«طبيب الانحدار الجليدي»... مُسمَّى وظيفي على الطريق نحو قمة إيفرست

جنود مجهولون يُسيِّرون التسلُّق رغم الخطر على حياتهم

متعة المغامرة (أ.ف.ب)
متعة المغامرة (أ.ف.ب)
TT
20

«طبيب الانحدار الجليدي»... مُسمَّى وظيفي على الطريق نحو قمة إيفرست

متعة المغامرة (أ.ف.ب)
متعة المغامرة (أ.ف.ب)

يتحتَّم على مُتسلِّقي جبل إيفرست التغلُّب في طريق صعودهم إلى القمة على انحدار خومبو الجليدي، وهو أحد أخطر الممرَّات على الجبل. وهذا الانحدار هو كتلة ضخمة من الكتل الجليدية العملاقة التي تتحرَّك ببطء، ولكن بثبات، ناحية الوادي.

ووفق «وكالة الأنباء الألمانية»، ينجح معظم المتسلِّقين في تجاوز هذا الانحدار الجليدي بفضل المتخصِّصين المحلِّيين الذين مهَّدوا في وقت سابق ممرّاً آمناً، عن طريق تثبيت شبكة من السلالم والحبال التي يعدِّلونها مراراً، في عملية تستغرق أشهراً خلال كل موسم ذروة لمتسلِّقي إيفرست، على الرغم مما يمثِّله ذلك العمل من مخاطر بالغة على القائمين عليه.

ومن بين المسمَّيات الوظيفية في خومبو: «طبيب الانحدار الجليدي». ويمكن لأطباء الانحدار الجليدي ذوي الخبرة أن يحدِّدوا مدى صلابة الثلوج ومخاطر انهيارها، عن طريق النظر إليها فقط.

يُشار إلى أنَّ كتلة خومبو الجليدية هي المنفذ الوحيد إلى قمة إيفرست من اتجاه المنحدر الجنوبي للجبل في نيبال. ويمكن أيضاً الوصول إلى القمة من اتجاه إقليم التبت الصيني لناحية المنحدر الشمالي.

ومع ذلك، يحتاج الخبراء ليحلِّلوا صلابة الجليد إلى ضوء النهار، وهو ما يمكن أن يُشكِّل خطورة، وفق المرشد الجبلي النيبالي نجيما جايلزن شيربا؛ لأنه بمجرَّد أن تسطع أشعة الشمس على هيكل غير مستقر، سيصبح أكثر هشاشة.

في هذه الحالة، يمكن أن تنفتح شقوق عميقة بين الكتل الجليدية، وتنفصل القطع الثلجية بعضها عن بعض، وتسقط. وهذا السبب في أنَّ معظم مجموعات المغامرين ينطلقون مزوَّدين بمصابيح مثبتة على الرؤوس في منتصف الليل، أو في الساعات المبكرة من الصباح لعبور منحدر خومبو الجليدي، من معسكر القاعدة الذي تبدأ منه رحلات التسلُّق.

وبعدما عُدَّ جبل إيفرست سابقاً قمة صعبة التسلُّق إلى حد بعيد، فقد أصبح الآن مُدرجاً بين القمم التي يمكن تسلُّقها، وذلك بفضل الرحلات التجارية التي تُنظَّم لتسلُّقه، والتي تلقَّت دفعة خلال الأعوام الأخيرة.

وفارق عدد من أطباء المنحدر الجليدي الحياة في أثناء عملهم، ولا يُعرَف عددهم بدقة، ومع ذلك تشير أرقام قاعدة بيانات الهيمالايا الخاصة ببعثات التسلُّق، إلى أنَّ نحو 50 مرشداً ماتوا خلال عملهم في منحدر خومبو الجليدي، بعدما دفنتهم الانهيارات الجليدية، أو بسبب السقوط في صدوع عميقة.

وتشير قاعدة بيانات الهيمالايا التي يُسجَّل فيها عدد مرات تسلُّق جبل إيفرست، إلى أنَّ 11 ألف عملية تسلُّق على الأقل للجبل سُجِّلت. ويرجع الفضل في هذا النجاح إلى الحبال والسلالم دائمة التثبيت.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق عبَّرت هند صبري عن سعادتها الكبيرة لتلقيها الجائزة في لبنان (إنستغرام)

«بيروت لسينما المرأة» يكرّم هند صبري

في كلمة مؤثرة من على مسرح كازينو لبنان، عبَّرت النجمة التونسية هند صبري عن امتنانها لبيروت، ووصفت السينما بأنها مركب العبور من الألم إلى الحلم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق الكنغر الشاردة (أ.ب)

كنغر على الطريق السريع... «شيلا» تثير فوضى في ألاباما

تسبَّبت أنثى كنغر شاردة، تُدعى «شيلا»، في إغلاق جزء من طريق سريع بولاية ألاباما الأميركية، قبل أن يتمكّن عناصر من شرطة الولاية ومالكها من السيطرة عليها.

«الشرق الأوسط» (ألاباما)
يوميات الشرق التميُّز هو ما يهمّ (أ.ف.ب)

«سيكس تربل إيت»: تكريمٌ طال انتظاره لبطلات الحرب العالمية الثانية

حصلت «سيكس تربل إيت»؛ وهي وحدة مكوَّنة بالكامل من نساء أميركيات من أصول أفريقية شاركن في الحرب العالمية الثانية، على وسام الكونغرس الذهبي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق سيارات الدفع الرباعي تتسبب في عدد أكبر من الحوادث والوفيات بين المشاة مقارنةً بالمركبات العادية (رويترز)

ذات الدفع الرباعي أم العادية... ما أكثر السيارات تسبباً في وفيات المشاة؟

أظهرت دراسة جديدة أن سيارات الدفع الرباعي تتسبب في عدد أكبر من الحوادث والوفيات بين المشاة مقارنةً بالمركبات العادية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

معرض في الرياض يُجسّد الهوية الثقافية للفلكلور من خلال الفن

دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الهوية ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة (معرض شذرات)
دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الهوية ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة (معرض شذرات)
TT
20

معرض في الرياض يُجسّد الهوية الثقافية للفلكلور من خلال الفن

دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الهوية ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة (معرض شذرات)
دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الهوية ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة (معرض شذرات)

دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الهوية، ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة، يشجع عليها معرض «شذرات من الفلكلور» الذي يستضيفه حي جاكس في الدرعية، بمشاركة نخبة من أبرز المصممين والفنانين من مختلف دول العالم.

وفي وقت يتسارع فيه نمو المشهد الفني في منطقة الشرق الأوسط، تستضيف الرياض معرض «شذرات من الفلكلور»، الذي يُجسّد الهوية الثقافية من خلال الفن، ويجمع بين الموروث والتجريب المعاصر، ويُعيد صياغة مفهوم الوصول إلى التعبير الفني داخل السعودية وخارجها، ويتزامن المعرض مع عام الحِرف اليدوية 2025 في المملكة، وهي مبادرة تحتفي بالإرث الحرفي وتُعيد تقديمه ضمن السياق الفني المعاصر.

ويتجاوز المعرض النظر إلى التراث الشعبي، من مجرد موروث شفهي، من حكايات وأساطير يتم تناقلها عبر الأجيال، إلى لغة من الرموز والنقوش، ووسيلة لحفظ الثقافة وتوارثها، إذ لطالما كان التراث حاضناً للتاريخ ومحفزاً للابتكار.

من معرض «شذرات من الفلكلور» الذي يستضيفه حي جاكس في الدرعية (معرض شذرات)
من معرض «شذرات من الفلكلور» الذي يستضيفه حي جاكس في الدرعية (معرض شذرات)

وفي معرض «شذرات من الفلكلور»، تعيد كل من حمرا عباس، لولوة الحمود، راشد آل خليفة، ورائدة عاشور تقديم مكونات من الموروث الثقافي ضمن رؤى معاصرة، حيث لا يُقدَّم الفلكلور بوصفه أثراً جامداً من الماضي، بل بوصفه أرشيفاً حيّاً للهوية، يُعاد تشكيله عبر الزمن والمكان.

ويعمل كل فنان من خلال «شذرات» من المعرفة المتوارثة، سواء في الهندسة، الخط، المواد، أو التجريد، وتُمثل أعمالهم صدىً للماضي، مع إثبات وجودها في الحاضر من خلال تصورات معاصرة للأشكال والرموز المتجذرة.

وعبر اجتماع الفنانين الأربعة معاً لأول مرة، يفتح المعرض باباً لحوار ثقافي متعدد الأطراف حول التراث والرمزية والسرد البصري.

المعرض بمشاركة نخبة من أبرز المصممين والفنانين من مختلف دول العالم (معرض شذرات)
المعرض بمشاركة نخبة من أبرز المصممين والفنانين من مختلف دول العالم (معرض شذرات)

الفلكلور: حوار مستمر بين الماضي والحاضر

وحسب السردية التي يقدمها معرض «شذرات من الفلكلور»، فإن المعرض لا يسعى إلى تعريف الفلكلور بمصطلحات جامدة، بل يقدمه كحوار مستمر بين الماضي والحاضر، وامتداد للتفسير وإعادة الاختراع، وأن كل فنان مشارك، يقدم جزءاً من هذه القصة الكبرى، داعياً لإعادة النظر فيما يرثه الأفراد والمجتمع، وما يحتفظون به، وما يعيدون تشكيله.

ويمتد الحوار بين التقليد وإعادة الاختراع ليشمل تصميم المعرض ذاته، حيث يستلهم خطوطه من المتاهات المعمارية التقليدية في منطقة نجد، وقد صُممت المساحة كمتاهة متداخلة، مقسمة إلى أجزاء منفصلة لكنها مترابطة، تماماً كما هو الحال في الفلكلور، إذ تقف كل قصة بذاتها، لكنها تظل جزءاً من نسيج أكبر، لتأخذ الزوار في رحلة استكشافية غنية بالتفاصيل.

كل فنان مشارك يقدم جزءاً قصة الفلكلور وإعادة النظر فيه (معرض شذرات)
كل فنان مشارك يقدم جزءاً قصة الفلكلور وإعادة النظر فيه (معرض شذرات)

وتتيح الممرات الواسعة والزوايا الخفية لحظات من التقارب والاكتشاف، بينما يشكل العمود المركزي ركيزة رمزية تربط المعرض بجذوره التراثية، وتحتضن في الوقت ذاته روح التغيير والتجديد.

كما أن المواد المختارة تضيف عمقاً جديداً لهذه التجربة، من خشب الأكاسيا الذي يشكل الإطار الهيكلي، مستحضراً قدرة التراث على البقاء؛ مع دمج التاريخ في نسيج المكان ذاته، وفي هذه البيئة الغامرة، يتعزز التباين بين الماضي والحاضر، مما يسمح لأعمال الفن المعاصر بالتفاعل المباشر مع التراث المعماري والمادي الذي تعيد تفسيره.

المعرض لا يسعى إلى تعريف الفلكلور بمصطلحات جامدة (معرض شذرات)
المعرض لا يسعى إلى تعريف الفلكلور بمصطلحات جامدة (معرض شذرات)

تحوّل المشهد الثقافي في السعودية

تقول ليزا دي بوك، القيّمة الفنية للمعرض، إن (شذرات من الفلكلور) لا يقتصر على عرض أعمال فنية؛ بل يُجسّد حراكاً فنياً يُسلّط الضوء على الأصوات التي تُعيد تشكيل المشهد الفني في السعودية وخارجها.

وتضيف: «من خلال إبراز هذه الأصوات، يُساهم المعرض في صياغة التاريخ الفني، ويضمن أن يُصان الإرث الثقافي ويُعاد تخيّله بشكل حيوي للأجيال القادمة».

ومن جهته، يرى حسن القحطاني، مؤسس مبادرة «ثاء» المشاركة في تنظيم الحدث، أن الفلكلور «سرد حي ومتغيّر، يربط الماضي بالحاضر، ويُساهم في تشكيل الهويات المستقبلية»، مبيناً أن «المعرض يُعيد تخيّل التقاليد ضمن سياق معاصر، ويحتفي بالقصص المتجددة التي تُعرّف من نكون وإلى أين نمضي».