زخم مسرحي لافت في عيد الأضحى بمصر

عرض 18 عملاً من بينها «ميمو» لأحمد حلمي

البوستر الدعائي لمسرحية «عامل قلق» (وزارة الثقافة المصرية)
البوستر الدعائي لمسرحية «عامل قلق» (وزارة الثقافة المصرية)
TT

زخم مسرحي لافت في عيد الأضحى بمصر

البوستر الدعائي لمسرحية «عامل قلق» (وزارة الثقافة المصرية)
البوستر الدعائي لمسرحية «عامل قلق» (وزارة الثقافة المصرية)

تشهد خشبة المسرح في مصر زخماً لافتاً في موسم عيد الأضحى، حيث تستعد المسارح لعرض 18 عملاً متنوعاً للكبار والصغار، من بينها 11 عملاً تابعاً لمسرح الدولة، تشمل 6 عروض جديدة و5 يعاد تقديمها مجدداً، بجانب 5 عروض للأطفال في المسارح الخاصة، وعرض «عامل قلق» في «البالون»، بالإضافة إلى مسرحية «ميمو»، بطولة أحمد حلمي التي تعرض لأول مرة في مصر على خشبة أحد المسارح الخاصة، بعد عرضها في «موسم الرياض».

البوستر الدعائي لمسرحية «حازم حاسم جداً» (البيت الفني للمسرح)

وتأتي مسرحية «مش روميو وجولييت»، في مقدمة العروض الـ6 الجديدة التابعة لمسرح الدولة وهي من بطولة الفنان المصري علي الحجار الذي يعود للمسرح بعد غياب 17 عاماً، والفنانة رانيا فريد شوقي التي تعود لخشبة «المسرح القومي» بعد غياب أكثر من 21 عاماً، وكذلك مسرحية «العيال فهمت»، على مسرح ميامي التابع لـ«المسرح الكوميدي»، وعرض «مرايا إلكترا» من إنتاج مسرح الشباب، على المسرح العائم.

ويقدم مسرح «الطفل» عرض «الحلم حلاوة»، على مسرح «متروبول العتبة»، وتعرض فرقة مسرح «القاهرة للعرائس»، مسرحية «ذات والرداء الأحمر»، عبر الأداء الصوتي لعدد من الفنانين من بينهم إسعاد يونس، ومايان السيد، بينما تستعد فرقة الإسكندرية لتقديم عرض الأطفال «مغامرة في المدينة الأسطورية»، على مسرح ليسيه الإسكندرية.

البوستر الدعائي لمسرحية «الأسد الملك» (مسرح الفن)

كما تُعاد 5 مسرحيات أخرى في عيد «الأضحى»، هي: «يوم عاصم جداً» على مسرح «السلام» في شارع القصر العيني، ومسرحية «النقطة العميا» على مسرح الغد بالعجوزة، ومسرحية «السمسمية» على خشبة المسرح العائم الصغير بالمنيل، بينما تقدم فرقة مسرح الشمس لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة عرض «كاندي كراش»، على مسرح الحديقة الدولية في مدينة نصر، وفي الإسكندرية تعرض فرقة مسرح الإسكندرية عرض «حازم حاسم جداً»، على مسرح ليسيه الحرية.

ويقدم البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية مسرحية «عامل قلق»، بطولة الفنان سامح حسين، على مسرح «البالون» في العجوزة، ويؤكد الكاتب المصري أحمد الملواني، الذي شارك في كتابة عرضين مسرحيين هما «العيال فهمت» و«عامل قلق»، لـ«الشرق الأوسط»، استمرار عرضهما أيضاً بعد انتهاء موسم «الأضحى».

البوستر الدعائي لمسرحية «العيال فهمت» (البيت الفني للمسرح)

ونوه الملواني إلى أن «مسرح الدولة يشهد إقبالاً كبيراً من الجمهور في المواسم المختلفة وليس فقط المسرحيات الكوميدية، خصوصاً المسرحيات التي تقدم تجارب جديدة أو دراما بعيدة عن الكوميديا»، وفق قوله.

وتحدث الملواني عن تخوفه من عرض المسرحيتين في موسم واحد، لافتاً إلى أنه «كان يفضّل تقديمهما في موسمين مختلفين لكن انتهاء التحضيرات تزامن في وقت واحد وأُعلن عن عرضهما».

وحسب الملواني تدور أحداث مسرحية «عامل قلق»، حول شاب يطلق (أبليكيشن) على الموبايل هدفه مساعدة الناس على التخلص من القلق عبر التحدث معهم وتساعده فتاة قابلها صدفة وتصبح شريكته، ومن هنا تنطلق رحلة المواقف الكوميدية.

البوستر الدعائي لمسرحية «الحلم حلاوة» (البيت الفني للمسرح)

وشارك الملواني كذلك في كتابة مسرحية «العيال فهمت»: «تحمست لها بسبب جودة النص الأصلي (صوت الموسيقى)، ورغبتي الدائمة في تقديم مسرح موسيقي كوميدي، حيث تدور أحداثها حول رجل أرمل يربّي أطفاله بحزم وشدة، حتى تأتي للمنزل مربية تحب الموسيقى وتكسر القيود التي وضعها الرجل على أبنائه».

البوستر الدعائي لمسرحية «ذات والرداء الأحمر» (البيت الفني للمسرح)

وبجانب عروض الأطفال في مسرح الدّولة حرص مسرح القطاع الخاص على المنافسة، حيث يقدم «مسرح الفن... جلال الشرقاوي»، مسرحيتين للأطفال هما «الأسد الملك»، و«الفار الطباخ»، بالإضافة لـ3 عروض على مسرح «الهوسابير»، هي «شركة المرعبين المحدودة»، و«السنافر في غابة الزهور»، و«قصة لعبة».


مقالات ذات صلة

«المسرح الألماني المضاد»... رد الاعتبار لتجربة راينر فاسبندر

ثقافة وفنون «المسرح الألماني المضاد»... رد الاعتبار لتجربة راينر فاسبندر

«المسرح الألماني المضاد»... رد الاعتبار لتجربة راينر فاسبندر

رغم وفاته في سن السادسة والثلاثين، فإن الكاتب المسرحي والمخرج السينمائي والممثل الألماني راينر فيرنر فاسبندر (1945 - 1982) ترك وراءه كنزاً من الإبداع

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق فريق العمل خلال البروفة التحضيرية (المسرح القومي)

يحيى الفخراني يُعيد «الملك لير» إلى المسرح القومي المصري

يعود الفنان المصري الكبير يحيى الفخراني للوقوف على خشبة المسرح مجدداً عبر إعادة تقديم رائعة ويليام شكسبير «الملك لير»، التي ستعرض على خشبة المسرح القومي بالقاهر

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الممثلة اللبنانية ندى أبو فرحات (إنستغرام)

ندى أبو فرحات من قلب بيروت... مسرح تحت القصف

النيران تسيّج المدينة، ونارٌ من نوعٍ آخر تتّقد على خشبات مسارحها. «في انتظار بوجانغلز» جزء من هذه الفورة المسرحية البيروتية، وبطلتها الممثلة ندى أبو فرحات.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق التمرين على تقديم عروض يتواصل (مسرح شغل بيت)

«مسرح شغل بيت» يحتفل بـ8 سنوات على ولادته

تُعدّ الاحتفالية حصاد 8 سنوات من العمل والاجتهاد، خلالها قدّم «مسرح شغل بيت» نحو 40 عملاً توزّعت على أيام تلك السنوات عروضاً شهرية استمرت طوال أزمات لبنان.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الخليفة الفاطمي يتحدث إلى مستشاريه (الشرق الأوسط)

«عروسة المولد» تواجه طمع الإنسان في «الحلم حلاوة»

تدور فكرة العرض حول عروسة المولد والفارس من خلال «حدوتة» غير تقليدية تنتقل بالمشاهدين إلى العصر الفاطمي، حيث تقع معظم أحداثها.

نادية عبد الحليم (القاهرة)

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)
أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)
TT

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)
أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)

قالت المخرجة المغربية أسماء المدير، إن رحلتها من أجل الحصول على تمويل لفيلمها «كذب أبيض» لم تكن سهلة، بل عاشت معاناة على مدى 10 سنوات معه، بيد أن هذا لم يُزعزع ثقتها أبداً، مؤكدةً في حوار مع «الشرق الأوسط» أنها شَرَعت في العمل على فيلم جديد، وتعكف حالياً على كتابة عملٍ روائيٍّ طويل مُستمَداً من الواقع.

وأشارت أسماء المدير إلى أنها لا تضع نفسها تحت ضغوط النجاح، وليس بالضرورة أن يحظى فيلمها المقبل بقدر نجاح «كذب أبيض»، وأن هذا حدث مع كبار مخرِجي السينما في العالم.

وحرصت المخرجة الشابة على حضور المهرجان الدولي لفيلم المرأة الذي يُقام بمدينتها «سلا» بالمغرب، وقد استقبلها الجمهور بحفاوة، وأقام المهرجان حواراً معها بحضور المخرجين الشباب، وطلبة مدارس السينما.

ووضع فيلم «كذب أبيض» أسماء المدير في مكانة سينمائية جيدة، بعدما طافت معه على مدى عام في مهرجانات عدة، حاصداً جوائز كثيرة، فما وقْعُ ذلك كله عليها؟

تجيب أسماء المدير: «لم أتغيّر، لكن مسيرتي المهنية تغيّرت، فقد تحقّق جزء كبير من أحلامي السينمائية، من بينها وصول الفيلم لمهرجان (كان) وفوزه بجائزتين، وتمثيله لبلادي بالأوسكار، وقد حقّقت ما أردته من أن يكون إنتاجاً عربياً خالصاً، من المغرب والسعودية وقطر، كما نجاحه بوصفه أول فيلمٍ مغربي يحصل على الجائزة الكبرى في مهرجان (مراكش)، وترشّحي لجائزة (الروح المستقلة) مع سينمائيين كبار، على غرار مارتن سكورسيزي، وجوستين تريت؛ مخرجة فيلم (تشريح سقوط)، لا شك أن (كذب أبيض) فتح أمامي أبواب السينما العالمية».

لقطة من فيلم «كذب أبيض» (إدارة مهرجان «سلا»)

لم يكن نجاح الفيلم لحظياً، فالنجاح في رأي أسماء مجموعة من المحطات عبر الزمن، وسنوات تتخلّلها مراحل سقوط ونهوض، تُعِدّ نفسها كما لو كانت في سفر ووصلت إلى المحطة التي تبغيها، مثلما تقول: «قد يجعلني ذلك لا أشعر بنشوة النجاح سوى مع مرور الوقت، حين ألتقي بصُنّاع أفلام كبار يقولون لي: لقد نجحت».

هل يكون النجاح الباهر عائقاً أمام تجربتها السينمائية المقبلة، ومتى تبدأها؟

تجيب أسماء، ذات الـ34 عاماً، قائلة: لقد «بدأتها بالفعل، أعمل على فكرة فيلم روائي مرتبط بقصة حقيقية، ولكن بطريقتي، وأحاول أن أستمد أفلامي من الواقع، ولا أضع نفسي تحت ضغوط النجاح، وليس بالضرورة أن يكون العمل المقبل بنجاح (كذب أبيض)، نعم سأشتغل عليه بالجدية نفسها، لكنني لا أتحكم في النجاح، فقد لا يعجب الجمهور مثلاً، وليس معنى ذلك أنني فشلت، بل عليّ أن أُجرّب شكلاً آخر، ومَن يخشى التجربة يفتح لنفسه باب الفشل».

وتضيف موضّحةً: «مُخرِجون كبار حدث معهم هذا، ومنهم المخرج الإيراني عباس كياروستامي الذي قدّم أفلاماً قوية، ومن ثمّ قدّم فيلماً لم يكتب عنه ناقد واحد، حتى المخرج يوسف شاهين تعجبني بعض أفلامه، وبعضها ليس على المستوى نفسه، وأذكر حين زارنا المخرج محمد خان خلال دراستنا السينما، قال إنه يصنع أفلامه كما يريدها، وهذا كل شيء، لذا أقرأ النقد وأدَعُه جانباً، فقد انتهى الفيلم بالنسبة لي».

تأثّرت أسماء المدير بمخرجين مغاربة كبار، ومن بينهم حكيم بلعباس في كل أفلامه، ومحمد المعنوني بفيلمه «الحال»، وفوزي بن سعيدي في «ألف شهر».

المخرجة المغربية أسماء المدير (إدارة مهرجان سلا)

عاشت أسماء المدير رحلة معاناة تَعُدُّها رحلة صحية، قائلة: «عانيت مع الفيلم 10 سنوات، كبرت خلالها معه سعياً وراء الإنتاج الذي حلمت به في كل تفاصيله، المونتاج والإخراج والكتابة، وقد بدأته في 2016، وفي عام 2020 وصلنا لآخر محطة تصوير، وخلال عامَي 21 و22 كان المونتاج، ليصدر الفيلم في 2023، قبل ذلك عشت مراحل من الفشل والنجاح، كنت أقدّم ملف الفيلم لصناديق دعم فترفضه، لكنني كنت واثقة أنني أصنع فيلماً حقيقياً، فلم يتزعزع إيماني به، ولم أستسلِم لثقة اكتسبتها، فأنا لا أعرف شيئاً آخر سوى السينما، هي شغفي ودراستي ومهنتي، ومجالي الذي اخترته وتخصصت فيه، وصارت الهواية مهنة، وعندي دائماً نظرة بعيدة أتجاوز بها العراقيل، وأتطلّع لما بعد».

تنظر لما مرّت به بشكل إيجابي، قائلة: «أرى أن هذه الرحلة تجربة صحية، فلو حصلت على دعم كبير في البداية كنت سأجد صعوبة في تحقيق ما وصلت إليه في النهاية، بالنسبة لي هي أشياء صحية لأي مبتدئ، وأغلب صُنّاع الأفلام يواجهون ذلك في البداية».

وتنحاز المخرجة المغربية للأفلام الوثائقية، مؤكّدة: «إنه مجال خصب، وبه حرية أكبر وأشكال كثيرة ممكن تجريبها، الأفلام الروائية أحياناً تكون متشابهة، ومنذ زمن لم نشاهد تجارب مبهرة تخرج عن المألوف، لكن الوثائقي لا يزال خصباً».

فرحتها الكبيرة حين تُوِّج فيلمها بالجائزة الكبرى في «مراكش» (إدارة مهرجان سلا)

لحظات سعادة عاشتها أسماء المدير مع الفيلم في مدن عدة، لكن أسعدها يوم عُرض في مهرجان «مراكش»، تقول: «أجمل ما سمعت عن الفيلم كان في مراكش أيضاً، الجمهور المغربي كان رائعاً في استقباله للفيلم، وقد حظي بنجاح أسعدني، كما عُرض في مهرجان (البحر الأحمر السينمائي)، والآن هناك موزّع سينمائي في مصر يتفاوض على عرضه بالقاهرة مع الجهات التي تملك حقوق توزيعه».