ظهور «غير متزن» لأحمد الفيشاوي يشغل الجمهور

على هامش عرض فيلمه الجديد «بنقدر ظروفك»

على هامش العرض الخاص للفيلم (صفحة الفنان أحمد الفيشاوي على «إنستغرام»)
على هامش العرض الخاص للفيلم (صفحة الفنان أحمد الفيشاوي على «إنستغرام»)
TT

ظهور «غير متزن» لأحمد الفيشاوي يشغل الجمهور

على هامش العرض الخاص للفيلم (صفحة الفنان أحمد الفيشاوي على «إنستغرام»)
على هامش العرض الخاص للفيلم (صفحة الفنان أحمد الفيشاوي على «إنستغرام»)

انشغل الجمهور بالظهور الأحدث للفنان أحمد الفيشاوي على هامش عرض فيلمه الجديد «بنقدر ظروفك»، حيث تصدر «الترند» على «إكس»، الخميس، بتداول مقطع فيديو له على نطاق واسع، يتحرك خلاله بطريقة اعتبرها متابعون «غير متزنة».

وبرز العديد من التعليقات على «إكس» التي تنتقد ظهور أحمد الفيشاوي خلال العرض الخاص وهو يتحدث بطريقة غريبة ويصفق ويضحك ويتحرك بشكل يبدو عليه عدم الاتزان. وكتب صاحب حساب على «إكس» باسم «عمر»، متسائلاً بعد نشر الفيديو: «ما أعرفش البني آدم بيعمل في نفسه كده ليه؟».

https://x.com/gorgeous4ew/status/1793361766971588621

في حين نشر حساب باسم «يقطينة» على «إكس» الفيديو المتداول وعلق عليه: «شوفت الفيديو ومشكلتي مع البشر اللي بتقرر تصور حد في الحالة دي وتعرضها على الملأ كإنها سقطة وحقيقي هم الخطر الحقيقي مش أحمد الفيشاوي».

https://x.com/Marmiinaa/status/1793364545529893053

وشهد العرض الخاص لقاءات إعلامية مع نجوم الفيلم من بينهم مي سليم التي قالت في أحد اللقاءات الإعلامية تعليقاً على ما بدا كأنه «تصرفات غريبة من بطل الفيلم أحمد الفيشاوي» قائلة إنه «مختلف... الفيشاوي أصلاً مختلف».

ويدور فيلم «بنقدر ظروفك» حول قصة حب في حارة شعبية وسط ظروف حياتية صعبة، ويشاركه البطولة مي سليم ونسرين طافش ومحمود حافظ ومحمد محمود وعارفة عبد الرسول، والفيلم من إنتاج وتأليف سمير النيل وإخراج أيمن مكرم.

الملصق الدعائي للفيلم (صفحة الفنان أحمد الفيشاوي على «إنستغرام»)

وخلال العرض الخاص قام الفيشاوي بنثر الحلوى على الحضور، كما التقط صوراً مع بعض الحضور، لتكون مثار تعليقات «سوشيالية» أيضاً.

وعرف أحمد الفيشاوي بصفته أحد النجوم الشباب، وقدم بطولة أكثر من فيلم، من بينها «الشيخ جاكسون» الذي كان مرشحاً لخوض منافسات الأوسكار للفيلم الأجنبي، كما عرف بمواقف جريئة خاضها، وواجه أسئلة حول الوشوم التي اعتاد دقها واعتبرها عادة مصرية أصيلة.

كما تحدث في أحد البرامج الحوارية في رمضان الماضي عن مواظبته على زيارة طبيب نفسي منذ عام 1997، معتبراً الموضوع صحياً ومفيداً للغاية.

وقال الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين إن «الفيشاوي تقريباً منذ عام 2004 وهو في دائرة مستمرة من إثارة الجدل»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «خلال العشرين عاماً الماضية الناس تشبعت من هذه التصرفات واعتادت عليها»، ولكنه شدد على «ضرورة الفصل بين أحمد الفيشاوي كممثل رائع من طراز فريد، وبين حياته الخاصة وتصرفاته التي ربما يضع البعض أمامها علامات استفهام كثيرة».

ولفت لافتاً إلى أن «مثل هذا الفيديو المنتشر على (السوشيال ميديا) لن يؤثر على صورة الفنان أحمد الفيشاوي، لأن الجمهور يحبه»، ويتابع: «أما لو تحدثنا عن صورة الفنان في المجتمع وحرصه على اتزانه فهذا الأمر ليس موجوداً لدى بعض الفنانين».

وينتمي أحمد الفيشاوي (مواليد 1980) لعائلة فنية، فوالده هو الفنان الراحل فاروق الفيشاوي ووالدته الفنانة سمية الألفي، وبدأ دخول عالم الفن جدياً عام 2000 في مسلسل «وجه القمر» مع فاتن حمامة، وشارك في مسلسل «حديث الصباح والمساء» عن قصة نجيب محفوظ، وقام بدور البطولة لأكثر من عمل على غرار مسلسل «عفاريت السيالة» وفيلم «الحاسة السابعة».


مقالات ذات صلة

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

يوميات الشرق His Three Daughters فيلم درامي عائلي تميّزه بطلاته الثلاث (نتفليكس)

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

يخرج فيلم «His Three Daughters» عن المألوف على مستوى المعالجة الدرامية، وبساطة التصوير، والسرد العالي الواقعية. أما أبرز نفاط قوته فنجماته الثلاث.

كريستين حبيب (بيروت)
ثقافة وفنون «المسرح الألماني المضاد»... رد الاعتبار لتجربة راينر فاسبندر

«المسرح الألماني المضاد»... رد الاعتبار لتجربة راينر فاسبندر

رغم وفاته في سن السادسة والثلاثين، فإن الكاتب المسرحي والمخرج السينمائي والممثل الألماني راينر فيرنر فاسبندر (1945 - 1982) ترك وراءه كنزاً من الإبداع

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

قالت المخرجة المغربية أسماء المدير، إن رحلتها من أجل الحصول على تمويل لفيلمها «كذب أبيض» لم تكن سهلة.

انتصار دردير (سلا (المغرب))
يوميات الشرق ماغي سميث في لقطة من عام 2016 (أ.ف.ب)

ماغي سميث سيدة الأداء الساخر

بأداء عملاق وخفة ظل وسخرية حادة تربعت الممثلة البريطانية ماغي سميث على قلوب معجبيها، كما جمعت بين الجوائز وبين حب الجمهور.

عبير مشخص (لندن)
يوميات الشرق داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

قالت الفنانة المصرية داليا البحيري إن التكريم الذي يحظى به الفنان يكون له وقع رائع على معنوياته إذ يُشعره بأنه يسير في الطريق الصحيح.

انتصار دردير (سلا (المغرب))

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

His Three Daughters فيلم درامي عائلي تميّزه بطلاته الثلاث (نتفليكس)
His Three Daughters فيلم درامي عائلي تميّزه بطلاته الثلاث (نتفليكس)
TT

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

His Three Daughters فيلم درامي عائلي تميّزه بطلاته الثلاث (نتفليكس)
His Three Daughters فيلم درامي عائلي تميّزه بطلاته الثلاث (نتفليكس)

للرجلِ الذي يلفظ آخر أنفاسه في الغرفة المجاورة خلف الباب الموارب، ثلاث بناتٍ بطباعٍ على درجة عالية من التناقض. يتلاقين على انتظار موت والدهنّ ويتباعدن لأسباب كثيرة.

يدخل فيلم «His Three Daughters» (بناتُه الثلاث) ضمن خانة الدراما العائلية النفسية، وهو صنفٌ سينمائيّ وتلفزيونيّ مرغوب في الآونة الأخيرة. وبما أن نتفليكس لا تتأخر في اقتناص كل ما هو رائج، فقد تفرّدت المنصة العالمية بعرض الفيلم الذي كتبه وأخرجه الأميركي أزازيل جاكوبس. الأخير معروف بقلمه وكاميرته اللذَين يضعان العلاقات العائلية على طاولة التشريح، من دون تجميل ولا تسطيح.

على ما يشي العنوان، فإنّ البنات الثلاث هنّ محور الحكاية. أما باقي الشخصيات فيمكن إحصاؤها على أصابع اليد الواحدة؛ الممرضان المنزليان اللذان يعالجان الوالد، وحارس المبنى حيث شقة الرجل المريض، إضافةً إلى صديق إحدى البنات.

كبراهنّ، كايتي (تؤدّي دورها كاري كون)، ذات شخصية متحكّمة. تريد أن تمسك بزمام الأمور متسلّحةً بصرامتها وبلسانها القادر على الكلام لدقائق طويلة، من دون توقّفٍ أو إفساحٍ في المجال لسواها في الردّ. تركت كايتي عائلتها على الضفة الأخرى من مدينة مانهاتن الأميركية، وانضمّت إلى شقيقتَيها بعد انقطاع طويل بين الثلاث.

الممثلة كاري كون بدور الابنة الكبرى كايتي (نتفليكس)

ثم تأتي كريستينا (إليزابيث أولسن)، الفائقة الحساسية والهشاشة. تبدو مسالمة، وتستعين بجلسات اليوغا للحفاظ على سكينتها. لكنّ ذلك الهدوء يخفي تحته الكثير من القلق. أحد أسباب توتّر كريستينا أنها فارقت طفلتها في ولاية بعيدة، من أجل الاعتناء بوالدها.

أما ريتشل (ناتاشا ليون) فمقيمة دائمة في البيت الوالديّ، وهي التي كانت تملك حصرية الاهتمام بالأب قبل انضمام كايتي وكريستينا إليها. لكن منذ حضرتا، امتنعت هي عن دخول غرفته وآثرت الغرق في عزلتها، وفي رهانات سباق الخيل، وفي سجائر الحشيش. لا يفصل بينها وبين ضيفتَيها اختلاف الطبع فحسب، بل رابط الدم كذلك، إذ يتّضح خلال الفيلم أنّها ابنة الزوجة الثانية للأب، التي تزوّجها بعد وفاة الأولى.

ناتاشا ليون بدور ريتشل وإليزابيث أولسن بدور كريستينا (نتفليكس)

لولا خروج ريتشل بين الحين والآخر إلى باحة المبنى من أجل التدخين، لانحصرت الحركة داخل الشقة، وتحديداً في غرفة المعيشة والمطبخ وغرفة ريتشل. أما حجرة الوالد فلا تدخلها الكاميرا، لتقتصر الحركة منها وإليها على ابنتَيه والممرضين.

تكاد العين تحفظ تفاصيل المكان لفرط تركيز عدسة المخرج جاكوبس عليها. هنا لوحة الحائط، وهناك كرسي الوالد الذي تركه فارغاً، وتلك كنبة الصالون. جمادٌ يعكس الوقت الذي يمرّ بطيئاً وصامتاً في حضرة الموت الداهم. برز هذا النوع من الدراما الأحاديّة المساحة والمحدّدة الشخصيات، كردّة فعلٍ فنية على جائحة كورونا. وهنا، تجلس البنات الثلاث وجهاً لوجه، كما فعل جميع أفراد العائلات خلال الحجر المنزليّ.

الممثلات الثلاث مع المخرج أزازيل جاكوبس (إنستغرام)

ترمي كايتي وريتشل وكريستينا بخلافاتهنّ واختلافاتهنّ على الطاولة. وعندما لا يتواجهن، تدخل كل واحدةٍ إلى صومعتها؛ الكبرى تحضّر الطعام بانهماكٍ هستيريّ، والثانية تتفرّج دامعةً على فيديوهاتٍ لابنتها، فيما تجحظ عينا الثالثة غير الشقيقة في عالمها الموازي.

تقدّم الممثلات الثلاث أداءً قد يأخذ إحداهنّ بسهولة إلى الأوسكار، ولعلّ ناتاشا ليون «ريتشل» هي الأكثر ترشيحاً نظراً إلى فرادة الشخصية المركّبة التي لعبت، من دون التقليل من قيمة ما قدّمته زميلتاها كاري كون وإليزابيث أولسن. مسافة الفيلم مُفردةٌ بكاملها لأدائهنّ، فهنّ يستحوذن على المساحة وعلى السرديّة. وتأتي بساطة التنفيذ السينمائي والحوارات المتقنة، لتضع نفسها في خدمة البراعة التمثيلية.

الأداء الذي قدّمته ناتاشا ليون ربما يأخذها إلى ترشيح لجائزة أوسكار (نتفليكس)

يحتدم الصراع بين كايتي وريتشل على خلفية اتهام الأولى للثانية بقلّة المسؤولية وبإهمال الوالد. تدخل كريستينا بينهما كقوّة حلّ نزاع بما أنها الأكثر دبلوماسيةً، قبل أن تنفجر غضباً هي الأخرى. لعلّ ذلك الغضب يصبّ في مصلحة العلاقة «الأخويّة» التي تُرمَّم تدريجياً عبر الفيلم. فالبناء الدرامي ينطلق من الحقد الدفين والاتهامات المتبادلة، لينتقل من دون تسرّع إلى المصارحة والمصالحة.

كمَن يفكّك عَقد العلاقة بتأنٍّ، يعمل المخرج من دون أن يُغرق شخصياته في فيضٍ من العواطف. تصل الرسائل بلا استثارة مشاعر الجمهور، ما يدعم واقعيّة القصة. تأخذ كل شخصية وقتها في الكشف عن مكامن الظلام في نفسها، قبل أن ينجلي نورُها لاحقاً، وتتّضح الأسباب الكامنة وراء مواقفها الغريبة وتصرّفاتها المعقّدة.

يجري تفكيك الشخصيات وتمر السجالات بسلاسة، أي أنّ من يختارون متابعة «His Three Daughters» لن يشعروا بثقل المواقف ولن يختبروا مشاهد مزعجة، رغم أن زوايا الحكاية هي العلاقات العائلية السامة والمرض والموت.

بطلات الفيلم في جلسة تصوير ترويجية له (إنستغرام)

يهبط الفيلم في نصفه الثاني ويغرق في حوارات فلسفية طويلة، لكن سرعان ما يطرأ تطوّرٌ مفاجئ ينقذ الموقف من الملل ويكرّس المصالحة بين الأخوات، لا سيّما كايتي وريتشل.

لكنّ انزلاقاً سينمائياً صغيراً لا يلغي واقع أن «His Three Daughters» يقدّم تجربة درامية مميزة وفريدة، يستطيع أن يتماهى مع واقعيتها كل من اختبر خلافاتٍ عائلية. ولعلّ هذا الصدق في المعالجة إلى جانب بساطة التصوير، من بين الأسباب التي دفعت إلى حصول الفيلم على تصنيف ممتاز عبر مواقع تقييم الأفلام.