«طبيب الانحدار الجليدي»... مُسمَّى وظيفي على الطريق نحو قمة إيفرست

جنود مجهولون يُسيِّرون التسلُّق رغم الخطر على حياتهم

متعة المغامرة (أ.ف.ب)
متعة المغامرة (أ.ف.ب)
TT

«طبيب الانحدار الجليدي»... مُسمَّى وظيفي على الطريق نحو قمة إيفرست

متعة المغامرة (أ.ف.ب)
متعة المغامرة (أ.ف.ب)

يتحتَّم على مُتسلِّقي جبل إيفرست التغلُّب في طريق صعودهم إلى القمة على انحدار خومبو الجليدي، وهو أحد أخطر الممرَّات على الجبل. وهذا الانحدار هو كتلة ضخمة من الكتل الجليدية العملاقة التي تتحرَّك ببطء، ولكن بثبات، ناحية الوادي.

ووفق «وكالة الأنباء الألمانية»، ينجح معظم المتسلِّقين في تجاوز هذا الانحدار الجليدي بفضل المتخصِّصين المحلِّيين الذين مهَّدوا في وقت سابق ممرّاً آمناً، عن طريق تثبيت شبكة من السلالم والحبال التي يعدِّلونها مراراً، في عملية تستغرق أشهراً خلال كل موسم ذروة لمتسلِّقي إيفرست، على الرغم مما يمثِّله ذلك العمل من مخاطر بالغة على القائمين عليه.

ومن بين المسمَّيات الوظيفية في خومبو: «طبيب الانحدار الجليدي». ويمكن لأطباء الانحدار الجليدي ذوي الخبرة أن يحدِّدوا مدى صلابة الثلوج ومخاطر انهيارها، عن طريق النظر إليها فقط.

يُشار إلى أنَّ كتلة خومبو الجليدية هي المنفذ الوحيد إلى قمة إيفرست من اتجاه المنحدر الجنوبي للجبل في نيبال. ويمكن أيضاً الوصول إلى القمة من اتجاه إقليم التبت الصيني لناحية المنحدر الشمالي.

ومع ذلك، يحتاج الخبراء ليحلِّلوا صلابة الجليد إلى ضوء النهار، وهو ما يمكن أن يُشكِّل خطورة، وفق المرشد الجبلي النيبالي نجيما جايلزن شيربا؛ لأنه بمجرَّد أن تسطع أشعة الشمس على هيكل غير مستقر، سيصبح أكثر هشاشة.

في هذه الحالة، يمكن أن تنفتح شقوق عميقة بين الكتل الجليدية، وتنفصل القطع الثلجية بعضها عن بعض، وتسقط. وهذا السبب في أنَّ معظم مجموعات المغامرين ينطلقون مزوَّدين بمصابيح مثبتة على الرؤوس في منتصف الليل، أو في الساعات المبكرة من الصباح لعبور منحدر خومبو الجليدي، من معسكر القاعدة الذي تبدأ منه رحلات التسلُّق.

وبعدما عُدَّ جبل إيفرست سابقاً قمة صعبة التسلُّق إلى حد بعيد، فقد أصبح الآن مُدرجاً بين القمم التي يمكن تسلُّقها، وذلك بفضل الرحلات التجارية التي تُنظَّم لتسلُّقه، والتي تلقَّت دفعة خلال الأعوام الأخيرة.

وفارق عدد من أطباء المنحدر الجليدي الحياة في أثناء عملهم، ولا يُعرَف عددهم بدقة، ومع ذلك تشير أرقام قاعدة بيانات الهيمالايا الخاصة ببعثات التسلُّق، إلى أنَّ نحو 50 مرشداً ماتوا خلال عملهم في منحدر خومبو الجليدي، بعدما دفنتهم الانهيارات الجليدية، أو بسبب السقوط في صدوع عميقة.

وتشير قاعدة بيانات الهيمالايا التي يُسجَّل فيها عدد مرات تسلُّق جبل إيفرست، إلى أنَّ 11 ألف عملية تسلُّق على الأقل للجبل سُجِّلت. ويرجع الفضل في هذا النجاح إلى الحبال والسلالم دائمة التثبيت.


مقالات ذات صلة

سمير نخلة لـ«الشرق الأوسط»: ولادة الأغاني الوطنية صعبة

يوميات الشرق مع الفنان ناجي الأسطا (سمير نخلة)

سمير نخلة لـ«الشرق الأوسط»: ولادة الأغاني الوطنية صعبة

أغنية «الحق ما بموت» التي لحّنها هشام بولس وكتبها سمير نخلة وغناها جوزيف عطية نجحت في الامتحان. وهي اليوم تعدّ من ريبرتوار الأغاني الوطنية الأشهر في لبنان.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق جدران الجبل الجليدي حاصرت صغار البطاريق (غيتي)

صغار البطريق تنجو بأعجوبة من جبل جليدي شارد

شكّلت جدران الجبل الجليدي الضخمة حاجزاً، كما لو كانت باباً فاصلاً، بين مستعمرة خليج هالي والبحر، مما جعل صغار البطاريق مُحاصَرة في الداخل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق منظر جوي يُظهر قصراً من القصرين المغطيين بالغرافيتي (غيتي)

إغلاق فيلا «هوليوود هيلز» المغطاة بالغرافيتي

اعتُقل شخصان يوم الأربعاء فيما يتعلق بالتخريب في فيلا «هوليوود هيلز» المهجورة التي يملكها ابن مالك مشارك في نادي فيلادلفيا فيليز.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق للصدمة أشكال عدّة (مواقع التواصل)

ثعبان عملاق يُنغّص على بريطانية استمتاعها باحتساء القهوة

أُصيبت بريطانية بصدمة كبيرة بعد اكتشافها ثعباناً من فصيلة الأصلة العاصرة، طوله 5.5 قدم (1.6 متر) مختبئاً في حديقة منزلها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «جاك سبارو» في المستشفى (إ.ب.أ)

«القرصان» جوني ديب يُفاجئ أطفالاً في مستشفى إسباني

فاجأ الممثل جوني ديب النزلاء في جناح علاج الأطفال بأحد المستشفيات الإسبانية، وهو يرتدي ملابس شخصية «جاك سبارو» من سلسلة الأفلام الشهيرة «قراصنة الكاريبي».

«الشرق الأوسط» (مدريد)

عيّنات توثّق التاريخ البركاني للجانب البعيد من القمر

رسم توضيحي للمسبار «تشانغ إيه - 5» الصيني (شبكة تلفزيون الصين الدولية)
رسم توضيحي للمسبار «تشانغ إيه - 5» الصيني (شبكة تلفزيون الصين الدولية)
TT

عيّنات توثّق التاريخ البركاني للجانب البعيد من القمر

رسم توضيحي للمسبار «تشانغ إيه - 5» الصيني (شبكة تلفزيون الصين الدولية)
رسم توضيحي للمسبار «تشانغ إيه - 5» الصيني (شبكة تلفزيون الصين الدولية)

أعلن فريق من العلماء الصينيين عن تحليل ودراسة عينات قمرية، جُمعت بواسطة مهمة «تشانغ إيه - 6»، وهي أول عينات تحلَّل من الجانب البعيد للقمر.

وأوضح الباحثون في المرصد الفلكي الوطني التابع للأكاديمية الصينية للعلوم في بكين، أن هذا يُعدّ إنجازاً كبيراً في مجال علوم استكشاف القمر والقدرات التقنية، وقد نُشرت الدراسة، الجمعة، في دورية «National Science Review».

تاريخياً، جُمعت عينات القمر من خلال مهمات عديدة، بما في ذلك 6 مهمات لبرنامج «أبولو» الأميركي، و3 مهمات سوفيتية من مركبة «لونا»، ومهمة «تشانغ إيه - 5» الصينية، وبلغ إجمالي العينات التي جُمعت نحو 382.9812 كيلوجراماً، وقد وفّرت هذه العينات معلومات قيّمة حول تاريخ تكوين القمر وتطوّره.

وتُعدّ العينات القمرية العائدة أساسية لبحوث علم الكواكب؛ إذ توفر بيانات مختبرية رئيسية لربط الملاحظات الاستشعارية المدارية في الواقع الميداني على السطح.

وساهمت هذه العيّنات في تطوير فرضيات، مثل نشأة القمر نتيجة تصادُم كبير مع الأرض البدائية، ومحيط الصهّارة القمرية، والقصف الشديد المتأخّر. وحتى الآن جُمعت هذه العينات من الجانب القريب للقمر، ولم يُكتشَف الجانب البعيد إلا حديثاً.

ولا يمكن لعينات الجانب القريب وحدها، دون جمع عينات كافية من سطح القمر بأكمله، خصوصاً من الجانب البعيد، أن تعكس التنوع الجيولوجي الكامل للقمر، وهذا القصور يعوق فهمنا لنشأة القمر وتطوّره.

وتمكّن علماء الفضاء في الصين من الحصول على عينات الجانب البعيد اللازمة عندما جمعت مهمة «تشانغ إيه - 6» نحو 1935.3 غراماً من العينات القمرية من حوض القطب الجنوبي - آيتكين، في 25 يونيو (حزيران) 2024.

وجُمعت العينات من سطح القمر باستخدام تقنيات الحفر والتجريف، وحلَّل الفريق الخصائص الفيزيائية والمعدنية والبتروغرافية والجيوكيميائية للعينات.

وأظهرت التحليلات أن العينات التي جُمِعت تعكس مزيجاً من المواد «البازلتية المحلية»، والمواد «غير القمرية» الغريبة، وفق نتائج الدراسة.

وتتكوّن شظايا الصخور في عينات «تشانغ إيه - 6» بشكل أساسي من البازلت، والصخور البركانية، والركام، أما المعادن الأساسية للتربة القمرية فهي الفلسبار، والبيروكسين، والإلمينيت، مع وجود ضئيل للأوليفين.

وتتكوّن التربة القمرية في عينات «تشانغ إيه - 6» بشكل رئيسي من خليط من البازلت المحلي والمواد المقذوفة غير البازلتية.

ووفق الباحثين، تُوثق البازلتات المحلية في العينات التاريخَ البركاني للجانب البعيد للقمر، في حين قد توفر الشظايا غير البازلتية رؤى مهمة عن القشرة المرتفعة القمرية، وذوبان تصادُم حوض القطب الجنوبي - آيتكين، وربما الوشاح العميق للقمر، مما يجعل هذه العينات ذات أهمية كبيرة للأبحاث العلمية.

ويعتقد العلماء أن حوض القطب الجنوبي - آيتكين تَشكَّل قبل 4.2 إلى 4.3 مليار سنة خلال فترة ما قبل النكتارية، نسبةً إلى بحر نكتار، أو بحر الرحيق الواقع في الجزء الجنوبي الغربي من الجانب القريب للقمر.