هل نجح رامز جلال في الصلح بين ضحاياه «المتخاصمين»؟

استضاف نجوم فن وكرة قدم ليس بينهم خلافات

مع حسن شاكوش بعد إنهاء الحلقة (حساب رامز على فيسبوك)
مع حسن شاكوش بعد إنهاء الحلقة (حساب رامز على فيسبوك)
TT

هل نجح رامز جلال في الصلح بين ضحاياه «المتخاصمين»؟

مع حسن شاكوش بعد إنهاء الحلقة (حساب رامز على فيسبوك)
مع حسن شاكوش بعد إنهاء الحلقة (حساب رامز على فيسبوك)

استطاع الفنان المصري رامز جلال أن يجمع عدداً كبيراً من النجوم خلال حلقات برنامجه «رامز جاب من الآخر»، حيث استضاف نجمين في كل حلقة.

ورغم أنه أعلن عن نيته الصلح بين بعض المتخاصمين في مقدمة برنامجه، فإنه استضاف ثنائيات لا يوجد بينها أي خلاف، على غرار حلقة حمادة هلال وأحمد فهمي، وكذلك يسرا اللوزي ونسرين أمين، وحمدي الميرغني وزوجته.

ورفض المطرب حسن شاكوش وطليقته إكمال الحلقة الـ27 من البرنامج مساء السبت، بعدما فوجئ كل منهما بوجود الآخر، وسط حالة من الدهشة والصدمة، وقال رامز إنه كان يهدف إلى إزالة الخلاف بينهما بشكل كوميدي، إلا أنه رضخ في النهاية لرغبتهما، لكنه قرر بث الحلقة التي أحدثت ضجة واسعة في مصر.

ونجح رامز في رأب الصدع بين الإعلاميين الرياضيين عبد الناصر زيدان وأبو المعاطي زكي في نهاية الحلقة، وهو ما استقبله جمهور السوشيال ميديا بالإشادة.

كما تمكن من تحقيق الصلح بين بعض ضحاياه المتخاصمين، في حين هدد البعض الآخر باللجوء للقضاء بسبب تعرضهم لإصابات خلال تصوير الحلقات، من بينهم سمية الخشاب التي كتبت عبر صفحتها الشخصية بموقع «إنستغرام» تعليقاً على صورة جمعتهم: «باخد حقي منك يا رامز يا مؤذي»، وكذلك الإعلامي الرياضي عبد الناصر زيدان الذي طالب صناع العمل في تصريحات إعلامية بتعويض مادي كبير نظير تعرضه للإصابة خلال تصوير «المقلب»، الذي لم يكن على علم به، وفق قوله.

رامز مع انتصار وميرهان حسين (حساب رامز على فيسبوك)

ورغم أن «فكرة برنامج رامز هذا العام تشهد اجتهاداً واضحاً ورغبة في التغيير»، وفق الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن، فإن «هدف البرنامج لم يتحقق وأن من يتابعه يعي جيداً أن الصلح بين المتخاصمين لا يكون بهذه الطريقة»، وتساءل: «لماذا حدث الخلاف من الأساس طالما التوفيق بينهم يتم هكذا؟».

ويوضح عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن تصدر بعض حلقات البرنامج «الترند» في مصر يعود إلى حب الجمهور لمشاهدة رامز، خصوصاً هذا العام، بعد أن تفادى رامز الحديث بسخرية مثلما كان يفعل من قبل مع ضيوفه.

ومن بين الثنائيات التي استضافها البرنامج، أحمد السقا مع باسم سمرة، ومي عمر ونجلاء بدر، وعلي البليهي وفراس البريكان، وباميلا الكيك ومرام علي، وعبد الله السعيد وكهربا، وحمادة هلال وأحمد فهمي، وانتصار وميرهان حسين، ومها أحمد وفادي خفاجة، وطارق لطفي ومحمد رياض، وحسن عسيري وأصايل محمد، ونسرين أمين ويسرا اللوزي، وأحمد مالك وهدى المفتي، وعبد الناصر زيدان وأبو المعاطي زكي، وحمدي الميرغني وزوجته.

مع محمد رياض وطارق لطفي (حساب رامز على فيسبوك)

ويعد «رامز جاب من الآخر» البرنامج الـ14 في مشوار جلال مع «المقالب» التي بدأها عام 2011، وتدور فكرة البرنامج حول استضافة رامز للضيوف وعلمهم بالأمر، ولكن الاختلاف يكمن في استضافة ثنائي بينهما خلاف على أرض الواقع من دون علم أحدهما بوجود الآخر في غرفة مجاورة.

وقال الفنان حمادة هلال في تصريحات لبرنامج «الراديو بيضحك» إنه شعر أن حلقته مع رامز لن تمر مرور الكرام رغم معرفته المسبقة بمقابلته، مؤكداً عدم علمه بتفاصيل ما سيحدث بعد انصرف رامز، بينما أكدت الفنانة يسرا اللوزي في تصريحات إذاعية أنها لم تكن على علم بوجود نسرين أمين معها بالحلقة، كما أن فكرة البرنامج لم تنطبق عليها لعدم وجود خلافات بينها وبين أحد في الوسط الفني.

أحمد عيد ومحمد أنور في لقطة مع رامز بعد انتهاء الحلقة (حساب رامز على فيسبوك)

وتصدرت حلقات عدة من البرنامج «ترند»، مواقع التواصل الاجتماعي عقب عرضها وأحدثت ضجة كبيرة كما عقدت مقارنات بين الضيفين من ناحية رد الفعل، كما انتشرت صور كوميدية على نطاق واسع، ومن بين تلك الحلقات، حلقة مها أحمد وفادي خفاجة، وكذلك حلقة نجلاء بدر ومي عمر، وأحمد السقا وباسم سمرة، ومؤدي المهرجانات حسن شاكوش وطليقته.

ويؤكد الدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، أن «البرنامج لم يحقق هدفه بالشكل الإيجابي والصلح بين ضيفي البرنامج»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «أرفض طريقة تقديمه، كما أن الصلح على حساب السخرية من الضيوف ليس مقبولاً للجميع، وأظن أن الطريقة لم تفلح». على حد تعبيره.

مع حمدي الميرغني وزوجته (حساب رامز على فيسبوك)

في المقابل أعرب متابعون وفنانون عن إعجابهم بما يقدمه رامز، مشيدين بقدرته على التغيير الدائم في أفكار برامجه، مؤكدين تحقيق البرنامج نسب مشاهدات واسعة عربياً، ومعتبرين برامج رامز من الطقوس الرمضانية التي ينتظرها الجمهور عقب أذان المغرب كل عام.

ويحظى البرنامج بفواصل إعلانية طويلة، ما يعدّه متابعون دليلاً على نجاحه في اجتذاب الجمهور.

من حلقة يسرا اللوزي ونسرين أمين (حساب رامز على فيسبوك)

وتعد التقديمات الساخرة التي يطلقها رامز في بداية حلقاته من الأجزاء التي يفضلها مشاهدون حيث تتسم بالجرأة والكوميديا اللاذعة.

وعلى خلاف الأعوام السابقة لم تشهد الشاشة خلال شهر رمضان هذا العام وجوداً لبرامج المقالب على نطاق واسع التي اشتهرت في السابق بشكل كبير، وقدمها عدد من النجوم مثل هاني رمزي ومحمد فؤاد وفيفي عبده وغيرهم.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
TT

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

مع انتشار اختبار «اللهجة الفلاحي» عبر مواقع التواصل في مصر بشكل لافت خلال الساعات الماضية، وتندُّر كثيرين على مفردات الاختبار التي عدَّها البعض «غير مألوفة» وتحمل معاني متعدّدة؛ تطوّر هذا الاختبار إلى «وصم اجتماعي» بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، وعدّوا أنفسهم من أبناء «الطبقة الراقية».

وكتبت صاحبة حساب باسم بسمة هاني بعد نشر نتيجة اختبارها «اللهجة الفلاحي»، 5/ 20، عبر «فيسبوك»: «يعني أنا طلعت من EGYPT»، مع تعبير «زغرودة» للدلالة إلى الفرح.

ونشر حساب باسم المهندس رامي صورة لرجل يركب حماراً ويجري بسرعة وفرح، معلّقاً أنه هكذا يرى مَن نجحوا في اختبار «اللهجة الفلاحي».

وكتب حساب باسم سعيد عوض البرقوقي عبر «فيسبوك»: «هذا اختبار اللهجة الفلاحي... هيا لنرى الفلاحين الموجودين هنا وأقصد فلاحي المكان وليس الفكر».

ورداً على موجة السخرية والتندُّر من هذا الاختبار، كتب صاحب حساب باسم محمد في «إكس»: «هناك فلاحون يرتدون جلباباً ثمنه ألف جنيه (الدولار يساوي 48.62 جنيه مصري) ويمتلك بيتاً من هذا الطراز – نشر صورة لبيت بتصميم فاخر – ويعرف الصح من الخطأ، ويعلم بالأصول وهو أهل للكرم، تحية لأهالينا في الأرياف».

وأمام التحذير من تعرّض المتفاعلين مع الاختبار إلى حملات اختراق، كتب الإعلامي الدكتور محمد ثروت على صفحته في «فيسبوك»: «اختبار اللهجة الفلاحي مجرّد (ترند) كوميدي وليس هاكرز، ويعبّر عن جهل شديد في أصولنا وعاداتنا المصرية القديمة». فيما كتب حساب باسم إبراهيم عبر «إكس»: «أخاف المشاركة في الاختبار والحصول على 10/ 20. أهلي في البلد سيغضبون مني».

وتضمّ مصر عدداً من اللهجات المحلّية، وهو ما يردُّه بعض الباحثين إلى اللغة المصرية القديمة التي تفاعلت مع اللغة العربية؛ منها اللهجة القاهرية، واللهجة الصعيدية (جنوب مصر)، واللهجة الفلاحي (دلتا مصر)، واللهجة الإسكندراني (شمال مصر)، واللهجة الساحلية واللهجة البدوية. ولمعظم هذه اللهجات اختبارات أيضاً عبر «فيسبوك».

اختبار «اللهجة الفلاحي» يغزو وسائل التواصل (فيسبوك)

في هذا السياق، يرى أستاذ الأدب والتراث الشعبي في جامعة القاهرة الدكتور خالد أبو الليل أنّ «هذا (الترند) دليل أصالة وليس وصمة اجتماعية»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «إقبال البعض في وسائل التواصل على هذا الاختبار محاولة للعودة إلى الجذور».

ويُضيف: «صوَّر بعض الأعمال الدرامية أو السينمائية الفلاح في صورة متدنّية، فترسَّخت اجتماعياً بشكل مغاير للحقيقة، حتى إنّ أي شخص يمتهن سلوكاً غير مناسب في المدينة، يجد، حتى اليوم، مَن يقول له (أنت فلاح) بوصفها وصمة تحمل معاني سلبية، على عكس طبيعة الفلاح التي تعني الأصالة والعمل والفَلاح. محاولة تحميل الكلمة معاني سلبية لعلَّها رغبةُ البعض في التقليل من قيمة المجتمعات الزراعية لأغراض طبقية».

ويتابع: «مَن يخوض الاختبار يشاء استعادة المعاني التي تعبّر عن أصالته وجذوره، أما من يتندّرون ويسخرون من الفلاحين فهُم قاصرو التفكير. ومن يخسرون ويرون أنّ خسارتهم تضعهم في مرتبة اجتماعية أعلى، فهذا تبرير للفشل».

ويشير أبو الليل إلى دور إيجابي تؤدّيه أحياناً وسائل التواصل رغم الانتقادات الموجَّهة إليها، موضحاً: «أرى ذلك في هذا الاختبار الذي لا يخلو من طرافة، لكنه يحمل دلالة عميقة تردُّ الحسبان للفلاح رمزاً للأصالة والانتماء».

لقطة من فيلم «المواطن مصري» الذي تدور أحداثه في الريف (يوتيوب)

ويعيش في الريف نحو 57.8 في المائة من سكان مصر بعدد 45 مليوناً و558 ألف نسمة، وفق آخر إحصائية نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، بينما يبلغ سكان المدن نحو 40 مليوناً و240 ألف نسمة.

من جهتها، ترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، الدكتورة هالة منصور، أنّ «الثقافة الشعبية المصرية لا تعدُّ وصف (الفلاح) أمراً سلبياً، بل تشير إليه على أنه (ابن أصول) وجذوره راسخة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «يُسأل الوافدون إلى القاهرة أو المدن الكبرى عن أصولهم، فمَن لا ينتمي إلى قرية يُعدُّ غير أصيل».

وتُرجِع الوصم الاجتماعي الخاص بالفلاحين إلى «الهجرة الريفية الحضرية التي اتّسع نطاقها بدرجة كبيرة نظراً إلى ثورة الإعلام ومواقع التواصل التي رسَّخت سلوكيات كانت بعيدة عن أهل الريف».

وتشير إلى أنّ «السينما والدراما والأغنيات ترسّخ لهذا المنظور»، لافتة إلى أنه «من سلبيات ثورة 1952 التقليل من قيمة المهن الزراعية، والاعتماد على الصناعة بوصفها قاطرة الاقتصاد. وقد أصبحت تلك المهن في مرتبة متدنّية ليُشاع أنَّ مَن يعمل في الزراعة هو الفاشل في التعليم، وهذا لغط يتطلّب درجة من الوعي والانتباه لتصحيحه، فتعود القرية إلى دورها المركزي في الإنتاج، ومكانها الطبيعي في قمة الهرم الاجتماعي».

وعمَّن فشلوا في اختبار «اللهجة الفلاحي» وتفاخرهم بذلك بوصفهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية راقية، تختم أستاذة علم الاجتماع: «هذه وصمة عار عليهم، وليست وسيلة للتباهي».