مصرع رائد الفضاء ملتقط صورة «شروق الأرض» من القمر بحادث تحطم طائرة

وليام أندرس كان أحد ثلاثة أشخاص في مهمة «أبولو 8» عام 1968

صورة «شروق الأرض» فوق القمر التي التقطها أندرس في 24 ديسمبر 1968 خلال مهمة «أبولو 8» (أ.ف.ب)
صورة «شروق الأرض» فوق القمر التي التقطها أندرس في 24 ديسمبر 1968 خلال مهمة «أبولو 8» (أ.ف.ب)
TT

مصرع رائد الفضاء ملتقط صورة «شروق الأرض» من القمر بحادث تحطم طائرة

صورة «شروق الأرض» فوق القمر التي التقطها أندرس في 24 ديسمبر 1968 خلال مهمة «أبولو 8» (أ.ف.ب)
صورة «شروق الأرض» فوق القمر التي التقطها أندرس في 24 ديسمبر 1968 خلال مهمة «أبولو 8» (أ.ف.ب)

توفي رائد الفضاء الأميركي المتقاعد وليام أندرس، الذي كان أحد أول ثلاثة أشخاص داروا حول القمر، والتقط صورة «شروق الأرض» الشهيرة خلال مهمة «أبولو 8» التابعة لإدارة الطيران والفضاء (ناسا) عام 1968، أمس (الجمعة) في حادث تحطم طائرة صغيرة في ولاية واشنطن عن عمر يناهز 90 عاماً.

وأشاد بيل نيلسون، مدير ناسا، بأندرس على وسائل التواصل الاجتماعي بنشر الصورة الأيقونية للأرض وهي تشرق فوق أفق القمر، قائلاً إن الطيار السابق بالقوات الجوية «قدم للإنسانية إحدى أقيم الهدايا التي يمكن أن يقدمها رائد فضاء»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز».

رائد الفضاء الأميركي وليام أندرس في صورة تعود لعام 2009 (أ.ف.ب)

وذكرت صحيفة «سياتل تايمز»، نقلاً عن جريج ابن أندرس، أن أندرس كان يقود الطائرة بمفرده عندما سقطت قبالة ساحل جزيرة جونز، وهي جزء من أرخبيل جزر سان خوان شمالي سياتل، بين واشنطن وجزيرة فانكوفر في كولومبيا البريطانية.

ووفقا لقناة «كيه سي بي كيو»، إحدى القنوات التابعة لشبكة «فوكس» في تاكوما، كان أندرس، وهو من سكان مقاطعة سان خوان، يقود طائرة قديمة يملكها ذات محرك واحد تابعة للقوات الجوية من طراز تي - 34 منتور.

صورة لوليام أندرس التقطت عام 1967 (أ.ف.ب)

وأظهرت لقطات مصورة عرضتها القناة طائرة تهبط من السماء في هبوط حاد قبل أن تصطدم بالمياه قبالة الساحل مباشرة.

انضم أندرس، وهو خريج الأكاديمية البحرية الأمريكية وطيار في القوات الجوية، إلى ناسا في عام 1963 كعضو في المجموعة الثالثة من رواد الفضاء.

صورة لرواد مركبة «أبولو 8» التي دارت حول القمر وهم من اليسار: فرانك بورمان ووليام أندرس وجيمس لوفيل (أ.ف.ب)

ولم يذهب أندرس إلى الفضاء حتى 21 ديسمبر (كانون الأول) 1968، عندما انطلقت بعثة «أبولو 8» في أول مهمة مأهولة تغادر مدار الأرض وتقطع مسافة 386 ألف كيلومتر إلى القمر.


مقالات ذات صلة

سقوط جزء من صاروخ صيني أثناء اختباره

آسيا جانب من عملية إطلاق سابقة لصاروخ صيني (أرشيفية - رويترز)

سقوط جزء من صاروخ صيني أثناء اختباره

أعلنت شركة «بكين تيانبينغ تكنولوجي»، اليوم (الأحد)، انفصال المرحلة الأولى من صاروخها «تيانلونغ-3» عن منصة الإطلاق في أثناء اختباره بسبب عيب في التصميم الهيكلي.

«الشرق الأوسط» (بكين )
الاقتصاد الوزير عبد الله السواحه لدى لقائه أموس هوكشتاين وبريت ماكغورك (وزارة الاتصالات السعودية)

الرياض وواشنطن لتعزيز الشراكة الاستراتيجية في الاقتصاد الرقمي

بحث وزير الاتصالات السعودي مع مسؤولين في البيت الأبيض توسيع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ودعم نمو الاقتصاد الرقمي وتحفيز الابتكار وتطوير صناعة الفضاء

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم محطة الفضاء الدولية (رويترز)

قمر اصطناعي روسي يتحطم في الفضاء قرب المحطة الدولية

ذكرت وكالتا فضاء أميركيتان أن قمراً اصطناعياً روسياً تحطم في مداره إلى أكثر من 100 قطعة مما أجبر رواداً في محطة الفضاء الدولية على الاحتماء في مركبتهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
يوميات الشرق محطة الفضاء الدولية (ناسا - أ.ب)

«سبيس إكس» تساعد «ناسا» على التخلص من محطة الفضاء الدولية

طلبت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) من شركة «سبيس إكس» المساعدة في تدمير محطة الفضاء الدولية عند خروجها من الخدمة في عام 2030.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
تكنولوجيا «ناسا» اختارت شركة «سبايس إكس» لتصنيع مركبة قادرة على تدمير محطة الفضاء الدولية (إ.ب.أ)

«ناسا» تختار «سبايس إكس» لمهمة تدمير محطة الفضاء الدولية

أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، أنها اختارت شركة «سبايس إكس» لتصنيع مركبة قادرة على دفع محطة الفضاء الدولية إلى الغلاف الجوي للأرض لتدميره.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

رحلة ساحرة داخل أحضان الطبيعة بتقنيات مبتكرة في «موسم جدة»

مبنى المعرض التفاعلي استُوحي تصميمه من منزل الرسام الفرنسي كلود مونيه (الشرق الأوسط)
مبنى المعرض التفاعلي استُوحي تصميمه من منزل الرسام الفرنسي كلود مونيه (الشرق الأوسط)
TT

رحلة ساحرة داخل أحضان الطبيعة بتقنيات مبتكرة في «موسم جدة»

مبنى المعرض التفاعلي استُوحي تصميمه من منزل الرسام الفرنسي كلود مونيه (الشرق الأوسط)
مبنى المعرض التفاعلي استُوحي تصميمه من منزل الرسام الفرنسي كلود مونيه (الشرق الأوسط)

عبر لوحات جمالية تمتد دون حدود؛ يمنح المعرض التفاعلي «تخيل مونيه» بإحدى وجهات «موسم جدة 2024» الترفيهي، زواره رحلة ساحرة في أحضان الطبيعة، تجسدت فيها تجليات الضوء والظل، وتغيرات الفصول، وانعكاسات السماء وسحبها وألوانها الزاهية، قبل الوقوف أمام بحيرة لمشاهدة تجسيد للوحة مونيه الشهيرة «زنابق الماء» التي ابتكر لعرضها تركيباً بانورامياً غامراً.

ويعايش زائر المعرض؛ المقام لأول مرة في جدة، تجربة فنية فريدة من نوعها تغوص به في الألوان النابضة؛ بدءاً من اللوحة الشهيرة «انطباع... شروق الشمس» (1872) وصولاً إلى سلسلة «زنابق الماء» التي استغرق رسمها 12 عاماً (1914 - 1926)، ليقدم المعرض رحلة عبر الزمن لاستكشاف عبقرية الفنان وفهمه العميق للضوء واللون.

يقدم المعرض أبرز 200 لوحة باستخدام تقنيات حديثة وتصميم مبتكر يغرق الزائر في المناظر الطبيعية (الشرق الأوسط)

«تخيّل مونيه»

تعدّ «غرفة الاكتشاف» في المعرض بوابة للتعرف على عالم الرسام الفرنسي مونيه ومسيرة حياته الفنية وإبداعاته المميزة، التي جسدت جوهر المدرسة الانطباعية وأهم مراحل حياته وأعماله.

ينقسم المعرض إلى 3 أقسام. يسلط القسم الأول الضوء على حياة مونيه ومحيطه؛ بما في ذلك عائلته وحديقته والمناظر الطبيعية التي ألهمت إبداعاته. بينما يقدم القسم الثاني عرضاً لسلسلة اللوحات المميزة التي أبدعها مونيه؛ منها «انطباع... شروق الشمس» و«وزنابق الماء» و«أكوام القش» و«كاتدرائية روان» و«محطة سان لازار»... وغيرها، فيما تقدم «الغرفة الغامرة» تجربة استثنائية لعشاق الفن من خلال عرضها لوحات مونيه بأعلى جودة ممكنة لتشعر الزائر بأنه يعيش داخل هذه اللوحات في غرفتين بيضاويتين كبيرتين تشكلان علامة اللانهاية. ويختتم المعرض بتجسيد ساحر لحديقة مونيه في بلدة جيفرني الفرنسية.

ويستعرض المعرض عبر «الغرفة الغامرة» أبرز 200 لوحة باستخدام تقنيات حديثة وتصميم مبتكر يدخل الزائر في المناظر الطبيعية من كل زاوية؛ من خلال ابتكار سمعي وبصري عبر تقنية «إجمالي الصورة»، التي حررت الصورة من إطارها التقليدي واستغلت المساحة المعروضة لتقديم عرض بزاوية 360 درجة على الجدران والأرضيات.

ترتبط أعمال مونيه ارتباطاً وثيقاً بمنطقة نورماندي حيث أيقظت شواطئ المدينة عين الرسام الناشئ (الشرق الأوسط)

يقول عبد الله إبراهيم؛ أحد المرشدين في المعرض، لـ«الشرق الأوسط» إن «الغرفة الغامرة» في المعرض تقدم تجربة استثنائية لعشاق الفن من خلال الإسقاط السردي للوحات على مساحة واسعة بصورة آسرة، مبيناً أن الغرفة تضم 24 «بروجكتر» تعكس الصورة إلى 3 آلاف بكسل، لافتاً النظر إلى إمكانية عرض لوحة واحدة أو مجموعات لوحات متصلة خلال عمليات الإسقاط السردي الواحد بزمن يقدر بـ40 ثانية، مشيراً إلى أن أبرز اللوحات يجري استعراضها بشكل كامل على مدار 32 دقيقة.

المعرض قدم رحلة ساحرة بأحضان الطبيعة تجسدت فيها تجليات الضوء والظل وتغيرات الفصول وألوان السماء الزاهية (الشرق الأوسط)

المدرسة الانطباعية

في مطلع سبعينات القرن التاسع عشر، برز اتجاه فني جديد على هامش المعارض الرسمية التي كانت تهيمن عليها الأعمال الأكاديمية التقليدية. تميز فنانو هذا الاتجاه؛ ورائدهم كلود مونيه، برسمهم في الهواء الطلق، متحررين من قيود القواعد والأطر التي فرضتها عليهم الفنون الأكاديمية.

وفي عام 1874 نظمت مجموعة من هؤلاء الفنانين معرضاً خاصاً بهم، عرض مونيه خلاله لوحته الشهيرة «انطباع... شروق الشمس» لتثير اللوحة السخرية بعدما أطلق عليها اسم «الانطباعية» استهزاءً بأنها غير مكتملة.

بيد أن مونيه احتضن هذا المصطلح، مؤكداً على أن الفن مجرد انطباع لحظي يتغير مع كل لحظة، ولم يعد الرسام الانطباعي يهتم بتصوير الأشياء بدقة فوتوغرافية؛ بل يركز على التقاط الضوء والظل والحركة كما تراها العين في لحظة محددة، وبدلاً من التركيز على الشيء أو الموضوع في حد ذاته؛ يتجه بالاهتمام إلى المسافة التي تفصله عن هذا الموضوع؛ تلك المساحة التي تضفي عليه الغموض والسحر.

وتأثرت الحركة الانطباعية بشكل كبير بالمطبوعات اليابانية في ستينات القرن التاسع عشر بشكل كبير، والتي تميزت بألوانها الزاهية وتركيباتها غير التقليدية ومناظرها الفريدة.

عبد الله بن صليح يشرح لزوار المعرض عن أشهر أعمال الرسام الفرنسي كلود مونيه (الشرق الأوسط)

وفرة اللوحات الفنية

تميز إبداع مونيه بوفرة اللوحات التي رسمها ضمن سلاسل فنية، مثل «زنابق الماء» و«أشجار الحور» و«أكوام القش» و«كاتدرائيات روان» و«محطة سان لازار» و«مقاعد البرلمان»... وفي كل سلسلة كان يضحي بالتفاصيل الدقيقة ليركز على نقل الشعور، منتجاً كل لوحة بدافع من الإلحاح لالتقاط لحظة عابرة.

وكشفت هذه السلاسل عن التدفق المتغير بين المشاهد والأشياء، مبرزة الهواء والضوء والانطباع. وفي كل سلسلة جديدة كان يبرز تطور واضح في أسلوب مونيه، خصوصاً من ناحية التركيب، ووصل هذا التوجه إلى ذروته في سلسلة «زنابق الماء» التي تعدّ أهم إنجازاته الفنية؛ حيث فقد الشكل أهميته لمصلحة الملمس اللوني للوحة.

ولم يكتفِ مونيه بنقل الواقع كما هو؛ بل تجاوز ذلك نحو آفاق جديدة، فمع كل لوحة جديدة ابتعد نهجه البصري أكثر فأكثر عن التصوير الواقعي، واتجه الشكل تدريجاً نحو التمثيل التجريدي.

تجسيد ساحر لحديقة مونيه في بلدة جيفرني الفرنسية بالمعرض التفاعلي (الشرق الأوسط)

تناغم فريد

وتتجلى مشاعر الانسجام والسكينة بوضوح في لوحة «جسر المشاة» الياباني، وبركة «زنبق الماء» التي رسمها مونيه عام 1899؛ حيث تظهر اللوحة تناغماً فريداً بين مكونات المشهد، فتتداخل الظلال الخضراء والصفراء وتتدفق بسلاسة عبر اللوحة. بينما يمتد الجسر المعلق كأنه خط متواصل دون نهاية، فتجذب الأزهار والنباتات المتنوعة أنظار المشاهدين وتغريهم بالدخول إلى عمق الصورة واستكشاف جمال البركة الساحرة.

المعرض سلط الضوء على حياة مونيه ومحيطه... بما في ذلك عائلته وحديقته والمناظر الطبيعية التي ألهمت إبداعاته (واس)

نشأة مونيه

وُلد مونيه في باريس عام 1840؛ حيث درس الرسم، ونظم معارضه الأولى في العاصمة الفرنسية، قبل أن تستقر عائلته في أرجنتوي من عام 1871 إلى عام 1878، واتسمت تلك المدة بوفرة الإنتاج الإبداعي الذي بلغ 237 لوحة؛ وهي المدة التي أشيرَ إليها بوصفها «ذروة الرسم الانطباعي».

المعرض قدم رحلة عبر الزمن لاستكشاف عبقرية الفنان وفهمه العميق للضوء واللون (الشرق الأوسط)