نهاية «مأساوية» لزوجين بسبب حَمَل

الحادث وقع في نيوزيلندا التي تضمّ 25 مليون خروف

الحمل حين يخرج عن الوداعة (شاترستوك)
الحمل حين يخرج عن الوداعة (شاترستوك)
TT

نهاية «مأساوية» لزوجين بسبب حَمَل

الحمل حين يخرج عن الوداعة (شاترستوك)
الحمل حين يخرج عن الوداعة (شاترستوك)

أردت الشرطة في نيوزيلندا حَمَلاً قتل زوجين مسنّين في مزرعة، على ما أفادت به السلطات ووسائل إعلام محلّية.

وأعلنت، في بيان، أنها عثرت على رجل وامرأة ميتَيْن، الخميس، في منزلهما بغرب أوكلاند (شمال)، مؤكدة أنّ حَمَلاً كان موجوداً في مكان الحادث عند وصولهم.

وقال ابن شقيق الزوجين، دين بوريل، إنّ الضحيتين اللذين يتخطّى عمرهما 80 عاماً، ماتا في «حادث مأساوي» مسؤول عنه حيوان، وفق ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن إحدى وسائل الإعلام.

وأشارت الشرطة إلى أنّ شخصاً آخر لم تُعرَف هويته أُصيب بجروح طفيفة إزاء هجوم الحمل عليه.

وتابعت: «عند وصول عناصرنا إلى المكان، واجهوا حَمَلاً آخر كان يتوجّه صوبهم. وبعد تقييم المخاطر، أقدموا على قتله». تلا ذلك خضوع جثتَي الضحيتين لعملية تشريح، الجمعة، وفق الشرطة.

وتضمّ نيوزيلندا 5 ملايين شخص وأكثر من 25 مليون خروف.


مقالات ذات صلة

أحفاد ضحايا «السفاح جاك» في بريطانيا يطالبون بتحقيق جديد

يوميات الشرق كارين ميلر نسل ضحية جاك السفاح كاثرين أيدوس (نورث نيوز)

أحفاد ضحايا «السفاح جاك» في بريطانيا يطالبون بتحقيق جديد

رغم مرور أكثر من 130 عاماً على أحداث هذه القضية الغامضة في بريطانيا، يأمل أحفاد ضحايا «السفاح جاك» في أن يتمكنوا أخيراً من كشف الحقيقة بشأن واحدة من أشهر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق وجد العلماء نهجاً جديداً واعداً لإضعاف الذكريات السلبية وتنشيط الذكريات الإيجابية (أرشيفية - رويترز)

علماء يتوصلون لطريقة لـ«محو الذكريات السيئة»

وجد العلماء نهجاً جديداً واعداً لإضعاف الذكريات السلبية وتنشيط الذكريات الإيجابية بحسب ما نقله موقع «ساينس آليرت» العلمي

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تكليف الأطفال بالمهام المنزلية يجعلهم أكثر سعادة وتفوقاً في دراستهم (رويترز)

تكليف طفلك بالمهام المنزلية يجعله أكثر سعادة وتفوقاً

كشفت دراسة جديدة أن تكليف الأطفال بالمهام المنزلية يجعلهم أكثر سعادة وأكثر تفوقاً في دراستهم، كما أنه يحسن من علاقاتهم الاجتماعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يمكن للوقت الذي تقضيه بمفردك أن يكون سبباً في إعادة شحن طاقتك (رويترز)

تحتاج إلى إعادة شحن طاقتك... إليك نشاط فردي سيساعدك على ذلك

يحتاج معظم البشر إلى بعض «الوقت الخاص» بهم من حين لآخر. ووجدت دراسة حديثة أن 56 في المائة من الناس يعتقدون أن قضاء الوقت بمفردهم أمر حيوي لصحتهم العقلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق أنجيلا تابيري تُلهم بالرياضيات (حسابها الشخصي)

«ملكة الرياضيات» الأفريقية تُلهم فَتْح عالَم الأرقام أمام فتيات غانا

الغانية البالغة 35 عاماً تجد متعة في حلّ الألغاز والأسئلة الرياضية، وتأمل فتح عالَم الرياضيات أمام نساء أفريقيات أخريات مُنعنَ تاريخياً من دراسة هذا التخصص.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«متل قصص الحب»... رحلة سينمائية استغرقت 7 سنوات

لقطة من الفيلم صوّرته الحاج في أثناء «ثورة أكتوبر» (ميريام الحاج)
لقطة من الفيلم صوّرته الحاج في أثناء «ثورة أكتوبر» (ميريام الحاج)
TT

«متل قصص الحب»... رحلة سينمائية استغرقت 7 سنوات

لقطة من الفيلم صوّرته الحاج في أثناء «ثورة أكتوبر» (ميريام الحاج)
لقطة من الفيلم صوّرته الحاج في أثناء «ثورة أكتوبر» (ميريام الحاج)

بعد فيلمها الوثائقي الأول «هدنة» تقدّم اليوم المخرجة ميريام الحاج ثاني أعمالها السينمائية الطويلة «متل قصص الحب»، تصحبنا خلاله في رحلة مع 3 شخصيات، جومانا وجورج وبيرلا. كل منهم يعمل في مجال مختلف، ولكن أمراً واحداً يجمعهم هو أمل تغيير بلدهم لبنان إلى الأفضل.

يأخذنا الفيلم منذ لحظاته الأولى إلى عالم سينما واقعي، مختلف بموضوعه وبأسلوب تصويره، بحيث تثبت مخرجته حرفيتها في هذا المجال. حواراته سريعة ومشاهده عفوية.

نقلت ميريام واقع أبطال الفيلم من دون أي «رتوش»، فكانوا بردود أفعالهم التلقائية وعباراتهم المحكية، يشبهون أي مواطن لبناني آخر.

تطوي الحاج مع «متل قصص الحب» صفحة لبنان المعاناة (ميريام الحاج)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» تشير مخرجة الفيلم ميريام الحاج إلى أن الرسالة الرئيسية التي يحملها هي فكرة التغيير. «إنها تراودنا جميعاً في لبنان، وغالباً ما نعترف بها علناً في أي موقف نواجهه، فننتقد مشاهد اجتماعية وبيئية وسياسية تطالعنا في يومياتنا. وفي كل مرة نردد عبارة واحدة: (يجب أن نغيّر). وما رغبت في إبرازه في الفيلم هو إخبار المشاهد كيف باستطاعتنا تطبيق هذا التغيير، كلٌّ على طريقته».

استغرق تصوير الفيلم وإعداده وتنفيذه نحو 7 سنوات. استلهمت ميريام الحاج فكرته منذ عام 2017، حقبة ارتفاع صوت المجتمع المدني، وتفتحت براعم الفكرة بشكل لافت مع انطلاق أولى شرارات ثورة 17 أكتوبر في عام 2019، فالأجواء يومها كانت تحمل الإيجابية، وتدلّنا على طريق واحد يمشي باتجاه التغيير. سلسلة التوقف عن العمل واجهتها المخرجة بسبب أزمات ومشكلات واجهها لبنان، فكانت تقفل كاميرتها فترة لتعود وتحملها مرة أخرى.

جورج مقاتل لبناني سابق كان فاتحة موضوعات الفيلم، تلته الإعلامية جومانا حداد التي ترشحت إلى النيابة في عام 2018، وصُدمت بخسارتها بعد إعلان فوزها. أما البطلة الثالثة بيرلا فهي نموذج حي عن فكر الشباب اللبناني المستقبلي. ناشطة بارزة في حقبة الثورة، شكّلت بيرلا صوت كل أبناء جيلها.

وتوضح الحاج: «جورج يرمز إلى الماضي الحاضر دائماً في لبنان. علاقته بزمن الحرب وطيدة كونه محارباً أسبق فيها. وتجربته شكّلت مادة دسمة كي نتعلّم منها الدروس. ومع جومانا نقلت مشاعر خيبات الأمل التي يتلقاها اللبناني باستمرار، في حين بيرلا التي تعرّفت إليها بالصدفة، تمثّل صوت شبابنا الثائر».

جومانا حداد إحدى بطلات الفيلم (ميريام الحاج)

لماذا اسم «متل قصص الحب»؟ تردّ الحاج إن «علاقتنا ببلدنا لبنان تشبه قصص الحب بكل أشكالها. نفترق عن الحبيب، نتجادل معه، ويشعرنا بالغضب والقهر. نقرر الانفصال عنه، إلا أن عشقنا له يمنعنا من ذلك. وهذه العبارة استوحيتها من حديث جرى بيني وبين جومانا حداد. تفاجأت بها تلملم الردم الذي خلّفه انفجار بيروت وتحضّر لمشروع جديد. يومها قالت لي: (أنا مضطرة إلى الإيمان ببلدي، وأتطلّع معه نحو الغد. فقصتي معه تشبه قصص الحب. هذه هي علاقتنا مع بلدنا لبنان)».

منذ عام 2017 حتى عام 2022 جالت ميريام الحاج بكاميرتها في بيروت ومناطق أخرى. مرّت على شاطئها وبحرها وعلى أزقتها وأحيائها، وتوقفت في جبال لبنان المكسوة بالذهب الأبيض. فهي رغبت بالتعريف ببلدها بشاعرية معينة، كما تقول.

على شكل مذكرات، تروي الحاج 4 سنوات مضطربة من زمن لبنان. تُبرز فيها مكافحة صلبة للتخلّص من أغلالها. فالبلاد كانت تمر باهتزازات متتالية. وهي من جهتها تتمسّك بالأمل من أجل حبّ البقاء وتحقيق الأحلام. صورة سينمائية مشبّعة بالتناقض تعرضها الحاج في هذا الشريط، فتعكس التفاؤل في نفوس اللبنانيين.

صورة لمرفأ بيروت بُعيد تعرّضه لانفجار في 4 أغسطس 2020 (ميريام الحاج)

وتعلّق: «أتمنى أن يعجب الفيلم اللبنانيين؛ لأنه يخاطبهم بلسان حالهم. ويغمرني حماس كبير لموعد عرضه في مهرجان (شاشات الواقع). صحيح أنه تنقّل بين مهرجانات عالمية، ولكن يبقى لعرضه في لبنان مذاقاً خاصاً عندي».

تعترف الحاج أن الفيلم استنزف طاقتها، كونه تطلّب منها نقل واقع صعب فتعلّقت بشخصياته. عاشوا معها في فكرها ويومياتها، كما أن السينما بحد ذاتها في لبنان تعدّ نوعاً من النضال. «كنت أشعر كمن يصارع الأمواج لوحده. والأسوأ هو أنني رفضت إيقاف هذه المصارعة. فهدفي كان واضحاً، ومحوره اختراع أسلوب حياة يليق بنا لنكمل مشوارنا في هذا البلد».

لن تعود بعد اليوم ميريام الحاج إلى هذا النوع من الموضوعات التي تربط ما بين ماضي لبنان وحاضره. وتختتم: «سأتوقف عند هذا الحد؛ لأنني أتطلّع إلى موضوعات تصبّ في غد أفضل. أعتقد أنني قلت كل ما أريده في فيلمي السابق (هدنة) وفي الحالي (متل قصص الحب). ومع هذا الأخير، أطوي صفحة طويلة من المعاناة والأزمات والحروب. ومع وصول رئيس الجمهورية الجديد العماد جوزيف عون، نشعر بالأمل. لقد حاولت في أفلامي التخلص من حمل ثقيل على أكتافنا. جمعت فيها الحزن وخيبات الأمل والإخفاقات. واليوم يخطر على بالي الانكباب على شريط سينمائي مفعم بالأمل، وبغدٍ مزدهر».