ليليان نمري لـ«الشرق الأوسط»: لا يحبطني تجاهُل الأسماء الكبيرة

تطلّ ضيفة في مسلسل سعودي يُظهرها بفستان زفاف

ترتدي الأبيض في المسلسلات مجدّداً (صور ليليان نمري)
ترتدي الأبيض في المسلسلات مجدّداً (صور ليليان نمري)
TT

ليليان نمري لـ«الشرق الأوسط»: لا يحبطني تجاهُل الأسماء الكبيرة

ترتدي الأبيض في المسلسلات مجدّداً (صور ليليان نمري)
ترتدي الأبيض في المسلسلات مجدّداً (صور ليليان نمري)

نحو 7 أعمال اعتذرت الممثلة اللبنانية ليليان نمري عن عدم أدائها لما تقول إنه استهانة بالمكانة. هذه تقريباً مجموع الأدوار المعروضة عليها خلال العامين الماضيين، لم تجد فيها ما يحمل قيمة. يريد بعضٌ الاستفادة من اسمها بلا إضافات فنّية أو مادية تُذكر. تردُّ بالرفض. يُحزنها أنّ الفنانة حين يباغتها العُمر، تُهمَل. «في أوطاننا، ثمة مَن يحدُّ العطاء بسنّ الشباب. خطأ. ما دام الفنان قادراً، سيُعطي حتى النهاية؛ وإنْ حلَّ التعب، وإنْ حذَّر أطباء ونصحوه بالتروّي»، تقول لـ«الشرق الأوسط» مَن لا تغادرها البسمة.

البسمة رفيقة ليليان نمري في كل ظرف (صور الممثلة)

لا يحبطها خذلان النصوص وتجاهُل أقلام للأسماء الكبيرة، فذلك برأيها «مُعتادٌ عليه عبر الأجيال». إنما الواقع المُتوارَث يصيب بغصّة، فتتأسّف لحدِّ الفنان وتأطيره، وما ينهال من إهانات كلما أنجزَ إبداعاً خارج النمط الموضوع به. إطلالتها بفستان الزفاف في المسلسل السعودي «كرمال الولد» المُرتَقب عرضه في 13 يونيو (حزيران) الحالي، كشفت المحدودية حين أهانت تعليقاتٌ، وأساء معلِّقون لامرأة ترتدي الأبيض في سنٍّ يحيلها بعضٌ على اليأس والانطفاء.

بالأبيض مع المخرج منير الزعبي والممثل حبيب الحبيب (صور ليليان نمري)

فوجئت في السعودية بأنها معروفة أكثر مما ظنَّت: «أعتقد أنّ للمسلسلات المشتركة فضلاً في الانتشار. دعونا لا نختبئ خلف إصبعنا. هذه المسلسلات تعطي الممثل فرصة، وأنا في صفّها. شرطي ألا تتسبّب بغبن الممثل اللبناني وتُبقيه على الهامش. تاريخنا الدرامي موجود، لكنه لم ينتشر كما ينبغي. التلفزيون في لبنان كان أول ما بثَّ بالألوان في الستينات بمنطقة الشرق الأوسط، لكنّ ندرة القنوات حدَّت من الانتشار اللبناني المُنصِف».

مع القدير عبد العزيز السكيرين (صور ليليان نمري)

المسلسل كوميدي- اجتماعي- عائلي من 10 حلقات، تؤدّي فيه شخصية «نسرين»، والدة البطل السعودي حبيب الحبيب. «أطلُّ في ختام الحلقة الخامسة ويحمل الدور مفاجآت. لستُ ضيفة عابرة، بل مؤثّرة في صلب القصة». الإخراج للسوري منير الزعبي، والكتابة للسعودي عبد العزيز المدهش، مع السعوديين راشد الشمراني، وعبد العزيز السكيرين، وعلي الحميدي، وعهود السامر، وعجيبة الدوسري؛ والإنتاج لشركة «وجهة نظر». تزور المملكة آتية من لبنان، لتنطلق الأحداث. تقول إنّ كثراً يستوقفونها في الشارع من أجل هذا السؤال: «أين الكوميديا اليوم؟ مشتاقون! لسنا نحتمل مزيداً من العنف والسياق الباكي». جوابها: «تبدو هذه رغبة الجمهور». يعيدها المسلسل إلى متعة الغَرْف من أعماقها الطريفة، فتتزامن الضحكة مع مواقف حادَّة تُجسّدها امرأة تُجاهر بالحق.

مع الممثل السعودي حبيب الحبيب (صور ليليان نمري)

4 مرّات أطلّت بفستان زفاف على الشاشة، ومرّة على المسرح. تقول: «أحببتُ رؤية نفسي مجدّداً بالأبيض». لكنَّ بعضاً نغَّص الفرحة، حين اختيرت عناوين من النوع الأصفر. كتبت مواقع إلكترونية أنّ ليليان نمري تزوّجت سعودياً، لتنمّ تعليقات عن سواد النفوس. بعضٌ انتقد العُمر، وآخرون الزواج نفسه، وبعضٌ ثالث نصح العريس بالزواج من عروس «أجمل»! تكشف أنها تمتنع عن إجراء مقابلات إلا ما نَدَر، لميل عناوين هذه الأيام إلى إهانة الفنان. إحباطٌ من كل صوب، لكنّ ابنة الممثل القدير عبده نمري، أحد مؤسِّسي المسرح الهزلي في لبنان، تأبى إلا الصمود في وجه العصف.

تبادُل الضحكة مع السعودية عهود السامر (صور ليليان نمري)

تذكُر للوالد قولاً: «ليس ثمة دور صغير أو كبير. الممثل هو الصغير أو الكبير». ذلك رداً على سؤال عن إنصافها في مسلسل «كرمال الولد». إطلالتها في 5 حلقات من 10، «عادلة، خصوصاً أنّ الدور يحمل الأثر». المريح أنها لم تُساوم وتضطر إلى التنازُل من أجل المال: «ثمة مَن يفعل، لاعتماده أسلوب حياة لا يقبل بالأقل. درّبتني الحرب على شراء ما أحتاج إليه، لا ما أرغب فيه. وتعلّمتُ الخياطة. أعيش الرفاهية بمنظور خاص: أحافظ على صحتي، أحضُر في أماكن أحبّها وتليق بي. لستُ من المهووسين بالمظاهر، فيضطرّهم جَمْع المال إلى القبول بالخواء».

تتطلّع إلى الاختيار بين 3 مسرحيات: «إحداها كانت حُلمي. ما لم يحدُث ما يغيّر الخطط، سأقفُ على الخشبة».


مقالات ذات صلة

ورد الخال لـ«الشرق الأوسط»: عالم «السوشيال ميديا» لا يشبهنا

الوتر السادس تأسف لغياب الدراما المحلية الى حدّ كبير (ورد الخال)

ورد الخال لـ«الشرق الأوسط»: عالم «السوشيال ميديا» لا يشبهنا

قد تكون الممثلة ورد الخال من بين الفنانين القلة الذين يحظون بمحبة غالبية اللبنانيين، ويعدّونها وجهاً قريباً إلى قلوبهم، ونموذجاً للمرأة اللبنانية الأنيقة.

فيفيان حداد (بيروت)
الوتر السادس ماجد المصري (حسابه على {إنستغرام})

ماجد المصري لـ«الشرق الأوسط»: زوجة واحدة تكفي

يصف الفنان ماجد المصري تجربته في مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي» بأنها «كانت رائعة، رغم المشاكل والأزمات التي لاحقته عقب عرض المسلسل».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الوتر السادس ترفض إجراء جراحة لخفض وزنها ({الشرق الأوسط})

ويزو لـ«الشرق الأوسط»: لا أفضل تصدر البطولة راهناً

عدّت الممثلة المصرية دينا محسن الشهيرة بـ«ويزو»، إحدى نجمات «مسرح مصر»، فيلم «اللعب مع العيال» «أهم فيلم في حياتها»

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق الممثل التونسي ظافر العابدين يتوسّط مجموعة من المعجبات خلال مشاركته في فعاليات مهرجان «عمّان السينمائي» (إدارة المهرجان)

ظافر العابدين: مستمر في الإخراج بعد فيلمي السعودي «إلى ابني»

يتحدّث الفنان التونسي ظافر العابدين عن تجربته السينمائية؛ إذ يستعدّ لإخراج فيلمه الثالث بعد «غدوة» و«إلى ابني»، وللإطلالة ضمن فيلم فلسطيني.

كريستين حبيب (عمّان)
يوميات الشرق راندا البحيري خلال أحدث ظهور تلفزيوني لها (حسابها على فيسبوك)

الشرطة المصرية تلاحق «أعداء الدكش» لـ«التشهير» براندا البحيري

أبدت الأجهزة الأمنية المصرية اهتماماً بالبلاغ الذي تقدمت به الفنانة راندا البحيري وتتهم فيه مجموعة تحمل اسم «أعداء الدكش» على مواقع التواصل بـ«التشهير بها».

رشا أحمد (القاهرة)

فيلم «هجرة»... رحلة ملهمة للبحث عن الذات

تحاول المخرجة تسليط الضوء على حكاية المهاجرين في فيلم ببُعد عالمي (الشرق الأوسط)
تحاول المخرجة تسليط الضوء على حكاية المهاجرين في فيلم ببُعد عالمي (الشرق الأوسط)
TT

فيلم «هجرة»... رحلة ملهمة للبحث عن الذات

تحاول المخرجة تسليط الضوء على حكاية المهاجرين في فيلم ببُعد عالمي (الشرق الأوسط)
تحاول المخرجة تسليط الضوء على حكاية المهاجرين في فيلم ببُعد عالمي (الشرق الأوسط)

تعكف المخرجة السعودية شهد أمين، على إنهاء مرحلة المونتاج لفيلمها «هجرة»، الذي يسلط الضوء على قصص المهاجرين الذين استقروا في البلاد بعد الحج، ودور المرأة في هذا السياق. الفيلم من نوعية أفلام الطريق، تم تصويره على مدى 55 يوماً في 8 مدن سعودية مختلفة، ومن المتوقع عرضه قريباً في صالات السينما.

في حوار مع «الشرق الأوسط» قالت المخرجة شهد أمين، إن الفيلم يركز على المرأة وحضورها القوي في تاريخ المملكة العربية السعودية، مضيفةً أن القصة تصوّر شخصيات نسائية من أجيال مختلفة «بدايةً من (الجدة)، ووصولاً إلى بطلتنا الصغيرة (جنى)، التي تحاول فهم الأجيال المختلفة من نساء عائلتها».

مشهد من الفيلم الذي هو حالياً في مرحلة المونتاج ومن المنتظر عرضه قريبًا في السينما (الشرق الأوسط)

يتعمّق الفيلم في شخصياته، حيث تظهر الصراعات العميقة بين هذه الأجيال، حسب المخرجة، التي تضيف: «كل واحدة منهن تبحث عن حرية وصوت يخصّها وحدها، هنالك تساؤلات كثيرة يطرحها هذا الفيلم، من خلال رحلة تكشف لنا المملكة العربية السعودية بجغرافيتها الساحرة، وثقافاتها المتنوعة، وتاريخها العريق».

قصة «هجرة»

تبدأ قصة «هجرة» في مدينة الطائف، مروراً بمكة المكرمة، حيث تختفي الفتاة «سارة»، وتبدأ الجدة والطفلة «جنى» في البحث عنها، متجهات إلى الشمال، ومن هنا ينتقل الفيلم إلى الصحراء، ثم يستقر في جبال تبوك الثلجية. وتتابع شهد أمين قائلة: «إنها رحلة ملهمة، تبحث بها الشخصيات مع المشاهدين عن ذواتهن، من خلال اكتشاف البلد الذي يعشن فيه».

يتناول الفيلم رحلة بحث الجدة وحفيدتها المليئة بالمفاجآت (الشرق الأوسط)

ما بعد الحج

تقول المخرجة عما يميز فيلمها: «هو يختلف عن بقية أفلامي، التي آثرتُ أن تدور أحداثها في عالم الواقع، أو عالم الفانتازيا، تدور أحداث هذا الفيلم في الواقع، وفي السعودية تحديداً، وتتناول القصة موضوع الحج؛ كوني من جدة فأنا أدرك مدى تأثير الحج على مجتمعنا، حيث اختار العديد من الحجاج البقاء في مدن مثل مكة، والمدينة، وجدة، والطائف، بعد إتمام فريضة الحج، ونتيجة لذلك أصبحت هذه المدن متعددة الأعراق والثقافات».

حكاية المهاجرين

تتابع المخرجة: «في فيلم (هجرة) أردت تسليط الضوء على حكاية المهاجرين، في فيلم يُبرز أن السعودية كانت دائماً ملاذاً للمسلمين، الذين جاءوا إليها للبحث عن وطن جديد». وتشير شهد أمين إلى أن ما شدّها لهذا الفيلم هو كونه من أفلام الطريق داخل المملكة، حيث تحاول إظهار هذه البقعة الجغرافية الفريدة بطريقة لم تظهر بها من قبل، من قمم جبال الطائف إلى مدينة جدة، مروراً بصحراء العلا وشواطئ ضبا، وصولاً إلى الجبال الثلجيّة في تبوك.

قصة الحجاج وما بعد رحلة الحج تظهر في الفيلم (الشرق الأوسط)

وبسؤالها عن أبرز التحديات التي واجهت هذا العمل، تجيب: «من أصعب الأمور التي واجهناها التنقل من منطقة إلى أخرى، والعيش في مناطق بعيدة، وتحديات نقل أعداد كبيرة من الممثلين الكومبارس إلى مناطق شبه نائية».

فريق عالمي

تشيد المخرجة بفريق عمل الفيلم، وتصفهم بـ«طاقم عالمي ومحلي محترف»، وتضيف: «عملت لمدة أعوام مع صانع الأفلام محمد الدراجي منتجاً، ومن خلال (المركز العراقي) للفيلم المستقل، و(بيت أمين) للإنتاج، بدأنا في تكوين فريق العمل، المؤلَّف من المصوّر الشيلي ميغيل ليتين وفريقه، والمنتجَين فيصل بالطيور ومحمد حفظي، إلى جانب مصمّمة الأزياء السعودية مرنة الحربي، ومصمّم الديكور البريطاني كريس ريتشموند».

وأشارت شهد أمين إلى أن الفيلم مدعوم من عدة جهات، منها مهرجان البحر الأحمر، وفيلم العلا، وهيئة الأفلام، ومسابقة ضوء، ونيوم، وإثراء، وفيلم كلينيك، والمركز العراقي للفيلم المستقل، وبيت أمين، وسيني ويفز، وآديشن.

المخرجة شهد أمين (الشرق الأوسط)

وتطرّقت شهد أمين إلى الدعم المقدّم من فيلم العلا، بالقول: «دور فيلم العلا ليس مادياً فقط، بل معنوي ولوجيستي كذلك، لقد وفّر لنا الطاقم من فيلم العلا جميع المتطلبات، وقد كانوا جزءاً لا يتجزّأ من فريقنا... أنا فخورة جداً بكل ما يصنعونه لمساعدة صناع الأفلام المحليين والدوليين، ولكل ما قدّموه لي ولطاقم فيلم (هجرة)، فلقد أدهشونا بحرفيتهم وتفانيهم في صناعة هذا الفيلم».

وعن التصوير في العُلا تقول: «من أبرز وأجمل المناطق التي مررنا بها كانت منطقة العلا؛ فلقد كان التصوير بها شاعرياً جداً».

تم تصوير الفيلم في ثمان مدن سعودية بما يُظهر التنوّع الجغرافي في البلاد (الشرق الأوسط)