مصريون يدعمون الفنانة الكويتية هدى حسين

بعد اتهامها بـ«الإساءة لقيم المجتمع»

بوستر مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي» (صفحة الفنانة هدى حسين على إنستغرام)
بوستر مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي» (صفحة الفنانة هدى حسين على إنستغرام)
TT

مصريون يدعمون الفنانة الكويتية هدى حسين

بوستر مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي» (صفحة الفنانة هدى حسين على إنستغرام)
بوستر مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي» (صفحة الفنانة هدى حسين على إنستغرام)

تواصلت ردود الفعل على ما تعرضت له الفنانة الكويتية هدى حسين من منع بسبب مسلسلها الرمضاني «زوجة واحدة لا تكفي»، وانتشر خلال الساعات الأخيرة هاشتاغ (#كلنا – هدى – حسين) على منصة «إكس» بمصر دعماً لها.

وجاءت تعليقات المتابعين متعاطفة مع الفنانة الكويتية عقب قرار وزارة الإعلام الكويتية إيقاف كل من شارك في أي عمل فني يسيء للمجتمع الكويتي، وكذلك المشاركة في أي أعمال فنية أو مسرحية يتم تصويرها أو عرضها داخل دولة الكويت من دون ذكر اسم العمل، وذلك وفق بيان نشرته وزارة الإعلام عبر صفحاتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي.

الفنانة الكويتية هدى حسين (صفحتها على إنستغرام)

وكان مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي» قد واجه انتقادات واسعة في الفترة الأخيرة؛ نظراً لجرأة المحتوى الدرامي الذي يطرحه العمل، حسب وصف البعض، ويشارك في بطولة العمل نخبة من النجوم، من بينهم هدى حسين وماجد المصري وأيتن عامر ونور الغندور ونور الشيخ وفاطمة الصفي وليلى عبد الله، وتأليف هبة مشاري حمادة، وإخراج علي العلي.

وتدور أحداث المسلسل حول رشيد وزوجته هيلة وبناتهما الثلاثة، الذين يعيشون حياة عادية، ويديرون مدرسة مختلطة، ولكن مع مرور الوقت تنكشف أسرار تخص رشيد وتصيب الأسرة بالصدمة والذهول.

لم يتوقف الأمر عند إيقاف أبطال العمل بالكويت فقط، بل طال القرار مسرحية «في زين الزمان» التي كان من المقرر عرضها خلال موسم عيد الفطر في الكويت، وتم الإعلان عن إيقافها؛ نظراً لأن أبطال العرض المسرحي من بينهم هدى حسين وفاطمة الصفي، وكلمات هبة مشاري حمادة أيضاً.

وأشاد حساب عبر منصة «إكس» باسم «محمد الدلبحي» بأعمال الفنانة هدى حسين قائلاً: «أثبتت بأن ‫الفن رسالة وفي كل مسلسل توجد الواقعية، ومحاربتها دليل على نجاحها، لأنها تفردت بطرح المشاكل المجتمعية».

https://twitter.com/meedoo2030/status/1777268247190004010

وترى الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله أن «الفن مرآة المجتمع، وطرح القضايا الواقعية من أجل تسليط الضوء عليها بهدف دعمها ومعالجتها هو الأساس»، وتضيف خير الله لـ«الشرق الأوسط» أن «الفن سيظل للفن فقط وليس للمنع والتقييد، ودعم هدى حسين عبر مواقع التواصل الاجتماعي يدل على أهمية ما تقدمه»، وترفض خير الله الإيقاف بشكل نهائي مهما كانت المبررات: «نحن لا نعيش في المدينة الفاضلة، ولدينا نماذج حسنة وأخرى سيئة، وتقديمهما للناس عبر الشاشة الصغيرة أمر هام من أجل الإشادة بالأولى ومعالجة الأخرى».

هدى حسين على بوستر مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي» (صفحتها على إنستغرام)

وذكر حساب على «إكس» باسم «أميرة الشهري» أن أحداث العمل وسيلة للتوعية قائلة: «المسلسل رائع وليس به أي تشويه لسمعة الكويت، بل بالعكس المسلسل يهدف للتوعية على أشياء في المدارس لم نكن نهتم بها، وما يحدث في المجتمع أكثر وأقوى من الذي تطرق له المسلسل، وهدى حسين أبدعت».

بوستر مسرحية «زين الزمان» (صفحة الفنانة هدى حسين على إنستغرام)

https://twitter.com/amo0o0rh/status/1777117640114286893

وكتب حساب باسم «الجوهرة» على «إكس» أيضاً أن «هدى حسين متجددة ولا تكرر نفسها فيما تقدمه، لأنها تحترم جمهورها، وما تتحدث عنه في مسلسلاتها واقع نعيشه... كل من يحارب ‫هدى حسين خاسر لأن جمهورها كبير ومتذوق للفن الذي لا تفهمونه».

https://twitter.com/HM_Aljwharah77/status/1777138693343481897

ومن حيث المبدأ يرفض الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين المنع وتحجيم حرية الإبداع، ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «الممثل مسؤول عن دور تمثيلي مكتوب، ويجب الرجوع لشركة الإنتاج، لكن ممثلة قديرة مثل هدى حسين قدمت شخصية فنية وعدم التعامل معها هي أو غيرها لن يغير في الأمر شيئاً؛ لأنها تظل ممثلة كويتية، ولها مطلق الحرية في تقديم الأدوار بمختلف أنواعها، ومحاكمة أي فنان بسبب دور يقلل من سقف الحرية، والحالة الوحيدة لإيقاف التعامل مع أي ممثل هي مشاركته في عمل ينتمي للكيان الصهيوني».

ويضيف سعد الدين أن «الجدل حول العمل سيزيد الطلب عليه بشكل كبير من القنوات والمنصات»، مشدداً على أن «المنع لا يتماشى مع حرية الإبداع والفكر، فلا دخل للممثل بالعمل لأنه لا يملك تغيير حوار أو أحداث، ونحن لا نعيش في مجتمع مثالي خال من الأخطاء».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».