الوشم يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

يرغب البعض في التعبير عن هويتهم من خلال الوشم (بيكساباي)
يرغب البعض في التعبير عن هويتهم من خلال الوشم (بيكساباي)
TT

الوشم يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

يرغب البعض في التعبير عن هويتهم من خلال الوشم (بيكساباي)
يرغب البعض في التعبير عن هويتهم من خلال الوشم (بيكساباي)

حققت مجموعة بحثية في جامعة «لوند» السويدية، في الآثار الصحية طويلة المدى للوشم، واختبرت نتائج الفريق البحثي مدى إمكانية أن يكون الوشم عاملاً خطراً للإصابة بسرطان الجهاز اللمفاوي، أو سرطان الغدد الليمفاوية.

تقول كريستال نيلسن، الباحثة في جامعة لوند، وقائدة الدراسة: «لقد حددنا الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الغدد الليمفاوية من خلال السجلات السّكانية، وجرت مطابقتهم مع مجموعة مراقبة من الجنس والعمر نفسهما، ولكنهم غير مصابين بسرطان الغدد الليمفاوية».

وتشدّد نيلسن في بيان صحافي نُشر، الجمعة، على موقع الجامعة: «عندما يُحقن حبر الوشم في الجلد، يفسر الجسم ذلك على أنه شيء غريب عنه، فيُنشط جهاز المناعة. وعليه يُنقل جزءٌ كبيرٌ من الحبر بعيداً عن الجلد إلى العقد الليمفاوية».

والجهاز اللمفاوي هو جزء من الجهاز المناعي الذي يحمي الجسم من الإصابة بالعَدوى والأمراض، ويشمل الطحال والعُقَد الليمفاوية والقنوات الليمفاوية، بالإضافة إلى اللوزتين وأجزاء أخرى من الجسم.

وعادة ما يحصل معظم الأشخاص على أول وشم لهم في سن مبكرة، ممّا يعني أنهم يتعرضون لحبر الوشم عبر مدى زمني كبير من حياتهم.

وشملت الدراسة التي نُشرت في مجلة «إي كلينكال ميديسين»، 11905 شخصاً، من بينهم 2938 شخصاً ممن أصيبوا بسرطان الغدد الليمفاوية عندما كانت أعمارهم تتراوح بين 20 و60 عاماً، وأجاب المشاركون في الدراسة على استبيانٍ في عوامل نمط الحياة لتحديد ما إذا كانوا موشومين أم لا.

وتقول نيلسن: «بعد الأخذ في الاعتبار العوامل الأخرى ذات الصلة، مثل التدخين والعمر، وجدنا أن خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية كان أعلى بنسبة 21 في المائة بين أولئك الذين رُسموا بالوشم».

وتلفت نيلسن النظر إلى أنه «من المرجح أن يرغب البعض في التّعبير عن هويتهم من خلال الوشم، وبالتالي من المهم جداً أن نتأكد من أنه آمن طبياً».

وتابعت: «من الجيد معرفة أنّ الوشم يمكن أن يؤثر على صحتك، كما أنه يجب عليك اللجوء إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك إذا كنت تعاني من أعراض مرضية تعتقد أنها قد تكون مرتبطة بالوشم.

وكانت هناك فرضية لدى المجموعة البحثية قبل الدراسة تقول بأن حجم الوشم سيؤثر على خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية، إذ كانوا يعتقدون أن الوشم على كامل الجسم، قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان مقارنة بفراشة صغيرة على الكتف، على سبيل المثال».

ولكن بشكل غير متوقع، تبين أن مساحة سطح الجسم الموشوم ليست ذات أهمية. وهو ما تعلق عليه نيلسن: «لا نعرف حتى الآن سبب ذلك. لا يمكن للمرء إلا أن يتكهّن بأن الوشم، بغض النظر عن حجمه، يسبب التهاباً منخفض الدرجة في الجسم، الذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسرطان. وبالتالي فإن الصورة أكثر تعقيداً ممّا كنا نحسبه في البداية». وأضافت: «من المهم أن نتذكر أن سرطان الغدد الليمفاوية مرض نادر وأن نتائجنا تنطبق على مستوى هذه المجموعة، لذا يجب علينا التّحقق من النتائج بشكل أكبر في دراسات أخرى».

ومن المقرر أن تواصل المجموعة البحثية إجراء دراسات أخرى فيما إذا كان هناك أي ارتباط بين الوشم وأنواع أخرى من السرطان. كما سيجرون المزيد من الأبحاث عن الأمراض الالتهابية الأخرى لمعرفة ما إذا كانت مرتبطة بالوشم.


مقالات ذات صلة

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

صحتك الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

أظهرت دراسة ألمانية أن برنامجاً يركز على التدريبات البدنية يمكن أن يحسن جودة الحياة لدى مرضى سرطان الثدي النقيلي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الدكتور وونغ - كي كيم الباحث الرئيسي في الدراسة (جامعة تولين)

دواء جديد يقضي على الإيدز في خلايا الدماغ

توصلت دراسة أميركية إلى أن دواء تجريبياً قد يساعد في التخلص من فيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز» (HIV) من الخلايا المصابة في الدماغ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق ما هو التفكير المُفرط

«كفأرٍ يركض على عجلة»... 15 عادة تؤدي للإفراط في التفكير

هل شعرت يوماً أن عقلك عبارة عن فأر يركض على عجلة، ولا يتوقف أبداً للراحة؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شرب الكحول مرة أو مرتين في اليوم يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان (أ. ف. ب)

دراسة جديدة تحذر… شرب الكحول مضر بالصحة

تُشير دراسة جديدة إلى أن الفكرة السائدة بأن الفرنسيين يتمتعون بمعدلات منخفضة نسبياً لأمراض القلب لأنهم يشربون النبيذ الأحمر هي فكرة خاطئة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك دراسة جديدة تُحذر: الدهون في البطن قد تزيد من خطر الإصابة بمرض «ألزهايمر»

دراسة جديدة تُحذر: الدهون في البطن قد تزيد من خطر الإصابة بمرض «ألزهايمر»

يجب أن نركز على توزيع الدهون والعضلات حول أجسامنا والعلاقة بين الاثنين، وفقاً لأحدث الأبحاث.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.