في أي عمر تبدأ الشيخوخة؟

تصور وإدراك الشيخوخة تغيرا عبر الأجيال (رويترز)
تصور وإدراك الشيخوخة تغيرا عبر الأجيال (رويترز)
TT

 في أي عمر تبدأ الشيخوخة؟

تصور وإدراك الشيخوخة تغيرا عبر الأجيال (رويترز)
تصور وإدراك الشيخوخة تغيرا عبر الأجيال (رويترز)

على الرغم من كثرة الدراسات التي تحدثت عن الشيخوخة وتأثيراتها على الجسم والصحة، فإن السن التي تبدأ فيها التغيرات البيولوجية والجسمانية المرتبطة بالشيخوخة ما زالت موضع خلاف. فبعض العلماء يرى أن أعراض الشيخوخة تبدأ في سن الستين في المتوسط، في حين يؤكد البعض الآخر أنها قد تبدأ قبل ذلك أو بعد ذلك بسنوات.

فمتى تبدأ الشيخوخة بالفعل؟

وفقا لصحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فقد وجدت دراسة جديدة أن تصور وإدراك العمر تغيرا عبر الأجيال وبمرور الوقت، وأنه كلما رأي الأشخاص أنهم ما زالوا صغارا وأنهم لا يصنفون على أنهم مسنون، عانوا بشكل أقل من أعراض الشيخوخة.

وقام باحثون من جامعة برلين، بالتعاون مع أكاديميين في جامعة ستانفورد وجامعة لوكسمبورغ وجامعة غرايفسفالد بألمانيا، بفحص ردود أكثر من 14 ألف ألماني على استطلاعات حول الشيخوخة، تم إجراؤها بين عامي 1996 و2021.

وكان من بين الأسئلة: «في أي عمر تصف شخصا ما بأنه كبير في السن؟».

وفي الإجابات التي تم جمعها عام 2021، أصر كثير من المشاركين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً على أنهم ما زالوا بعيدين عن تصنيفهم على أنهم كبار السن، مؤكدين أن الشيخوخة تبدأ عند 74 عاماً في المتوسط.

ومع ذلك، كان لدى المشاركين الذين يبلغون من العمر 25 عاماً وجهة نظر مختلفة تماماً، حيث رأي معظمهم أن الشيخوخة في سن 66 عاما في المتوسط.

وتسلط هذه الفجوة الضوء على مدى اختلاف إدراك الأجيال لعملية الشيخوخة.

وقال الباحثون إن المشاركين الأكبر سنا كان لديهم «انفصال عن الفئة العمرية»، وهو مصطلح يستخدم لوصف «التجاهل النفسي لحالة الشيخوخة غير المرغوب فيها».

ومع ذلك، فإن هذه النتيجة لم تكن ثابتة في جميع الاستطلاعات التي أجريت على مدار 25 عاما. وقد استنتج الباحثون أن تصورات الأشخاص عن الشيخوخة قد تغيرت بمرور الوقت.

وكتب الباحثون في دراستهم، التي نشرت في مجلة علم النفس والشيخوخة: «بشكل عام، فقد تراجع متوسط العمر الذي يعد فيه الشخص (كبيراً في السن) بمرور الوقت».

فخلال السنوات الأولى من الدراسة، قال المشاركون البالغون من العمر 65 عاماً إن الشيخوخة تبدأ عند 71 عاماً في المتوسط، أي قبل ثلاث سنوات من العمر الذي ذكره المشاركون البالغون من نفس السن في عام 2021.

وقال مؤلف الدراسة ماركوس ويتستاين في بيان: «لقد زاد متوسط العمر المتوقع للشيخوخة بمرور الوقت، وهذا الأمر قد يساهم في تأخير ظهور أعراض الشيخوخة. فكلما رأي الأشخاص أنهم ما زالوا صغارا وأنهم لا يصنفون على أنهم مسنون، عانوا بشكل أقل من أعراض الشيخوخة».

وأضاف أن نتائجهم تشير إلى أن «الأشخاص في سن معينة، والذين كانوا يعدون كباراً في الماضي، قد لا يعدون كباراً في الوقت الحاضر».


مقالات ذات صلة

كيف يمكن الحصول على «فيتامين د» من أشعة الشمس بأمان؟

صحتك كيف يمكن الحصول على «فيتامين د» من أشعة الشمس بأمان؟

كيف يمكن الحصول على «فيتامين د» من أشعة الشمس بأمان؟

يُطلق على «فيتامين د» «فيتامين أشعة الشمس»؛ نظراً لأن الجسم يمتصه نتيجة التعرض لأشعة الشمس التي تعد المصدر الطبيعي له.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك صورة لوجبة صحية من بيكسباي

7 عادات يومية لتحسين صحة أمعائك وتعزيز قدرتك العقلية

على الرغم من أن الأمعاء لا تكتب الشعر أو تحل مسائل الرياضيات فإنها تحتوي على ثروة من الخلايا العصبية مشابهة للدماغ.

كوثر وكيل (لندن)
صحتك أشخاص يمارسون تمارين (رويترز)

كيف يمكن أداء تمارين التمدد بشكل مفيد؟

تساعد تمارين التمدد في جعل الجسم أكثر مرونة، وتحسن من حركة المفاصل، وتسبب شعوراً بالارتياح. وتختلف الآراء بشأن توقيت أداء تلك التمارين... هل الأفضل قبل أو…

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك تتنافس الألمانيتان لينا هينتشيل وجيت مولر في نهائي مسابقة الغطس المتزامن للسيدات 27 يوليو (د.ب.أ)

3 اختلافات مهمة بينك وبين الرياضي الأولمبي

بينما لا تتنافس من أجل الحصول على ميدالية، يمكنك التعلم من أولئك الذين يفعلون ذلك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يصيب سرطان الفم نحو 8800 شخص في المملكة المتحدة كل عام (أرشيفية - رويترز)

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

في اكتشاف علمي مذهل وجد الباحثون أن نوعاً شائعاً من بكتيريا الفم يُعرف بـ«الفوسوباكتيريوم» يمكنه إذابة بعض أنواع السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

وضعية جلوس الطبيب بجانب المريض تُحدِث فرقاً في علاجه

هذه الوضعية تكوِّن روابط بين المريض والطبيب (جامعة ولاية أوهايو)
هذه الوضعية تكوِّن روابط بين المريض والطبيب (جامعة ولاية أوهايو)
TT

وضعية جلوس الطبيب بجانب المريض تُحدِث فرقاً في علاجه

هذه الوضعية تكوِّن روابط بين المريض والطبيب (جامعة ولاية أوهايو)
هذه الوضعية تكوِّن روابط بين المريض والطبيب (جامعة ولاية أوهايو)

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة ميشيغان الأميركية، أنّ الوصول إلى مستوى عين المريض عند التحدُّث معه حول تشخيصه أو رعايته، يمكن أن يُحدث فرقاً حقيقياً في العلاج.

وأظهرت النتائج أنّ الجلوس أو القرفصاء بجانب سرير المريض في المستشفى، كان مرتبطاً بمزيد من الثقة والرضا لديه، كما ارتبط بنتائج سريرية أفضل مقارنة بوضعية الوقوف.

وأفادت الدراسة المنشورة في دورية «الطبّ الباطني العام»، بأنّ شيئاً بسيطاً مثل توفير الكراسي والمقاعد القابلة للطي في غرف المرضى أو بالقرب منها، قد يساعد في تحقيق هذا الغرض.

يقول الدكتور ناثان هوتشينز، من كلية الطبّ بجامعة ميشيغان، وطبيب مستشفيات المحاربين القدامى الذي عمل مع طلاب كلية الطبّ بالجامعة، لمراجعة الأدلة حول هذا الموضوع، إنهم ركزوا على وضعية الطبيب بسبب ديناميكيات القوة والتسلسل الهرمي للرعاية القائمة في المستشفى.

وأضاف في بيان نُشر الجمعة في موقع الجامعة: «يلاحظ أنّ الطبيب المعالج أو المقيم يمكنه تحسين العلاقة مع المريض، من خلال النزول إلى مستوى العين، بدلاً من الوقوف في وضعية تعلو مستوى المريض».

وتضمَّنت الدراسة الجديدة التي أطلقتها الجامعة مع إدارة المحاربين القدامى في الولايات المتحدة، وضعية الطبيب بوصفها جزءاً من مجموعة من التدخلات الهادفة إلى جعل بيئات المستشفيات أكثر ملاءمة للشفاء، وتكوين روابط بين المريض ومُقدِّم الخدمة العلاجية.

وبالفعل، ثبَّتت إدارة شؤون المحاربين القدامى في مدينة آن أربور بولاية ميشيغان، كراسي قابلة للطي في غرف عدّة بمستشفيات، في مركز «المُقدّم تشارلز إس كيتلز» الطبي.

وكانت دراسات سابقة قد قيَّمت عدداً من النقاط الأخرى المختلفة، من طول لقاء المريض وانطباعاته عن التعاطف والرحمة من مُقدِّمي الرعاية، إلى درجات تقييم «المرضى» الإجمالية للمستشفيات، كما قيست من خلال استطلاعات موحَّدة.

تتضمّن التوصيات التشجيع على التحية الحارّة للمريض (الكلية الملكية في لندن)

ويقول الباحثون إنّ مراجعتهم المنهجية يجب أن تحضّ الأطباء ومديري المستشفيات على تشجيع مزيد من الجلوس بجانب سرير المريض، كما تتضمّن التوصيات أيضاً التشجيع على التحية الحارّة عندما يدخل مُقدّمو الخدمات غرف المرضى، وطرح أسئلة عليهم حول أولوياتهم وخلفياتهم المرضية خلال المحادثات.

وكان الباحثون قد درسوا هذا الأمر بوصفه جزءاً من تقييمهم الأوسع لكيفية تأثير العوامل غير اللفظية في الرعاية الصحّية، والانطباعات التي تتولّد لدى المريض، وانعكاس ذلك على النتائج.

وشدَّد هوتشينز على أنّ البيانات ترسم بشكل عام صورة مفادها أنّ المرضى يفضّلون الأطباء الذين يجلسون أو يكونون على مستوى العين. في حين أقرّت دراسات سابقة عدّة أنه حتى عندما كُلِّف الأطباء بالجلوس مع مرضاهم، فإنهم لم يفعلوا ذلك دائماً؛ خصوصاً إذا لم تكن المقاعد المخصَّصة لذلك متاحة.

ويدرك هوتشينز -عبر إشرافه على طلاب الطبّ والمقيمين في جامعة ميشيغان في إدارة المحاربين القدامى- أنّ الأطباء قد يشعرون بالقلق من أن الجلوس قد يطيل التفاعل عندما يكون لديهم مرضى آخرون، وواجبات يجب عليهم الوصول إليها. لكن الأدلة البحثية التي راجعها الفريق تشير إلى أنّ هذه ليست هي الحال.

وهو ما علق عليه: «نأمل أن يجلب عملنا مزيداً من الاعتراف بأهمية الجلوس، والاستنتاج العام بأنّ المرضى يقدّرون ذلك».

وأضاف أن توفير المقاعد وتشجيع الأطباء على الوصول إلى مستوى عين المريض، وحرص الكبار منهم على الجلوس ليشكّلوا قدوة لطلابهم، يمكن أن يساعد أيضاً.