الموت يغيّب المخرج والكاتب المصري عصام الشماع

صاحب «الأراجوز» و«كابوريا» و«الفاجومي»

الكاتب والمخرج المصري عصام الشماع (صفحته على «فيسبوك»)
الكاتب والمخرج المصري عصام الشماع (صفحته على «فيسبوك»)
TT

الموت يغيّب المخرج والكاتب المصري عصام الشماع

الكاتب والمخرج المصري عصام الشماع (صفحته على «فيسبوك»)
الكاتب والمخرج المصري عصام الشماع (صفحته على «فيسبوك»)

غيّب الموت المخرج والكاتب السينمائي المصري عصام الشّماع، مساء الأحد، عن عمر ناهز 69 عاماً، تاركاً إرثاً فنياً في كتابة السيناريو لعدد 24 فيلماً ومسلسلاً، وأخرج 13 عملاً بين السينما والدراما، ومن أبرز أعماله أفلام «الأراجوز» و«كابوريا» و«الفاجومي»، ومسلسلات «قمر 14»، و«الكبريت الأحمر»، و«رجل في زمن العولمة».

كان الفنان أحمد عصام الشماع قد أعلن، ليلة الأحد، رحيل والده، عبر منشور على صفحته في «فيسبوك»، ونعت نقابة الممثلين الكاتب والمخرج الراحل. وكتب نقيبها الفنان أشرف زكي نعياً أشار فيه لموعد الجنازة التي خرجت، ظهر الاثنين، من مسجد السيدة نفيسة في القاهرة.

وشارك في تشييع المخرج الراحل، الفنانون محمود قابيل، وأحمد السعدني، ومحمد محمود عبد العزيز، والمخرج أشرف فايق، الذي كتب على «فيسبوك» ناعياً الشماع بقوله: «آخر لقاءاتنا والصديق الراحل دكتور عصام الشماع في صالوني (كلام ف السيما) وحديثه عن المخرج الكبير محمد فاضل».

وقال الأمير أباظة، الناقد الفني المصري، رئيس «مهرجان الإسكندرية السينمائي» إن علاقته بالمخرج عصام الشماع تمتد لأكثر من 20 عاماً، وذكر لـ«الشرق الأوسط»، أن «بداية المخرج والكاتب الراحل كانت عبر فيلم (طالع النخل)، من إنتاج التلفزيون المصري، وأخرجه الفنان محمد فاضل، وكان من بطولة الراحل هشام سليم والفنانة فردوس عبد الحميد، وركز من خلاله على حياة المهمشين في القرى والريف المصري».

وأضاف أباظة: «بعده قدم فيلم (الأراجوز)، واستعان في بطولته بالفنان عمر الشريف، وقدمه بصورة مختلفة تماماً عن تلك التي ظهر بها من قبل سواء في السينما المصرية أو العالمية، فمن خلال دور فنان الأراجوز بدا التماهي واضحاً بين لاعب الأراجوز وعروسة الأراجوز نفسها، فلا يظهر من منهما الذي يحرك الآخر».

وتابع: «استمر الشماع بعده في السينما، وقدّم مجموعة من الأفلام منها (الجنتل)، و(أخلاق العبيد)، وحين اتجه للأعمال الدرامية قدم موضوعات جديدة ومختلفة، منها (رجل في زمن العولمة)، و(نافذة على العالم)، و(قمر 14)، و(الكبريت الأحمر)، وقبلها قدّم فيلم (رانديفو) الذي أحدث ضجة كبيرة وقلب موازين السينما وقتها».

مسلسل «الكبريت الأحمر» من أهم أعمال الكاتب عصام الشماع (صفحته على «فيسبوك»)

وعدّ أباظة «المخرج الراحل أحد الفنانين المثقفين لما كان يتمتع به من ثقافة موسوعية، وقد استفاد من دراسته للطب في رسم وتقديم كثير من شخصيات أفلامه، سواء التي كتبها أو أخرجها، ومنها على سبيل المثال فيلم (مجانينو)، الذي أبدع من خلاله في رسم شخصية المريض النفسي».

وُلد عصام الشماع عام 1955 في مدينة القاهرة، ودرس الطب والجراحة في جامعة عين شمس، وتخرج عام 1982، وقدم مجموعة من الأعمال الفنية التي تحمل رؤى جديدة، وتنوعت أعماله بين الدراما والسينما، وآخر أعماله كان فيلم «أخلاق العبيد» عام 2017، إذ كتب السيناريو والحوار له، ودارت أحداثه في إطار دراما اجتماعية، حول رجل الأعمال الذي يعاني من اضطراب نفسي يجعله عرضة للانهيار العصبي.


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».