لطالما فضَّل بعض الناس البيض البني على نظيره الأبيض، والذي يتبدى في غلاء الأول عن الثاني، فلماذا يحدث ذلك؟
ولا يتعلق الأمر بكون أحد الأنواع أكثر صحة، أو أكثر طبيعية أو أكثر روعة من الآخر، ولكن في الواقع يتعلق بالتفاصيل الجوهرية لاقتصاديات المزرعة. إن الحفاظ على الدجاجة البنية التي تضع البيض سعيدة ومغذية بشكل جيد يكلف أكثر.
ويقول دانييل براي، صاحب مزرعة بيض براي في نيويورك لشبكة «سي إن إن» الأميركية إنه «في الأساس، لا يوجد فرق بين البيض البني والبيض الأبيض من الناحية التغذوية». وأوضح أن الأمر يتعلق بسلالة الدجاج، إذ تنتج المزرعة أكثر من 200 ألف بيضة بيضاء يومياً.
كما أوردت الشبكة أن بعض السلالات مثل دجاج ليغورن الأبيض تضع بيضاً بقشرة بيضاء بينما تضع سلالات أخرى مثل دجاج رود آيلاند ريد بيضاً بقشرة بنية. وفقاً لبري، فإن تكلفة وطعم البيضة التي تشتريها - بيضاء أو بنية - يتم تحديدها من خلال ما يتم تقديمه للدجاجة من طعام، وما هي الكمية.
ويتابع صاحب المزرعة: «الأمر يتعلق كثيراً بعلف الدجاج. إن صنع عشرات البيض البني يكلف أكثر لأن الدجاج الذي ينتجها يميل إلى تناول المزيد».
وتقول جوان فرانك، مساعدة مدير برنامج علم التغذية بجامعة كاليفورنيا: «لا يوجد فرق في القيمة الغذائية للبيض حسب لون القشرة»، وقالت: «أعتقد أن المستهلكين لسبب ما أصبحوا يعتقدون أن البيض البني أكثر صحة، وهو ليس كذلك».
وتضيف جوان: «يأتي البيض بعدة ألوان، وليس فقط الأبيض والبني. واعتماداً على السلالة، يكون بعضها باللونين الأزرق والأخضر».
ومن جانبه، يقول فيل ليمبيرت، محلل صناعة البقالة للشبكة الأميركية أن المبلغ الذي يدفعه المتسوقون عادةً مقابل البيض البني مقابل نظيره الأبيض أكبر. وقال: «إذا كان هناك بيض بني بجوار البيض الأبيض، فعادةً ما ستدفع ما بين 10 في المائة إلى 20 في المائة أكثر مقابل البيض البني».
وتختلف أسعار البيض في الولايات المتحدة وفقاً للعرض والطلب، مثل زيادة الإقبال على البيض قبل عيد الفصح، وفي العطلات، وفقاً لديفيد أندرسون، أستاذ الاقتصاد الزراعي (المتخصص في اقتصاديات الثروة الحيوانية) في جامعة «تكساس إيه آند إم».
وبالنظر على وجه التحديد إلى اقتصاديات إنتاج البيض البني مقابل البيض الأبيض التقليدي، أكد أندرسون أن إنتاج الصنف البني يكلف أكثر بالفعل. وأفاد: «إذا كان إنتاجها أكثر تكلفة، فمن المحتمل أن يكون سعرها أعلى بالنسبة للمستهلك».