريض نفسه، أن تندمج بسلاسة في الفك.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك يحث الباحثون مُصنعي المراتب على ضرورة التحرك واتخاذ الخطوات المطلوبة لإيقاف هذا الضرر (معاهد الصحة الأميركية)

مواد كيماوية بالمراتب تضر أدمغة الأطفال

حذرت دراستان حديثتان من تأثيرات بالغة لمواد كيماوية تنبعث من المراتب على صحة الأطفال.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك تسلط الأبحاث الجديدة الضوء على دور اللقاحات وصحة القلب ومستويات الكولسترول وأنماط النوم في الوقاية من مرض الخرف (أ.ب)

4 عوامل تُقلل خطر الإصابة بالخرف

كشفت دراسات حديثة عن أربعة عوامل رئيسة تؤثر على خطر الإصابة بالخرف الذي يُصيب حالياً 57 مليون شخص عالمياً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك تمنحك العزلة الطوعية وقتاً لخفض التوتر (أ.ب)

لا شعور بالذنب بعد اليوم... خبراء يكشفون عن فوائد مذهلة للعزلة

تمنح العزلة الطوعية وقتاً لخفض التوتر، وتوفّر مساحة للنمو الشخصي، وتساعد على التواصل مع المشاعر والإبداع.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الفيلة الأفريقية «بوبي» حرّة بعد 30 عاماً في الأَسر

«بوبي» تُمنَح فرصة العيش اللائق (رويترز)
«بوبي» تُمنَح فرصة العيش اللائق (رويترز)
TT
20

الفيلة الأفريقية «بوبي» حرّة بعد 30 عاماً في الأَسر

«بوبي» تُمنَح فرصة العيش اللائق (رويترز)
«بوبي» تُمنَح فرصة العيش اللائق (رويترز)

اقترب موكبٌ غير معتاد، الثلاثاء، من الحدود الخضراء الفاصلة بين الأرجنتين والبرازيل، بعدما شقَّ طريقه لساعات وسط الشوارع المزدحمة. وداخل صندوق حديدي خاص مثبت على شاحنة ومُحاط بسيارات مليئة بالمرافقين والأطباء البيطريين، كانت «بوبي»، أنثى فيل أفريقية، في طريقها إلى حياة أفضل.

ووفق ما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية» عن «أسوشييتد برس»، فقد قضت «بوبي» أكثر من 30 عاماً في الأَسر، وكانت آخِر الأفيال في حديقة حيوانات بوينس آيرس، التي كثيراً ما تعرَّضت للانتقادات بسبب ظروفها، قبل أن تتحوّل إلى محمية طبيعية منذ 9 سنوات.

استغرق الأمر أشهراً لتجهيز «بوبي» لهذه الرحلة الطويلة (رويترز)
استغرق الأمر أشهراً لتجهيز «بوبي» لهذه الرحلة الطويلة (رويترز)

بدأت «بوبي» رحلتها الشاقّة التي تمتدّ لـ2700 كيلومتر، الاثنين، من حيّ باليرمو الراقي في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس إلى غابات الأمازون في ولاية ماتو غروسو البرازيلية. ومن المتوقَّع أن تصل إلى موطنها الجديد في «محمية الفيلة البرازيلية»، أول ملجأ للفيلة في أميركا اللاتينية، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وفق حركة المرور والطقس وإجراءات الجمارك.

وبحلول مساء الثلاثاء، كانت «بوبي» تعبُر مقاطعة ميسيونيس الخضراء شمال الأرجنتين، بالقرب من الحدود مع البرازيل. وتقف الفيلة، التي تزن 3.5 طن، منتصبة داخل الصندوق خلال الرحلة، وتأكل الخضراوات والفاكهة والعشب والمُكمّلات الغذائية. ويراقبها فريق من البرازيليين والأرجنتينيين، خلال فترات التوقُّف المُجدوَلة وعبر كاميرات داخل الصندوق.

في طريقها إلى حياة أفضل (رويترز)
في طريقها إلى حياة أفضل (رويترز)

وإذ استغرق الأمر أشهراً لتجهيز «بوبي» لهذه الرحلة الطويلة والمقيّدة، قالت الطبيبة البيطرية ومديرة العمليات في المحميّة، ماريا خوسيه كاتانزارتي: «تقوم بالرحلة بشكل ممتاز. في بعض الأحيان لا تأكل الحيوانات في أول 24 ساعة، لكنها استمرَّت في تناول الطعام».

وتُعدّ «بوبي» الأحدث في سلسلة من أكثر من 1000 حيوان برّي، من بينها أفيال وأُسود ونمور ودِببة وقرود، أُرسلت من «المتنزه البيئي» في بوينس آيرس إلى محميات خارج البلاد، منذ تحويل الحديقة القديمة إلى موقع لحماية الأنواع عام 2016.

وتمنح المحمية البرازيلية الفيلة فرصة التكيُّف مع الحياة في البرّية، واستعادة سلوكياتها الطبيعية، إضافة إلى الاختلاط مع الفيلة الأخرى بعد سنوات طويلة من العزلة.