توقيف متكرر لبلوغرات مصريات بتهمة «التحريض على الفجور»

وقائع توقيف متكررة لبلوغرات مصريات (حساب وزارة الداخلية المصرية على «فيسبوك»)
وقائع توقيف متكررة لبلوغرات مصريات (حساب وزارة الداخلية المصرية على «فيسبوك»)
TT

توقيف متكرر لبلوغرات مصريات بتهمة «التحريض على الفجور»

وقائع توقيف متكررة لبلوغرات مصريات (حساب وزارة الداخلية المصرية على «فيسبوك»)
وقائع توقيف متكررة لبلوغرات مصريات (حساب وزارة الداخلية المصرية على «فيسبوك»)

أثار القبض المتكرر على «بلوغرات» مصريات بالآونة الأخيرة بتهمة «التحريض على الفسق والفجور» تفاعل الجمهور وتساؤلاته بشأن طبيعة المحتوى الذي أوصلهن إلى هذا الوضع.

وتعد البلوغر المصرية سمية نستون التي تم توقيفها (السبت) أحدث البلوغرات المتهمات بـ«التحريض على الفجور».

وكان قاضي المعارضات بمحكمة التجمع الخامس بالقاهرة قرر قبل أيام تجديد حبس البلوغر المعروفة هدير عبد الرازق، 15 يوماً على ذمة التحقيقات، في اتهامها بـ«بث مقاطع فيديو مثيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحثّ على الفسق بغرض جلب مشاهدات من أجل الربح»، بحسب تحقيقات النيابة.

وقبل هدير أُلقي القبض على السيدة المعروفة إعلامياً باسم «بلوغر حلوان»، بعد اتهام زوجها لها بـ«ارتكاب أعمال منافية للآداب».

ووفق المادة 1 من «قانون مكافحة الدعارة» فإن العقوبة في جريمة التحريض على الفسق والفجور والفعل الفاضح المخل بالحياء العام، قد تصل إلى الحبس 3 سنوات.

كما تنص المادة 14 من القانون ذاته على أن «كل مَن أعلن بأي طريقة من طرق الإعلان دعوة تتضمن إغراءً بالفجور أو الدعارة أو لفت الأنظار إلى ذلك، يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على 3 سنوات».

ورأى أستاذ علم الاجتماع، الدكتور سعيد صادق أننا «أمام ظاهرة خطيرة، تتمثل في استخدام فتيات لتطبيقات ذات جماهيرية لتحقيق مكاسب سريعة دون مجهود، وعبر محتوى غير أخلاقي، كما أن بعض المراهقات قد يقدمن على السلوك نفسه بهدف جذب الاهتمام والشعور بالأهمية وتحقيق الشهرة السريعة». وفق تعبيره.

وشدد صادق في حديث لـ«الشرق الأوسط» على «ضرورة تثقيف المستخدمين حول السلوك المسؤول عبر الإنترنت، وتعزيز المحتوى الإيجابي من خلال إرشادات المجتمع، وآليات الإبلاغ، وتعزيز الثقافة الرقمية بدلاً من التركيز على إيقاف المنصة نفسها». ولفت إلى أن «سن المراهقة مع القيود تجعلان الفتيات يرغبن في التمرد على المجتمع بالرقص والغناء وأيضاً الإثارة».

وفي فبراير (شباط) الماضي، واجهت «بلوغر» أخرى تدعى سوزي أيمن الشهيرة بـ«سوزي الأردنية» تهم «نشر فيديوهات ومقاطع مسيئة للقيم الأسرية والعادات المجتمعية، وإساءة استعمال مواقع التواصل، وانتهاك حرمة الحياة الخاصة» بالتزامن مع سب والدها واستغلال شقيقتها من ذوي الاحتياجات الخاصة. وارتبط اسم سوزي بتريند «الشارع اللي وراه» الذي شهد تفاعلاً كبيراً بمصر.

ووفق الناقد الفني والخبير الرقمي محمد عبد الرحمن فإن «(تيك توك) فتح المجال أمام فئة وطبقة مغايرة للموجودين على (إنستغرام) و(فيسبوك) لتقديم محتوى لم نكن نعهده من قبل»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «بالتدريج انتقل هذا الأمر لباقي المنصات، لأنه تم اعتبار عدد المشاهدات دليل النجاح دون النظر للجانب السلبي والآثار الجانبية الخطرة».

وعدّ عبد الرحمن «تقديم فيديوهات بها ألفاظ خادشة ولقطات غير مقبولة اجتماعياً أمراً سهلاً للغاية، خصوصاً لدى الأسر المفككة التي تغيب عنها الرقابة الأبوية، حيث يغلق الأبناء أبواب حجراتهم ويصورون الفيديوهات مستغلين جهل الآباء».

وأشار إلى أن «هناك آباء وافقوا على المشاركة لاحقاً في فيديوهات مؤسفة لبناتهن، بجانب الأمهات اللاتي يظهرن مع أطفالهن، سعياً للربح السريع والسهل دون النظر للآثار السلبية».

ورغم ذلك يرى صادق أن سجن هؤلاء البلوغرات ليس حلاً، بل عدّه قمعاً يزيد من الرغبة في التمادي، مشيراً إلى أن الحل من وجهة نظره يتمثل في «الإقناع والتربية والإرشاد ولفت النظر قبل اللجوء للإجراءات الأمنية».

وهو ما يتفق معه عبد الرحمن قائلاً: «التوعية المجتمعية على نطاق واسع ضرورة ليس فقط لصناع هذه الفيديوهات وإنما لمَن يضيعون الوقت في مشاهدتها، ويجب أن تتزامن مع التوعية القانونية كي يدرك هؤلاء أنهن سيقعن تحت طائلة القانون إذا خرجت تصرفاتهن عن حدود المقبول».


مقالات ذات صلة

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق النجم الشجاع أنقذ الموقف (مواقع التواصل)

نجم «ديزني» يتخلّص من أفعى على الطائرة... ويتلقّى مكافأة

نجح نجم «ديزني»، الأسترالي أندري ريريكورا، في التخلُّص من ثعبان على طائرة «فيرجين إيرلاينز»... فماذا كانت مكافأته؟

«الشرق الأوسط» (سيدني)
يوميات الشرق إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

جرتْ العادة أن تحضُر كل مُشاركة بصحبة فتى من أبناء المشاهير والأثرياء، وأن ترقص معه «الفالس» كأنهما في حفل من حفلات القصور في عهود ملوك أوروبا.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».