استخدام الهواتف الذكية لتهدئة الأطفال يهدد مهاراتهم العاطفية

الهواتف الذكية تعوق قدرة الطفل على تنظيم مشاعره (جامعة كونكورديا)
الهواتف الذكية تعوق قدرة الطفل على تنظيم مشاعره (جامعة كونكورديا)
TT

استخدام الهواتف الذكية لتهدئة الأطفال يهدد مهاراتهم العاطفية

الهواتف الذكية تعوق قدرة الطفل على تنظيم مشاعره (جامعة كونكورديا)
الهواتف الذكية تعوق قدرة الطفل على تنظيم مشاعره (جامعة كونكورديا)

أظهرت دراسة أُجريت في جامعة أوتفوش لوراند بالمجر أن استخدام الأجهزة الرقمية مثل الهواتف الذكية بوصفها وسيلة لتهدئة الأطفال أثناء نوبات الغضب قد يؤدي إلى صعوبات في تنظيم مشاعرهم في المستقبل.

وشدد الباحثون على أهمية السماح للأطفال بتجربة المشاعر السلبية ودور الآباء الحاسم في هذه العملية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية (Frontiers in Child and Adolescent Psychiatry).

وتعد نوبات الغضب جزءاً طبيعياً من نمو الأطفال، ولكن كيفية التعامل مع هذه النوبات قد تؤثر بشكل كبير على تطورهم العاطفي. وأجرى الفريق دراسته لرصد كيفية تأثير استخدام الأجهزة الرقمية مثل الأجهزة اللوحية على مهارات إدارة الغضب لدى الأطفال.

ووجدت الدراسة التي شملت أكثر من 300 والد ووالدة لأطفال تتراوح أعمارهم بين سنتين و5 سنوات أن استخدام الأجهزة الرقمية وسيلةً لتنظيم المشاعر يرتبط بسوء إدارة الغضب عند الأطفال في حياتهم لاحقاً.

ويمكن لعدم تعلم الطفل مهارات تنظيم مشاعره أن يؤدي لمجموعة من الأضرار النفسية والاجتماعية والسلوكية، مثل القلق والاكتئاب، وصعوبات في بناء العلاقات الصحية والحفاظ عليها، وتدني الأداء الأكاديمي، والسلوكيات العدوانية. كما يمكن أن يشعر الطفل بالعجز وانخفاض الثقة بالنفس ويواجه صعوبة في التعامل مع التوتر اليومي. في المقابل، فإن تعلم تنظيم المشاعر بشكل جيد يساعد الأطفال على التفاعل مع العالم من حولهم، ما يعزز من رفاهيتهم النفسية والاجتماعية.

وأشارت الدراسة إلى أن «نوبات الغضب لا يمكن علاجها بواسطة الأجهزة الرقمية، بل يجب على الأطفال تعلم كيفية إدارة مشاعرهم السلبية بأنفسهم بمساعدة ودعم آبائهم». وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة بجامعة أوتفوش لوراند الدكتورة فيرونيكا كونك: «إذا قدّم الآباء بانتظام جهازاً رقمياً لطفلهم لتهدئته في أثناء غضبه، فلن يتعلم الطفل كيفية تنظيم مشاعره». وأضافت عبر موقع الجامعة أن «التوعية بأهمية عدم استخدام هذه الأجهزة أداة لتهدئة الأطفال يمكن أن يعزز الصحة النفسية للأطفال ورفاهيتهم».

وأكدت ضرورة دعم الآباء لأطفالهم في تعلم كيفية التعامل مع مشاعرهم بدلاً من الاعتماد على الأجهزة الرقمية، لذلك من المهم أن يحصل الآباء على الدعم اللازم لتعليم أطفالهم كيفية إدارة مشاعرهم بطرق صحية، عبر تطوير طرق جديدة للتدريب والإرشاد للآباء، لزيادة الوعي بأهمية هذا الأمر وتعزيز التفاعل الصحي بين الآباء وأطفالهم.


مقالات ذات صلة

الشعور بالامتنان يقلل الرغبة في التدخين

يوميات الشرق تعاطي التبغ يظل السببَ الرئيسي للوفاة والأمراض التي يُمكن الوقاية منها (جامعة بنسلفانيا)

الشعور بالامتنان يقلل الرغبة في التدخين

أفادت دراسة أميركية بأن تعزيز الشعور بالامتنان يمكن أن يقلل من الرغبة في التدخين ويساعد على الانضمام إلى برامج الإقلاع عن التدخين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
علوم ألبرتو كارفاليو المشرف على مدارس لوس أنجليس يتحدث عن نظام الذكاء الاصطناعي «إد»

برنامج الدردشة الذكي «الصديق» لطلاب المدارس العامة... يسقط

الخبراء ينصحون المدارس باتباع نهج «الانتظار والترقب» لشراء التكنولوجيا الجديدة.

دانا غولدستاين (نيويورك)
يوميات الشرق يضم معجم الرياض نحو 400 مليون كلمة بين المعاني والمترادفات والمتضادات (الشرق الأوسط)

«معجم الرياض» يستعد لإدراج قائمة جديدة من المداخل المعجمية الرئيسية

يستعد معجم الرياض للغة العربية المعاصرة لإدراج قائمة جديدة من المداخل المعجمية الرئيسية لتنضم إلى 120 ألف مدخل رئيس وُضعت في المعجم عند إطلاقه في سبتمبر الماضي.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق أطعمة الصويا تحتوي على مركبات تحسين الصحة العامة (جامعة هارفارد)

أطعمة الصويا تعزز التفكير والانتباه لدى الأطفال

أفادت دراسة أميركية بأن الأطفال في سن المدرسة، الذين يتناولون مزيداً من الأطعمة المحتوية على الصويا، يظهرون قدرات تفكير أفضل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هل تستطيع النساء الاستفادة من الفياغرا؟

هل تستطيع النساء الاستفادة من الفياغرا؟

الإثارة عند الإناث غالباً ما تكون «استجابة بيولوجية نفسية اجتماعية».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

ريادة السعودية في «فصل التوائم الملتصقة» تتوّج بيوم عالمي

الدكتور عبد العزيز الواصل يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال تقديمه مشروع القرار للاعتماد (واس)
الدكتور عبد العزيز الواصل يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال تقديمه مشروع القرار للاعتماد (واس)
TT

ريادة السعودية في «فصل التوائم الملتصقة» تتوّج بيوم عالمي

الدكتور عبد العزيز الواصل يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال تقديمه مشروع القرار للاعتماد (واس)
الدكتور عبد العزيز الواصل يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال تقديمه مشروع القرار للاعتماد (واس)

سلّط اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، الاثنين، قراراً بتسمية 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، يوماً عالمياً للتوائم الملتصقة، الضوء على التاريخ السعودي في مجال عمليّات فصل «التوائم الملتصقة»، أو التوائم السياميّة، منذ 34 عاماً.

القرار الأممي، الذي جاء بمبادرة من السعودية مع مجموعة النواة للمشروع «البحرين، والمغرب، وقطر، واليمن»؛ لرفع مستوى الوعي حول هذه الحالات الإنسانية، والاحتفاء بالإنجازات في مجال عمليات فصلها، قال عنه الدكتور عبد العزيز الواصل، المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة، في كلمة أمام الجمعية العامة، إنه يطالب برفع الوعي حول حالات التوائم الملتصقة في مراحل حياتهم المختلفة، مبيّناً أن المجتمع الدولي تعهّد من خلال أهداف التنمية المستدامة بضمان الصحة والرفاهية للجميع، مع عدم ترك أحد متخلّفاً عن الركب، ما يجعل من الأهمية بمكان تعزيز التعاون العالمي والإقليمي؛ لضمان تمتع التوائم الملتصقة بأفضل السبل الممكنة من الصحة والرفاهية، ومراعاة حقوق الإنسان.

وأكّد الواصل أن صحة الإنسان أولوية لدى القيادة السعودية، مستعرضاً دور بلاده الرائد في مجال فصل التوائم الملتصقة، ومثمّناً دعم ممثّلي منظمتَي «الأمم المتحدة للطفولة» و«الصحة العالمية»، المقدّم خلال مراحل صياغة القرار والتفاوض عليه.

البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة

يتزامن اختيار يوم 24 نوفمبر مع أول عملية جراحية ناجحة لفصل التوائم الملتصقة عرفها العالم، وذلك عام 1689، واستغرق تنفيذها نحو 10 أيام متواصلة، قبل أن يحدث «البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة» تطوّراً في المجال منذ ما يزيد على 3 عقود، لتصبح هذه العملية المعقّدة تستغرق من 9 إلى 18 ساعة فقط.

الربيعة مع التوأمين السياميين البولنديين «داريا وأولغا» بعد نجاح عملية فصلهما عام 2005 (واس)

ونوّه المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبد الله الربيعة، بتوجيهات القيادة السعودية باستقبال حالات التوائم من جميع دول العالم، وتلبية نداءات أهالي التوائم، بغض النظر عن العِرق أو الانتماء؛ للتخفيف من معاناتهم التي يمرّون بها، «حتى أضحت السعودية موئلاً لهم».

وبيّن الربيعة، في حديث لـ«وكالة الأنباء السعودية» (واس)، أن مبادرة بلاده لتقديم مشروع القرار بتخصيص يوم عالمي للتوائم الملتصقة، يأتي انطلاقاً من جهودها الرائدة في «البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة»، الذي حقّق إشادة دولية، ونجاحات كبرى منذ انطلاقه عام 1990، حيث أجرى البرنامج خلال 33 عاماً 61 عملية لفصل التوائم الملتصقة في السعودية، والتقييم الطبي لـ139 حالة من 26 دولة حول العالم.

ويُعدّ «البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة» الوحيد من نوعه على مستوى العالم الذي يتكفل بجميع نفقات العملية، والعلاج والتأهيل لما بعد العملية، إلى جانب استضافة والدي التوائم القادمين من الخارج؛ ليكونوا بالقرب من أبنائهم، والاطمئنان عليهم طوال فترة الرعاية الطبية.

عام 1990 أول عملية فصل توائم في السعودية

كانت باكورة العمليات، في ديسمبر (كانون الأول) عام 1990، غير أن المسيرة الحقيقية، وفقاً للمصادر الرسمية لعمليات فصل التوائم، بدأت منذ عملية التوأم السوداني (سماح وهبة) في عام 1992، التي رافقها تشكيل فريق متخصّص لمثل هذه العمليات، وتكلّلت العملية بالنجاح، لتعيش (سماح وهبة) في السعودية فيما بعد.

فريق متخصّص وعلاج «مجاني»

وأعقب ذلك تشكيل فريق متخصّص بقيادة الدكتور عبد الله الربيعة، الذي لا يزال يقود الفريق الطبي الذي يستقبل التوائم الملتصقة من مختلف الجنسيات والأعراق بشكل مجاني، لتحقيق الأهداف الإنسانية للبرنامج الرامية إلى إنقاذ حياة التوائم، وتمكينهم من العيش بطريقة طبيعية، بإشراف أفضل الكوادر الطبية في السعودية، المزوّدين بأفضل التقنيات الطبية الحديثة.

وكان الربيعة كشف عن أنه مع زيادة الخبرة السعودية في التعامل مع التوائم السيامية، توسّعت الرؤى والأهداف، ولم تقف عند التدخلات الطبية فحسب، بل من خلال إنشاء برنامج وطني شامل «إنسانياً - علمياً»، متخصص في فصل التوائم الملتصقة، وليس مجرد عملية جراحية؛ ليكون من العلامات الفارقة للسعودية عالمياً.

آخر حالة توأمين سياميين وصلت إلى السعودية الثلاثاء من بوركينا فاسو (واس)

ويستمر البرنامج في إضافة كوادر طبية ووطنية في كل عملية جديدة، حيث يملك فريقاً أول وثانياً، وصفاً ثالثاً، علاوةً على تقديم نخبة من الأطباء السعوديين محاضرات علمية، ونشر بحوث متعلقة بفصل التوائم في عدد من الدول.

جدير بالذكر أن توأمين سياميين من بوركينا فاسو وصلا، الثلاثاء، إلى العاصمة السعودية، الرياض، من بوركينا فاسو، عبر طائرة الإخلاء الطبي التابعة للخدمات الصحية، ووفقاً لـ«وكالة الأنباء السعودية» (واس) جرى نقل التوأمين فور وصولهما إلى مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال بوزارة الحرس الوطني؛ لدراسة حالتيهما، والنظر في إمكانية إجراء عملية فصلهما.