فنانون مصريون يتبرعون بملابس فنية ومقتنيات شهيرة للعمل الخيري

لبلبة وإلهام شاهين وأحمد حلمي وكريم عبد العزيز من بينهم

لقطة من مزاد «مؤسسة راعي مصر» بأميركا (مؤسسة «راعي مصر»)
لقطة من مزاد «مؤسسة راعي مصر» بأميركا (مؤسسة «راعي مصر»)
TT

فنانون مصريون يتبرعون بملابس فنية ومقتنيات شهيرة للعمل الخيري

لقطة من مزاد «مؤسسة راعي مصر» بأميركا (مؤسسة «راعي مصر»)
لقطة من مزاد «مؤسسة راعي مصر» بأميركا (مؤسسة «راعي مصر»)

شارك عدد من الفنانين المصريين وأسر بعض النجوم الراحلين في دعم العمل الخيري من خلال التبرع بجزء من مقتنياتهم الخاصة التي ظهروا بها في أعمالهم الفنية، وتنظيم مزادات عليها تحت إشراف مؤسسة «راعي مصر للتنمية»، التي دعت النجوم للمشاركة من أجل دعم عدد من الأسر الأكثر احتياجاً، إلى جانب المشروعات الخيرية التي تتبناها المؤسسة.

الفنان أحمد حلمي يحمل ساعته في فيلم «عسل أسود» (مؤسسة «راعي مصر»)

وتنوعت المقتنيات التي عُرض بعضها في مزاد علني بأميركا أخيراً بحضور عدد كبير من الجاليات العربية هناك، ما بين فساتين النجمات وإكسسوارات استخدمها النجوم في أدوارهم، مثل ساعة وخاتم علم مصر للفنان أحمد حلمي من فيلم «عسل أسود»، وطربوش من فيلم «كيرة والجن»، و«شال» من فيلم «بيت الروبي» للفنان كريم عبد العزيز، و«فستان» للفنانة لبلبة من فيلم «الشيطانة التي أحبتني»، وآخر ظهرت به في فيلم «عريس من جهة أمنية» مع «الزعيم» عادلة إمام، وبرنيطة للفنان الراحل جورج سيدهم من أحد أعماله الفنية، وكذلك أحذية وفساتين تخصّ السندريلا سعاد حسني، وأيضاً فستان للفنانة إلهام شاهين، وقمصان رياضية لبعض لاعبي كرة القدم، وذلك على هامش حفل أحياه كل من الفنانة اللبنانية إليسا التي تبرعت بفستان خاص بها، والفنان المصري أحمد سعد.

عبّرت الفنانة المصرية لبلبة عن سعادتها بالمشاركة لصالح العمل الخيري، مؤكدةً أن «المقتنيات التي تبرعت بها لها قيمة كبيرة لديها وذكريات لا يمكن محوها من ذاكرتها خصوصاً أنها ارتدتها في أعمال فنية لا تزال راسخة في أذهان الناس، كما أنها لم ترتدِها سوى على الشاشة فقط، مضيفةً لـ«الشرق الأوسط»، أنها تبرعت بالغالي لأجل المشروع الخيري التي تعدّه مبادرة وفكرة أغلى وأثمن.

الفنانة لبلبة في لقطة من فيلم «الشيطانة التي أحبتني» (مؤسسة «راعي مصر»)

وتشير لبلبة التي تبرعت بفستان ظهرت به في فيلم «عريس من جهة أمنية»، وفستان آخر من فيلم «الشيطانة التي أحبتني»، إلى أنه فور تواصل المؤسسة معها وافقت على الفكرة من دون تردّد، لا سيما أنها تحتفظ بكل ما يخصّ ظهورها بأعمالها الفنية في خزانة خاصة مدوّن عليها اسم العمل وسنة إنتاجه.

وأوضحت جيهان عيد المنعم، أخت السندريلا سعاد حسني، أن الأسرة تبرعت بمقتنيات عدة تخص السندريلا، وهي: 4 صنادل، وملابس وإكسسوارات من أعمالها الفنية، من بينها فستان ظهرت به في مسلسل «هو وهي»، مؤكدةً ترحيب أسرة السندريلا بالمشروع الخيري.

جانب من المزاد الخيري (مؤسسة «راعي مصر»)

وتضيف عبد المنعم لـ«الشرق الأوسط»، أن مقتنيات السندريلا لم تُبَع في مزاد أميركا بسبب ضعف التبرعات، لذلك ستُعرض في حفل آخر في أستراليا بما يليق باسم الفنانة الراحلة، وفق قولها، كما كشفت عن أن التبرع بمقتنيات تخص السندريلا لصالح مؤسسة «راعي مصر» لم يكن الأول، بل سبق وتبرعوا لحفل آخر لصالح إحدى القنوات الخاصة، وجُمع ما يقرب من مليوني جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 48.15 جنيه مصري)، وذهب العائد إلى مستشفى سرطان الأطفال في مصر، وذلك عقب وفاتها بعامين.

سعاد حسني في لقطة من فيديو لـ(مؤسسة «راعي مصر»)

من جانبه قال المستشار أمير رمزي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «راعي مصر للتنمية»، إن فكرة المشروع الخيري بدأت عندما شعر برغبة عدد كبير من النجوم في خدمة المؤسسة والأسر الأكثر احتياجاً، لذا فكّر في كيفية مشاركتهم بشكل ملموس.

ويضيف رمزي لـ«الشرق الأوسط»: «عرضتُ الأمر على عدد من النجوم ووجدت حرصاً كبيراً على خدمة الفقراء بمختلف الأشكال، من خلال عرض مقتنياتهم الخاصة للبيع، ولاقى الطلب رواجاً بين النجوم، وكان أول المتبرعين الفنان كريم عبد العزيز، وبعد ذلك توالت التبرعات»، ويوضح رمزي أن الأمر لن يقتصر على هؤلاء النجوم بل تواصلت معهم الفنانة دنيا سمير غانم من أجل التبرع بأحد مقتنيات والدها الفنان سمير غانم.

الفنان كريم عبد العزيز ضمن حملة المشروع الخيري (مؤسسة «راعي مصر»)

ويشير رمزي إلى أن المشروع الخيري سيقام بشكل سنوي داخل مصر وخارجها لإيجاد دخل ثابت لدعم الفقراء والمحتاجين، وأن ما بيع في مزاد أميركا هي ساعة الفنان أحمد حلمي، بالإضافة لتيشيرتات اللاعبين إبرهيموفيتش، وسيرجيو راموس.

أرملة الفنان الراحل جورج سيدهم تحمل برنيطة لزوجها (مؤسسة راعي مصر)

وكشف رمزي عن عزمه على إقامة مزاد خيري في مصر أيضاً، لعرض بعض مقتنيات النجوم التي لا تزال بحوزة المؤسسة، مشيراً إلى أنه «بصدد إقامة حفلين في أستراليا في شهر مايو (أيار) المقبل، وحفل آخر في أميركا في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل»، مؤكداً أن مقتنيات النجوم مصدر مهم من مصادر جمع التبرعات.


مقالات ذات صلة

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
TT

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة»، ووصل الأمر إلى تقدم نائبة مصرية ببيان عاجل، طالبت خلاله بوقف عرض المسلسل.

وأثار العمل منذ بداية بثه على قنوات «ON» جدلاً واسعاً؛ بسبب تناوله قضايا اجتماعية عدّها مراقبون ومتابعون «شائكة»، مثل الخيانة الزوجية، والعلاقات العائلية المشوهة، وطالت التعليقات السلبية صناع العمل وأداء بطلاته.

وقالت النائبة مي رشدي، في البيان العاجل: «إن الدراما تعدّ إحدى أدوات القوة الناعمة في العصر الحديث، لما لها من دور كبير ومؤثر في رسم الصورة الذهنية للمجتمعات والشعوب سلباً أو إيجاباً لسرعة انتشارها، وهي انعكاس ومرآة للمجتمع».

وأضافت: «هناك عمل درامي (وتر حساس) يُعرَض هذه الأيام على شاشات القنوات التلفزيونية، يحتاج من المهمومين بالمجتمع المصري إلى تدخل عاجل بمنع عرض باقي حلقات هذا المسلسل؛ لما يتضمّنه من أحداث تسيء للمجتمع المصري بأسره؛ فهو حافل بالعلاقات غير المشروعة والأفكار غير السوية، ويخالف عاداتنا وتقاليدنا بوصفنا مجتمعاً شرقياً له قيمه الدينية».

وتدور أحداث المسلسل، المكون من 45 حلقة، حول 3 صديقات هن «كاميليا» إنجي المقدم، وابنة خالتها «سلمى» صبا مبارك، و«رغدة» هيدي كرم، وتقوم الأخيرة بإرسال صورة إلى كاميليا يظهر فيها زوجها «رشيد»، محمد علاء، وهو برفقة مجموعة فتيات في إحدى السهرات، في حين كانت «كاميليا» تشك في زوجها في ظل فتور العلاقة بينهما في الفترة الأخيرة.

صبا مبارك ومحمد علاء في مشهد من المسلسل (قناة ON)

بينما تغضب «سلمى» من تصرف «رغدة» وتؤكد أنها ستكون سبباً في «خراب بيت صديقتهما»، وعند مواجهة كاميليا لزوجها بالصورة ينكر خيانته لها، ويؤكد لها أنها سهرة عادية بين الأصدقاء.

وتتصاعد الأحداث حين يعترف رشيد بحبه لسلمى، ابنة خالة زوجته وصديقتها، وتتوالى الأحداث، ويتبدل موقف سلمى إلى النقيض، فتبلغه بحبها، وتوافق على الزواج منه؛ وذلك بعد أن تكتشف أن كاميليا كانت سبباً في تدبير مؤامرة ضدها في الماضي تسببت في موت زوجها الأول، الذي تزوجت بعده شخصاً مدمناً يدعى «علي»، وأنجبت منه ابنتها «غالية».

وتعرف كاميليا بزواج سلمى ورشيد، وتخوض الصديقتان حرباً شرسة للفوز به، بينما يتضح أن الزوج الثاني لسلمى لا يزال على قيد الحياة، لكنه كان قد سافر للخارج للعلاج من الإدمان، ويعود للمطالبة بابنته وأمواله.

ويتعمّق المسلسل، الذي يشارك في بطولته لطيفة فهمي، ومحمد على رزق، وأحمد طارق نور، ولبنى ونس، وتميم عبده، وإخراج وائل فرج، في خبايا النفس الإنسانية، وينتقل بالمشاهدين إلى قضايا اجتماعية مثل فكرة الانتقام، والتفريط في الشرف، وتدهور العلاقات بين الأقارب، وصراع امرأتين على رجل واحد.

وتعليقاً على التحرك البرلماني ضد المسلسل، عدّ الناقد المصري محمد كمال أن «الأمر لا يستدعي هذه الدرجة من التصعيد». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن العمل بالفعل مليء بالعلاقات المشوهة، التي لا تقتصر على الخيانة الزوجية، وإنما تمتد إلى خيانة علاقة الأقارب والأصدقاء فيما بينهم؛ فيظهر معظم أبطال العمل غير أسوياء، فالشخصية الرئيسة الثالثة في العمل (رغدة) تخون أيضاً صديقتيها سلمى وكاميليا، وكل ما تسعى وراءه هو جني المال، والإساءة إليهما!».

ويتابع كمال: «فاجأتنا الأحداث كذلك بأن طليق سلمى، ووالد ابنتها كان ولا يزال مدمناً، وكان قد عقد اتفاقاً معها في الماضي بتزوير أوراق تفيد بوفاته؛ كي يثير شفقة والده، ويكتب ثروته بالكامل لابنته غالية، ويسافر هو للعلاج، مع وعدٍ بأنه لن يرجع، وهو جانب آخر من الأفعال المنحرفة».

كاميليا وسلمى... الخيانة داخل العائلة الواحدة (قناة ON)

ويتابع: «وهكذا كل شخوص المسلسل باستثناءات قليلة للغاية، فهناك مَن اغتصب، وسرق، وخان، وقتل، وانتحر، لكن على الرغم من ذلك فإني أرفض فكرة وقف عمل درامي؛ لأن المجتمعات كلها بها نماذج مشوهة، والمجتمع المصري أكبر مِن أن يمسه أي عمل فني، كما أن الجمهور بات على وعي بأن ما يراه عملٌ من خيال المؤلف».

ويرى مؤلف العمل أمين جمال أن «المسلسل انعكاس للواقع»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن قضية احتدام الصراع أصبحت سمة غالبة على علاقات البشر عموماً، وموجودة في العالم كله، ولا يمكن أن تنفصل الدراما عن الواقع».

وتابع: «المسلسل يأتي في إطار درامي اجتماعي مشوق، لذلك نجح في أن يجتذب الجمهور، الذي ينتظر بعد عرض كل حلقة، الحلقة الجديدة في شغف، ويظهر ذلك في تعليقات المشاهدين على (السوشيال ميديا)».

وأشار إلى أنه «بالإضافة لتقديم الدراما المشوقة، في الوقت نفسه أحرص على تقديم رسائل مهمة بين السطور، مثل عدم الانخداع بالمظهر الخارجي للعلاقات؛ فقد تكون في واقع الأمر علاقات زائفة، على الرغم من بريقها، مثل تلك العلاقات التي تجمع بين أفراد العائلة في المسلسل، أو العلاقة بين الصديقات».

من جهتها، هاجمت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله المسلسل، وتساءلت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لماذا هذا الحشد لذلك الكم الكبير من الخيانات بين الأزواج والأصدقاء والأقارب؟»، وقالت: «لست ضد أن تعرض الدراما أي موضوع أو قضية من قضايا المجتمع، على أن تقدم معالجة فنية بها قدر من التوازن بين الأبعاد المختلفة، لا أن تقتصر على جانب واحد فقط».

وعن القول إن العمل يقدم الواقع، تساءلت ماجدة: «هل هذا هو الواقع بالفعل؟ أم أن الواقع مليء بأشياء كثيرة بخلاف الخيانات وانهيار العلاقات بين الناس، التي تستحق مناقشتها في أعمالنا الدرامية، فلماذا يختار العمل تقديم زاوية واحدة فقط من الواقع؟».

وعدّت «التركيز على التشوهات في هذا العمل مزعجاً للغاية، وجعل منه مسلسلاً مظلماً».