دبّابة كانييه وجزيرة دي كابريو... كيف يستثمر المشاهير أموالهم؟

الممثل ليوناردو دي كابريو ومغنّي الراب كانييه ويست (رويترز)
الممثل ليوناردو دي كابريو ومغنّي الراب كانييه ويست (رويترز)
TT

دبّابة كانييه وجزيرة دي كابريو... كيف يستثمر المشاهير أموالهم؟

الممثل ليوناردو دي كابريو ومغنّي الراب كانييه ويست (رويترز)
الممثل ليوناردو دي كابريو ومغنّي الراب كانييه ويست (رويترز)

ما عاد الفنانون والرياضيون يكتفون بما تُدرّ عليهم المسارح والشاشات والملاعب، وانقضى زمنُ نومهم على حرير ثرواتهم. إنها حقبة الاستثمارات الذكية وتوظيف الأموال في الأماكن المناسبة.

أثرى بائعة ملابس

هل عبر في مخيّلة الموظفة في متجر الملابس أنها ستصبح في أحد الأيام إحدى أثرى المشاهير في العالم؟ على الأرجح أن ذلك لم يحصل، لكن ما إن فُتحت شاشة تلفزيون الواقع أمام كيم كارداشيان، حتى بدأت الأموال بالتدفّق. في رصيدها اليوم، وفق مجلّة «فوربس»، مليار و700 مليون دولار.

كيم كارداشيان خلال قمة «فوربس» للسيدات رائدات الأعمال عام 2017 (أ.ف.ب)

يُحسب لها أنها تواظب على إدارة ثروتها بحنكة، فهي أسست عام 2017 علامتها الخاصة بمستحضرات التجميل، التي أدرّت عليها عشرات الملايين. وقد تكرّر السيناريو مع إيراداتٍ مضاعفة، عندما أطلقت «سكيمز» للملابس الجاهزة.

تُواصل المليارديرة كيم صعود سلّم الاستثمارات، فهي شاركت منذ فترة في تأسيس شركة أسهم خاصة للاستثمار في القطاعات سريعة النمو، مثل المواد الاستهلاكية والضيافة والإعلام.

كانييه يخسر السباق مع كيم

لولا تغريداته التي وُصفت بالمعادية للساميّة، لحافظَ كانييه ويست على ثروةٍ تفوق بعشرات الملايين، أموال زوجته السابقة كيم كارداشيان. إلّا أنّ مواقفه تلك دفعت بشركاتٍ عالمية، على رأسها «أديداس»، إلى فسخ عقودها مع علامته التجارية «ييزي» الخاصة بالملابس والأحذية الرياضية. انعكس ذلك هبوطاً حاداً في ثروته قدّرته «فوربس» بمليار ونصف مليار دولار.

بقي في حوزة مغنّي الراب ورائد الأعمال الأميركي 400 مليون تعود بها عليه موسيقاه. أما استثماراته حالياً فتتركّز على العقارات الخياليّة بمساحاتها ومواصفاتها، وعلى وسائل النقل التي تتدرّج من السيارات الخارقة، وصولاً إلى الدبّابات الفاخرة، إذ ضمّ أسطول ويست دبّابة اشتراها بنصف مليون دولار، إلّا أنه عاد وباعها قبل سنتَين.

خسر كانييه ويست ملياراً و500 مليون دولار بعد فسخ شركات عالمية عقودها معه بسبب تصريحاته المعادية للسامية (فيسبوك)

نجم المستثمرين

أضيفَ مؤخراً إلى تعريف «الممثل» الذي يسبق اسم آشتون كوتشر، لقب «المستثمر». قد لا يكون الفنان الأميركي أثرى المشاهير بثروةٍ لا تتعدّى الـ200 مليون دولار، إلا أنه من بين الأذكى والأنشط في مجال الاستثمار. بدأ النجم السينمائي بزرع ما يحصده من أفلامه، من خلال شراء أسهُم في شركات ناشئة من بينها «أوبر»، و«سكايب»، و«سبوتيفاي» وغيرها. لاحقاً، أسّس كوتشر شركته المتخصصة في استثمار رأس المال، وهي تُدير حالياً ما يفوق المليار دولار من الأصول. أما أحدث أنشطته المالية، فهو دخوله عالم الذكاء الاصطناعي بوصفه أكبر المستثمرين في إحدى أهمّ شركات هذا القطاع الناشئ.

يُعدّ الممثل آشتون كوتشر من أنشط الفنانين في عالم الاستثمارات (أ.ب)

من الملعب إلى المطعم

تُقدّر ثروة لاعب كرة السلّة الأميركي المعتزل مايكل جوردان بـ3 مليارات و200 مليون دولار، وهو يُعدّ ثالث أثرى المشاهير عالمياً. أسطورة الرياضة البالغ اليوم 61 عاماً، تعاملَ بحنكة مع ما جناه على أرض الملاعب، ففي عام 2010 استحوذ على فريق «تشارلوت هورنيتس» مقابل 175 مليون دولار، ليعود ويبيعه بعد 13 عاماً بـ3 مليارات. أما شراكاته مع العلامات التجارية الرياضية وعلى رأسها «نايك»، فعادت عليه بمليارَين. يوظّف جوردان أمواله كذلك في شركة للرهانات الرياضية، وفي مجموعة من المطاعم التي يمتلكها.

عادت صفقة بيع فريق «تشارلوت هورنيتس» لكرة السلة على مايكل جوردان بـ3 مليارات دولار (أ.ب)

المليارديرة الأصغر بين المشاهير

أحدث المنضمّات إلى نادي المشاهير ذوي المليارات، المغنية الأميركية تايلور سويفت. فبفضل جولتها الموسيقية التاريخية «Eras Tour» والمتواصلة منذ أكثر من سنة، باتت ثروة سويفت تقدّر بمليار ومائة مليون دولار. وإضافةً إلى ما تكسبه الفنانة الثلاثينية من عائدات حفلاتها وموسيقاها، فهي وقّعت عقود شراكة بملايين الدولارات مع مؤسسات عالمية مثل «أبل»، و«أميركان إكسبرس»، و«دايت كوك»، وغيرها.

وعندما يحين موعد توظيف تلك الأموال، فإنّ سويفت تفضّل الاستثمار في العقارات، وهي تملك 8 منها في 4 ولايات أميركية مختلفة. كما أنها تملك، وفق منصة «بيلبورد» الموسيقية، طائرتَين خاصتَين.

تجني تايلور سويفت كثيراً من عقود الشراكة مع العلامات التجارية العالمية (إكس)

الثروة لا تُنسيه أصوله

يبدو أن صناعة الموسيقى تُدرّ الكثير من الأموال، فمغنّي الراب والمنتج الأميركي جاي زي هو كذلك جزءٌ من قائمة المشاهير أصحاب المليارات. تُقدّر ثروته بمليارين ونصف مليار دولار، وهو بات اسماً معروفاً وسط كبار المستثمرين وروّاد الأعمال. تشمل استثماراته أسهماً في شركات؛ مثل «أوبر»، و«بلوك»، كما أنه أسس مصانعه للملابس والمشروبات الروحية، إلى جانب شركته المتخصصة في الترفيه والنشر وإدارة أعمال الفنانين.

لم يكتفِ جاي زي بشراء الأسهم وبيع الخدمات والسلع، ولا بامتلاك العقارات والجُزُر والتحف الفنية، بل إنه وسّع نشاطه إلى إدارة الاستثمارات من خلال شركته «ميرسي» المتخصصة في هذا المجال، والتي تحمل اسمَ المشروع السكنيّ الشعبي حيث نشأ.

تبلغ ثروة مغنّي الراب والمنتج الموسيقي جاي زي مليارين ونصف مليار دولار (رويترز)

جمال فنّي وذكاء ماليّ

إذا ضمّ جاي زي ثروته إلى ثروة زوجته بيونسيه، يصير المجموع مليارَي دولار. فالمغنية الأميركية هي بدورها رائدة أعمال من الطراز الأول. إلى جانب نشاطها الفني، أسست بيونسيه شركة إنتاج، وعلامات تجارية خاصة بالملابس والعطور ومستحضرات العناية بالشعر. وإلى جانب استثمارها في قطاعَي الترفيه والموضة، هي الوجه الإعلانيّ لشركات عدة.

إلى جانب نجاحها بوصفها مغنية تميزت بيونسيه بريادة الأعمال وأسست عدداً من الشركات (أ.ب)

يخت برُبع مليار

على مدى 5 عقود من العمل السينمائي، استطاع المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ أن يجمع ثروة قدّرتها «فوربس» بـ4 مليارات و800 مليون دولار. هو ثاني أثرى المشاهير بعد زميله المخرج جورج لوكاس (5.5 مليار). يستثمر سبيلبرغ أمواله الطائلة في شركات التكنولوجيا والصناعات الترفيهية، كما أنه يسهم في عدد من الشركات الناشئة والواعدة. أما الأموال غير المنقولة، فتشمل عقارات منتشرة عبر الولايات الأميركية، إضافة إلى يخت تبلغ قيمته 250 مليون دولار، وعدد كبير من التحف الفنية.

يحتلّ المخرجان جورج لوكاس وستيفن سبيلبرغ أوّل مرتبتَين على قائمة أثرى المشاهير (أ.ف.ب)

علامة تجاريّة تُدعى «أوبرا»

عام 2003 أصبحت الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري أول مليارديرة من صاحبات البشرة السمراء. تحوّل المليار الأول بعد 20 عاماً إلى 3 مليارات. في سبعينها، ما زالت وينفري تنشط في الأعمال والاستثمارات مركّزةً على توظيف أموالها في قطاعات الإعلام والتكنولوجيا والتربية، في شركات؛ مثل «وارنر برذرز»، و«كومكاست»، و«ألفابيت». وفي عام 2015، استحوذت وينفري على 10 في المائة من شركة «ويت واتشرز» المتخصصة في خدمات الحمية الغذائية. تتوزع ثروتها كذلك على شراء العقارات، وعلى تطوير مؤسساتها الخاصة، ومن بينها شركة إنتاج ومجلّة وعلامة خاصة بالملابس ومستحضرات العناية بالبشرة.

على مدى 5 عقود من العمل الإعلامي تحوّل اسم أوبرا إلى علامة تجاريّة بذاتها (إنستغرام)

استثمارات خضراء

يوظّف نجم «تيتانيك» ثروته البالغة 300 مليون دولار، في كل ما يعود بالفائدة على قضيته؛ البيئة والمناخ. وضع الممثل الأميركي جزءاً كبيراً من أمواله في شركاتٍ ناشئة متخصصة في صناعة اللحوم والأسماك النباتية، وأخرى تُعنى بإدارة النفايات وإعادة تدويرها. كما اشترى دي كابريو جزيرة يبني عليها حالياً مشروعاً سياحياً صديقاً للبيئة يعتمد على الطاقة المتجدّدة.


مقالات ذات صلة

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

يفتتح «بيروت ترنّم» أيامه بأمسية موسيقية مع الأوركسترا اللبنانية الوطنية وتتضمن مقاطع موسيقية لموزارت بمشاركة السوبرانو ميرا عقيقي.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق «الكلب الإسباني» (سوذبيز)

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

المرّة الأخيرة التي أُتيحت للجمهور فرصة مشاهدتها كانت عام 1972 داخل دار «سوذبيز» للمزادات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فرار لم يُوفَّق (أ.ب)

كوري جنوبي تعمَّد اكتساب الوزن للتهرُّب من الخدمة العسكرية

حكمت محكمة في العاصمة الكورية الجنوبية، سيول، بالسجن مع وقف التنفيذ بحق مواطن لإدانته بتعمُّد اكتساب أكثر من 20 كيلوغراماً للتهرُّب من نظام التجنيد العسكري.

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)

يوناني في الثمانينات من عمره يبدأ الدراسة بعد حياة كادحة

كثيراً ما كان اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة، لكنه اضطر لترك التعليم عندما كان في الثانية عشرة من عمره لمساعدة والده في العمل.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
TT

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع، وهي حاسة أساسية تستخدمها للتوجيه عبر تقنية الصدى الصوتي.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز أن النتائج تثير تساؤلات في إمكانية وجود استجابات مشابهة لدى البشر أو الحيوانات الأخرى، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Current Biology).

وتعتمد الخفافيش بشكل أساسي على حاسة السمع للتنقل والتواصل عبر نظام تحديد المواقع بالصدى (Echolocation)، إذ تُصدر إشارات صوتية عالية التّردد وتستمع إلى صدى ارتدادها عن الأشياء المحيطة لتحديد موقعها واتجاهها. وتعد هذه القدرة إحدى الحواس الأساسية لها.

وشملت الدراسة تدريب الخفافيش على الطيران في مسار محدد للحصول على مكافأة، ومن ثم تكرار التجربة بعد تعطيل مسار سمعي مهمٍّ في الدماغ باستخدام تقنية قابلة للعكس لمدة 90 دقيقة.

وعلى الرغم من تعطيل السمع، تمكنت الخفافيش من إتمام المسار، لكنها واجهت بعض الصعوبات مثل التصادم بالأشياء.

وأوضح الفريق البحثي أن الخفافيش تكيفت بسرعة بتغيير مسار طيرانها وزيادة عدد وطول إشاراتها الصوتية، مما عزّز قوة الإشارات الصدوية التي تعتمد عليها. كما وسّعت الخفافيش نطاق الترددات الصوتية لهذه الإشارات، وهي استجابة عادةً ما تحدث للتعويض عن الضوضاء الخارجية، لكنها في هذه الحالة كانت لمعالجة نقص داخلي في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن هذه الاستجابات لم تكن مكتسبة، بل كانت فطرية ومبرمجة في دوائر الدماغ العصبية للخفافيش.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المرونة «المذهلة» قد تعكس وجود مسارات غير معروفة مسبقاً تعزّز معالجة السمع في الدماغ.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سينثيا موس، من جامعة جونز هوبكنز: «هذا السلوك التكيفي المذهل يعكس مدى مرونة دماغ الخفافيش في مواجهة التحديات».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لفهم استجابات البشر والحيوانات الأخرى لفقدان السمع أو ضعف الإدراك الحسي.

ويخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تطبيق هذه النتائج على الحيوانات الأخرى والبشر، واستكشاف احتمال وجود مسارات سمعية غير معروفة في الدماغ يمكن أن تُستخدم في تطوير علاجات مبتكرة لمشكلات السمع لدى البشر.