راغب علامة لـ«الشرق الأوسط»: «شو عامل فيّي» تفوز بالإجماع

الفنان اللبناني يستعدّ لإطلاق مزيدٍ من الأغاني ولإحياء حفلٍ في «كازينو لبنان»

الفنان اللبناني راغب علامة (إدارة أعماله)
الفنان اللبناني راغب علامة (إدارة أعماله)
TT

راغب علامة لـ«الشرق الأوسط»: «شو عامل فيّي» تفوز بالإجماع

الفنان اللبناني راغب علامة (إدارة أعماله)
الفنان اللبناني راغب علامة (إدارة أعماله)

أخرجَ راغب علامة أغنية كان قد خبّأها في الأدراج أكثر من 3 سنوات، نفض الغبار عنها وألبسَها رداءً عربياً من دون أن يجرّدها من هويّتها الموسيقية اليونانيّة. أطلق عليها عنوان «شو عامل فيّي» وفور إصدارها انطلقت الاستماعات صعوداً.

عن أحدث أغانيه التي تُحقق نجاحاً كبيراً على الساحتين اللبنانية والعربية، يتحدّث علامة لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «حضّرناها على نارٍ هادئة حتى يكون كل حرفٍ في مكانه». لم يتردّد في تسجيلها وإعادة توزيعها مراتٍ عدّة قبل أن تبلغ الشكل الذي أراده لها.

أبقى على لحن المؤلّف اليوناني كرياكوس بابادوبولوس، الذي سبق أن تعاون معه في أغانٍ مثل «اتركني لحالي» و«اشتقتلّك أنا». أما الكلام فوضعه الشاعر محمد علي عثمان، فيما تولّى ناصر الأسعد توزيع الأغنية بحلّتها الجديدة. «لا مانع إطلاقاً من الاستعانة بألحانٍ جرى تقديمها سابقاً في الغرب. لو كان هذا الأمر يشكّل عقدة بالنسبة لي، لما كنتُ كرّرتُ هكذا تجربة»، يؤكّد علامة.

استعان علامة بلحن يوناني في أغنيته الجديدة «شو عامل فيّي» (إدارة أعماله)

ليس صحيحاً أن النجاحات ما عادت تؤثّر في راغب بعد 4 عقودٍ في عالم الفن. «كلّما قدّمت عملاً ناجحاً يعلّم في الناس، تزيد فرحة قلبي مائة مرة»، يقول الفنان اللبناني. يتابع الأصداء ويعلّق عليها: «الكبار والصغار، اللبنانيون وغير اللبنانيين... الجميع متفاعل مع (شو عامل فيّي). هناك إجماع عليها، فهي دخلت القلوب كلّها من دون استئذان».

حتى إن المغنّي اليوناني نيكوس فيرتيس الذي كان قد قدّم النسخة الأصلية سابقاً، اتّصل بعلامة ليهنّئه. كذلك الأمر بالنسبة إلى الملحّن الذي تابع التحضيرات خطوة بخطوة، وأُعجب بالنتيجة، إذ إنها نقلت الأغنية من دراما وحزن النسخة اليونانية ومنحتها بُعداً رومانسياً إيجابياً. وقد أضفى الفيديو كليب الذي جرى تصويره كذلك في اليونان، مزيداً من البساطة والرومانسية إلى معاني الأغنية.

يختصر علامة سرّ نجاح الأغنية بأنها «صادقة». يوافق كذلك على أنها حرّكت الحنين إلى قديمه من أعمالٍ كلاسيكيّة عاطفية تأخذ مستمعيها إلى الحلم. يعلّق على الأمر: «هذا ما أسمعه من الناس، لكنّي لم أتعمّد العمل على الأغنية بشكلٍ يحيي النوستالجيا إلى أرشيفي. لعلّني أعدتُ المزاج الكلاسيكي إلى الأغنية العربية من خلالها، والأمر يُفرحني لأن هذا النوع من الأغاني تحديداً يعني لي الكثير، وأؤدّيها من قلبي».

وبالحديث عن الحنين إلى أغانيه العاطفية القديمة التي ساهمت بشكلٍ كبير في صعوده إلى الضوء خلال البدايات، يؤكّد أنّ «مشروع إعادة إحياء الـoldies بتوليفة موسيقية مختلفة يُحضّر بهدوء ومن دون استعجال، لكنّ الأولويّة حالياً هي للإصدارات الجديدة». ويضيف أنّ نسَخاً من تلك الأغاني هي قيد الإعداد لكنها لم تجهز بعد.

إعادة إحياء أغاني علامة القديمة مشروعٌ يُطبخ على نار هادئة (إدارة أعماله)

«شو عامل فيّي» هي ثاني إصدارات علامة خلال 2024 بعد «التقيل تقيل» التي أطلقها في أبريل (نيسان) الماضي. «لستُ مقلاً في الإنتاج لكنّ أحداث غزة والإجرام الذي يتعرّض له أهلها فرض فترة من الصمت»، يشرح علامة.

هو يمضي معظم وقته حالياً في الاستوديو، حيث يضع اللمسات الأخيرة على أغنية ستصدر خلال شهر. وهي لن تكون الوحيدة في موسم الصيف، إذ إنّ علامة يَعِدُ بأكثر من إصدارٍ وفيديو كليب وحفلة. أولى تلك الحفلات ستكون في «كازينو لبنان» في 17 يونيو (حزيران) الجاري بمناسبة عيد الأضحى. يلتقي جمهوره اللبناني ليقدّم لهم مجموعة كبيرة من أغانيه القديمة والجديدة. يلاحظ أنّ الجمهور يطلب مؤخراً «التقيل تقيل» ويستمتع بها في الحفلات. يقول إنّ هذه الأغنية التي كتبها أحمد حسن راوول ولحّنها أحمد الزعيم، «لا تشبه أي شيء آخر وموضوعها لافت وقد كان الشاعر ذكياً في صياغة كلماتها». ويلفت إلى أنّ مشاركة الممثلة اللبنانية زينة مكّي في الفيديو كليب الذي أخرجته فرح علامة، شكّلت إضافة إلى العمل ككلّ.

منذ «يا ريت فيّي خبّيها» التي أنبأت بنجاحه عام 1986، مروراً بـ«قلبي عشقها» (1990)، و«توأم روحي» (1995)، وصولاً إلى «سنين رايحة»، و«اللي باعنا»، و«شو عامل فيّي»، وغيرها الكثير من الأغاني التي كرّست استمرارية راغب علامة، لم يتكاسل الفنان يوماً. كلّما مضت سنة وكلّما عبر نجاحاً، كان يواظب على إعادة ابتكار نفسه.

اليوم، وفي زمنٍ حتى الأغنية دخلت فيه عصر «الترند»، يؤكّد علامة أنه لا يركب أي موجة موسيقية. «كما فعلت دائماً، أنا أتبع إحساسي وأعتمد على خبرتي»، يقول. «الأغنية التي تعجبني أعمل عليها، وفي حال أعجبني الموضوع ولم يَرُق لي اللحن مثلاً، أغيّر اللحن والعكس صحيح».

من جولة علامة الأخيرة في الولايات المتحدة الأميركية (إنستغرام)

يستعدّ راغب علامة لمجموعة من الحفلات، فإلى جانب حفل «كازينو لبنان» ستكون لديه محطّات في الساحل الشمالي في مصر، وفي قرطاج في تونس، وفي المغرب. الترحالُ جزءٌ أساسي من الرحلة، واللقاء مع الجماهير حول العالم يمنح الفنان سعادة من نوعٍ آخر، وفق تعبيره.

عاد للتوّ من جولة في الولايات المتحدة وكندا حيث، وكما يقول علامة: «الجمهور هو من الأحلى على الإطلاق وأنا بشوقٍ دائم لملاقاته». يضيف أنه يتشارك وإيّاهم النجاح والتفاعل والذكريات الجميلة منذ 25 عاماً، أما أكثر ما يؤثّر فيه فهو إصرار هؤلاء العرب المغتربين عن بلادهم، على عدم تفويت حفلاته. «منهم مَن يجلب معه إلى الحفلة صوراً التقطوها معي قبل 20 سنة، من أجل أن يُروني إيّاها»، هكذا يختصر علامة الامتنان للحب المتبادل بينه وبين جمهوره.


مقالات ذات صلة

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

يوميات الشرق مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

«مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل».

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

ما أن تم الإعلان عن خبر الرحيل المفاجئ للملحن المصري محمد رحيم حتى سيطرت أجواء حزينة على الوسط الفني عامة والموسيقي خاصة بمصر.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت «الأوركسترا السعودية» أجمل الألحان الموسيقية في ليلة ختامية كان الإبداع عنوانها على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الوتر السادس أحمد سعد سيطرح ألبوماً جديداً العام المقبل (حسابه على {إنستغرام})

أحمد سعد لـ«الشرق الأوسط»: ألبومي الجديد يحقق كل طموحاتي

قال الفنان المصري أحمد سعد إن خطته الغنائية للعام المقبل، تشمل عدداً كبيراً من المفاجآت الكبرى لجمهوره بعد أن عاد مجدداً لزوجته علياء بسيوني.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الوتر السادس الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})

بشرى لـ«الشرق الأوسط»: الغناء التجاري لا يناسبني

وصفت الفنانة المصرية بشرى الأغاني الرائجة حالياً بأنها «تجارية»، وقالت إن هذا النوع لا يناسبها

أحمد عدلي (القاهرة)

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
TT

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)

أصبحت سيدة تبلغ 61 عاماً أكبر امرأة تلد طفلاً في مقدونيا الشمالية، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في الدولة الواقعة في منطقة البلقان، الثلاثاء.

ولجأت الأم الجديدة -التي لم يُكشف عن هويتها- إلى التخصيب المخبري، وفق مديرة العيادة الجامعية لأمراض النساء والتوليد في سكوبيي إيرينا، ألكسيسكا بابستييف.

وأضافت ألكسيسكا بابستييف أن المرأة الستينية خضعت سابقاً لعشر محاولات تلقيح اصطناعي، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ولا تفرض مقدونيا الشمالية أي حد عمري على النساء اللائي يسعين إلى التخصيب في المختبر.

وخرجت الأم والمولود الجديد من المستشفى الثلاثاء، ويبلغ الأب 65 عاماً، حسب السلطات.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن معدل الخصوبة في مقدونيا الشمالية بلغ 1.48 طفل لكل امرأة في عام 2023.

ومنذ استقلالها في عام 1991، واجهت البلاد هجرة جماعية على خلفية ركود الاقتصاد.

ويبلغ عدد السكان حالياً 1.8 مليون نسمة، أي بانخفاض 10 في المائة تقريباً في أقل من 20 عاماً، وفق بيانات التعداد السكاني الأخير عام 2021.