«أسوأ» كلمة يمكن قولها لطفلك القلِق؟... خبراء يجيبون

الخبراء وجدوا أنه من الممكن إعادة صياغة مفهوم القلق عبر التحدث عن الشعور بالحماسة (رويترز)
الخبراء وجدوا أنه من الممكن إعادة صياغة مفهوم القلق عبر التحدث عن الشعور بالحماسة (رويترز)
TT

«أسوأ» كلمة يمكن قولها لطفلك القلِق؟... خبراء يجيبون

الخبراء وجدوا أنه من الممكن إعادة صياغة مفهوم القلق عبر التحدث عن الشعور بالحماسة (رويترز)
الخبراء وجدوا أنه من الممكن إعادة صياغة مفهوم القلق عبر التحدث عن الشعور بالحماسة (رويترز)

يشعر كل طفل صغير بالقلق في بعض الأحيان، ولكن عليك أن تنتبه لكلمة شائعة يجب ألا تنطقها أبداً في هذه الظروف، وهي «اهدأ».

قالت راشيل رومر، الرئيسة التنفيذية والمؤسسة المشاركة لشركة «Guild» للمساعدة التعليمية، وهي أم لطفلين، إنه بالنسبة للأطفال على وجه الخصوص، من الأفضل تعليم الهدوء من خلال طرق التعامل معهم، بحسب تقرير لشبكة «سي إن بي سي».

وتابعت: «أنا في منتصف تربية طفلين صغيرين يبلغان من العمر 4 سنوات، وأفكر عندما يكونان قلقَين، إن كلمة (اهدأ) هي أسوأ ما يمكن قوله لهما». وصرحت بذلك في بودكاست «Opportunity Divide» التابع لـ«Guild»، ضمن حلقة شارك فيها عالم النفس التنظيمي آدم غرانت، والباحثة برين براون.

وافق غرانت وبراون على الفكرة نفسها، وقالا إن استخدام كلمة «اهدأ» لا يؤكد صحة مشاعر الطفل أو يساعده على فهم أحاسيسه، بل يمكن أن تعطي هذه الكلمة معنى غير مقصود يرتبط بالازدراء.

وأضاف غرانت أن إدارة مشاعر مثل القلق هي مهمة معقدة، مستذكراً أطروحة منشورة عام 2014 في مجلة علم النفس التجريبي لباحثة تدعى أليسون وود بروكس.

وتابع: «ما وجدته هو، عندما تسأل شخصاً عمّا يفعل عندما يكون قلقاً، وماذا يطلب من الآخرين أن يفعلوا، قال أكثر من 80 في المائة من الناس إنهم ينصحون بالهدوء».

ويشرح غرانت: «لا تفعل ذلك، لأننا نعلم جميعاً أن القلق هو عاطفة مكثفة، ولا تختفي ببساطة».

وأوصى الثلاثي بتمرينَين لمساعدة الأطفال على إدارة مشاعرهم بشكل أفضل:

تمارين التنفس

أولاً، تدرّبوا على التنفس معاً.

أوضحت رومر: «في بعض الأحيان، حتى دون إخبار أطفالك أنك تفعل ذلك، إذا بدأت في مزامنة تنفسك معهم... فإنك تخلق تلك المساحة لهم للتعامل مع مشاعرهم دون وعي».

يمكن أن تنجح هذه الاستراتيجية مع البالغين أيضاً. قالت براون إنها تعلمت تقنيات التنفس من خلال حضور دروس اليوغا. وأضافت: «القلق عاطفة معدية للغاية... والهدوء معدٍ أيضاً».

إعادة صياغة مفهوم القلق

وجد الخبراء أنه من الممكن إعادة صياغة مفهوم القلق عبر التحدث عن الشعور بالحماسة.

قال غرانت: «ما وجدته وود بروكس هو أنه بدلاً من محاولة التهدئة، كان من الأسهل إعادة تقييم القلق بوصفه حماسة والقول: (انظر، القلق ينطوي على عدم اليقين... نعم، من الممكن أن يحدث شيء سيئ، ولكن من الممكن أيضاً أن يحدث شيء جيد)».

في تلك الدراسة، أجرى الأشخاص مجموعة متنوعة من المهام المسببة للقلق، مثل التحدث أمام الجمهور. كان الأشخاص الذين طُلب منهم أن «يتحمسوا» أكثر ثقة وتماسكاً من أولئك الذين طُلب منهم أن «يهدأوا».

يمكن للوالدين القيام بتمرين مماثل مع أطفالهما. في أثناء التحدث مع طفلك، قم بتبديل عبارات مثل، «أعلم أنك قلق، ولكن...» أو «دعنا نحاول أن نهدأ»، إلى «أعلم أنك متحمس».

وأضاف غرانت أن هذا التعديل الدقيق يمكن أن يجعل الأطفال أكثر سعادة، ويساعدهم على أن يكونوا في «أفضل مساحة عاطفية ممكنة».


مقالات ذات صلة

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

يوميات الشرق من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
آسيا طفل باكستاني يتلقى لقاح شلل الأطفال (رويترز)

وسط ارتفاع معدلات العنف... حالات شلل الأطفال تواصل الانتشار في باكستان

سجلت باكستان اليوم (الجمعة)، حالتي إصابة إضافيتين بشلل الأطفال، مما رفع عدد الإصابات بالمرض المسبب للإعاقة إلى 52 حتى الآن خلال العام الجاري

«الشرق الأوسط» (إسلام أباد)
العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

الحرب تؤثر على جينات الأطفال وتبطئ نموهم

لا يعاني الأطفال الذين يعيشون في بلدان مزقتها الحرب من نتائج صحية نفسية سيئة فحسب، بل قد تتسبب الحرب في حدوث تغييرات بيولوجية ضارة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».