سحرُ الابتسامات على الرضَّع يتجاوز ما نتصوَّر

اللمسات الدافئة ذهاباً وإياباً لها تأثيرها الكبير أيضاً

سحر الحب (شاترستوك)
سحر الحب (شاترستوك)
TT

سحرُ الابتسامات على الرضَّع يتجاوز ما نتصوَّر

سحر الحب (شاترستوك)
سحر الحب (شاترستوك)

يقود تفاعُل الوالدين الإيجابي مع ثرثرة الرضيع وإيماءاته، إلى تسريع تطوُّر اللغة لديه. وأوضح باحثون في «جامعة واشنطن»، أنّ الابتسامات والتواصل البصري واللمسات الدافئة، مهمّة لتطوُّر اللغة عند المواليد؛ ونشرت النتائج في دورية «Current Biology».

خلال الدراسة، استخدموا تقنية آمنة وغير جراحية لتصوير دماغ الرضَّع، تُسمّى «التصوير المغناطيسي للدماغ»، لمراقبة نشاطه خلال التفاعلات الاجتماعية وغير الاجتماعية مع الشخص البالغ نفسه.

وسمحت التقنية للطفل بالتحرُّك والتفاعل بشكل طبيعي مع البالغ، ما مكّن الباحثين من تتبُّع نشاط الخلايا العصبية من مناطق متعدّدة في دماغه عندما يتحدّث البالغ إليه، ويلعب معه ويبتسم له. ثم راقبوا نشاط دماغ الرضيع ثانيةً عندما ابتعد الشخص واهتمَّ بآخر.

تحدُث هذه الأفعال بشكل طبيعي يومياً بين البالغين والأطفال، وأظهرت الدراسة أنّ لها تأثيرات مختلفة يمكن قياسها على دماغ الطفل.

قورِن هذا السيناريو من التقارب والتفاعل الاجتماعي، مع سيناريو «غير اجتماعي» يبتعد فيه البالغ عن الطفل، ليتحدّث إلى آخر، فأظهر هذا التفاعل مستويات نشاط أقلّ في مناطق الدماغ عينها.

ووجد الباحثون أنه عند تحدُّث البالغ ولعبه وتفاعله اجتماعياً مع طفل يبلغ 5 أشهر، زاد نشاط دماغ الأخير بشكل خاص في المناطق المسؤولة عن الاهتمام. ويرسم هذا النوع من النشاط مسار تطوُّر اللغة المعزز في الأعمار اللاحقة.

وتتبّعوا تطوُّر لغة الأطفال الرضَّع باستخدام دراسة استقصائية موثقة جيداً تسأل الآباء عن كلمات وجُمل يقولها أطفالهم في المنزل. ووجدوا أنّ زيادة النشاط العصبي استجابةً للتفاعل الاجتماعي في عمر 5 أشهر، أدّى إلى تطوُّر اللغة المعزز عندما يكون الطفل في أعمار 18 و21 و24 و27 و30 شهراً.

وقال الباحث ألكيس بوسيلر: «هذه الدراسة الأولى التي تُقارن بشكل مباشر استجابات دماغ الرضَّع للتفاعل الاجتماعي بين البالغين، ومتابعتهم حتى بلوغهم العامين ونصف العام، لمعرفة كيف يرتبط تنشيط الدماغ المبكر بقدراتهم اللغوية المستقبلية».

وأشار الباحثون إلى أنّ الدراسة تُظهر أنّ تفاعل الوالدين مع تصرّفات الرضَّع من خلال الابتسامات واللمسات الدافئة ذهاباً وإياباً، له تأثير حقيقي وقابل للقياس على دماغهم، لجذبه انتباههم وتحفيزهم على التعلُّم والتطوّر اللغوي.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحذّر من ضباب دخاني سام في باكستان يعرض الأطفال للخطر

آسيا أشخاص يقودون سياراتهم وسط ضباب دخاني كثيف في لاهور بباكستان... 11 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

الأمم المتحدة تحذّر من ضباب دخاني سام في باكستان يعرض الأطفال للخطر

حذرت وكالة الأمم المتحدة للطفولة، اليوم الاثنين، من أن صحة 11 مليون طفل في إقليم البنجاب بشرق باكستان معرضة للخطر بسبب تلوث الهواء.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
يوميات الشرق تشاء الصرخة إعلاء صوت العدالة والدفع قُدماً بقضية المناخ (غرينبيس)

«أحلامنا ليست للبيع والشراء»... صرخة الطفولة العربية لعالَم عادل

يصرخ الأطفال عالياً في الكليب: «أحلامنا ليست للبيع والشراء»، ويعبّرون عن إحباطهم من عالَمٍ لا يكترث لغدهم، ينادون بتغيير جذري يجعل من رفاهيتهم ومستقبلهم أولوية.

فاطمة عبد الله (بيروت)
صحتك الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي «اللطيف» مع أطفالهن (رويترز)

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

تشير أكبر دراسة تحليلية للأدلة إلى أن ممارسة أكثر من ساعة من التمارين الرياضية متوسطة الشدة كل أسبوع قد تقلل من شدة «اكتئاب ما بعد الولادة».

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
أميركا اللاتينية أطفال يمشون على شريط رملي في طريقهم إلى المدرسة في مجتمع سانتو أنطونيو في نوفو أيراو، ولاية أمازوناس، شمال البرازيل، 1 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

الجفاف في منطقة الأمازون يعرّض نحو نصف مليون طفل للخطر

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يوم الخميس، إن ندرة المياه والجفاف يؤثران على أكثر من 420 ألف طفل في 3 دول بمنطقة الأمازون.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
شؤون إقليمية الطفلة نارين غوران راحت ضحية لجريمة قتل بشعة على يد أفراد من عائلتها هزَّت تركيا (مواقع التواصل الاجتماعي)

بدء محاكمة المتهمين في جريمة قتل بشعة لطفلة هزَّت تركيا

عقدت محكمة الجنايات العليا في ديار بكر جنوب شرقي تركيا أولى جلسات الاستماع في قضية مقتل وإخفاء جثة الطفلة نارين غوران التي هزَّت البلاد وشغلت الرأي العام لأشهر

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

البرازيل تحتضن أوّل معرض متجوّل للفن السعودي المعاصر

يشارك في المعرض 17 فناناً سعودياً من أجيال مختلفة (هيئة المتاحف)
يشارك في المعرض 17 فناناً سعودياً من أجيال مختلفة (هيئة المتاحف)
TT

البرازيل تحتضن أوّل معرض متجوّل للفن السعودي المعاصر

يشارك في المعرض 17 فناناً سعودياً من أجيال مختلفة (هيئة المتاحف)
يشارك في المعرض 17 فناناً سعودياً من أجيال مختلفة (هيئة المتاحف)

وسط أجواء القصر الإمبراطوري في ريو دي جانيرو بالبرازيل، تفتح أولى محطات المعرض المتجوّل للفن السعودي المعاصر، حواراً بين السياق التاريخي العريق لهذا القصر والموضوعات التي تتناولها الأعمال الفنية المعروضة في معرض «فن المملكة» الذي أطلقته «هيئة المتاحف السعودية» داخل أروقة القصر، لِإِطْلَاع الجماهير من مختلف دول العالم على الحراك الفني السعودي.

وتسلط الأعمال الفنية المشاركة في المعرض، الضوء على تاريخ المملكة وذاكرة شعبها وتراثها الثقافي، كما توفّر للجمهور فرصة استثنائية لاستكشاف الفن السعودي المعاصر وإسهاماته في بناء سرديات ثقافية جديدة. ويتناول المعرض موضوعين رئيسيين، يرتبط الأول بالصحراء رمزاً للرحابة واللانهاية وعمق الحياة، في حين يتناول الثاني فرادة التقاليد الثقافية وتطور الثقافة البصرية بين الماضي والحاضر.

تسلط الأعمال الضوء على تاريخ المملكة وذاكرة شعبها وتراثها الثقافي (هيئة المتاحف)

يوفّر المعرض للجمهور البرازيلي والعالمي فرصة استثنائية لاستكشاف الفن السعودي المعاصر (واس)

شاهد على تميّز التجربة الفنية السعودية

ويمثّل إطلاق «فنّ المملكة»⁩ في البرازيل، بوصفه أوّل معرض متجوّل للفن السعودي المعاصر، خطوة نوعية في تمكين الفنانين السعوديين والترويج لهم من خلال تقديم إبداعاتهم للعالم، كما يسهم في تعزيز الحوار بين الثقافات عن طريق الفنّ. وقالت منى خزندار المستشارة في وزارة الثقافة: «إن الفن لغةٌ توحّد الشعوب والثقافات، ومعرض فن المملكة خير مثال لهذه الرسالة»، مشيرة إلى أن المعرض شاهد على تميّز المواهب الفنية المعاصرة في المملكة، ويقدّم للفنانين مساحةً لمشاركة قصصهم ورؤاهم مع العالم، وينطلق هذا المعرض من ريو دي جانيرو في خطوة تجسد توجّه الوزارة إلى تعزيز الحوار بين الثقافات وتقديم إبداعات الفنانين السعوديين للعالم.

يمثّل المعرض خطوة نوعية في تمكين الفنانين السعوديين والترويج لهم (واس)

يسهم المعرض في تعزيز الحوار بين الثقافات من خلال الفنّ (واس)

17 فناناً من أجيال مختلفة

ويشارك في المعرض المتجوّل الذي استهل مسيرته من البرازيل بالتزامن مع قمة مجموعة العشرين، 17 فناناً سعودياً من أجيال مختلفة يعرضون ممارسات تعكس حجم الاستجابة الفنية الواعية من فناني المملكة لمشهد الفنون البصرية في العالم. وتحت عنوان «إضاءات شاعريّة»، يضّم المعرض الذي تُركز أعماله على وسائط عدّة منها (تركيبات فنية، ومنحوتات، ولوحات زيتية، ورسومات)، أعمال الفنّانين السعوديين: سارة أبو عبد الله وغادة الحسن، وأيمن يسري ديدبان، وأحمد ماطر، وإيمي كات (محمد الخطيب)، وأيمن زيداني، وشادية عالم، وناصر السالم، ومنال الضويان، ولينا قزاز، ومحمد شونو، وسارة إبراهيم، ودانية الصالح، وفيصل سمره، وفلوة ناظر، ومعاذ العوفي، وعهد العمودي، ويعكس اختلاف تجاربهم، صورة عن تنوّع المشهدين الفني والثقافي في المملكة.

تسعى هيئة المتاحف إلى تمكين الفنانين السعوديين من خلال عرض إبداعاتهم للجمهور العالمي

وتسعى هيئة المتاحف من خلال معرض «فنّ المملكة» إلى الإسهام في تعزيز المكانة الثقافية للمملكة على الساحة الدولية، على أن ينتقل للرياض في مطلع عام 2025 ليستضيفه المتحف السعودي للفن المعاصر في حي جاكس، قبل أن يُقدَّم في المتحف الوطني الصيني في بكين في نهاية العام نفسه. تجدر الإشارة إلى أنه خلال السنوات الماضية، ضاعفت السعودية اهتمامها بتعزيز الهوية والثقافة والتراث الذي تكتنزه أراضيها، كونها ملتقى حضارات يعود تاريخ بعضها لعشرات آلاف من السنين، وهو ما جعل مدّ جسور إلى العالم وتعريف الثقافات الأخرى بالتجربة الثقافية السعودية هدفاً استراتيجياً من صميم عمل وزارة الثقافة بهيئاتها المختلفة.

ينتقل المعرض للرياض في مطلع عام 2025 ضمن جولته الدولية (هيئة المتاحف)