«الدّولي للطبول» في مصر يبرز الفن الفلسطيني

40 فرقة تشارك في المهرجان تحت شعار «حوار من أجل السلام»

حضور لافت للفن الشعبي الفلسطيني في افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
حضور لافت للفن الشعبي الفلسطيني في افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
TT

«الدّولي للطبول» في مصر يبرز الفن الفلسطيني

حضور لافت للفن الشعبي الفلسطيني في افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
حضور لافت للفن الشعبي الفلسطيني في افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

احتفى المهرجان الدّولي للطبول والفنون التراثية في دورته الـ11 بالفن الشعبي الفلسطيني، وعلت إيقاعات رقصة الدبكة لفرقتي «الفالوجا» و«كنعان للفنون الشعبية»، خلال افتتاح المهرجان، مساء الأحد، على مسرح سور القاهرة التاريخية الشمالي في شارع المعز.

وشارك في الافتتاح نحو 40 فرقة جاءت من اليابان والبرازيل والهند وجنوب السودان وكولومبيا، والصين، وإسبانيا وموريتانيا، فضلاً عن الفرق المصرية.

وقال مؤسس ورئيس المهرجان، المخرج انتصار عبد الفتاح، إن المشاركة الفلسطينية تمت بالتواصل مع سفارتهم في القاهرة، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «بروز الفن الشعبي الفلسطيني دائم ومستمر، ووجود فرق الفنون الشعبية التي تنتمي لغزة ورام الله وباقي المدن في مهرجان الطبول لم ينقطع ولا مرة واحدة، فحضورهم بارز في كل الدورات».

ظهور بارز لفرقتي الفالوجا وكنعان الفلسطينيتين (إدارة المهرجان)

لافتاً إلى أن هذه الفرق «قد تذهب إلى الداخل الفلسطيني، لكنها تعود مرة أخرى، وهي غالباً موجودة في القاهرة وتشارك في الفعاليات المختلفة للحفاظ على التراث الشعبي والفن الفلسطيني».

وعبر رؤيته الإخراجية لحفل الافتتاح رسم عبد الفتاح للمشاركة الفلسطينية «حضوراً قوياً بشكل تلقائي وعفوي»، حسب وصفه، وذكر أنه «صدر من قلبه ببساطة وهو يرسم لوحة ظهور الفرق على المسرح، لرغبته في إبراز التعاطف العالمي مع القضية، والالتفاف حولها، خصوصاً في ظلّ ما يجري على الساحة في غزة حتى الآن». مضيفاً: «خُصّصت نهاية الاحتفالية لفرقتي الفالوجا وكنعان، وبعد انتهاء وصلتهما الفنية، عادت الموسيقى للعزف من جديد، وتعالت الأغاني عن فلسطين وحق العودة، وقد شكّلت لوحة شاركت فيها جميع الفرق تجلت جميعها في حوار إنساني برقصاتها المختلفة، وهي تحمل علم مصر وفلسطين في المقدمة، وقد امتزج الجميع مع الراقصين الفلسطينيين في منتصف المسرح».

فرقة الفنون الشعبية من جنوب السودان (إدارة المهرجان)

«وفي الدورة الحالية للمهرجان يشارك للمرة الأولى الفن الشعبي الياباني والبرازيلي»، ويوضح عبد الفتاح أن «الفنان الشعبي محمد طه كُرّم بوصفه شخصية المهرجان مع الاحتفاء بالفن الشعبي الفلسطيني»، وتابع: «في نظري يستحقّ محمد طه كثيراً من الاهتمام، فهو يحتل مكانة كبيرة في وجدان المصريين والعرب، وله لون مميّز ينفرد به في فن الموال، ولا بدّ من إحيائه مرة أخرى».

ولفت مؤسس ورئيس المهرجان إلى أن «الدورة الحالية يصاحبها معرض دولي كبير لفن العرائس والماريونت الشعبية يقام في رحاب بيت السناري وقصر الأمير طاز، ويشارك فيه فنانون من مصر وكوريا الجنوبية وبوليفيا، وينسّقه ويُشرف عليه فنان العرائس المصري محمد فوزي».

وينظم المهرجان الدّولي للطبول والفنون التراثية مؤسسة حوار لفنون ثقافات الشعوب بالتعاون مع وزارتي الثقافة والسياحة والآثار المصرية، ويستمر حتى 30 مايو (أيار) الحالي، وتقام العروض في أماكن عدّة لها طابع أثري مثل بيت السناري، في حي السيدة زينب، ومسرح السور الشمالي للقاهرة، وقصر الأمير طاز، بالإضافة إلى ساحة الهناجر في دار الأوبرا المصرية.

الفن الشعبي المصري في حفل افتتاح مهرجان الطبول (إدارة المهرجان)

كان من بين أهداف مهرجان الطبول في دورته الحالية، حسب قول مؤسس المهرجان، «السعي لاكتشاف الأشكال الشعبية والأصوات الجديدة المتميزة، لذلك قدمت دعوة مفتوحة لاكتشاف المواهب في فن الموال، ودعوت كل من لديه الموهبة ومن يغني بطريقة وأسلوب المطرب الشعبي محمد طه، للمشاركة في الفعاليات، وكانت المفاجأة كبيرة، فقد اكتشفت فنانين يستحقون الدعم».


مقالات ذات صلة

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» الذي جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، وتلعب بطولته الفنانة سلاف فواخرجي.

انتصار دردير (القاهرة)

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
TT

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)

في حوارات جدّية تتّسم بالموضوعية وبمساحة تعبير حرّة يطالعنا الإعلامي زافين قيومجيان ببرنامجه التلفزيوني «شو قولك» وعبر شاشة «الجديد» ينقل للمشاهد رؤية جيل الشباب لمستقبل أفضل للبنان.

ويأتي هذا البرنامج ضمن «مبادرة مناظرة» الدّولية التي تقوم على مبدأ محاورة أجيال الشباب والوقوف على آرائهم. اختيار الإعلامي زافين مقدّماً ومشرفاً على البرنامج يعود لتراكم تجاربه الإعلامية مع المراهقين والشباب. فمنذ بداياته حرص في برنامجه «سيرة وانفتحت» على إعطاء هذه الفئة العمرية مساحة تعبير حرّة. ومنذ عام 2001 حتى اليوم أعدّ ملفات وبرامج حولهم. واطّلع عن كثب على هواجسهم وهمومهم.

يرتكز «شو قولك» على موضوع رئيسي يُتناول في كل حلقة من حلقات البرنامج. وينقسم المشاركون الشباب إلى فئتين مع وضد الموضوع المطروح. ومع ضيفين معروفَين تأخذ الحوارات منحى موضوعياً. فيُتاح المجال بين الطرفين للنقاش والتعبير. وبتعليقات قصيرة وسريعة لا تتجاوز الـ90 ثانية يُعطي كل فريق رأيه، فتُطرح سلبيات وإيجابيات مشروع معيّن مقترح من قبلهم. وتتوزّع على فقرات محدّدة تشمل أسئلة مباشرة وأخرى من قبل المشاهدين. ولتنتهي بفقرة الخطاب الختامي التي توجز نتيجة النقاشات التي جرى تداولها.

ويوضح قيومجيان لـ«الشرق الأوسط»: «يهدف البرنامج إلى خلق مساحة حوار مريحة للشباب. ومهمتي أن أدير هذا الحوار بعيداً عن التوتر. فلا نلهث وراء الـ(تريند) أو ما يُعرف بالـ(رايتينغ) لتحقيق نسبِ مشاهدة عالية. وبذلك نحوّل اهتمامنا من محطة إثارة إلى محطة عقل بامتياز».

تجري مسبقاً التمرينات واختيار الموضوعات المُراد مناقشتها من قبل الشباب المشاركين. فالبرنامج يقوم على ثقافة الحوار ضمن ورشة «صنّاع الرأي»؛ وهم مجموعات شبابية يخضعون سنوياً لتمارين تتعلّق بأسلوب الحوار وقواعده. ويطّلعون على كلّ ما يتعلّق به من براهين وحجج وأخبار مزيفة وغيرها. فيتسلّحون من خلالها بقدرة على الحوار الشامل والمفيد. ويوضح زافين: «عندما يُختار موضوع الحلقة يجري التصويت لاختيار المشتركين. وبعد تأمين الفريقين، يلتقي أفرادهما بضيفي البرنامج. ومهمتهما دعم الشباب والوقوف على آرائهم. ونحرص على أن يكونا منفتحين تجاه هذا الجيل. فأهمية البرنامج تتمثل في التوفيق بين المشتركين بمستوى واحد. ولذلك نرى الضيفين لا يتصدران المشهدية. وهي عادة متّبعة من قبل المبادرة للإشارة إلى أن الشباب هم نجوم الحلقة وليس العكس».

يمثّل المشاركون من الشباب في «شو قولك» عيّنة عن مجتمع لبناني ملوّن بجميع أطيافه. أما دور زافين فيكمن في حياديته خلال إدارة الحوار. ولذلك تختار المبادرة إعلاميين مخضرمين لإنجاز هذه المهمة.

طبيعة الموضوعات التي تُثيرها كلّ مناظرة حالياً ترتبط بالحرب الدائرة في لبنان.

ويستطرد زافين: «عادة ما تُناقش هذه المناظرات موضوعات كلاسيكية تهمّ الشباب، من بينها الانتحار والموت الرحيم، ولكن هذه الاهتمامات تقلّ عند بروز حدث معيّن. فنحاول مواكبته كما يحصل اليوم في الحرب الدائرة في لبنان».

ضرورة فتح مطار ثانٍ في لبنان شكّل عنوان الحلقة الأولى من البرنامج. وتناولت الحلقة الثانية خدمة العلم.

ينتقد قيومجيان أسلوب بعض المحاورين على الشاشات (زافين قيومجيان)

«شيخ الشباب» كما يحبّ البعض أن يناديه، يرى زافين أن مهمته ليست سهلةً كما يعتقد بعضهم. «قد يُخيّل لهم أن مهمتي سهلة ويمكن لأي إعلامي القيام بها. فالشكل العام للبرنامج بمثابة فورمات متبعة عالمياً. والمطلوب أن يتقيّد بها فريق العمل بأكمله». ويستطرد: «يمكن عنونة مهمتي بـ(ضابط إيقاع) أو (قائد أوركسترا)؛ فالمطلوب مني بصفتي مقدّماً، التّحكم بمجريات الحلقة ومدتها ساعة كاملة. فالتجرّد وعدم التأثير على المشاركين فيها ضرورة. أنا شخصياً ليس لدي هاجس إبراز قدراتي وذكائي الإعلامي، والمقدم بصورة عامة لا بدّ أن ينفصل عن آرائه. وأن يكون متصالحاً مع نفسه فلا يستعرض إمكانياته. وهو أمر بتنا لا نصادفه كثيراً».

يقول زافين إن غالبية إعلاميي اليوم يتّبعون أسلوب «التشاطر» على ضيفهم. وهو أمر يبيّن عدم تمتع الإعلامي بالحرفية. ولنتمكّن من الإبقاء على هذا الأسلوب المرن لا بدّ أن نتدرّب على الأمر. وأن نملك الثقة بالنفس وهو ما يخوّلنا خلق مساحة حوار سليمة، تكون بعيدة عن الاستفزاز والتوتر وتأخذ منحى الحوار المريح».

يستمتع زافين قيومجيان بتقديم برنامجه «شو قولك»، ويقول: «أحب اكتشاف تفكير الشباب كما أني على تماس مستمر معهم من خلال تدريسي لطلاب الجامعة، وأنا أب لشابين».

يحضّر زافين قيومجيان لبرنامج جديد ينوي تقديمه قريباً عبر المحطة نفسها. ولكنه يرفض الإفصاح عن طبيعته. ويختم: «سيشكّل مفاجأة للمشاهد وأتمنى أن تعجبه».