صلصة البيتزا ليست إيطالية... مؤرخ يكشف مفاجآت بشأن أصول أشهر الأطعمة

الإيطاليون اكتشفوا صلصة الطماطم الخاصة بالبيتزا فقط عندما هاجروا إلى أميركا (رويترز)
الإيطاليون اكتشفوا صلصة الطماطم الخاصة بالبيتزا فقط عندما هاجروا إلى أميركا (رويترز)
TT

صلصة البيتزا ليست إيطالية... مؤرخ يكشف مفاجآت بشأن أصول أشهر الأطعمة

الإيطاليون اكتشفوا صلصة الطماطم الخاصة بالبيتزا فقط عندما هاجروا إلى أميركا (رويترز)
الإيطاليون اكتشفوا صلصة الطماطم الخاصة بالبيتزا فقط عندما هاجروا إلى أميركا (رويترز)

أكد مؤرخ طعام إيطالي أن غالبية الأشخاص لديهم معلومات خاطئة بشأن أصول بعض الأطعمة الشهيرة، حيث يعتقد البعض أن صلصة البيتزا أصلها إيطالي، وأن الكرواسون أصله فرنسي، وهو ما نفاه المؤرخ تماماً.

ووفقا لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد ذكر المؤرخ ألبرتو غراندي في كتاب جديد بعنوان (La Cucina Italiana Non Esiste) أو «المطبخ الإيطالي غير موجود» بعض هذه الأطعمة التي يربطها الكثيرون بدول غير دولها الأصلية.

ومن أبرز هذه الأطعمة:

صلصة البيتزا

أكد غراندي أن الإيطاليين اكتشفوا صلصة الطماطم الخاصة بالبيتزا فقط عندما هاجروا إلى أميركا، الموطن الأصلي للطماطم، وذلك في القرن الـ19.

وقال غراندي: «البيتزا أصبحت حمراء في أميركا»، مضيفاً: «قبل ذلك، كانت مجرد عجينة عادية، يتم تزيينها أحياناً بقطع الطماطم».

الكرواسون

يعتقد غالبية الأشخاص أن الكرواسون فرنسي الأصل، وهو الأمر الذي ينفيه غراندي وخبراء آخرون.

ويقول الخبراء إن الكرواسون تم ابتكاره لأول مرة في فيينا منذ عدة قرون.

ويقول البعض إنه اخترع لأول مرة عام 1227، وتم تقديمه إلى الدوق ليوبولد السادس لتناوله في عيد الميلاد، وأنه انتشر فيما بعد في فرنسا بعد أن طلبت الملكة ماري أنطوانيت المولودة في فيينا من الخبازين الفرنسيين أن يصنعوه لها بعد أن افتقدت المعجنات النمساوية كثيراً.

ومن جهة أخرى أشار آخرون إلى أن هذه المعجنات المصنوعة على شكل هلال تحاكي الهلال الموجود على العلم التركي، وأنها صنعت احتفالاً بهزيمة الإمبراطورية العثمانية.

الكرواسون ليس فرنسي الأصل (رويترز)

التمبورا الياباني ودجاج الفيندالو الهندي

تعود أصول كلا الطبقين للبرتغال.

والتمبورا هو طبق يتكون من الخضروات، أو المأكولات البحرية التي تقلى بعد وضعها في خليط مميز من الدقيق، والبيض، وبعض التوابل.

ويقول الخبراء إن المبشرين الكاثوليك البرتغاليين جلبوا طريقة الطبخ على الطريقة الغربية المتمثلة في القلي العميق إلى اليابان في القرن السادس عشر.

أما كلمة فيندالو فهي مشتقة من الكلمة البرتغالية «فينها دي آلوس»، في إشارة إلى المكونين الرئيسيين للطبق، النبيذ والثوم. وكان هذان المكونان في الأصل وسيلة يستخدمها البحارة البرتغاليون للحفاظ على المكونات الطازجة، لكنهم قاموا بعد ذلك بتعديلها، وإضافة التوابل والفلفل لها عندما وصلوا إلى ولاية غوا الهندية لتشتهر في البلاد بعد ذلك.

الخبراء أكدوا أن التمبورا برتغالي الأصل (رويترز)

صلصة بيري بيري

تشتهر صلصة بيري بيري في البرتغال، إلا أن الخبراء يقولون إن أحد المكونات الرئيسية في هذه الصلصة ليس برتغالي الأصل.

وهذا المكون هو الفلفل الذي يعرف باسم «فلفل عين الطائر». فقد تم اكتشاف هذا الفلفل في أميركا في القرن الخامس عشر، وتم نقله إلى المستعمرات في أفريقيا لزراعته قبل بيعه إلى آسيا وأوروبا. ولم يشق هذا الفلفل طريقه إلى البرتغال حتى أواخر الستينات.


مقالات ذات صلة

اتباع هذا النظام الغذائي قد يتسبّب في تغييرات كبيرة بالدماغ

صحتك نظام «تقييد السعرات الحرارية المتقطع» قد يؤدي إلى تغييرات ديناميكية كبيرة في الدماغ (رويترز)

اتباع هذا النظام الغذائي قد يتسبّب في تغييرات كبيرة بالدماغ

توصلت دراسة جديدة إلى أن اتباع النظام الغذائي الذي يُعرف باسم «تقييد السعرات الحرارية المتقطع» قد يؤدي إلى تغييرات ديناميكية كبيرة في الدماغ.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق روبرت كيندي جونيور (رويترز)

بعد وصفه النظام الغذائي لترمب بأنه «مثل السم»... ماذا يأكل كيندي؟

قبل أيام من إعلان دونالد ترمب ترشيحه لكيندي في منصب وزير الصحة بإدارته الجديدة انتقد كيندي النظام الغذائي للرئيس الأميركي المنتخب مشبهاً إياه بـ«السم»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق العادة بالفعل لا تُطاق (أ.ب)

إلتون جون يكشف عن أكثر عادة يبغضها على الإطلاق

كشف المغنّي البريطاني الشهير إلتون جون عمّا يبغض أكثر من أي شيء آخر... فماذا قال؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك بعض الأطعمة يسهم في تسريع عملية الشيخوخة (رويترز)

أطعمة تسرع عملية الشيخوخة... تعرف عليها

أكدت دراسة جديدة أن هناك بعض الأطعمة التي تسهم في تسريع عملية الشيخوخة لدى الأشخاص بشكل ملحوظ، داعية إلى تجنبها تماماً.

«الشرق الأوسط» (روما)
صحتك الأحماض الدهنية توجد بشكل طبيعي في عدة مصادر غذائية (الجمعية البريطانية للتغذية)

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

كشفت دراسة أجرتها جامعة جورجيا الأميركية عن أن الأحماض الدهنية «أوميغا-3» و«أوميغا-6» قد تلعب دوراً في الوقاية من 19 نوعاً مختلفاً من السرطان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)
شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)
TT

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)
شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)

في النسيج الواسع لتاريخ الفن التشكيلي، تبرز بعض الأعمال الفنية وتكتسب شهرة عالمية، ليس بسبب مفرداتها وصياغاتها الجمالية، ولكن لقدرتها العميقة على استحضار المشاعر الإنسانية، وفي هذا السياق تُعدّ لوحات الفنان السوري ماهر البارودي بمنزلة «شهادة دائمة على معاناة الإنسان وقدرته على الصمود»، وهي كذلك شهادة على «قوة الفن في استكشاف أعماق النفس، وصراعاتها الداخلية».

هذه المعالجة التشكيلية لهموم البشر وضغوط الحياة استشعرها الجمهور المصري في أول معرض خاص لماهر البارودي في مصر؛ حيث تعمّقت 32 لوحة له في الجوانب الأكثر قتامة من النفس البشرية، وعبّرت عن مشاعر الحزن والوحدة والوجع، لكنها في الوقت ذاته أتاحت الفرصة لقيمة التأمل واستكشاف الذات، وذلك عبر مواجهة هذه العواطف المعقدة من خلال الفن.

ومن خلال لوحات معرض «المرايا» بغاليري «مصر» بالزمالك، يمكن للمشاهدين اكتساب فهم أفضل لحالتهم النفسية الخاصة، وتحقيق شعور أكبر بالوعي الذاتي والنمو الشخصي، وهكذا يمكن القول إن أعمال البارودي إنما تعمل بمثابة تذكير قوي بالإمكانات العلاجية للفن، وقدرته على تعزيز الصحة النفسية، والسلام، والهدوء الداخلي للمتلقي.

لماذا يتشابه بعض البشر مع الخرفان (الشرق الأوسط)

إذا كان الفن وسيلة للفنان والمتلقي للتعامل مع المشاعر، سواء كانت إيجابية أو سلبية، فإن البارودي اختار أن يعبِّر عن المشاعر الموجعة.

يقول البارودي لـ«الشرق الأوسط»: «يجد المتلقي نفسه داخل اللوحات، كل وفق ثقافته وبيئته وخبراته السابقة، لكنها في النهاية تعكس أحوال الجميع، المعاناة نفسها؛ فالصراعات والأحزان باتت تسود العالم كله». الفن موجود إذن بحسب رؤية البارودي حتى يتمكّن البشر من التواصل مع بعضهم بعضاً. يوضح: «لا توجد تجربة أكثر عالمية من تجربة الألم. إنها تجعلهم يتجاوزون السن واللغة والثقافة والجنس لتعتصرهم المشاعر ذاتها».

الفنان السوري ماهر البارودي يحتفي بمفردة الخروف في لوحاته (الشرق الأوسط)

لكن ماذا عن السعادة، ألا تؤدي بالبشر إلى الإحساس نفسه؟، يجيب البارودي قائلاً: «لا شك أن السعادة إحساس عظيم، إلا أننا نكون في أقصى حالاتنا الإنسانية عندما نتعامل مع الألم والمعاناة». ويتابع: «أستطيع التأكيد على أن المعاناة هي المعادل الحقيقي الوحيد لحقيقة الإنسان، ومن هنا فإن هدف المعرض أن يفهم المتلقي نفسه، ويفهم الآخرين أيضاً عبر عرض لحظات مشتركة من المعاناة».

وصل الوجع بشخوص لوحاته إلى درجة لم يعد في استطاعتهم أمامه سوى الاستسلام والاستلقاء على الأرض في الشوارع، أو الاستناد إلى الجدران، أو السماح لعلامات ومضاعفات الحزن والأسى أن تتغلغل في كل خلايا أجسادهم، بينما جاءت الخلفية في معظم اللوحات مظلمةً؛ ليجذب الفنان عين المشاهد إلى الوجوه الشاحبة، والأجساد المهملة الضعيفة في المقدمة، بينما يساعد استخدامه الفحم في كثير من الأعمال، وسيطرة الأبيض والأسود عليها، على تعزيز الشعور بالمعاناة، والحداد على العُمر الذي ضاع هباءً.

أحياناً يسخر الإنسان من معاناته (الشرق الأوسط)

وربما يبذل زائر معرض البارودي جهداً كبيراً عند تأمل اللوحات؛ محاولاً أن يصل إلى أي لمسات أو دلالات للجمال، ولكنه لن يعثر إلا على القبح «الشكلي» والشخوص الدميمة «ظاهرياً»؛ وكأنه تعمّد أن يأتي بوجوه ذات ملامح ضخمة، صادمة، وأحياناً مشوهة؛ ليعمِّق من التأثير النفسي في المشاهد، ويبرز المخاوف والمشاعر المكبوتة، ولعلها مستقرة داخله هو نفسه قبل أن تكون داخل شخوص أعماله، ولمَ لا وهو الفنان المهاجر إلى فرنسا منذ نحو 40 عاماً، وصاحب تجربة الغربة والخوف على وطنه الأم، سوريا.

أجواء قاتمة في خلفية اللوحة تجذب العين إلى الألم البشري في المقدمة (الشرق الأوسط)

وهنا تأخذك أعمال البارودي إلى لوحات فرنسيس بيكون المزعجة، التي تفعل كثيراً داخل المشاهد؛ فنحن أمام لوحة مثل «ثلاث دراسات لشخصيات عند قاعدة صلب المسيح»، نكتشف أن الـ3 شخصيات المشوهة الوحشية بها إنما تدفعنا إلى لمس أوجاعنا وآلامنا الدفينة، وتفسير مخاوفنا وترقُّبنا تجاه ما هو آتٍ في طريقنا، وهو نفسه ما تفعله لوحات الفنان السوري داخلنا.

لوحة العائلة للفنان ماهر البارودي (الشرق الأوسط)

ولا يعبأ البارودي بهذا القبح في لوحاته، فيوضح: «لا أحتفي بالجمال في أعمالي، ولا أهدف إلى بيع فني. لا أهتم بتقديم امرأة جميلة، ولا مشهد من الطبيعة الخلابة، فقط ما يعنيني التعبير عن أفكاري ومشاعري، وإظهار المعاناة الحقيقية التي يمر بها البشر في العالم كله».

الخروف يكاد يكون مفردة أساسية في أعمال البارودي؛ فتأتي رؤوس الخرفان بخطوط إنسانية تُكسب المشهد التصويري دراما تراجيدية مكثفة، إنه يعتمدها رمزيةً يرى فيها تعبيراً خاصاً عن الضعف.

لبعض البشر وجه آخر هو الاستسلام والهزيمة (الشرق الأوسط)

يقول الفنان السوري: «الخروف هو الحيوان الذي يذهب بسهولة لمكان ذبحه، من دون مقاومة، من دون تخطيط للمواجهة أو التحدي أو حتى الهرب، ولكم يتماهى ذلك مع بعض البشر»، لكن الفنان لا يكتفي بتجسيد الخروف في هذه الحالة فقط، فيفاجئك به ثائراً أحياناً، فمن فرط الألم ومعاناة البشر قد يولد التغيير.