مراجعات الثانوية العامة تعيد الجدل بشأن «الدروس الخصوصية» في مصر

القبض على مدرس ألقى محاضرة بصالة ألعاب رياضية حكومية

متابعة امتحانات الثانوية العامة في مصر (وزارة التربية والتعليم)
متابعة امتحانات الثانوية العامة في مصر (وزارة التربية والتعليم)
TT

مراجعات الثانوية العامة تعيد الجدل بشأن «الدروس الخصوصية» في مصر

متابعة امتحانات الثانوية العامة في مصر (وزارة التربية والتعليم)
متابعة امتحانات الثانوية العامة في مصر (وزارة التربية والتعليم)

مع انطلاق ماراثون امتحانات الثانوية العامة في مصر، الاثنين، تجدّد الجدل حول الدروس الخصوصية، عقب تقديم أحد المدرسين حصة مراجعة نهائية في صالة ألعاب رياضية حكومية حضرها نحو 4 آلاف طالب.

وتصدرت امتحانات الثانوية «الترند» في مصر، كما انتشرت الواقعة بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي؛ خصوصاً بعد تناولها في برنامج «الحكاية» للإعلامي المصري عمرو أديب.

وألقت الشرطة القبض على المدرس محل الواقعة، وخضع للتحقيق في النيابة العامة عقب المحاضرة بتهمة جمع الطلاب من أجل الدروس الخصوصية، وعدم الحصول على التصاريح اللازمة من الجهات المعنية. وبعد تأكيده أنه أجّر القاعة بعد معرفته أنها متاحة للإيجار، وأنه يقيم المراجعة للطلاب بأسعار رمزية (85 جنيهاً) للطالب، أفرجت عنه النيابة بعد سماع أقواله، وفق وسائل إعلام مصرية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة إحالة المسؤولين عن صالة الدكتور حسن مصطفى بمدينة السادس من أكتوبر للتحقيق، ووقف المدير التنفيذي للصالة عن العمل لحين انتهاء التحقيقات الرسمية.

صورة من الفيديو المتداول للمدرس في الصالة الرياضية (إكس)

وذكر المتحدث باسم الوزارة أن هذا القرار جاء على أثر السماح لمعلم جيولوجيا بإعطاء دروس خصوصية بالصالة، في إطار تنمية موارد الصالة المغطاة، دون الرجوع للوائح القانونية الحاكمة والمنظمة لهذه الأمور.

بينما أكد المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بمصر شادي زلطة، لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا الشخص «ليس مدرساً من الأساس، وأنه لا ينتمي لوزارة التربية والتعليم».

وتناول الإعلامي عمرو أديب هذه الواقعة، وعلّق على الفيديو المنتشر لمدرس الجيولوجيا، منتقداً أحوال التعليم، وقدّم اقتراحاً ساخراً بتقديم دعم نقدي للتعليم مثلما هناك اقتراح لتقديم الدعم النقدي للتموين، بحيث يدفع الطالب قيمة هذا الدعم للسناتر مباشرة (أماكن الدروس الخصوصية).

وجرى تداول فيديو المدرس أثناء دخوله صالة الألعاب الرياضية على نطاق واسع على «فيسبوك» و«إكس»، وكتب حساب باسم «عزت» على «إكس»: «مراجعات الثانوية العامة في مصر أغرب حاجة ممكن تشوفها».

وكتب حساب آخر باسم «إياد الحمود» منشوراً على «إكس»، ذكر فيه أن «مدرساً مصرياً استأجر صالة رياضية لتقديم دروس خصوصية ومراجعة اختبارات الثانوية العامة لمادة الجيولوجيا فاستقبله مئات الطلاب بالتصفيق الحار وكأنه نجم رياضي دولي».

وكان وزير التربية والتعليم المصري الدكتور رضا حجازي قد دعا طلاب الثانوية العامة للحرص على حضور المراجعات النهائية المجانية التي تنظمها الوزارة على مستوى المحافظات، والتي تهدف الوزارة من خلالها إلى رفع العبء عن كاهل الأسرة المصرية. وأشار، في بيان سابق، إلى اختيار مجموعة من المدرسين المتميزين المشهود لهم بالكفاءة لتقديم هذه المراجعات في 3 مقار بكل إدارة تعليمية.

بينما اعتبر خبير التنمية البشرية أحمد عبد الفتاح أن «المشكلة ليست في المدرس، ولكن في المنظومة التعليمية التي يشوبها قصور في التعامل مع الدروس الخصوصية بشكل حاسم»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «وزارة التربية والتعليم سعت لمواجهة الدروس الخصوصية بمجموعات للتقوية، ولكن ما هو مستوى المدرسين وهل يختلف ما يقدمونه عما تقدمه المدارس، بالطبع لا، كما أن التركيز على الثانوية العامة وتحويلها لشبح لدى الأسر والتركيز على ما يسمى كليات القمة، كل هذا بسبب خلل في فهم منظومة التعليم وربطها بسوق العمل ويجب العمل على معالجة هذا الخلل».

ويخوض امتحانات الثانوية العامة في مصر 745 ألفاً و86 طالباً، وفقاً لبيان أصدرته وزارة التربية والتعليم، وبدأت أعمال الامتحانات من اليوم 10 يونيو (حزيران) الحالي وتستمر حتى 20 يوليو (تموز) المقبل، وفق جدول زمني محدد.


مقالات ذات صلة

البنك الإسلامي للتنمية يقدم تمويلات بـ575.63 مليون دولار للدول الأعضاء

الاقتصاد جانب من اجتماع مجلس المديرين التنفيذيين (البنك الإسلامي للتنمية)

البنك الإسلامي للتنمية يقدم تمويلات بـ575.63 مليون دولار للدول الأعضاء

وافق مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الإسلامي للتنمية، برئاسة الدكتور محمد الجاسر، على تمويل بقيمة 575.63 مليون دولار لتعزيز التعليم والطاقة والترابط الإقليمي.

«الشرق الأوسط» (جدة)
تكنولوجيا بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا طلاب الطب الأفغان يحضرون امتحاناتهم النهائية في كلية طب بختر في كابل، أفغانستان، 05 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

فرنسا تندد بمنع «طالبان» الأفغانيات من الالتحاق بالمعاهد الطبية

دانت فرنسا قراراً نُسب إلى حكومة «طالبان» يمنع التحاق النساء الأفغانيات بمعاهد التمريض، واصفةً هذه الخطوة بأنها «غير مبررة».

«الشرق الأوسط» (باريس - كابل)
المشرق العربي حرم الجامعة الأميركية بالقاهرة الجديدة (موقع الجامعة)

تبرع آل ساويرس للجامعة الأميركية بالقاهرة يثير جدلاً «سوشيالياً»

أثار الإعلان عن تبرع عائلة ساويرس، بمبلغ ضخم للجامعة الأميركية في القاهرة، جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

محمد عجم (القاهرة)
آسيا فتيات أفغانيات في الطريق إلى المدرسة في كابل (متداولة)

«طالبان» تغلق المعاهد الطبية أمام النساء في أحدث القيود

أصدر بشكل فعال زعيم «طالبان» الملا هبة الله آخوندزاده توجيهاً جديداً يمنع النساء من الالتحاق بالمعاهد الطبية؛ ما يقطع فرص التعليم الأخيرة المتاحة أمام النساء.

«الشرق الأوسط» (كابل (أفغانستان))

وفاة رجلين بالتهاب رئوي بعد استخدامهما فضلات الخفافيش لزراعة القنب

خفافيش تظهر داخل حديقة حيوان في بولندا (إ.ب.أ)
خفافيش تظهر داخل حديقة حيوان في بولندا (إ.ب.أ)
TT

وفاة رجلين بالتهاب رئوي بعد استخدامهما فضلات الخفافيش لزراعة القنب

خفافيش تظهر داخل حديقة حيوان في بولندا (إ.ب.أ)
خفافيش تظهر داخل حديقة حيوان في بولندا (إ.ب.أ)

توفي رجلان من ولاية نيويورك الأميركية بسبب نوع من الالتهاب الرئوي بعد استخدام فضلات الخفافيش لزراعة القنب، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

أصيب الرجلان اللذان كانا يقيمان في روتشستر بحالات مميتة من داء الهيستوبلازما، وهو عدوى رئوية ناجمة عن استنشاق جراثيم فطر الهيستوبلازما الضار.

كان الرجلان اللذان لم يتم ذكر اسميهما يستخدمان فضلات الخفافيش لتخصيب نباتات القنب. ولم يتضح على الفور متى توفيا.

وقال باحثون من جامعة روتشستر في تقرير حديث: «يبدو أن التعرض لروث الخفافيش بين مزارعي القنب هو اتجاه حديث يمكن أن يؤدي إلى حالات تفشي داء الهيستوبلازما».

كان أحد الرجلين، البالغ من العمر 59 عاماً، يعاني من انتفاخ الرئة - وهو اضطراب يصيب أجزاء من الرئتين - بالإضافة إلى التهاب المفاصل، وقد تم إدخاله إلى مستشفى سترونغ ميموريال بسبب فشل الجهاز التنفسي. لقد فقد الكثير من الوزن لمدة ستة أسابيع قبل أن يتم فحصه وعانى من التهاب في الحلق وصعوبة في البلع.

عندما تم إدخاله كان ضعيفاً ومصاباً بالبكتيريا. عولج من الالتهاب الرئوي ووجود البكتيريا في الدم، لكنه كان لا يزال بحاجة إلى وضعه على جهاز التنفس الصناعي.

أظهرت الخزعة، وهي إجراء لإزالة الأنسجة أو الخلايا من جسمه، فطريات تتوافق مع الهيستوبلازما.

وأبلغ الرجل عن استخدام فضلات الخفافيش من متجر على الإنترنت قبل أن يصاب بفشل الجهاز التنفسي.

أما الرجل الآخر (64 عاماً)، فقد قللت الشرايين الضيقة من تدفق الدم إلى ذراعيه وساقيه. خضع لجراحة مجازة، وتم نقله إلى المستشفى بسبب انخفاض مستويات الصوديوم والمواد المغذية الأخرى في الدم. وفقد الكثير من الوزن على مدى عدة أشهر وعانى من «سعال مزمن».

وبحسب العلماء، «استخدم الرجل فضلات الخفافيش سمادا لنباتات القنب الخاصة به. وقد نفى تعرضه لأي بكتيريا هيستوبلازما أخرى». ودخل المستشفى وهو يعاني من حمى وأكياس في البنكرياس.

بعد علاجه من داء الهيستوبلازما المشتبه به، خرج من المستشفى. ولكن بعد شهر، أعيد إدخاله بسبب آلام في البطن. توفي الرجل بسبب مضاعفات مرتبطة بنقص تروية الأمعاء: وهي حالة نادرة تحدث عندما يقل تدفق الدم إلى الأمعاء أو يتوقف.

وقال الباحثون إنه من المهم رفع مستوى الوعي بهذه القضية لتعزيز التدابير الوقائية الشخصية وتأسيس التشخيص في الوقت المناسب. وكثيراً ما يتم تشخيص داء الهيستوبلازما بشكل خاطئ أو متأخر. وقد تكون العدوى خفيفة إلى شديدة وتؤدي إلى التهاب السحايا: التهاب حول الدماغ والحبل الشوكي.