عمر فاروق لـ«الشرق الأوسط»: «الجانب المظلم لليابان» ينظُر إلى المستقبل

ليس هدف الفيلم تشويه الصورة الوردية بل طرح قضية عالمية

عمر فاروق في مشهد من الفيلم (الشرق الأوسط)
عمر فاروق في مشهد من الفيلم (الشرق الأوسط)
TT

عمر فاروق لـ«الشرق الأوسط»: «الجانب المظلم لليابان» ينظُر إلى المستقبل

عمر فاروق في مشهد من الفيلم (الشرق الأوسط)
عمر فاروق في مشهد من الفيلم (الشرق الأوسط)

اشتهرت اليابان بلقب «أرض الشمس»، لكنَّ فيلماً وثائقياً خليجياً يحاول النظر إليها من زاوية جديدة، انطلاقاً من عنوانه: «الجانب المظلم لليابان». التقديم والإخراج للمؤثّر البحريني عمر فاروق الذي تحظى قناته في «يوتيوب» بأكثر من 7 ملايين مشترك. هو شاب دائم السفر لاكتشاف الدول والشعوب؛ وخلال رحلته إلى اليابان والاحتكاك بحياة شعبها، يجد نفسه بين صراعاتهم المجهولة عن العالم. فماذا حدث؟ وهل ثمة فعلاً جانب مظلم من اليابان؟ هذا ما يحاول الفيلم الإجابة عنه.

يتحدّث فاروق لـ«الشرق الأوسط» عن فكرة العمل: «السائد أنّ اليابان هي المستقبل، ما دفعني للنظر إلى مستقبلنا من خلالها. فمَا الجانب المظلم أو الخفيّ منها على مستوى التقنية والإنسان والحياة؟». ولكن، هل أزعج عنوان الفيلم اليابانيين؟ يردّ: «لا يصحّ الحكم على المحتوى من خلال العنوان. فقد ذكرنا الجانب المظلم، وبالضرورة ثمة جانب آخر مشرق».

يحاول الفيلم إعادة النظرة إلى واقع استخدام التقنية (الشرق الأوسط)

الأفكار أهم من القصة

يحاول الفيلم الإضاءة على النظرة المختلفة، غيرها الراسخة في أذهان العالم عن اليابان بسبب تطوّرها، فيجد عمر فاروق نفسه عالقاً في أعماق الجانب المظلم. وهو فيلم من إنتاج «مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي» (إثراء)، والمنتج المنفذ «أتنفس للإبداع» و«استوديو نامان»؛ جاء عرضه العالمي الأول في «قمة سينك للاتزان الرقمي» المُقامة في الظهران قبل نحو أسبوعين. وعن أصداء هذا العرض يقول: «الأهم أنّ الناس تفاعلت مع أفكار الفيلم، وليس مع القصة فحسب. وهذا دليل على أنّ الرسائل وصلت».

وبسؤاله عن احتمال توجّهه إلى تقديم الأفلام الوثائقية، خصوصاً أنه اشتهر بفيديوهات «عمر يجرّب» المتقاطعة كثيراً مع التوثيق، يجيب: «لست متيقِّناً من التصنيف الصحيح لجميع الأعمال السابقة. الشيء المشترك هو نقل صورة حقيقية عن الواقع، مع تحيّز بسيط بصفتي المخرج. لكن إذا كان المقصود هيكل الفيلم وطوله، فنعم قد يكون هناك توجُّه لهذا الشكل».

يأتي الفيلم بإنتاج سعودي من «مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي» (الشرق الأوسط)

نظرة إلى المستقبل

من جانبه، يتحدّث المنتج في «استوديو نامان» محمد الحجري لـ«الشرق الأوسط» عن الدافع خلف إنتاج هذا الفيلم: «أصبحت التقنية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، وتضاعف استخدامنا الشاشات ليصبح أساسياً في جميع الجوانب؛ من تواصل، وعمل، وترفيه. هذا الواقع أثار اهتمامنا، ودفعنا إلى البحث عن جواب لسؤال مهم: كيف سيبدو مستقبلنا إذا استمر الاعتماد المُفرط على التقنية؟ اخترنا اليابان مسرحاً رئيسياً للفيلم لاختزالها التقدُّم التقنيّ، ولأنّ تأثيرها على مستوى التقنية الحديثة ملموس بوضوح. من خلال الفيلم، نسعى إلى تقديم رؤية عميقة للمستقبل الذي نتّجه نحوه».

وعن تحدّيات واجهها فريق العمل، يفيد الحجري بأنّ أبرزها تضمَّن إيجاد الزاوية الأمثل لتقديم القضية في سياق سرد قصصي يتفاعل معه المُشاهد. ويتابع: «دَفَعَنا هذا التحدّي إلى البحث عن موضوع يمكن للجميع الارتباط به، فركّزنا على التربية والتعليم للإضاءة على جذور المشكلة، مما ساعدنا على تقديم قضية التقنية وتأثيرها بشكل ملموس».

عمر فاروق يؤكد ضرورة ألا يُحكَم على الفيلم من عنوانه (الشرق الأوسط)

«تشويه» صورة اليابان؟

لكن البعض قد يعتقد أنّ العمل هدفه تشويه صورة اليابان الوردية، فينفي الحجري: «الهدف هو الإضاءة على قضية عالمية تؤثّر في الجميع. اليابان كانت مجرّد نقطة انطلاق لسرد قصة يمكن أن تنطبق على أي بلد يواجه التحدّيات التقنية عينها». ويضيف: «الفيلم يعرض اليابان نموذجاً لبيئة عالية التقنية، فتكون الآثار أكثر وضوحاً، ولكن الرسالة الأعمق تتعلّق بكيفية تعامل العالم بأسره مع هذه القضايا. نحن نسعى إلى فتح حوار حول تأثير التقنية في حياتنا، وليس لتوجيه النقد إلى أي دولة».

لا يتعمد تشويه الصورة الوردية عن اليابان (الشرق الأوسط)

عرض الفيلم

وعن المنصّات المتاحة للمشاهدة، يقول: «حالياً، يجول الفيلم في مختلف المهرجانات السينمائية، ونهدف إلى تقديمه لجمهور واسع والاستفادة من ردود الفعل والتقييمات. لدينا خطط مستقبلية لعرضه عبر إحدى المنصات، فيمكن للجميع مشاهدته بسهولة. نأمل من ذلك المساهمة في إثارة النقاش حول قضاياه المطروحة».


مقالات ذات صلة

نجوم مصريون يدعمون ابنة أشرف عبد الباقي في تجربتها الإخراجية الأولى

يوميات الشرق أحمد حلمي مع زينة عبد الباقي ووالدها وأبطال فيلمها (الشركة المنتجة للفيلم)

نجوم مصريون يدعمون ابنة أشرف عبد الباقي في تجربتها الإخراجية الأولى

حرص عدد كبير من نجوم الفن المصريين على دعم المخرجة الشابة زينة عبد الباقي ابنة الفنان أشرف عبد الباقي خلال العرض الخاص لفيلمها الروائي الطويل الأول «مين يصدق»

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان أمير المصري في «مهرجان القاهرة السينمائي» (صفحته على «إنستغرام»)

أمير المصري لـ«الشرق الأوسط»: خضت تدريبات شاقة من أجل «العملاق»

أكد الفنان المصري - البريطاني أمير المصري أنه يترقب عرض فيلمين جديدين له خلال عام 2025، هما الفيلم المصري «صيف 67» والبريطاني «العملاق».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

في خطوة عدّها الاتحاد الأوروبي «علامة فارقة في الشراكة الثقافية مع ليبيا»، يواصل مهرجان للأفلام الأوروبية عرض الأعمال المشاركة في العاصمة طرابلس حتى الخميس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

5 فوائد سحرية لعادات النوم الصحية

النساء اللاتي يقضين وقتاً أطول في النوم العميق أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم (رويترز)
النساء اللاتي يقضين وقتاً أطول في النوم العميق أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم (رويترز)
TT

5 فوائد سحرية لعادات النوم الصحية

النساء اللاتي يقضين وقتاً أطول في النوم العميق أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم (رويترز)
النساء اللاتي يقضين وقتاً أطول في النوم العميق أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم (رويترز)

ربما سمعتَ من قبل عن أن النوم يوصف بأنه «حبة سحرية للجسم السليم»؛ فمع الكمية المناسبة والتوقيت والجودة، يمكن أن يفعل العجائب: تقوية جهاز المناعة، وتحسين نسبة السكر في الدم، وحتى تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وقد توصلت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين من المعاهد الوطنية للصحة وجامعة نورث وسترن بالولايات المتحدة، إلى فائدة خامسة للنوم من حيث تأثيره على مستويات ضغط الدم لدى الرجال والنساء.

وجدت نتائج الدراسة المنشورة في دورية «سليب (Sleep)» أن النساء اللاتي قضين وقتاً أطول في النوم العميق - المرحلة الثالثة والأعمق من النوم - كنّ أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم إلى المستويات الطبيعية مقارنة بالنساء اللاتي قضين وقتاً أقل في هذه المرحلة. وفي الوقت نفسه، كان لدى الرجال الذين يستيقظون كثيراً بعد النوم ضغط دم أعلى من الرجال الذين استيقظوا بشكل أقل.

قالت الدكتورة ماريشكا براون، مديرة المركز الوطني لأبحاث اضطرابات النوم في المعهد الوطني للقلب والرئة والدم التابع للمعاهد الوطنية للصحة: «النوم أمر بالغ الأهمية للصحة العامة والرفاهية».

وأضافت في بيان صادر الثلاثاء: «بدأت الأبحاث في الكشف عن كيفية مساهمة خصائص النوم، مثل الوقت الذي يقضيه الشخص في كل مرحلة من مراحل النوم أو عدد مرات استيقاظه ليلاً، في التحكُّم بضغط الدم، وكيف يمكن أن يؤثر الجنس والنوع على هذه النتائج، ولكن لا تزال لدينا أسئلة لا إجابات عنها».

استخدم الباحثون بيانات النوم في المنزل لأكثر من 1100 بالغ في البرازيل لم يكن لديهم انقطاع النفس النومي المعتدل إلى الشديد، وهي حالات معروفة بالفعل بأنها مرتبطة بارتفاع ضغط الدم، على الرغم من أن بعض المشاركين كانوا يعانون من انقطاع النفس النومي الخفيف.

تراوحت أعمار المشاركين في البحث بين 18 و91 عاماً، و64 في المائة منهم نساء.

سجل الباحثون ليلة نوم واحدة باستخدام تخطيط النوم، وهو اختبار تشخيصي يقيس وظائف الجسم المختلفة، مثل موجات المخ ومعدل ضربات القلب أثناء النوم، باستخدام أجهزة استشعار موضوعة في جميع أنحاء الجسم.

وفي صباح اليوم التالي، أخذوا قراءات ضغط الدم وعينات الدم الصائم لقياس مستويات الدهون، تحديداً الكوليسترول الكلي، وكوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة، وكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، والدهون الثلاثية. وحلّلوا البيانات معاً، وأيضاً وفق الجنس.

ووثقت دراسات عدّة على مدى عقود من الزمان دوراً حاسماً للنوم في معدلات ضغط الدم، وبالتالي صحة القلب. ووجدت دراسة أجريت عام 2018 أن الأشخاص الذين ناموا أقل من 7 ساعات كان لديهم ضغط دم أعلى مقارنة بمن ناموا 7 ساعات على الأقل.

من جانبها، قالت كريستين كنوتسون، الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب والطب الوقائي في كلية فاينبرغ للطب بجامعة نورث وسترن الأميركية الباحثة المساعدة في الدراسة: «نعلم أن النوم مهم جداً لصحة القلب. لذا، نحاول معرفة المزيد عن هذا الارتباط، وكيف يمكن ربط النوم بالاختلافات بين الجنسين التي نراها في أمراض القلب والأوعية الدموية»؛ فعلى سبيل المثال، يرتبط ارتفاع ضغط الدم بشكل أقوى بالنوبة القلبية لدى النساء مقارنة بالرجال.

قالت كنوتسون إن نتائج الدراسة الحالية يمكن أن توجه العمل المستقبلي الذي يستكشف الآليات الأساسية التي قد تجعل النوم العميق على وجه الخصوص أكثر قيمة للنساء. وهذا بدوره قد يؤدي إلى علاجات جديدة تعمل على تعزيز مرحلة النوم هذه لدى النساء.

وأوضحت أن الدراسات التجريبية قد تختبر ما إذا كانت بعض التعديلات في عادات النوم يمكن أن تؤدي إلى تحسينات في ضغط الدم، وهو ما شدّدت عليه براون، قائلة: «مثل هذه الدراسات تؤكد على الطبيعة الحاسمة للنوم في الإدارة السريرية لارتفاع ضغط الدم».